الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
السبت 30 مارس 2024 12:31 صـ 19 رمضان 1445 هـ
أهم الأخبار

عنزة قادت لاكتشافها ... تفاصيل مثيرة حول خبيئة الدير البحرى وما تحمله من كنوز لملوك وعظماء الفراعنة

خبيئة الدير البحرى
خبيئة الدير البحرى

الصدفة .. الحظ .. القدر، ثلاثة أركان متكاملة لواقعة اكتشاف مقبرة أثرية، كان وراء ثراء عائلة عبدالرسول، بعدما تسابق أفراد الأسرة فى الاستيلاء على مقتنيات المقبرة الأثرية التى تضم مومياوات وتجهيزات جنائزية لأكثر من ٥٠ شخصية فرعونية، لملوك وملكات وأمراء ونبلاء الأسر الفرعونية التى تناوبت على حكم مصر، حيث اشتهر أفراد هذه الأسرة البسيطة بالتجارة فى الآثار.

قد لا يصدق أحد، أن الصدفة كانت العامل الأساسى، وراء اكتشاف سر الخبيئة التي اكتشفتها عائلة "عبد الرسول"، خلال عام ١٨٨١ ، وهي عائلة اشتهرت فيما بعد بتجارة الآثار وكانت تعيش بقرية القرنة، حيث كانت الأسرة تهتم برعاية الأغنام والماعز ، وذات يوم ضلت إحدى الماعز الطريق، وبدأت تبحث عن العشب واتجهت إلى منطقة صخرية، وفجأة اختفت، وهنا ظل أحد أفراد أسرة "عبد الرسول" يبحث عنها حتى وجدها في بئر، وبينما نزل إليه اكتشف ممرا في نهايته، فاقترب منه والخوف يعتصر قلبه، حتى عثر على كنز ضخم من الآثار الفرعونية، فأسرع إلى أفراد عائلته، وأخبرهم بما توصل إليه، واتفقوا فيما بينهم أن يظل الأمر سرا بينهم .

وبدأ الأشقاء يتناوبون على المقبرة التى اختلسوا منها عددا غير قليل من القطع الأثرية والبرديات وقاموا ببيعها للأجانب والبعثات الأجنبية التي كانت تعمل في الأقصر وقتها.

وتشير المعلومات التاريخية إلى أن إحدى البرديات، وقعت في يد شخص أوروبى، وكان عاشقا للآثار المصرية، وأخذ يبحث عن مصدرها حتى وصل لهم طالبًا معرفة مكان الكنز، لكنهم رفضوا ، فأبلغ عنهم ، وتم القبض على "محمد عبد الرسول"، لكنه لم يعترف بشىء على الرغم من التهديدات التي تعرض لها لإجباره على الاعتراف.

وبعد فترة تحمل فيها الشاب محمد عبد الرسول كل ألوان العذاب، وخرج من السجن ، بعد إعلان براءته من سرقة الآثار، وكان فى سجنه يفكر فى حال أشقائه وحجم ما استولوا عليه من المقبرة، وبمجرد خروجه من السجن أسرع إليهم قائلا: أنا أكتب واحد فيكم حافظ على المقبرة دى، أنا دفعت تمنها تعذيب وحرمان فى السجن، ولذلك يجب أن يكون نصيبه من الخبيئة أكثر منهم، وكان طبيعيا أن يرفض الأشقاء بزعمهم أنه كانوا يحافظون على مقتنيات المقبرة من السرقة، وأدركت الخلافات طريقها بينهم، حتى قام أحدهم بالذهاب إلى مدير قنا وأبلغه بالسر الدفين، بوجود خبيئة الدير البحري بعد 10 سنوات من كشفها ، وتحديدا فى عام 1881،

ففوجئوا بالخبيئة التي كانت تحوي ١٥٣ تابوت والأثاث الجنائزي الخاص بعدد من الملوك والكهنة، إلى جانب العديد من الصناديق التي احتوت على تماثيل الخدم "الأوشابتي"، وبعض المشغولات الذهبية ، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من البرديات النادرة ،

كما كانت تضم مومياوات مجموعة من أهم الملوك الذين حكموا مصر القديمة .

​​​​​​و يصف "جاستون ماسبيرو" عالم الآثار المشهور هذا الاكتشاف العظيم في أحد كتاباته قائلا : "ما اكتشفه العربان كان قبوًا كاملًا للفراعنة، وأي فراعنة! أعظم الفراعنة في تاريخ مصر ، تحتمس الثالث وسيتي الأول وأحمس المحرر ورمسيس الثاني الفاتح أظن نفسي في حلم وأنا أرى وألمس أجساد هذه الشخصيات الفريدة التي ما كنا نظن أننا سنعرف عنهم سوى أسمائهم" .

وقد شارك في نقل هذه المومياوات أكثر من 300 عامل، وظلوا لمدة يومين كاملين في نقل هذا الكنز إلى متحف بولاق في ذلك الوقت، وقد تم نقله بعد ذلك إلى المتحف المصري في مشهد مهيب ، نقلهُ إلى السينما فيما بعد ، المخرج الراحل شادي عبد السلام ، في فيلم "المومياء" .

واستطاع العالم المصري أحمد كمال باشا عام 1912 ، أن يسن قانونًا جديدًا ينص على ألا يُسمح للأشخاص بالتنقيب عن الاثار وأن يقتصر التنقيب على البعثات العلمية فقط .

جريدة الموجز، جريدة ورقية أسبوعية مستقلة، وموقع شامل يستطيع الجمهور من خلاله الوصول للخبر الصحيح والمعلومات الدقيقة.

ويقدم موقع الموجز للقراء كل ما يهم الشأن المصري الداخلي والخارجي بشكل يومي وعاجل، بالإضافة إلى أخر تحديثات أسعار الذهب ، أسعار العملات، أسعار الدولار، أسعار السلع أولاً بأول.

كما يقدم الموقع لقرائه أحدث وأهم أخبار الفن، وأخبار الرياضة، وأخبار السياسة، وأخبار الحوادث، وأخبار العالم ، وأهم الاحداث الكروية ، دوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا.