الموجز
جريدة الموجز

الكوميديان و نجمة الإغراء .. حكايات عن ”حرب الغيرة ” بين اسماعيل ياسين وهند رستم

اسماعيل ياسين وهند رستم
محمد تمساح -

الكوميديان الكبير اسماعيل ياسين كان يبدو في أفلامه مظلوما ومغلوبا علي أمره.. وكان الكثيرون يعتقدون أنه لا يتدخل في الأفلام ويترك مساحات للأبطال معه.. لكن في الحقيقة التي كشفتها مذكرات الفنانة الكبيرة هند رستم أن إسماعيل كان يحب أن يكون النجم الأول ولا يعطي أي مساحة لباقي الأبطال لخطف ضحكة الجمهور. 

كان  إسماعيل ياسين يرفض أن يخطف منه أحد الأضواء في الكاميرا حتي ولو كان كومبارس وهناك العديد من النجمات ظهرن معه كومبارس في بداية مشوارهن  أشهرهم الفنانة هند رستم والتي كان سببا في شهرتها وظهرت معه ككومبارس متكلم في أحد أفلامه . بدأت الحكاية في فيلم"الستات مايعرفوش يكذبوا" عندما ظهرت هند في الفيلم والذي شارك فيه شكري سرحان وشادية وإسماعيل ياسين وزينات صدقي، وكانت تجسد هند شخصية بنت عبيطة، تأتي لتطلب المساعدة من شادية لان والدتها أنجبت توأم ويدور حوار بينها وبين إسماعيل ياسين وتقول له "الراجل ده شبه عم شكليطة" وتضحك ضحكه غريبة، فيسرق منها إسماعيل الأيفيه، ويستخدمه في أفلامه، حيث أنه محترف في سرقة الإيفهات، كما قالت نجلتها بسنت.

 كشفت بسنت أن إسماعيل ياسين كرر أحد الإيفيهات التى ابتكرتها والدتها فى بداية حياتها قائلة "شاركت والدتى فى بداياتها بمشهد فى فيلم الستات مايعرفوش يكدبوا مع شادية وزينات صدقى وإسماعيل ياسين، حيث كانت تقوم بدور خادمة وابتكرت الضحكة البلهاء دون أن تكون مكتوبة فى السيناريو فكررها ياسين ليسرق الكاميرا ويستفيد من الإيفيه".

وبعد أن اصبح لهند رستم ثقل فني وأصبحت نجمة الإغراء الأولي، عادت لتشارك مع إسماعيل ياسين وهو "ابن حميدو" والذي قدمت من خلاله شخصية بنت شيخ الصيادين وهو الفنان عبد الفتاح القصري، وفي مشهد اللقاء الأول بينهم في العمل عندما سرق السمكة منها حدث خلاف بينهم. وهذا ما رواه الكاتب الصحفى أيمن الحكيم فى كتابه "ذكرياتى: هند رستم" فأثناء تصوير أحد المشاهد فى العين السخنة، وكانت هند تقدم شخصية البنت الغلباوية بنت الصياد، وإذا بها تتفاجأ بانسحاب إسماعيل ياسين من التصوير، فتدخل المخرج فطين عبد الوهاب، وقال: "ستوب.. إيه يا إسماعيل مالك؟!"، فرد إسماعيل ياسين فى غيظ: "الست هند عاملة زى البغبغان، ولا تعطينا فرصة للكلام، إيه ده؟!"، وما إن سمعت هند تلك الكلمات، حتى حست بالقهر، فرأت أنها هند رستم النجمة التى لم يجرؤ أحد مهما كان أن يحدثها بذلك الأسلوب، ونزلت دموع الفاتنة، فأخذتها زينات صدقى على جنب، وقالت: "بتعيطى ليه يا عبيطة، إسماعيل عايز كده، لأنه خايف تاكلى منه الجو وتسرقى منه الكاميرا، هو ده نظامه"، ولما أدركت الموقف قالت لها: "النبى حارسه، بقى الحكاية كده.. طيب صبرك عليه، ده أنا تربية حسن الإمام".
فطين عبد الوهاب، تدخل بحزم، وقال لإسماعيل ياسين: " أنت ترجع تعمل المشهد زى ما أنا عايز"، ولكن المشهد تكرر فيه نفس السيناريو، فكان المشهد أن تأتى هند من خلف إسماعيل ياسين لتخطف منه السمكة قائلة: "هات السمكة يا حرامى"، وتحكى هند رستم عن رد فعل إسماعيل ياسين: "وما إن أمسكته من كتفه حتى صرخ وفز وكأن حية لدغته، وصاح: إيه ده؟! إيه العافية اللى فى إيديك دى؟! كتفى يا شيخة!". وتوقف التصوير، ولم تعلق هند لأنها أدركت الموقف، فإسماعيل ياسين، يرى أمامه بنت حلوة، دم خفيف، أكتاف عارية، شعر أصفر، فقال لازم أوترها حتى لا تسرق الجو، وعذرته هند فيما فعل، لأنه كان فنانا له الحق أن يخاف على اسمه وجماهيريته، لكن فطين عبد الوهاب، كان هو الآخر مدركا لما يحدث، وأمسك بزمام الأمور بقوة حتى نهاية التصوير.

وظل إسماعيل ياسين يقدم أعمال ناجحة حتي بدأت الأضواء تخفت عنه و عزف المنتجون  عن عرض أعمال عليه خاصة بعدما بدأت علامات الكبر تظهر عليه، ما جعله يصاب بحالة نفسية سيئة، وفي عام 1972، فوجئ ياسين بالمخرج أحمد ضياء يعرض عليه دورًا فى فيلم "الرغبة والضياع"، مع الفنانة هند رستم، فوافق على الفور، وعند ذهابه لموقع التصوير، فوجئ بالاستقبال الحافل له فى موقع التصوير، فلم يتمالك دموعه، وظل يبكى أكثر من نصف ساعة، متأثرا بتصفيق العمال والفنانين داخل موقع التصوير.ورغم أن الدور الذى عرض عليه فى الفيلم يعتبر ثانويا ولا يليق بحجم نجم الكوميديا، إلا أنه اضطر على الموافقة ليعود للأضواء مرة أخرى وعندما انتهى إسماعيل ياسين من تصوير مشاهده القليلة فى الفيلم شاهد الأفيش الخاص بالفيلم ليظهر اسمه رقم 5 بعد هند رستم ورشدى أباظة، ونور الشريف وهياتم.

وهو ما تسبب فى سوء حالته أكثر من الأول ونصحه الأطباء بالابتعاد عن التوتر والتفكير فى المشاكل والذهاب إلى الإسكندرية وهو ما فعله إسماعيل ياسين خاصة بعدما زادت حالته سوءا بسبب وفاة أقرب أصدقائه فطين عبد الوهاب حيث جلس أسبوعا فى الإسكندرية وبعد عودته إلى القاهرة وصلإلى حجرة نومه وجلس فوق سريره لإشعال سيجارة ولكن الأزمة القلبية فاجأته وأسرع ابنه "يس" الذى لم يستطع الاتصال تليفونيا بأى طبيب بسبب تعطل تليفون المنزل وقام أحد أقاربهم بالاتصال بالإسعاف، وعندما وصل الطبيب إلى منزل إسماعيل يس كان الفنان قد لفظ أنفاسه الأخيرة، فى 24 مايو 1972 عن عمر يناهز 60 عاما.

جريدة الموجز، جريدة ورقية أسبوعية مستقلة، وموقع شامل يستطيع الجمهور من خلاله الوصول للخبر الصحيح والمعلومات الدقيقة.

ويقدم موقع الموجز للقراء كل ما يهم الشأن المصري الداخلي والخارجي بشكل يومي وعاجل، بالإضافة إلى أخر تحديثات أسعار الذهب ، أسعار العملات، أسعار الدولار، أسعار السلع أولاً بأول.

كما يقدم الموقع لقرائه أحدث وأهم أخبار الفن، وأخبار الرياضة، وأخبار السياسة، وأخبار الحوادث، وأخبار العالم ، وأهم الاحداث الكروية ، دوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا.