أمريكا تكشف آخر تطورات رصيف غزة المؤقت الذي اقترحه بايدن وآثار الغضب الفلسطيني
رصيف غزة المؤقت.. يواجه سكان قطاع غزة مجاعة شديدة في ظل شح في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، وذلك جراء الحرب التي شنتها إسرائيل على القطاع في السابع من أكتوبر 2023، الأمر الذي ترتب عليه نزوح نحو مليوني فلسطيني من سكان القطاع، ومع استمرار الحرب على غزة اقترحت أمريكا فكرة إنشاء رصيف بحري مؤقت لإيصال المساعدات إلى غزة، الأمر الذي آثار موجة غضب كبيرة وسط تأكيدات فلسطينية رسمية برفض إقامته.
تثبيت الرصيف البحري المؤقت
ومن جانبها، أعلنت أمريكا، اليوم الخميس، عن أن طواقمها ثبتت الرصيف البحري المؤقت على شاطئ غزة صباح اليوم، مشيرة إلى أنه من المتوقع بدء إدخال المساعدات خلال أيام.
وأوضحت القيادة المركزية التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، أن قواتها لم تدخل للقطاع خلال عملية تثبيت الرصيف قبالة شواطئ غزة، لافتة إلى أن الأمم المتحدة ستستلم المساعدات وتنسق توزيعها في القطاع.
انطلاق شحنة مساعدات قبرصية لـ غزة
وكانت قبرص، قد أعلنت، الخميس الماضي، انطلاق أول شحنة مساعدات متجهة للرصيف العائم الأمريكي في غزة، لافته إلى أن الرصيف الأمريكي مُخصص للتعامل مع شحنات المساعدات إلى غزة.
رصيف مؤقت في غزة
وفي بداية شهر مارس الماضي، دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن الجيش الأمريكي إلى إنشاء رصيف مؤقت في غزة لإيصال المساعدات الإنسانية للقطاع.
وقال بايدن إنه "وجّه الجيش الأمريكي لقيادة مهمة طارئة لإنشاء رصيف مؤقت في البحر الأبيض المتوسط على ساحل غزة، يُمكنه استقبال سفن كبيرة محمّلة بالغذاء والماء والدواء والملاجئ المؤقتة" ومن شأنه أن "يتيح زيادة هائلة في كمية المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة كل يوم، ومؤكدًا أن ذلك لا يُعني أن الولايات المتحدة ستنشر جنودًا لها على الأرض في قطاع غزة.
وأضاف بايدن: "أعمل بدون توقف للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار يستمر لمدة ستة أسابيع على الأقلّ".
كما خاطب القادة الإسرائيلين قائلاً: "لا يُمكن للمساعدات الإنسانية أن تكون مسألة ثانوية أو ورقة مساومة، وإنّ حماية وإنقاذ أرواح الأبرياء يجب أن تكون الأولوية".
موقف إسرائيل من رصيف غزة المؤقت
بدورها، رحبت وزارة الخارجية الإسرائيلية بإنشاء رصيف مؤقت على ساحل غزة، وأكدت أن إيصال المساعدات لغزة سيتم بعد إجراء عمليات تفتيش أمنية وفقًا للمعايير الإسرائيلية، مبينة أن ذلك سيمكن من زيادة المساعدات الإنسانية للقطاع.
رصيف غزة المؤقت يُثير مخاوف من تهجير الغزاويين
ومن جانبها، قالت الخارجية الفلسطينية في بيان، إن تركيز إسرائيل على إعطاء الموافقات على فتح ممرات بحرية ومنع مرور المساعدات برياً عن طريق المعابر، هدفة تطبيق خطة حكومة الاحتلال الإسرائيلي بتكريس الاحتلال والفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة وتهجير أنباء الشعب الفلسطيني.
وقالت في وقت سابق إن الممر تترتب عليه مخاطر تستهدف الوضع الديموغرافي في قطاع غزة، في ضوء عمليات القتل والتجويع وقطع شريان الحياة عن القطاع.
فيما، لم تُعلق حركة حماس على "الميناء الأمريكي" و"الممر القبرصي" لإدخال المساعدات، لكن برزت أصوات في السلطة الفلسطينية تخشى من استغلال ميناء عزة لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
أما المقرر الأممي الخاص المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري فقد ندد بالاقتراح الأمريكي معتبرًا أنه "خبيث" إذ أن الولايات المتحدة تُقدم في الوقت نفسه قنابل وذخائر ودعمًا ماليًا لإسرائيل.
وقال: "للمرة الأولى أسمع أحدًا يقول إننا بحاجة إلى استخدام رصيف بحري. لم يطلب أحد رصيفًا بحريًا، لا الشعب الفلسطيني ولا المجتمع الإنساني".
فيما، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رمزي رباح، أن إدارة الرئيس الأمريكي تُمارس التضليل الإعلامي في سعيها لإنشاء ميناء بحري من قبرص لغزة، مؤكدًا أن ذلك يُمثل مخرجًا لإسرائيل من المطالبات الدولية بفك الحصار عن القطاع.
وأوضح رباح، أن الممر البحري يوفر لإسرائيل الذريعة لمواصلة حصار القطاع وحرمان مئات الآلاف من السكان من المساعدات الإنسانية، خاصة وأن الخطوة تأتي بدون تنسيق مع المؤسسات الفلسطينية الرسمية.
وأضاف: "واشنطن لديها القدرة على ممارسة الضغوط على إسرائيل وإقناعها بإدخال المساعدات من معبر رفح البري؛ لكن إدارة بايدن تريد توفير الغطاء للجيش الإسرائيلي من أجل الاستمرار في حربه على غزة واجتياح مدينة رفح".
صحف عالمية: خطة بايدن لإنشاء ميناء عائم بغزة جريئة لكن محفوفة بمخاوف
وقالت صحيفة "جارديان" البريطانية إن خطة الولايات المتحدة لبناء ميناء عائم قبالة ساحل غزة تعد خطوة جريئة لا تخلو من مخاوف جدية من أن الإغاثة التي ستجلبها لن تكون كافية، وستكون متأخرة للغاية بالنسبة للفلسطينيين الذين يواجهون المجاعة.
وأشارت إلى أن المفتشين الإسرائيليين سيوجدون في ميناء لارنكا القبرصي لفحص شحنات المساعدات، مما يمنح تل أبيب السيطرة على تنظيم التدفق بذريعة التدقيق الأمني.
فيما، نبهت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى تحذuير طواقم الإغاثة من أن الممر البحري الذي اقترحه بايدن لا يُمكن له أن يُشكل بديلًا لفتح مزيد من الطرق البرية للشاحنات.
وأشار خبراء إلى أن إنشاء البنية التحتية للممر الجديد سيستغرق بعض الوقت، كما أنه لن يحل مشكلة أساسية تتمثل في توزيع المساعدات داخل غزة في ظل تواصل القصف الإسرائيلي العنيف.
اقرأ أيضًا
مباحثات رئيس الوزراء ونظيره الأردني.. مصر تؤكد ضرورة حل الدولتين لإنهاء الأزمة في قطاع غزة
عاجل.. تمرد وانشقاق فى صفوف الجيش الأمريكى.. البنتاجون يحقق مع قيادات كبرى