استقالة كاهن أمريكا تفجر أزمة داخل الكنيسة المصرية

الموجز

أثار خبر تقدم القمص بيشوي أندرواس، كاهن كنيسة مارمرقص بالعاصمة الأمريكية واشنطن، باستقالته الرسمية من الكهنوت تعجب الكثير من الأقباط في الولايات المتحدة الذين أكدوا أن القمص بيشوى يعد رمزا من رموز التعليم بالكنيسة القبطية وأن استقالته ليس لها سبب محدد.
وتناقل أقباط أمريكا خطابا للقمص بيشوى أندراوس، يوضح فيه أسباب استقالته، وقال فيه "سبب صمتي عما يثار حول سبب الاستقالة هو أنني لا أريد وضع قادة الكنيسة فى أى موقف سلبى، وهذا ما أتمني تحاشيه بأى ثمن، حتي ولو على حساب سمعتي، إلا أن خوفي من تعثر الأقباط دفعني لكتابة خطابي هذا، لتكذيب أي اتهامات باطلة قد تكون وصلت إلى مسامعهم".
وتابع القمص فى خطابه "هناك أمور كثيرة تحدث خلف الستار لا يعلمها إلا عدد قليل ممن يعنيهم الأمر، منها خلاف خلال السنوات الأخيرة بين الأكليروس بالكنيسة، حيث كانوا يظهرون للخارج بأنهم على توافق، بينما هم غير متحدين فى الحقيقة ولكل منهم رؤية مختلفة، الأمر الذي كان معطلاً لنمو الكنيسة على المستويين الروحى والمادي".
وأشار إلي أنه اضطر في الآونة الأخيرة إلى الحصول على إجازة 6 شهور بسبب المرض، وأضاف: بعد تلك الفترة اجتمعت مع أعضاء الأكليروس وأخبرتهم برغبتي فى التنحى عن قيادة الكنيسة وأن اخدم بصفتي كاهناً فقط، وأعلنت استعدادي التام للخضوع تحت قيادة من سيجرى اختياره، ولكن الأمور لم تتحسن بل أصبحت أكثر سوءاً، حيث تلقيت فى بداية صوم الميلاد الماضى شكوى من المكتب البابوى عن مجموعات التلمذة، وشكوى أخري تقول أنني دعوت الدكتور عاطف عزيز - الشماس المعزول من الكنيسة والصادر بحقه قرار من المجمع المقدس بالعزل هو ومجموعته عام 2002 لسعيه لتشكيل كنيسة جديدة باسم العهد الجديد مناهضة للكنيسة القبطية -، لخلوة فى الكنيسة، وهو ما لم يحدث.
وأشار القمص إلى أنه رد على الشكوى التي قدمت ضده ولكنه لم يتلق رداً مما جعله يستمر فى خدمته مع علمه بأن النهاية أصبحت وشيكة، وتابع "كل ما حدث جعلني أوقف مجموعة التلمذة الجديدة التى بدأتها مؤخراً حتى تهدأ الأمور، وقد تقدم المكرسان "شادى وأمير المتهمان بأنهما من أتباع عاطف عزيز"، باستقالتهما من الخدمة حتى يبدآن فى مكان آخر".
وأكد كاهن كنيسة مارمرقص في خطابه علي أن الأمور لم تتحسن بل زادت سوءاً حيث تلقت زوجته فى 5 يناير الماضي اتصالاً من الأنبا كاراس، النائب البابوى بأمريكا الشمالية طلب منها وقف كل مجموعات التلمذة التى كانت تقوم بها، وفي نفس اليوم التقى هو بعدد من الكهنة الذين أخطروه بأن المكتب البابوى وبعض الأساقفة الموجودين فى الولايات المتحدة كانوا على اتصال بهم لمعرفة حال كنيسة مارمرقس، ومدى تدخل الدكتور عاطف عزيز وانتشار تعاليمه، وقالوا له إن تعاليمه تشبه تعاليم "عزيز"، وهو ما دفعه لتقديم الاستقالة.
وفور تداول هذا البيان بين أقباط المهجر بأمريكا أعلن عدد منهم السفر إلى القاهرة لعقد لقاء مع البابا للمطالبة بعدم الموافقة على الاستقالة وتوضيح ما يفعله أحد الأساقفة بأمريكا لإجبار القمص بيشوي علي الاستقالة من منصبه، موضحين أن هذا الأسقف يقوم ببث الشائعات ضد الكاهن.
وعندما وصلت للبابا تواضروس الثاني، بابا الأسكندرية، المذكرة الرسمية التي تحمل نص الاستقالة، شكل لجنة بابوية مكونة من 4 كهنة بالمهجر برئاسة القمص أنجيلوس سعد، كاهن كنيسة العذراء والبابا أثناسيوس فى ميسيساجا بكندا ، والقمص يوحنا نصيف، كاهن كنيسة العذراء بشيكاغو، والقمص موريس بغدادى، الكاهن بكنيسة نيوجرسى للتحقيق فى أسباب تقديم الكاهن استقالته.
وبعد عمل اللجنة لمدة أسبوع تبين أن سبب تقديم القمص بيشوي بالأستقالة هو أحد الأساقفة بأمريكا والذي يريد الحصول على الكنيسة القبطية بواشنطن، وأوضحت اللجنة في بيان لها أن البابا يرفض استقالة الكاهن، لأن كل الاتهامات باطلة ولا أصل فيها بل من يروجها احد الأساقفة بأمريكا وهو يريد الحصول على مجلس إدارة الكنيسة، مؤكدين أن البابا سيترأس مجلس إدارة كنيسة مارمرقص بواشنطن وهي تعتبر كبرى الكنائس القبطية بأمريكا.
ومن المقرر أن يأتي الكاهن بيشوي اندراوس إلى القاهرة للقاء البابا خلال الأيام المقبلة لبحث أسباب الاستقالة ومعرفة حقيقة الشائعات التي يطلقها أسقف أمريكا ضده.
تم نسخ الرابط