الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
الجمعة 26 أبريل 2024 04:30 صـ 17 شوال 1445 هـ
أهم الأخبار

ننشر نص كلمة مفتى الديار المصرية فى مؤتمر ” الإفتاء”

المفتى
المفتى
ينشر " الموجز" نص كلمة مفتي الديار المصرية الأستاذ الدكتور شوقي علام في افتتاح المؤتمر الأول للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم (التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة المساجد للأقليات المسلمة).
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول، وعلى آله وصحبه ومن والاه، واتبع هداه.
صاحب الفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.
معالي المستشار محمد حسام عبدالرحيم وزير العدل
سماحة الشيخ ابراهيم صالح الحسيني مفتي نيجيريا
سماحة الشيخ محمد حسين مفتي القدس
فضيلة الأستاذ الدكتور مصطفي سيرتش رئيس العلماء بجمهورية البوسنة والهرسك
أصحاب المعالي والسماحة والفضيلة والفخامة ضيوف مصر الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلاً ومرحبًا بكم في افتتاح المؤتمر الأول للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، الذي تستضيفه مصر؛ كنانة الله في أرضه، بلد الأزهر الشريف، مهد الحضارة والرقي، ملتقى العالم الإسلامي.
يأتي مؤتمرنا هذا مَع أشباهه ونظائره مِن المُؤتمرات الكُبرى في الشَّرقِ والغَرب في وقت بالغ الأهمية والدقة والخطورة.
فلا يخفي على أحد ما يمر به العالم العربي والإسلامي بل والعالمي من تحديات، بما يتطلب منا -نحن العلماء- أَنْ نكون جميعًا على مستوى هذا التحديات الكبرى.
وتكمن أهمية هذا المؤتمر في سياق زمانه ومكانه، فالتوقيت الآن يشهد موجة عنف لتيارات تبحث عن فتاوى تشرعن لها العنف وما الإحصائيات عنا ببعيد، فما يقدر بخمسين ألف مقاتل في صفوف «داعش» نصفهم من أبناء الأقليات المسلمة، وإعلام التنظيم يتحدث بـ12 لغة فكان على المؤسسات الدينية العريقة وذات الشأن في هذا المجال أن تعلن عن نفسها لترد بقوة وبحسم على الأفكار الضالة بمنهجية علمية رصينة.
ولا شكَّ أن هذا مؤشر خطير للحالة الراهنة للجاليات المسلمة، ومن يحلل هذا الوضع بدقة يجد أن الفتوى التي تصدر من غير المتخصصين وخاصة من تيارات التشدد والتطرف من أبناء هذه الجاليات وغيرهم تسبب اضطرابًا كبيرًا في مجتمعات هذه الجاليات كما نرى الآن في حالة داعش وأخواتها.
أما المكان فقد كان من الضروري أن ينعقد هذا المؤتمر على الأرض التي حملت لواء الاعتدال والتجديد والاستنارة بكعبة العلم المتمثلة في الأزهر الشريف الذي سيظل حصنًا حصينًا أمام موجات التطرف والعنف ودعوات التفريق والتشرذم بكل صورها، فانعقاد المؤتمر جاء تلبية واستجابة لنداء الحاجة بل الضرورة التي يصرخ بها الواقع المعاصر.
ولهذا تم اختيار موضوع هذا المؤتمر بدقة وعناية؛ إيمانًا منَّا بأن الأئمة والدعاة في الغرب هم نواة نشر الإسلام، وتصحيح المفاهيم في الخارج، فموضوع المؤتمر ومحاوره خطوة غاية في الأهمية في منظومة تجديد الخطاب الديني، وسحب البساط من تيارات الإسلام السياسي المسيطرة على الجاليات المسلمة في الغرب، ومن الأهمية بمكان أن يتم تدريب الأئمة والدعاة وتأهيلهم للتعامل مع النصوص الشرعية، والتعاطي مع معطيات الواقع، وامتلاك أدوات وأساليب الخطاب الديني الصحيح والوسطي البعيد عن التفريط والإفراط.
ولذا تعمل الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم على إيجاد منظومة علمية وتأهيلية للقيادات المسلمة في العالم يكون من شأنها تجديد منظومة الفتاوى التي يستعين بها المسلم على العيش في وطنه وزمانه، كما ترسخ عنده قيم الوسطية والتعايش، وتعمل أيضًا الأمانة العامة على تأصيل الرباط بين الأئمة والدعاة وبين العلماء الثقات والمؤسسات الإسلامية الكبرى في العالم الإسلامي وعلى رأسها الأزهر الشريف، ودار الإفتاء المصرية.
وبناءً على ذلك وضعت الأمانة خريطة محاور المؤتمر وورش عمله، والتي بُنيت على دراسة ورصد لواقع الأقليات المسلمة وبحث تحدياتها المستقبلية للوقوف على قضاياها الحالية والمستقبلية ودعمها على بينة واستنارة علمية يتجلى فيها فقه الأولويات، ويتجلى فيها التركيز على الخروج من مجرد الرصد إلى المعالجة وتقديم الحلول، بل تقديم المبادرات الإفتائية التي تمثل عنصرًا مهمًّا من عناصر حل مشكلات الأقليات والتي على رأسها الخروج من مأزق الإسلاموفوبيا.
والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم كلها ثقة في أن مشاركة السادة العلماء والمفتين والباحثين المشاركين في أعمال المؤتمر سيكون لها الأثر الكبير في إثراء الحراك العلمي أثناء المؤتمر وبعده بما يعود بالخير والتنمية والرقي على الأمة الإسلامية والإنسانية بأسرها.
ولا يفوتني في هذا المقام الكريم إلا أن أتقدم بموفور الشكر والتقدير لفخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لرعايته الكريمة لهذا المؤتمر الذي يأتي استجابة للمبادرة الكريمة التي أطلقها سيادته بضرورة تجديد الخطاب الديني، ونشكر سيادته أيضًا على الدعم الكبير الذي يقدمه سيادته لدار الإفتاء المصرية وللأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم.
العلماء الكرام: إن أعين العالم تتحول صوب مؤتمركم هذا لمتابعة ما سينتج عنه من توصيات ختامية، نسعى- بما نملك من دعم كبير- لتفعيلها لمجابهة الإرهاب والتطرف بصدور مفتوحة لا تخشى إلا الله.
إنني على قناعة تامة بأن حربنا الفكرية مع الإرهاب والتطرف لا تقل ضراوة عن المواجهات الميدانية بالجبهات العسكرية مع أولئك الشراذم حُدَثَاء الأَسْنَانِ سُفَهَاء الأَحْلامِ الذين يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، ويَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ولا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ كما حدثنا رسول الله صلى الله وسلم عنهم.
يجب أن يدرك العالم أن مصر تقدم ثمنًا باهظًا لمحاربتها الإرهاب حيث يلقى خيرة شبابها الشهادة على يد أهل الغدر والفجور .. وما جرى منذ أيام قلائل بسيناء ليس خافيًا على العالم .. ورغم هذا فسوف تنتصر الإرادة المصرية والعربية والإسلامية على المؤامرات والأجندات الراغبة في إشاعة الفوضى في العالم .. ومؤتمرنا هذا من بين دلائل هذا النصر الفكري على قوى الشر والظلام.
لقد اتخذت الشعوب العربية والإسلامية- وفي مقدمتها مصر- قرارها الحاسم الذي لا رجعة فيه بعدم مهادنة هذه الأفكار المدمرة المتطرفة، وخطت خطوات واسعة في محاصرة الفكر التكفيري والتخريبي.
اعلموا أن الإرهاب يريد الخراب، والشعوب تريد التعمير والبناء، والإرهاب يريد الفناء والدمار، والشعوب تريد الحياة والأمل، الإرهاب يريد الفوضى وعدم الاستقرار، والشعوب تريد الأمن والأمان والخير، والإرهاب يريد الشر والفساد والله لا يصلح عمل المفسدين.
فيا شعوب العالم سيروا في طريقكم، طريق الخير والجهاد ضد الإرهاب؛ صابرين محتسبين وجه الله تعالى في أبنائكم الشهداء بإذن الله.
اعلم أيها الشعب المصري الأبي الكريم أن وحدتك وحضارتك وتاريخك الذي صنعته بيدك لن تهزمه يد الإرهاب والعدوان؛ لأنها يد جبانة مرتعشة مهما ظهرت بمظهر القوة إلا أن قوتها زائفة زائلة
أسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى الخير في القول والعمل، وأن يكلل جهودكم بالنجاح والتوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جريدة الموجز، جريدة ورقية أسبوعية مستقلة، وموقع شامل يستطيع الجمهور من خلاله الوصول للخبر الصحيح والمعلومات الدقيقة.

ويقدم موقع الموجز للقراء كل ما يهم الشأن المصري الداخلي والخارجي بشكل يومي وعاجل، بالإضافة إلى أخر تحديثات أسعار الذهب ، أسعار العملات، أسعار الدولار، أسعار السلع أولاً بأول.

كما يقدم الموقع لقرائه أحدث وأهم أخبار الفن، وأخبار الرياضة، وأخبار السياسة، وأخبار الحوادث، وأخبار العالم ، وأهم الاحداث الكروية ، دوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا.