الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
السبت 1 يونيو 2024 08:54 صـ 24 ذو القعدة 1445 هـ
أهم الأخبار

المرشد الايرانى يواجه شبح ”العزل ”

هل سيتم عزل المرشد الايرانى ربما تكون هذه احدى الالعاب الجديدة للبهلوان الامريكى فوفقا للتصريحات والتقارير الإخبارية الخاصة بانتخابات مجلس الخبراء ومجلس الشورى (البرلمان) والتي ستعقد في تاريخ 26 فبراير القادم، فإن هناك صعود ملحوظ لتيار المعتدلين بدعم الإصلاحيين أمام التيار المتشدد الذي يسيطر على زمام الأمور في إيران وعلى غالبية مجلس النواب ومجلس الخبراء والكثير من المؤسسات القيادية حاليا، هذا الصعود الذي حصلت عليه حكومة روحاني بعد الاتفاق النووي ورفع العقوبات أثار غضب الحرس الثوري والأصوليين الذين أخذوا يهندسون الانتخابات القادمة بمجموعة من الضربات الموجعة كان أولها رفض أهلية 99% من المرشحين الإصلاحيين وإقصاء حسن الخميني عن خوض انتخابات مجلس الخبراء، الأمر الذي أدى إلى اندلاع حرب كلامية بين الأطراف السياسية المتناحرة في إيران.
التقارير تشير بكل وضوح إلى البدء بتأسيس قاعدة مشتركة بين الإصلاحيين والمعتدلين والكثير من الشخصيات السياسية المستقلة والتي تحظى بوزن سياسي داخل إيران ضد المتشددين من أجل تغيير مسار الحكم ونزعه من المتشددين المدعومين من الحرس الثوري وبيت الخامنئي، ووصول هذه القاعدة إلى معظم مقاعد مجلس النواب ومجلس خبراء القيادة الذي يعتبر حسب القانون الإيراني أنه المسؤول عن عزل وتنصيب ومراقبة أعلى منصب في البلاد وهو المرشد الأعلى.
تصريح يلفت الانتباه ويجب تسليط الأضواء عليه كونه يثير قضية حساسة لم يتم الإشارة إليها مسبقا، وهو تصريح عضو مجلس خبراء القيادة ورئيس مؤسسة الإمام الخميني للتعليم والبحث العلمي “آية الله مصباح يزدي”، والذي قال فيه: إن هناك شخصيات من داخل إيران يسعون عن طريق القانون وباعتبارهم أعضاء مجلس خبراء القيادة أن يهيئوا أرضية من أجل عزل الولي الفقيه، وأضاف يزدي أن العدو يريد في البداية أن يهيئ أرضية لإضعاف ولاية الفقيه وشخصية الولي الفقيه، ومن ثم يريدون إقامة استفتاء شعبي لإزالة الولي الفقيه، ومن ثم وضع خطط لما بعد ذلك، لذا يجب أن نعلم أن خطر اليوم ليسا عسكريا، بل خطر ثقافي وفكري، وانتقد يزدي العلمانية والأشخاص الذين يروّجون للعلمانية في كتاباتهم وكلامهم داخل إيران، وحذر منهم.
هذا التصريح يكشف عن أمرين:
الأول – وجود علاقات وربما اتصالات بين رجال سياسيين كبار في إيران أمثال هاشمي رفسنجاني وحسن الخميني وجهات خارجية كالولايات المتحدة الأميريكة تهدف إلى تغيير ولو جزئي في النظام الإيراني، وقد انتبه إلى ذلك مبكرا المرشد الإيراني الذي حذر مرارا من ما يسمى نفوذ “اختراق” العدو لإيران عبر رجالات وشخصيات سياسية عالية المستوى في إيران، والذي سرعان ما استغل الحرس الثوري هذا التحذير الذي سيمنحه غطاء وحماية في قمع أي نشاط أو شخصية سياسية تحت ذريعة التصدي لاختراق العدو للدولة الإيرانية.
الثاني – وجود مخطط ومشروع يقوده المعتدلون بمساعدة الإصلاحيين والكثير من الشخصيات السياسية أمثال حسن الخميني مثلا، وسيحظى بدعم شعبي واسع، يهدف إلى وضع برامج وتهيئة أرضية للبدء بعزل الولي الفقيه، وهذا سيكون وفق إطار قانوني وبدعم شعبي يتم خلاله تنفيذ علمية استفتاء شعبي حول عزل المرشد وجعل إيران دولة أكثر انفتاحا مع العالم الخارجي.
هذا المشروع يبدو أنه سيمر خلال الانتخابات المقبلة، وسيحاول المعتدلون استغلال هذه الفرصة للوصول إلى أهدافهم، وسيركزون جلّ أعمالهم على الترويج للاتفاق النووي الذي تم بين إيران والغرب والتحسن الإيجابي الذي سيطرأ على المواطن الإيراني جراء سياسات المعتدلين، وسيكون وقود محرك هذه المخططات القاعدة الشعبية وميول ورغبة المواطن الإيراني نحو التخلص من سياسات التشدد الذي يمارسها النظام الإيراني وأجهزته العسكرية والأمنية بدعم من الأصوليين ورجال الدين.
بوادر هذا المشروع بدأت تلوح في الأفق مع اقتراب الانتخابات المزممع عقدها في 26 فبراير القادم، وتصاعد حدة التوترات وتبادل الاتهامات بين الأطراف المتناحرة من أجل الحصول على أكبر عدد من مقاعد مجلس الشورى ومجلس الخبراء في فترة ما قبل الانتخابات، وتكشف هذه الصراعات للشعوب الإيرانية والعالم بشكل يومي الأهداف الوصولية التي يلهث ورائها كل تيار سياسي دون النظر لإي اعتبار في مصلحة الوطن والمواطن.
الاصطدام سيكون بين الداعمين لكل تيار، أي بين غالبية الشعب الذي سيدعم المعتدلين والحرس الثوري والباسيج اللذان يدعمان المتشددين، لذا فإن السير في هذا المشروع، الذي أصبح أمرا حتميا ومعركة مصير، سيربك ويضعف الدولة الإيرانية بشكل عام، وسيحد من تدخلاتها الخارجية، لأنه سيصطدم بجدار رفض المتشددين والحرس الثوري، وسيخلق صراعا داخليا ربما سيتحول إلى احتجاجات ومظاهرات كبيرة تجبر الحرس الثوري على التقهقر من الخارج إلى الداخل للسيطرة على الأمور.

جريدة الموجز، جريدة ورقية أسبوعية مستقلة، وموقع شامل يستطيع الجمهور من خلاله الوصول للخبر الصحيح والمعلومات الدقيقة.

ويقدم موقع الموجز للقراء كل ما يهم الشأن المصري الداخلي والخارجي بشكل يومي وعاجل، بالإضافة إلى أخر تحديثات أسعار الذهب ، أسعار العملات، أسعار الدولار، أسعار السلع أولاً بأول.

كما يقدم الموقع لقرائه أحدث وأهم أخبار الفن، وأخبار الرياضة، وأخبار السياسة، وأخبار الحوادث، وأخبار العالم ، وأهم الاحداث الكروية ، دوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا.