الموجز
جريدة الموجز

حكاية النصاب الذى باع ” التروماى ” مقابل ٢٠٠ جنيه

رمضان العبد
دلال أحمد -

شاب لم يكمل تعليمه، تعلم فنون النصب على الغير، استطاع أن يكون ثروة طائلة من أموال الغلابة الباحثين عن فرص استثمار أموالهم، وكانت له مواقف طريفة حتى اشتهر بأنه النصاب الظريف، باع كل شىء حتى الترام، وهى نفس شخصية يوسف النصاب التى قدمها الفنان القدير أحمد مظهر، فى فيلم العتبة الخضرا، وباع لمبروك الذى قدمه أسطورة الكوميديا إسماعيل يس، العتبة الخضرا، بعدما أيقن أنه يمتلك من المال الكثير، وداعب تطلعه وحبه للمكاسب، وعلى الرغم من أن مبروك كان يتظاهر بذكائه إلا أنه سقط فى شباك النصب، وهى نفس الظروف التى ارتبطت بقضية النصب الكبرى التى شهدها الواقع فى حقبة الأربعينيات عندما باع رمضان "النصاب"، الترام لفلاح قادم من الريف المصرى للقاهرة يدعى حفظ الله.

يشير الأرشيف الصحفى، إلى أنه تم إجراء حوار مع النصاب الظريف رمضان أبوزيد العبد، الشهير بـ"الراجل اللي باع التروماي"، فى يناير لسنة 1948، فور خروجه من السجن عقب الانتهاء من قضاء عقوبة الحبس في جريمة بيع التروماي، وكان عمره وقتها لا يزيد على 27 عاما .
ويوضح الأرشيف، أن رمضان النصاب الظريف، لم يكمل تعليمه حيث توقف قطار التعليم به عند مرحلة التعليم الثانوية، لكنه احترف النصب على الغلابة، وتذوق مرارة الحبس بين أربعة جدران بعد عدة وقائع للنصب وقبل بيع التروماى للضحية، وقيل إن رمضان النصاب الظريف، كان يضحك بشكل هيستيرى وهو يروى حكايته مع حفظ الله ضحيته فى واقعة بيع التروماى.

ويعود أصل تفكير رمضان النصاب الظريف، فى بيع التروماى، أنه كان يداوم على استقلال التروماى رقم 30 من شارع القصر العيني، وفى إحدى المرات وقف يتفقد المترددين على الترام، باحثا عن ضحية جديدة، حتى شاهد فلاحا فاقترب منه وأشعل له سيجارة، وأدار معه كلاما بشأن استثمار أمواله، وأخبره بحضوره من الريف إلى القاهرة ومعه مبلغا من المال وأنه يريد البدء فى إنشاء مشروع تجارى يحقق له الأرباح الطائلة، فعرض عليه رمضان العديد من المشروعات إلا أن الفلاح رفض الكثير من المشروعات التى تحدث عنها رمضان النصاب، على نفس شاكلة فيلم العتبة الخضرا، وهو ما جعل النصاب يشك فى أنه لن يتمكن من إتمام جريمة النصب، إلا أنه فجأة وبدون أى مقدمات عرض على الفلاح الذى يدعى حفظ الله سليمان، تحدث الضحية عن ازدحام الترام، وعلى الفور اختمرت الفكرة فى عقل رمضان النضصاب وقال له : خلاص يا عم تشتريه، فأجابه الفلاح : هو بتاعك؟، فأجابه أيوه بتاعى، واصصطحبه على الفور إلى مكتب أحد المحامين وبالإتفاق مع صديق له تم توقيع عقد البيع مقابل 200 جنيه حصل منها رمضان النصاب، على 80 جنيه نقدا ووقع الضحية إيصالات أمانة، وعقب توقيع العقد.

اصطحب النصاب ضحيته إلى المترو، وقام بقطع تذاكر الترام من الكمسرى دون أن يراه الضحية، وترك بقشيشا للكمسرى، وكانت له طريقة استطاع بها أن ينهى واقعة النصب فى أمن وسلام، وقام الكمسرى بتوجيه التحية لرمضان النصاب الظريف، أمام الضحية، كما طلب النصاب ممن الكمسرى الاهتمام بـ"حفظ الله"، وإنزاله فى نهاية الخط، وقبل أن يغادر النصاب الظريف، رحلة الترام رفع صوته إلى ضحيته وطالبه بالانتباه إلى عدد الركاب ومطالبة الكمسرى بإيراد الرحلة، وبينما وصل الترام إلى المحطة النهائية، توجه حفظ الله، إلى الكمسري، وطالبه بالإيراد، وهنا ظل يصرخ الضحية ويطالب بالإيراد، معلنا أن النصاب استولى على أمواله، وهنا تبين له سقوطه فى النصب، ونجح رجال البوليس وقتها فى التوصل إلى هوية النصاب وتم إلقاء القبض عليه وتم تقديمه إلى المحكمة التى قضت بحبسه سنتين ونصف كعقوبة على بيع التروماي.‏

جريدة الموجز، جريدة ورقية أسبوعية مستقلة، وموقع شامل يستطيع الجمهور من خلاله الوصول للخبر الصحيح والمعلومات الدقيقة.

ويقدم موقع الموجز للقراء كل ما يهم الشأن المصري الداخلي والخارجي بشكل يومي وعاجل، بالإضافة إلى أخر تحديثات أسعار الذهب ، أسعار العملات، أسعار الدولار، أسعار السلع أولاً بأول.

كما يقدم الموقع لقرائه أحدث وأهم أخبار الفن، وأخبار الرياضة، وأخبار السياسة، وأخبار الحوادث، وأخبار العالم ، وأهم الاحداث الكروية ، دوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا.