الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
الخميس 28 مارس 2024 04:55 مـ 18 رمضان 1445 هـ
أهم الأخبار

حكايات لا تعرفها عن الجاسوسة التى سربت معلومات للموساد عن حرب أكتوبر

الجاسوسة هبة سليم
الجاسوسة هبة سليم

الأوهام، وانعدام الثقة، وغياب الوعى، هى أسلحة إسقاط هبة سليم، الفتاة المصرية التى لم تتجاوز عامها الثلاثين فى شباك الموساد الإسرائيلى، فكانت الأوهام تحيط بالفتاة وتجلس أمام نفسها تفكر فى مصير الحروب التى يعيشها العرب، وترى بعقلها الباطل أن إسرائيل جيش لا تقهره الجيوش العربية، وساعدها على ترسيخ هذه القاعدة الخاطئة انعدام ثقتها فى الوطن، بسبب غياب الوعى حيث كانت تنتمى إلى الأسر الأرستقراطية وتتمتع بعضوية فى أحد أهم الأندية فى ذلك الوقت .. وبعدما ارتمت هبة فى أحضان الموساد الإسرائيلى، اشتهرت هبة، بأنها أخطر جاسوسة جندها "الموساد"، لنقل معلومات عن الجيش المصري في الفترة بين يونيو 1967، وأكتوبر 1973، وكانت سببا رئيسيا فى اندلاع أقوى المواجهات بين المخابرات المصرية والموساد الإسرائيلى، وانتهت بنجاح مصر فى دحر تحركات العدو الصهيونى، والقضية كاملة ليست غريبة على أحد حيث تناولتها السينما المصرية فى فيلم "الصعود إلى الهاوية"، وهو الدور الذى لعبته "عبلة كامل"، وأدى الفنان محمود ياسين، دور ضابط المخابرات المصرية، ولا يزال الدور بكل تطوراته الفنية محفورة فى خيال الجميع، بداية من محاولات تجنيدها وحتى سقوطها في قبضة المخابرات المصرية هي وخطيبها.

وكشفت رواية الفريق رفعت جبريل وهو ضابط المخابرات الذي كان مسؤولا عن العملية وقتها اختلاف الأحداث الحقيقية عن الرواية السينمائية، حيث تكشف الوثائق التاريخية أن هبة حصلت على شهادة الثانوية العامة في عام 1968، وألحت على أبيها الذى كان يعمل مدرسا، للسفر إلى باريس لإكمال تعليمها الجامعي هناك، واجتمعت داخل مدرجات الجامعة مع طلاب من جنسيات أجنبية لكنها ارتبطت بصداقة حميمة مع فتاة يهودية من أصول بولندى، واصطحبتها ذات مرة إلى منزلها لقضاء سهرة شبابية فى منزلها، وكانت هذه السهرة بداية الهموم التى أسقطت هبة فى الشباك، حيث التقت بعشرات الشباب اليهود.

ودار حوارا بينها والشباب اليهودى، وأكدت هبة أنها تكره الحرب، وتأمل أن يعم السلام على المنطقة كاملة، وفي زيارة أخرى لدى صديقتها أطلعتها على فيلم يروى صور الحياة الاجتماعية في إسرائيل، وأسلوب الحياة، وأن ما ينقله العرب عن إسرائيل شائعات، وأن اليهود يتمتعون بدرجة عالية من التحضر والديمقراطية.

وبعد عدة لقاءات كان الشباب قد هيمن على عقل وقلب هبة، التى أسلمتهم مشاعرها وقلبها وكانت تجلس أمامهم بأذن صاغية تسمع فى لهفة الروايات الكاذبة المصطنعة عن الإسرائيليين، واقتنعت هبة بأن إسرائيل قوية جدًا وأقوى من كل العرب، وهذا ما جعلها تفكر في تقديم خدماتها لإسرائيل دون أن تتحصل على مقابل مادى، وهو ما لم يفعله أحد ممن تم تجنيدهم للموساد حيث يكون المقابل المادى هو الضامن للسقوط فى يد المخابرات المصرية، إلا أنها بموقفها أذهلت جولدامائير نفسها التى قالت عنها : هبة سليم قدمت لإسرائيل مالم يقدمه زعماء كثيرون .

ونجحت هبة، فى تجنيد المقدم مهندس صاعقة فاروق عبد الحميد الفقي، رئيس أركان حرب سلاح الصاعقة، وقتها فبعد أن تعرفت على ضابط الموساد في منزل صديقتها البولندية أبلغته أنها على معرفة بالفقي، وكان الفقى يلتقى بها في نادي الجزيرة، وكان يحبها، أما هي فكانت تعامله بمنتهى القسوة ولا تبادله الحب، ولكن بعدما تم تجنيدها بالموساد، وافقت على خطبتها من الفقى لتنقل من خلاله أكبر كم من المعلومات للموساد، وحصلت من الفقى على أهم المعلومات الخطيرة التى كانت تحتاج إليها إسرائيل، وهو الآخر كان يتباهى أمامها بأهمية موقعه العسكرى ويروى لها أدق الأسرار العسكرية، وسقط الضابط بعدما تم تسريب وثائق وخرائط عسكرية بها منصات الصواريخ "سام 6" المضادة للطائرات التي كانت القوات المسلحة تسعى ليل نهار لنصبها لحماية مصر من غارات العمق الإسرائيلية، ومع فشل هذه المهام بدأ جهاز المخابرات المصري يبحث عن حل للغز الكبير، والذي كان يتمثل في تدمير مواقع الصواريخ الجديدة أولًا بأول بواسطة الطيران الإسرائيلي، وحتى قبل أن يجف البناء وكانت المعلومات كلها تشير إلى وجود "عميل عسكري" يقوم بتسريب معلومات سرية جدًا إلى إسرائيل، ونجحت المخابرات المصرية في كشف أمر الضابط، وتم القبض عليه، وفي التحقيق معه اعترف تفصيليًا بأن خطيبته جندته، وأنه رغم إطلاعه على أسرار عسكرية كثيرة إلا أنه لم يكن يعلم أنها ستفيد العدو، وفي سرية تامة تم تقديم الضابط للمحاكمة العسكرية التي أدانته بالإعدام رميًا بالرصاص.

وتم تقديم هبة سليم للقضاء المصري، والذى أصدر حكمه الأكثر شهرة بإعدامها شنقا بعد محاكمة اعترفت أمامها بجريمتها، وتداولت السوشيال ميديا أن جولدامائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية، بكت حزنًا على إعدام هبة وقالت عنها : "قدمت لإسرائيل أكثر مما قدم زعماء إسرائيل"، وأرسلت هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكي، ليتوسط لدى الزعيم الراحل أنور السادات، لتخفيف الحكم عليها، وعلى الفور أمر السادات بإعدامها فورًا.

جريدة الموجز، جريدة ورقية أسبوعية مستقلة، وموقع شامل يستطيع الجمهور من خلاله الوصول للخبر الصحيح والمعلومات الدقيقة.

ويقدم موقع الموجز للقراء كل ما يهم الشأن المصري الداخلي والخارجي بشكل يومي وعاجل، بالإضافة إلى أخر تحديثات أسعار الذهب ، أسعار العملات، أسعار الدولار، أسعار السلع أولاً بأول.

كما يقدم الموقع لقرائه أحدث وأهم أخبار الفن، وأخبار الرياضة، وأخبار السياسة، وأخبار الحوادث، وأخبار العالم ، وأهم الاحداث الكروية ، دوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا.

موضوعات متعلقة