الموجز
جريدة الموجز

حكايات مبكية عن شهيد لقمة العيش

-

خرج أحمد من منزله باحثا عن لقمة العيش ليعود لطفلته بالحلوي واللعب، خرج وقبلها في اليوم الموعود ووعدها بإحضار الحلوي واللعب ولكنه لم يكن يعلم أنه لن يعود وسيكون شهيدا للقمة العيش وضحية لاهمال دفع هو فقط حياته ثمنا له ويتهرب الجميع الآن من تلك المسؤولية ... احمد ضاحي ذلك الشاب المكافح طيب القلب ذو السمعه الحميده كان قلبه يحدثه بما يمكن ان يتعرض له والمخاطر التي يمكن ان يتعرض لها أبناء مهنته حيث كان يعمل فني تكييف ولا يوجد كيان يحمي تلك المهنة فكان اول من دعا لعمل جمعيه لرعاية وتكافل العاملين بمجال التكييف وكان شاب يخدم كل من يلجأ اليه دون نظر للمال و لوجه الله فقط كان محبوب من كل من يتعامل معه وكان واقع الخبر كالصدمه علي كل من يعرفه، واليوم مات احمد نتيجة أهمال يتهرب المسؤلين عنه من تحمل المسؤلية والتهرب منها حتي يضيع حق احمد ضاحي وطفلته مريم التي حرمت من ابيها.
خرج أحمد في اليوم الموعود للعمل حيث تواصلت معه شركة المقاولات لتبلغه بأن مول شهير بمدينة 6اكتوبر يريد تركيب تكييف ، وبعد أن ذهب للمول لتركيب جهاز التكييف الموجود صعد هو وزميله محمد ، أعلى المول للبدء بالعمل، لتركيب المواسير وأخبره أن يجمع الوحدة الخارجية على السطح، ونزل هو للأسفل كي يركب الوحدة الداخلية، قلق “محمد” على زمليه فحاول التواصل معه هاتفيًا، ولكنه لم يرد عليه فظن أنه ذهب لشراء شئ ما، أتصل “محمد” على “أحمد ضاحي” ولكنه لم يرد عليه، وبعد مرور ساعتين اشتد قلقه لينزل إلى الأسفل من السلم الجانبي ليصعق ويجد صديقه ملقى على الأرض والدم يخرج من أذنه ورأسه، فقد سقط من ارتفاع 10أمتار ولم يعلم أحد بسقوطه إلا بعد ساعتين.
لم يدري“محمد ”: ماذا يفعل فأخطر أمن المول لأنقاذه، بينما كان قد مات في الحال وتبين للشرطة إن السطح الذي وقف أحمد عليه سطح مخادع ويكون عبارة عن جبس وليس حديد ولا مسلح، والمول لم يضع أية علامات على للتنيبه.
ولمحاولة إدارة المول عدم تصوير موقع الحادث يقول “أحمد عبدالله” صديق المتوفى دخلت أنا وعيد شقيق أحمد عشان نشيل الأمانة ونخرج الجثة، ولكن من كتر الظلام معرفناش نتحرك كمان وقعنا بجثة أحمد الله يرحمه واحنا شيلينه، لأن المول كان مش عايزنا نصور الحادثة.
بعد حضور النيابة والتحقيق صرحوا بدفن الجثة، ليذهب الأخ والصديق مع أحمد ببالغ الحزن من مدينة 6أكتوبر إلى المنيا وتحديدًا مدينة مطاي مسقط رأسه، وكان في انتظاره أمه التي انفطر قلبها على فلذه كبدها، وأبيه المريض الذي يرقد في المنزل.
لم يعلم الوالدان بوفاة ابنهما إلا عندما نادى المنادي لصلاة الجنازة، فالجيران والأهل كانوا على علم إلا الوالدين، وزاد الأمر سوءًا أن المسجد بجوار البيت فكان الأمر كالصاعقة ابنهم الذي ذهب بزوجته وابنته للعمل بالقاهرة رجع ميتًا ولم يعلموا إلا من نداء الجامع.
يقول “محمد سعيد” أحد أصدقاء أحمد المقربين كان حلم أحمد إنه يعمل نقابة للعاملين بصيانة التكييف، هو الذي كان يسعى لذلك، ولكنه مات قبل تحقيق حلمه، ماتت نقابة التكييف قبل ما تتولد حتى، ومات أحمد.
وفي حديث مع “سامح حسني” أكد أن أحمد ليس حالة الوفاة الأولى التي حدثت في المول، فمنذ عامين توفى شخص بنفس الطريقة ووقع من فوق السطح الكاذب بالمول أيضًا.

جريدة الموجز، جريدة ورقية أسبوعية مستقلة، وموقع شامل يستطيع الجمهور من خلاله الوصول للخبر الصحيح والمعلومات الدقيقة.

ويقدم موقع الموجز للقراء كل ما يهم الشأن المصري الداخلي والخارجي بشكل يومي وعاجل، بالإضافة إلى أخر تحديثات أسعار الذهب ، أسعار العملات، أسعار الدولار، أسعار السلع أولاً بأول.

كما يقدم الموقع لقرائه أحدث وأهم أخبار الفن، وأخبار الرياضة، وأخبار السياسة، وأخبار الحوادث، وأخبار العالم ، وأهم الاحداث الكروية ، دوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا.