ضربة قاصمة للسوق السوداء بعد نزول سعر الدولار
أسعار الدولار فى السوق الموازية .. شهد سعر صرف الدولار الأمريكى تراجعا بصورة كبيرة فى وقت قصير، وصفه خبراء الاقتصاد بالانهيار، حيث هبط سعر الدولار مقابل الجنيه حوالى 23 جنيهًا كاملة ، خلال تعاملات اليوم الأثنين، وهبط سعر الدولار بالسوق السوداء إلى 48 جنيهًا، وهو ما يدل أن التسعير كان في هذه السواق الموازية «وهمي»، بعدما وصل سعره إلى 73 جنيها خلال تعاملات الاسبوع المضى .
تراجع اسعار الدولار ووقف المضاربات
جاء هذا التراجع بعد إعلان لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري رفع سعر الفائدة 2%، وبالتزامن مع تصريحات صندوق النقد الأخيرة حول القرض والاتفاق على النقاط الأساسية، بالاضافة إلى الضربات الأمنية الكثيفة التي تم توجيهها لتجار السوق السوداء والقبض على عدد كبير من المتعاملين فيها، وتراجع الطلب على الدولار في السوق السوداء بعد أن وصلت أسعاره إلى مستويات غير مسبوقة ووقف المضاربات على الدولار الامريكى ، وكان سعر الدولار، قد شهد خلال الفترة الماضية، مجموعة من المضاربات جعلته يسجل ارتفاعات تارخية ووهمية بالسوق الموازية، بالرغم من ثباته وهدوئه بأسواق الصرافة المختلفة .
تراجع الدولار بعد رفع سعر الفائدة
وأكد مصرفيون أن تراجع الدولار في السوق السوداء في أول تعاملات الأسبوع جاء بعد قرار البنك المركزي برفع سعر الفائدة 2% في أول اجتماع للجنة السياسة النقدية خلال 2024 الخميس الماضي ليسجل مستوى الفائدة 21.25% للإيداع و22.25% للإقراض، مشيرين إلى أن رفع المركزي سعر الفائدة 2% يأتي تمهيدا لتحرير سعر الصرف والقضاء على السوق الموازية بما ساهم في شل حركة المضاربين على العملة.
وأوضح خبراء الاقتصاد أن إعلان صندوق النقد الدولي عقب رفع المركزي للفائدة استكمال بعثته المراجعتين المؤجلتين على برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري الذي يدعمه بنحو 3 مليارات دولار ساهم في توصيل رسالة للسوق المحلي والخارجي في جدية الحكومة المصرية في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي وتوحيد سوق الصرف.
أرض رأس الحكمة وانخفاض الدولار
كما اتفق خبراء الاقتصاد فى مصر على أن تداول أخبار بوجود مفاوضات بين الحكومة المصرية ومستثمرين إماراتيين لشراء أرض في مدينة رأس الحكمة تقدر بنحو 22.5 مليار دولار أو أكثر تساهم في عودة تدفقات النقد الأجنبي على مصر، أدت إلى تراجع أسعار الدولار فى السوق السوداء، وتقليل المضاربة على الدولار تخوفا من وفرة المعروض من النقد الأجنبي وعودة البنوك لتدبير الدولار.
مباحثات صندوق النقد الدولى وتأثيرها على الدولار
ومن جانبها أكدت الدكتورة يمنى الحماقي أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس، أن تراجع سعر صرف الدولار في السوق الموازي أمر شديد الأهمية للاقتصاد المصري ومؤشر ايجابي على تحسن الوضع الاقتصادي بعد حزمة من الإجراءات الحكومية، موضحة أن السعر المعلن للدولار في السوق السوداء هو سعر غير حقيقي ناتج عن مضاربات التجار لتحقيق مكاسب خيالية ليس لها علاقة بالسعر العادل أمام الجنيه.
وأضافت أن تراجع الدولار يأتي بعد إعلان لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي عن رفع سعر الفائدة 2%، واستقرار المباحثات مع صندوق النقد الدولي لمنح تمويل يتراوح بين 3 إلى 10 مليارات دولار، بالإضافة إلي تداول أنباء حول مشروع استثماري ضخم في مدينة رأس الحكمة بقيمة تقدر بنحو 22 مليار دولار أو يزيد، مما يوفر المزيد من السيولة الدولارية.
وأكدت أن تحول العلاقة بين مصر والاتحاد الأوروبي من علاقة جوار إلى علاقة شراكة استراتيجبة، أمر مهم لتحول العلاقات الدبلوماسية وأثرها على العلاقات الاقتصادية، وتوفير الدعم والمساعدات الاقتصادية الأوروبية إلى مصر خلال الفترة المقبلة.
وأشارت إلى أن إحكام القبضة على المضاربين والقبض على عدد كبير منهم خلال الفترة الماضية قلص نشاطهم، بالإضافة إلى رفع سعر الدولار بصورة غير مبررة مما أدي إلى تراجع الإقبال عليه، منوهة أن من يشتري الدولار بهذه الأسعار هو الخاسر لأن الأسعار الحالية غير حقيقية ومصيرها للتراجع.
وطالبت الحكومة بضرورة وضع خطط سريعة لتنفيذ ما أعلنت عنه بأقصى سرعة لتوفير الدولار وضرب منابع السوق السوداء حتى ينهض الاقتصاد ويستعيد عافيته بشكل سريع.
دعم الاتحاد الأوروبي
وفى هذا الاطار أكد محمد عبد العال الخبير المصرفي، أن إعلان الاتحاد الأوروبي تخصيص مساعدات مالية لدعم الاقتصاد المصري بعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة والحرب بين إسرائيل وحماس قللت المضاربات على الدولار من كبار المتلاعبين لاحتمالات وفرة النقد الأجنبي.
كان الاتحاد الأوروبي أعلن خلال قمته في بروكسل الأسبوع الماضي بتقديم مخصصات مالية إضافية لمصر في إطار المراجعة النصفية للميزانية الأوروبية للفترة ( 2021- 2027)، وما يتضمنه هذا القرار من تخصيص دعم مالي واقتصادي.
إقرأ ايضا :
خبير اقتصادي يكشف سبب هبوط سعر الدولار مقابل الجنيه بالسوق السوداء.. وهل يستمر الانخفاض؟