الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
الجمعة 29 مارس 2024 01:22 مـ 19 رمضان 1445 هـ
أهم الأخبار

مصطفى عبد الودود .. ما لم ينشر عن المصري المتهم بالنصب على بيل جيتس

مصطفى عبد الودود
مصطفى عبد الودود

فتحت الولايات المتحدة الأمريكية النيران على رجال الأعمال المتورطين في قضية انهيار شركة "أبراج كابيتال" الإمارتية للاستثمار المباشر، حيث كشفت التحقيقات التي تجريها السلطات الأمريكية عن تورط 6 شخصيات في القضية من بينهم رجل أعمال مصرى، وتم إلقاء القبض عليهم بتهمة الاحتيال على مستثمرين أجانب أبرزهما بيل وميليندا جيتس.
وقالت مذكرة الاتهام التى وجهتها السلطات الأمريكية لأعضاء الإدارة التنفيذية للشركة، إن إدارة الشركة تلقت أول تحذير في يناير 2014، حيث بلغ عجز التدفقات النقدية وقتها 100 مليون دولار، لكن عارف نقفى، مؤسس الشركة ورئيس مجلس إدارتها استخدم أموال المستثمرين لسد العجز، بدلًا من الإفصاح عن حقيقة الموقف في الشركة.
وأصبح انهيار شركة "أبراج" العام الماضى، أكبر فشل لشركة استثمار مباشر فى الأسواق الناشئة، وجرت ملاحقة قيادات الشركة منذ ذلك الحين، بينما يجرى العمل على تصفية أصولها.
وألقت السلطات الأمريكية القبض على رجل الأعمال المصري مصطفى عبد الودود، البالغ من العمر 49 عامًا، في نيويورك، أثناء قيامه بجولة للتسوق مع زوجته وابنه، بعد اتهامه بالتورط في إفلاس صندوق استثمار "أبراج" للرعاية الصحية واستخدم أمواله في أغراض أخرى، وتضليل المستثمرين، وفي مقدمتهم مؤسسة خيرية تابعة لبيل جيتس مؤسس مايكروسوفت وثاني أغنى رجل بالعالم.
وفي أثناء التحقيقات، أقر مصطفى عبد الودود، الرئيس التنفيذي لشركة "أبراج كابيتال"، بالتهم الموجهة إليه بشأن الاحتيال على مستثمرين، أمام محكمة أمريكية بنيويورك.
وقال عبد الودود، إنه كذب على المستثمرين في جميع أنحاء العالم في محاولة لإخفاء الخسائر في شركته وجمع المزيد من الأموال، مؤكدًا أنه يشعر بالخجل من نفسه.
ولم يطلب بنجامين برافمان، محامي عبد الودود، الإفراج عنه بكفالة على الفور قائلًا:" إنه بحاجة إلى مزيد من الوقت للاطلاع على القضية".
وذكر القاضي جابرييل جرنشتاين، إن مصطفى عبد الودود، وافق على التعاون مع المدعين العامين كجزء من اتفاقية التماس من أجل تخفيف العقوبات الموقعة عليه، التي يمكن أن تصل إلى السجن لمدة 125 عاماً.
وأكد ممثلو الادعاء أن عارف نقفي ومصطفى عبد الودود، تسببا في إساءة استخدام ما لا يقل عن مئات الملايين من أموال المستثمرين، وكان الغرض من هذا الاستخدام المريب إخفاء نقص السيولة أو لتحقيق منفعة شخصية لهما أو لشركائهما.
وقالت أندريا جريسوولد، مساعدة وزير العدل الأمريكي في جلسة بمحكمة اتحادية في مانهاتن، إن ممثلي الادعاء سيطلبون تسلم نقفي الموجهة إليه اتهامات بارتكاب نفس الجرائم التي وُجهت إلى عبد الودود.
وأضافت جريسوولد، أن أبراج قدمت نفسها كرائد للاستثمار المؤثرالذي يعزز التقدم الاجتماعي، عبر الاستثمار في مستشفيات في دول نامية على سبيل المثال، ولكنها في الحقيقة شاركت في احتيال كبير.
وقالت جريسوولد، إن لائحة الاتهام لم تحو الكثير من التفاصيل، بسبب أن السلطات تحركت سريعًا لإلقاء القبض على عبد الودود فور أن علمت أنه في الولايات المتحدة مع زوجته وابنه.
وشغل عبد الودود المنصب في الشركة من 2006 إلى 2018، ووجهت إليه التهمة إلى جانب عارف نفقي، المؤسس والرئيس التنفيذي السابق، حيث تخلى نفقي عن السيطرة على الشركة العام الماضي بعد الكشف عن أن الإيرادات لم تغطي تكاليف التشغيل لسنوات، وخلال جلسة أمام المحكمة، اتهم عبد الودود نقفي بدفع المديرين التنفيذيين للشركة لاتخاذ خطوات أضرت المستثمرين لدي الشركة.
وقال عبد الودود: "لقد دفع البعض منا إلى الخلف في كثير من الأحيان استسلمنا"، وتم احتجاز نقفي في لندن وأفرج عنه بكفالة مشروطة قدرها 15 مليون جنيه استرليني (19 مليون دولار) في شهر مايو، بينما كان يحارب تسليمه إلى الولايات المتحدة، رغم أن الأمر استغرق حوالي شهر لجمع الأموال.
ووصف عبد الودود للقاضي بإيجاز عدة عناصر من المؤامرة المزعومة، وكلها تتعلق بإخفاء الحالة المالية السيئة لأبراج وإقناع مستثمرين جدد بوضع المزيد من الأموال.
وقال عبد الودود، إن ذلك شمل الكذب على المستثمرين المقيمين في الولايات المتحدة خلال اجتماعاتهم في مانهاتن في سعيهم لجمع 3 مليارات دولار لصندوق جديد في عام 2016، ولم يتم إنفاق الأموال التي جمعوها بالطريقة التي تم إخبار المستثمرين بها.
وأضاف عبد الودود:"ببساطة تم خلط الأموال التي كان ينبغي فصلها، ولم يتم إخبار المستثمرين بالحقيقة".
وكشفت مذكرة الاتهام أنه منذ 2014 على أقل تقدير فشلت الشركة فى الالتزام باحتياطيات وتدفقات نقدية لتمويل عملياتها التشغيلية اليومية مثل تمويل عدد من صفقات الاستحواذ التى تديرها صناديق أسهمها الخاصة، أو دفع خدمة الدين أو الالتزام بمقررات السيولة ورأس المال.
وقالت التحقيقات، إنه مع تلقي عددًا من البلاغات من مستثمرين مجهولين منذ منتصف 2017 وحتى مطلع 2018، لم تعد أبراج قادرة على إخفاء حقيقة مركزها المالي، واضطرت لإعلان إفلاسها، ونال الشركات والمستثمرين جراء التلاعبات التى طالت إدارة المؤسسة خسائر محققة تخطت مليار دولار حتى 23 مايو الماضي.
وكشفت التحقيقات أن إدارة أبراج قررت في عدة مواقف إخفاء حقيقة تخارجها من بعض الاستثمارات لتفادي توزيعات للمستثمرين، وأحيان أخرى بأسباب واهية أو عطلات البنوك والأعياد الدينية لتبرير عدم صرف التوزيعات.
وأشارت التحقيقات إلى أن الإدارة لجأت لأموال المستثمرين لتغطية طلبات شخصية أو العجز فى السيولة وتخفيف الضغوط عن قائمة التدفقات النقدية، وسداد الديون، ودفع الرواتب.
واعتمدت الشركة أربع استراتيجيات لتحقيق ذلك وهي: الحصول على أموال من صناديق استثمار قائمة دون إذن مسبق من المستثمرين، وتأخير التوزيعات للمستثمرين واستخدامها فى أغراض أخرى، والخروج من استثمارات بدون إعلام المستثمرين، واستخدام رؤوس الأموال الجديدة في أغراض أخرى لغير الغرض الذى جمعت من أجله.
وتوصلت التحقيقات إلى أن 6 أشخاص فى الشركة كانوا وراء التلاعبات التى تمت وبناء عليه وجهت لهم اتهامات، وكان على رأسهم عارف نقفى، حيث كان طيلة الوقت متورطًا في معظم الأحداث وهو مؤسس ومدير أبراج، وقام بصفة شخصية بخداع المستثمرين وجمع الأموال منهم وخلق بيانات وهمية محذوف منها تفاصيل الوضع المالي المتدهور.
وكان المتهم الثاني الأبرز هو مصطفى عبدالودود، الذي أساء استغلال منصبه عندما تولى منصب الشريك المدير والتنفيذي المسئول عن استثمارات أبراج في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، واشترك في الجرائم المرتكبة.
وكان المتهم الثالث في القضية، وقار صديق، وهو الشريك الإداري في أبراج كابيتال، والذي ساهم في معظم الجرائم عبر تنفيذ أوامر عارف نفقي، ورفع القيمة السوقية للوضع الاستثماري لأبراج أكثر من قيمتها الحقيقية، وأساء إدارة صناديق الاستثمار.
بينما المتهم الرابع هو رفيق الخاني، الذي ارتبط اسمه بجميع الجرائم كونه نائب رئيس أبراج والمسئول عن الإدارة اليومية للتدفقات النقدية للشركة، وأدار التدفقات لتنفيذ السلوك الإجرامي لقيادة أبراج، عبر تحويل الأموال من الصناديق إلى حسابات وسيطة تدار بواسطة الشركة، ومن ثم تحويلها لحسابات القيادات أو لتغطية عجز السيولة.
وجاء اسم عشيش داف، كمتهم خامس في القضية، حيث اشترك فى الجرائم عبر إرسال تقارير مضللة للمستثمرين والمؤسسات المالية والجهات الرقابية، وأيضًا المتهم السادس، سيفندران فيتفتبلاي، وهو مدير شريك في أبراج، والمسئول التنفيذى عن تأثير استثمارات أبراج في المشروعات، وبصفة أساسية استثمارات صندوق الرعاية الصحية، واخترق المتهم القواعد عبر إرسال معلومات مُضللة للمستثمرين حول المشروعات التى استثمرت الصناديق بها.
تأسست شركة "أبراج" عام 2002، وكانت تدير حوالي 14 مليار دولار، حيث كانت أكبر صندوق للأسهم الخاصة في الشرق الأوسط وواحدة من أكثر المستثمرين نفوذاً في الأسواق الناشئة الذين لديهم حصص في الرعاية الصحية والطاقة النظيفة والإقراض والعقارات في جميع أنحاء إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وتركيا.
ولقد تم إجبارها على التصفية بعد أن قام مستثمرون بما في ذلك رجل الأعمال الشهير بيل جيتس، وميلندا جيتس وهي مديرة سابقة لعدة منتجات من مايكروسوفت بإجراء تدقيق لها.

جريدة الموجز، جريدة ورقية أسبوعية مستقلة، وموقع شامل يستطيع الجمهور من خلاله الوصول للخبر الصحيح والمعلومات الدقيقة.

ويقدم موقع الموجز للقراء كل ما يهم الشأن المصري الداخلي والخارجي بشكل يومي وعاجل، بالإضافة إلى أخر تحديثات أسعار الذهب ، أسعار العملات، أسعار الدولار، أسعار السلع أولاً بأول.

كما يقدم الموقع لقرائه أحدث وأهم أخبار الفن، وأخبار الرياضة، وأخبار السياسة، وأخبار الحوادث، وأخبار العالم ، وأهم الاحداث الكروية ، دوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا.