الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
الخميس 25 أبريل 2024 12:30 صـ 15 شوال 1445 هـ
أهم الأخبار

بالأسماء.. أعضاء تنظيم القاعدة الذين أخرجهم ”مرسى” من السجون المصرية

مرسى
مرسى

في ظل ما يعيشه العالم العربي في الآونة الأخيرة من صراعات واضطرابات وفوضى عارمة وعدم استقرار، تطرق المجلس الأمريكى للعلاقات الخارجية إلى الحديث عن ما يسمى بـ "الربيع العربي"، حيث أجرى المجلس دراسة عما أدت له ثورات الربيع العربي من فوضى ودمار وانهيار في دول الشرق الأوسط.
وأشارت الدراسة الأمريكية إلى أن تنظيم "القاعدة" الإرهابي، هو المستفيد الوحيد من ثورات الربيع العربي التي اندلعت منذ عام 2010 في منطقة الشرق الأوسط، حيث أعاد التنظيم بناء صفوفه وتقويتها مرة أخرى من خلالها، وذلك بعد فترة طويلة من التفكك والانهيار.
وأضافت أن الحركات الاحتجاجية الضخمة التي انطلقت في بعض البلدان العربية خلال آواخر عام 2010 ومطلع 2011 وأطلق عليها "الربيع العربي"، نشأت في البداية متأثرة بالثورة التونسية التي اندلعت جراء إحراق محمد البوعزيزي نفسه ونجحت في الإطاحة بالرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي، وكان من أسبابها الأساسية انتشار الفساد والركود الاقتصادي وسوء الأحوال المعيشية، إضافة إلى التضييق السياسي والأمني وعدم نزاهة الانتخابات في معظم البلاد العربية.
وأشارت الدراسة إلى أن تلك الثورات نجحت في الإطاحة بأربعة أنظمة حتى الآن، فبعد الثورة التونسية نجحت ثورة 25 يناير المصرية بإسقاط الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ثم ثورة 17 فبراير الليبية بمقتل معمر القذافي وإسقاط نظامه، ثم الثورة اليمنية التي أجبرت علي عبد الله صالح على التنحي قبل مقتله أيضا، وأما الحركات الاحتجاجية فقد بلغت جميع أنحاء الوطن العربي، وكانت أكبرها هي حركة الاحتجاجات في سوريا.
وأضافت الدراسة:"تميزت هذه الثورات بظهور هتاف عربي ظهر لأول مرة في تونس وأصبح شهيرًا في كل الدول العربية وهو: "الشعب يريد إسقاط النظام".
وتابعت الدراسة:" إثر نجاح الثورتين التونسية والمصرية بإسقاط نظامين بدأت الاحتجاجات السلميَة المطالبة بإنهاء الفساد وتحسين الأوضاع المعيشية بالانتشار سريعًا في جميع أنحاء الوطن العربي الأخرى، فبلغت الأردن والبحرين والجزائر وجيبوتي والسعودية والسودان والعراق وعمان وفلسطين والكويت ولبنان والمغرب وموريتانيا".
وسلطت الدراسة ، الضوء على الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان الإرهابية، حيث اتهمت مرسي بالإفراج عن الآلاف من إرهابيى تنظيم "القاعدة" خلال فترة رئاسته لمصر بين عامى ٢٠١٢ و٢٠١٣، مشيرة إلى أن ذلك هو السبب الرئيسي في العمليات الإرهابية التي تعرضت لها مصر في الفترة الأخيرة، كما أنه ساعد التنظيم على تقوية جذوره وتنميتها مرة أخرى.
وقالت الدراسة، إنه على الرغم من أن بناء تنظيم القاعدة سبق ربيع عام 2011، إلا أن الاضطرابات التي أعقبت الثورات ساعدت التنظيم الإرهابي على إحياء نفسه من جديد، حيث إنه كان من بين القوى الإرهابية الإقليمية التى استفادت أكثر من غضب وفوضى وانهيارات الربيع العربي، فبعد سبع سنوات من انطلاق الثورات العربية، ظهر أيمن الظواهرى، كزعيم قوي للنظيم الإرهابي برؤية استراتيجية نفذها بشكل منهجي، وشن هجمات ضد أعداء التنطيم المعلنين في كل أنحاء العالم.
وقام تنطيم القاعدة بتشكيل حركة عالمية تضم الكثير من القواعد في سوريا وحدها، وأصبح لديه هناك ما يزيد على عشرين ألف رجل مسلحين، ولديه أربعة آلاف آخرون في اليمن وحوالي سبعة آلاف في الصومال.
وأكدت الدراسة أن الآلاف من مقاتلي القاعدة الذين تم تحريرهم من السجون المصرية في الفترة 2012-2013 من قبل الرئيس محمد مرسي، اتجهوا لممارسة الأعمال الإرهابية مستغلين عدم الاستقرار والاضطرابات التي تعرضت لها منطقة الشرق الأوسط في تلك الفترة، حيث كان كل فرد منهم على دراية جيدة بالإرهاب والتخريب، كما كانت لديهم القدرة علي اغراق بلداً أو منطقة بأكملها في الفوضى، سواء كان ذلك في ليبيا أو تركيا أو سوريا أو اليمن، فقد كان خروجهم من السجون محفز أساسي لتعزيز مصالح القاعدة أو زيادة نفوذها مرة أخرى.
وقال الخبير فى شئون مكافحة الإرهاب والصراعات، بروس هوفمان، الذى أعد الدراسة، إنه في الوقت الذي توهم فيه النشطاء الحقوقيين المحليين والإقليميين والحكومات الغربية، بأن الاحتجاجات الشعبية والعصيان المدني ووسائل التواصل الاجتماعي نجحت في القضاء على الإرهاب، اكتشف تنظيم "القاعدة" فرصة جديدة ومغرية أعادته إلى الحياة بعد هذه الفوضى.
وأضاف هوفمان، أن القوات الموالية لتنظيم القاعدة الإرهابي وفروعه التي تبلغ عشرات الآلاف، لديها القدرة على تدمير الاستقرار المحلى والإقليمي، وشن اعتداءات ضد أعدائهم فى الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا وأوروبا وروسيا.
وثبتت الدراسة أن تدخل القاعدة في سوريا كان الأكثر تأثيرًا، وكان أحد مواقف "الظواهري" الرسمية الأولى بعد أن خلف بن لادن، هو أن يأمر أحد المحاربين السوريين في العراق المسمى أبو محمد الجولاني، بالعودة إلى وطنه وإقامة تنظيماً للقاعدة الذي سيصبح في نهاية الأمر جبهة النصرة.
وأضافت الدراسة, أن بعض رسائل القاعدة الطائفية أدت بشكل مروع على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى زيادة حدة الخلافات التاريخية بين السنة والشيعة وأعطى ذلك للتنظيم المدخل إلى السياسة السورية الداخلية التي تحتاجها لتوطيد وجودها في ذلك البلد.
وتابعت:" على الرغم من أن تنظيم "داعش" الإرهابي" في العراق والشام استحوذ على اهتمام العالم في الأربع سنوات الماضية، إلا أن تنظيم القاعدة قام بإعادة بناء فروعه المختلفة وتحصينها بهدوء، حيث نفذت القاعدة خطة منهجية استراتيجية طموحة تهدف إلى حماية قياداتها العليا المتبقية وترسيخ نفوذها في أي مكان، وبناء على ذلك تم تفريق قادتها إلى سوريا وإيران وتركيا وليبيا واليمن، مع بقايا صلبة فقط من كبار القادة الذين ما زالوا في أفغانستان وباكستان"، وفقاً للدراسة.
ويؤكد عدد كبير من قادة تنظيم القاعدة الذين أرسلوا إلى سوريا على مدى 6 سنوات الماضية، على الأولوية القصوى التي توليها المنظمة الإرهابية لهذا البلد، ومن بينهما محسن الفاضلي، وحيدر كيركان، وهو مواطن تركي أرسل منذ فترة طويلة إلى بن لادن، في عام 2010 لوضع الأساس لتوسيع حركة التنظيم في بلاد الشام، وذلك قبل أن يخلق الربيع العربي تلك الفرصة على وجه التحديد، وكان كيركان مسؤولاً عن تسهيل حركة أفراد كبار آخرين في القاعدة من باكستان إلى سوريا هربًا من حملة الطائرات العسكرية بدون طيار، التي أمر بها الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، حيث قتل في عام 2016 في غارة جوية أمريكية.
ويعد أيضًا سيف العدل، من قادة التنظيم الأكثر صلابة سابقًا، وهو قائد عسكري سابق في الجيش المصري، ويعود تاريخه إلى آواخر سبعينيات القرن الماضي، ويشمل مؤامرات اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، وتفجيرات عام 1998 في الولايات المتحدة وسفارات في كينيا وتنزانيا، وحملات القاعدة الإرهابية بعد 11 سبتمبر في المملكة العربية السعودية وجنوب آسيا، كما أنه خدم كمستشار للوريث الافتراضي لبن لادن نجله "حمزة"، بعد أن سعى كل من العدل والصبي إلى الملاذ في إيران بعد بدء العمليات العسكرية الأمريكية في أفغانستان آواخر عام 2001.
وأشارت الدراسة الأمريكية، إلى أن وجود تنظيم القاعدة في سوريا أكثر ضراوة بكثير من وجود داعش، حيث إن منظمة "تحرير الشام" وهو الاسم الأخير الذي تبنته القاعدة المحلية، هي الآن أكبر مجموعة إرهابية في البلاد، وقد وسعت سيطرتها العام الماضي على كل من محافظة إدلب والمناطق على طول الحدود السورية التركية، وهذه هي ذروة عملية بدأتها القاعدة قبل أكثر من ثلاث سنوات للقضاء على الجيش السوري الحر وأي جماعة أخرى تتحدى طموحات القاعدة الإقليمية.
وقالت الدراسة، إن تنظيم "داعش" الإرهابي يتنافس مع القاعدة من حيث النفوذ أو الوصول أو القوة البشرية أو التماسك في القدرة على شن هجمات إرهابية مذهلة في أوروبا، مثل هجمات شارلي إبدو عام 2015 في باريس، وتفجير مترو سانت بطرسبيرج في روسيا عام 2017.
وأكدت الدراسة، أن نجاح القاعدة في إعادة إحياء شبكتها العالمية هو نتيجة لثلاثة خطوات استراتيجية قام بها الظواهري، الأولي هي تعزيز نهج الامتياز اللامركزي الذي سهل بقاء الحركة على مر السنين، حيث أصبحت القاعدة الأن عالمية ومحلية، والثانية هي الأمر الذي أصدره الظواهري في عام 2013 لتفادي عمليات الإصابات الجماعية، خاصة تلك التي قد تقتل المدنيين المسلمين، وهكذا أصبحت القاعدة قادرة على تقديم نفسها عبر وسائل التواصل الإجتماعي أكثر من داعش.
أما الخطوة الثالثة للظواهري، هي التي سمحت لداعش بامتصاص جميع الضربات من الائتلاف ضده بينما تقوم القاعدة بإعادة بناء قوتها العسكرية بشكل غير ملحوظ.
ويعد تنظيم "القاعدة" الإرهابي في الأساس حركة متعدد الجنسيات، تأسست في الفترة بين أغسطس 1988وآواخر 1989، تدعو إلى الجهاد الدولي وهاجمت منذ تأسيسها أهدافًا مدنية وعسكرية في مختلف الدول أبرزها هجمات 11 سبتمبر 2001، تشمل التقنيات التي تستخدمها القاعدة الهجمات الانتحارية والتفجيرات المتزامنة في أهداف مختلفة، والتي يقوم بها أحد أعضاء التنظيم الذين تعهدوا بالولاء للراحل أسامة بن لادن, مؤسس التنظيم, أو بعض الأفراد الذين خضعوا للتدريب في أحد المخيمات في أفغانستان أو السودان.
وتشمل أهداف "القاعدة" إنهاء النفوذ الأجنبي في البلدان الإسلامية، وإنشاء خلافة إسلامية جديدة، وتعتقد أن هناك تحالفًا مسيحيًا يهوديًا يتآمر لتدمير الإسلام.
كما توصف فلسفة القاعدة الإدارية بأنها مركزية في القرار ولا مركزية في التنفيذ، وبعد الحادي عشر من سبتمبر والحرب على الإرهاب، أصبحت قيادة تنظيم القاعدة معزولة جغرافيًا، مما أدى إلى ظهور قيادات إقليمية للمجموعات المختلفة، تعمل تحت اسم القاعدة.
وتصنف القاعدة كمنظمة إرهابية، من قبل كل من مجلس الأمن والأمانة العامة لحلف شمال الأطلسي والمفوضية الأوروبية للاتحاد الأوروبي، ووزارة الخارجية الأمريكية وأستراليا والهند وكندا وإسرائيل واليابان وكوريا الجنوبية وهولندا والمملكة المتحدة وروسيا والسويد وتركيا وسويسرا والسعودية والبحرين والمغرب وباكستان وتونس ولبنان والأردن ومصر ونيجيريا والإمارات.

جريدة الموجز، جريدة ورقية أسبوعية مستقلة، وموقع شامل يستطيع الجمهور من خلاله الوصول للخبر الصحيح والمعلومات الدقيقة.

ويقدم موقع الموجز للقراء كل ما يهم الشأن المصري الداخلي والخارجي بشكل يومي وعاجل، بالإضافة إلى أخر تحديثات أسعار الذهب ، أسعار العملات، أسعار الدولار، أسعار السلع أولاً بأول.

كما يقدم الموقع لقرائه أحدث وأهم أخبار الفن، وأخبار الرياضة، وأخبار السياسة، وأخبار الحوادث، وأخبار العالم ، وأهم الاحداث الكروية ، دوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا.