الموجز
جريدة الموجز

وصفت بأنها نصف مليون متطرف وإرهابى فى خدمة أردوغان

«الذئاب الرمادية»..التاريخ الدموى لذراع أردوغان العسكرى لتنفيذ أجندته بالمنطقة

تركى يشير بشعار الذئاب الرمادية
وفاء حسن -

منذ عدة أيام، هاجمت مجموعة من تنظيم الذئاب الرمادية القومي المتطرف، مظاهرة للأكراد واليساريين كانت تُندد بالفاشية، في فيينا، مما أدى لاندلاع اشتباكات بالحجارة وزجاجات المياه، وأحداث شغب واسعة، أصيب خلالها عدد من رجال الشرطة.

وبدوره، قال وزير الداخلية، كارل نيهامر: "لا نتسامح على الإطلاق مع مثل هذه الأحداث"، مضيفًا: "لن نقبل أي محاولة لحل النزاعات التركية على أراضينا".

وتابع: "كمجتمع وشرطة، علينا أن نقف بحزم ضد هذه القوى المتطرفة"، مستطردًا: "في دولة دستورية مثل النمسا، ليس لدينا مكان للتطرف".

وتعتبر "الذئاب الرمادية" منظمة قومية تركية متطرفة مرتبطة بـ«داعش»، وتسمى أيضا «الشباب المثالى»، تجد تصنيفها بين الأروقة الدولية كمنظمة إرهابية، والمثير أنها ذراع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الذى يُغازلها ويرفع شاراتها فى المؤتمرات الدولية، ويلوح بها مهددًا خصومه التاريخيين من الأكراد، وتأسست فى أنقرة على يد ألب أرسلان جيليك، خلال ستينيات القرن الماضى.

ويصف الباحثون هذه المنظمة بأنها "نصف مليون متطرف وإرهابى فى خدمة أردوغان"، حيث سعى الرئيس التركى للدمج بين أوهام الخلافة الإسلامية التى أطل بها على المنطقة منذ سنوات، بحلم القوميين والأتراك المتطرفين فى السيطرة على العالم، والعودة بتركيا إلى زمن السلطنة والولاة والجباية العثمانية.

وكانت جماعة "الذئاب الرمادية" الطليعة التركية فى التعاون مع "داعش" والفصائل الإرهابية داخل سوريا لاحتلال شرق الفرات والتنكيل بأكراد عفرين.

وتاريخيًا، بدأت "الذئاب الرمادية" منذ أكثر من 50 عامًا، حيث بدأت كمنظمة وطنية تنتمى لليمين المتطرف وتُكافح ضد تيار اليسار، حيث بدأت فى العام 1968 العمل خارج نطاق جامعة أنقرة كنادى شبابى متعصب، لتؤسس فروعًا لها فى كل الجامعات الأخرى، والتى بلغت أكثر من 1700 فرع.

وجاءت تسمية الجماعة الإرهابية المتطرفة من أسطورة "الذئب الرمادى"، والتى تُغذى فكرة تاريخ أسطورى للأتراك، وتقول إنه عندما عاشت قبائلهم فى وسط آسيا وتعرضت لهجوم من قبيلة معادية أبادت جميع الأتراك، باستثناء طفل واحد، عاش فى الغابة يرضع من ذئبة عطفت عليه حتى كبر، واستطاع أن يعيد لقومه مجدهم.

ومن هنا وجاء شعار الذئب الرمادى الذى تحول إلى شعار القوميين المميز، فى إشارة منهم اعتقاد بأنه يعنى نقاء الجنس التركى والهوية المميزة، ويغذى نزعة التفوق العرقى، على غرار النازية.

وارتكبت "الذئاب الرمادية" جرائم دولية ومحلية مشينة، ففى عام 1978 ارتكبت جريمتها التاريخية داخل أروقة جامعة "إسطنبول"، عندما أعدمت 14 طالبًا يساريًا داخل الجامعة بدم بارد.

وشاركت فى العمليات القتالية بجمهورية "الشيشان" جنوب روسيا، بالإضافة إلى تنظيم كيفية نقل الأسلحة داخل المنطقة.

ومن بين أبرز أنصارها السابقين كان محمد على أغا، الذى حاول اغتيال البابا يوحنا بولس الثانى فى 1982.

احترف أعضاء «الذئاب الرمادية» الاغتيالات، لاسيما بحق السياسيين والمثقفين والأكاديميين، إذ نفذت المنظمة 694 جريمة قتل واغتيال ما بين 1974 و1980.

وركزت الجماعة المتطرفة جرائمها فى الاغتيال ضد المثقفين اليساريين والأكاديميين، منهم من تولوا منصب النائب العام، وتعذيب العديد من أنصار اليساريين والمتعاطفين وقتلهم.

كان مؤسسها ألب أرسلان جيليك، قائدًا للمجموعة المسلحة التى أطلقت النار على طيارى المقاتلة الروسية "سو-24" التى أسقطتها تركيا بزعم اختراقها المجال الجوى للبلاد.

ويملك التنظيم المتطرف 18 ألف عضو في الأراضي الألمانية، إذ يبلغ عدد أعضائه ومنظماته 3 أضعاف حزب "إن بي دي"، أخطر حزب نازي في ألمانيا.

ويعد تنظيم الذئاب الرمادية في الوقت الحالي، حليفًا استراتيجيًا مهمًا لحكومة حزب العدالة والتنمية والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

فبعد الانقلاب المزعوم في يوليو 2016، كثفت حكومة أردوغان سياسة القمع ضد الأكراد وأتباع الداعية فتح الله جولن، ما أدى لتعميق التحالف بين الرئيس التركي وتنظيم الذئاب الرمادية نظرًا لوحدة الهدف والوسيلة.

وظهر أنصار "الذئاب الرمادية" وأردوغان جنبا إلى جنب في مظاهرات ضد الانقلاب المزعوم في 2016، في المدن الألمانية، وخاصة في 31 يوليو في مدينة كولونيا غربي ألمانيا، حين ظهرت شعارات وأعلام التنظيم في تجمع لمؤيدي أردوغان.

وتكرر الأمر في مظاهرة مؤيدة لأردوغان في نفس الشهر في مدينة ميونخ، جنوبي ألمانيا، وكذلك في العاصمة برلين، ووهامبورج "وسط" وشتوتغارت "غرب".

كما وقعت العديد من الهجمات على المؤسسات الكردية والجمعيات الدينية القريبة من جولن في ألمانيا، في الأشهر التالية على المحاولة الانقلابية المزعومة، وجهت فيها السلطات أصابع الاتهام لتحالف أردوغان والذئاب الرمادية.

وفي بداية مارس 2017، ألقى وزير الخارجية التركي الحالي مولود جاويش أوغلو، خطابًا من مقر القنصلية في هامبورغ، بحضور أنصار حكومته، وظهرت تحية الذئاب الرمادية الشهيرة بكثافة في التجمع.

جريدة الموجز، جريدة ورقية أسبوعية مستقلة، وموقع شامل يستطيع الجمهور من خلاله الوصول للخبر الصحيح والمعلومات الدقيقة.

ويقدم موقع الموجز للقراء كل ما يهم الشأن المصري الداخلي والخارجي بشكل يومي وعاجل، بالإضافة إلى أخر تحديثات أسعار الذهب ، أسعار العملات، أسعار الدولار، أسعار السلع أولاً بأول.

كما يقدم الموقع لقرائه أحدث وأهم أخبار الفن، وأخبار الرياضة، وأخبار السياسة، وأخبار الحوادث، وأخبار العالم ، وأهم الاحداث الكروية ، دوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا.