من القضاء إلى الشرطة.. حكاية 4 مسلمين يحكمون إسرائيل

جاء اختيار هناء خطيب لمنصب قاضية فى إحدى المحاكم الشرعية الإسرائيلية كأول امرأة مسلمة محجبة فى هذا المنصب ليفتح الباب حول أهم المسلمين والمسلمات الذين يتولون مناصب قيادية فى دولة الكيان الصهيونى وهو ما نتعرض له بالتفصيل فى هذا التقرير.
هناء خطيب
مفاجأة كبرى هزت جميع الأركان الإسرائيلية والعربية معا عندما صدر قرارا خلال الأيام القليلة الماضية بتعيين إمرأة مسلمة وهي هناء خطيب فى منصب قاض بإحدى المحاكم الإسرائيلية , حيث اختارت لجنة اختيار القضاة الشرعيين، المحامية والمرافعة الشرعية هناء خطيب من مدينة طمرة، لتكون أول قاضية في المحاكم الشرعية بالبلاد, بجانب إياد زحالقة من كفر قرع، وسالم الصانع من النقب، ومحمود عازم من الطيبة وثروت مدلج من كفر قرع كقضاة أيضا.
وسبق أن أثيرت نقاشات وحوارات في أعقاب مطالبات عديدة للجنة العمل والمساواة في الأحوال الشخصية بتعيين قاضية مسلمة في المحاكم الشرعية، في أعقاب اعتراض الحكومة الإسرائيلية في حينه على اقتراح قانون تمثيل نسائي في المحاكم الشرعية الذي جاء مراعاة لمصالح الائتلاف الحكومي وخشية حدوث أزمة ائتلافية بعد تهديد الأحزاب اليهودية المتدينة بالانسحاب من الائتلاف وخشية تسجيل سابقة تنعكس على المحاكم الدينية اليهودية، كما أن نواب عرب اعترضوا على اقتراح القانون باعتبار أنه يمس باستقلالية هيئة القضاء الشرعي، واعتبروا أن تعيين القضاة يجب أن يكون فقط من خلال هيئة القضاة وبشكل مستقل.وفي تعليق لصحيفة يديعوت أحرونوت على الأمر قالت إنه تم تعيين أول قاضية مسلمة ترتدى الحجاب فى المحاكم الإسرائيلية, بعد موافقة وزيرة العدل إيليد شاكيد، على تعيينها رسميا فى هذا المنصب. وأضافت أن تعيين هناء خطيب تم بعد نضال طويل من قبل عرب 48 الذي بدأ عام 2000 من خلال تقديم التماس إلى المحكمة العليا الإسرائيلية لتمكين تعيين امرأة فى هذا المنصب. حصلت الخطيب على درجة ماجستير في القانون، وهي متخصصة بقانون الأحوال الشخصية والأسرة والشريعة وهي من سكان حارة العين من بلدة طمرة في الجليل في شمال البلاد. وكانت قد قدمت التماس عام 2000 إلى المحكمة العليا فى إسرائيل لتمكين تعيين امرأة فى هذا المنصب، وكانت هى المرأة الأولى التى تشغل هذا المنصب ، وتعد حاليا أول قاضية مسلمة ترتدي الحجاب فى المحاكم الاسرائيلية. "خطيب" تجيد ثلاث لغات بخلاف اللغة العربية، وهى الإسبانية، الإنجليزية، العبرية ،وعلقت على تعيينها في حوار للإذاعة الإسرائيلية بالعبرية ،موضحة أن هذا إنجازا للنساء وآمل في أن يحدث تعيين قاضيات أخريات مسلمات، وقاضيات مسيحيات ويهوديات ودرزيات، وأضافت أنها عملت كمحامية لمدة 17 عاما في كل أنحاء الدولة، وأنها على اطلاع جيد بأجهزة المحكمة الشرعية. وأوضحت أن المحاكم الشرعية الإسلامية في إسرائيل، تعامل المرأة معاملة جيدة ونوعية. وعن وضع المرأة المسلمة في الزواج، قالت إن القانون الإسرائيلي لا يسمح بزواج الرجل المسلم بأربع نساء، ويلجأ الكثير من الرجال المسلمين العرب في اسرائيل إلى الزواج في الضفة الغربية من امرأة فلسطينية، ولا تسجل الزوجة في الهوية الشخصية للرجل، بل يسجل أولادها فقط. ومن المقرر أن تحلف خطيب اليمين أمام الرئيس الاسرائيلي رؤوفين ريفلين خلال الأيام القليلة المقبلة قبل تسلمها مهام منصبها رسميا. أما عن حياتها الاجتماعية فهي متزوجة من المحامي فؤاد خطيب، ولها 4 أولاد.
جمال حكروش
فى العام الماضى أعلنت دولة الكيان الصهيونى تعيين جمال حكروش فى منصب نائب مفوض الشرطة الإسرائيلية، وهو أول عربي مسلم يتولى هذا المنصب،حيث كانت قيادات الكيان في التقرب من المجتمع العربي ولذلك قررت تعيين عدد من الضباط المسلمين في الشرطة.
وتولى حكروش، وهو ضابط شرطة من بلدة كفر كنا في الجبيب، المنصب بقيادة وحدة شرطة جديدة بهدف محاربة نسبة الجرائم الكبيرة في المجتمع العربي في إسرائيل. وكانت الناطقة باسم الشرطة لوبا السامري قالت وقتها: إن "حكروش" مؤهل ولديه العديد من الإنجازات.
وأعلن المفوض روني الشيخ خلال يوم التقدير للشرطة في جلسة للكنيست فى هذه الأثناء ، أن مثل هذه التعيينات ضرورية نظرا لنسب العنف الأسري، والقتل، وحيازة الأسلحة غير القانونية، وجرائم أخرى عالية بشكل مريع في المجتمع العربي وفقا لوصفه حينها.
وأضاف الشيخ في جلسة للجنة الشئون الداخلية والبيئة في الكنيست، أنه بالرغم من أن العرب يشكلون 21% من سكان إسرائيل، بجانب 58% من الجرائم تحدث في المجتمع العربي، و55% من محاولات القتل،و 47% من السرقات، و27% من تجارة المخدرات.
وردا على بعض الانتقادات قال إن هذه الحالة لا تقلق الشرطة فقط، بل أيضا المجتمع العربي ذاته ،مشيرا إلى أنه هناك إرادة قوية لتقوية الشرطة في المجتمع العربي ، وأنه التقى بعشرات رؤساء بلديات عربية واكتشف أن هناك استعدادا كبيرا للتعاون.
ومن جانبها قالت صحيفة معاريف تعليقا على تعيين حكروش في هذا المنصب الهام ،إن الضابط العربي الكبير يخدم فى الشرطة الإسرائيلية منذ أكثر من 37 عاما، وتولى عدة مهام متنوعة، ومنها منصب مأمور بقسم شرطة، ونائب قائد لواء، ونائب قائد فرقة المرور، لافتة إلى أنه سبقه فى هذه المناصب الجنرال الدرزى، حسين فارس، الذى عين قائدا لحرس الحدود فى عام 2004 وكان أول جنرال درزى. كما قال موقع مكور الإخبارى الإسرائيلى وقتها، إنه منذ اندلاع أعمال العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين يبرز "حكروش" باعتباره رمزا للتعايش بين اليهود والعرب فى إسرائيل. وأضاف الموقع الإسرائيلى أن حكروش كان يتولى إحدى المناطق الأكثر حساسية فى إسرائيل وهى "وادى عارة"، التى يعيش فيها جزء كبير من السكان العرب فى إسرائيل.
رستم بستوني
بجانب المناصب الرفيعة في القضاء والشرطة ،استطاع العرب أن يجدوا لهم مكان أيضا في السياسة الإسرائيلية ، ليس من خلال الأحزاب العربية المعروفة ولكن من خلال أحزاب إسرائيلية وكان رستم بستوني سباقا في هذا الشأن كأول عربي يتولى أعلى المناصب الحزبية ويدخل الكنيست ممثلا عن حزب صهيوني.
ولد رستم بستوني في 15 مارس عام 1923 في مدينة حيفا، وتخرج في معهد العلوم التطبيقية (التخنيون) بحيفا في الهندسة المعمارية، عمل عدة سنوات في التدريس، ثم انضم إلى حزب العمال الموحد (مبام)، وكان نشيطا في القسم العربي في هذا الحزب عام 1951. في عام 1953 ترك حزب العمال الموحد، وانضم إلى الكتلة اليسارية برئاسة موشيه سنيه، إلا أنه بعد فترة عاد إلى حزب العمال الموحد. قام بتحرير المجلة الأسبوعية العربية الناطقة بلسان حزب العمال الموحد باسم الفجر، وشغل منصب مستشار لشئون القرية العربية في وزارة الإسكان، وفي عام 1969 هاجر إلى الولايات المتحدة،و شغل مقعدا في الكنيست الثانية عن حزب العمال الموحد ،حيث كان أول عربي يدخل الكنيست ممثلا عن حزب صهيوني، وتوفي في 26 أبريل 1994.
حسنية جبارة
على خطى رستم بستوني سارت حسنية جبارة، حيث اختارت الانضمام لحزب إسرائيلي وليس عربي، وترشحت تحت قائمته للكنيست، والآن أصبحت من أبرز الوجوه التي تظهر في الإعلام الإسرائيلي منادية بحقوق المرأة.
ولدت حسنية جبارة في 11 أبريل 1958 في بلدة الطيبة، وتعلمت في مدارسها المرحلتين الابتدائية والثانوية، ثم درست العلاج الطبيعي في تل أبيب، وعملت فيها قبل أن تدرس الإدارة والاقتصاد في جامعة تيبر إيلان.
من عام 1992 وحتى عام 1994 كانت رئيسة المنظمة النسائية "نعمات" في الطيبة، وفي عام 1995 شغلت منصب مديرة قسم النساء والشباب في المعهد اليهودي العربي في بيت بيرل ،حيث مارست نشاطها في هذا المنصب بصورة قطرية ومن قبل المعهد حتى منتصف عام 1997
وفي منتصف عام 1997 وحتى مطلع عام 1999عملت رئيسة لقسم الشرق الأوسط في المعهد الدولي في بيت بيرل، وشغلت مقعد في الكنيست عن كتلة ميرتس فكانت أول امرأة عربية تفوز بعضوية الكنيست, وحاليا تركت "جبارة" العمل السياسي ،حيث تفرغت لمزاولة عملها الطبيعي قبل أن تصبح نائبة،وتعكف الآن على تنظيم لقاءات دولية من أجل الأقلية العربية كما قالت في أحد حواراتها. وترى "جبارة" أن العرب لن يكون لهم تأثير في إسرائيل إلا من خلال تواجدهم في الحكومة.