ننشر خطة ”البحوث الإسلامية” لمواجهة الإخوان والسلفيين في جحورهم

ياسر برهامى
ياسر برهامى
عبر عدد من الطرق والوسائل التنفيذية استجاب مجمع البحوث الإسلامية، التابع للأزهر الشريف، للدعوات التي تنادي بمواجهة الفكر المتطرف والفتاوى المغلوطة على أرض الواقع، إذ درَّب وعاظه ونشرهم في جميع أنحاء الجمهورية لنشر الإسلام الوسطي الصحيح.
في هذا السياق واصل المجمع قوافله التوعوية التي تستهدف المناطق الشعبية بالقاهرة، في منشأة ناصر والجمالية، علاوة على الانتشار في محافظة دمياط، لتوعية الجماهير، ضمن خطة الانتشار الدورية للوصول إلى مختلف شرائح المجتمع للتوعية الثقافية وبيان دور القيم الإنسانية بصورة مبسطة وواضحة ولإشاعة معاني الرحمة والمروءة والتكافل وإغاثة الملهوف وبيان ثواب ذلك عند الله تعالى، ولأجل توعية الشباب من خطر التطرف والتعصب والإرهاب وضرورة فهم معاني المواطنة وأهمية وعي المواطنين في تلك المرحلة من تاريخ الوطن.
وقال الدكتور محيي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن هذه اللقاءات مستمرة في التواصل مع الناس في أماكن تواجدهم المختلفة في المساجد وأماكن عملهم، وحتى المقاهي عن طريق الاستماع إلى الناس والتعرف على ما يدور بأذهانهم، والإجابة عن أسئلتهم واستفساراتهم وتبسيط معاني الإسلام، والتركيز على التعامل الحسن بين الناس، مضيفًا أنَّ القوافل تعتمد بشكل أكبر على الأسلوب البسيط في مخاطبة الناس، كما تركز على الشباب باعتبارهم الأكثر عرضة للأفكار المنحرفة والمضللة التي تروج لها بعض الجماعات المتطرفة؛ خاصةً في المناطق الشعبية.
وأوضح أن المجمع يستهدف التواجد في المدارس والمصالح الحكومية ومراكز الشباب والورش الصناعية، لبيان الجوانب العملية في حياة الناس وأهمية تفعيل القيم الأخلاقية في التعاملات بين المواطنين.
ولم يكتفى المجمع بذلك فقط، بل أعلن تنظيمه دورة تأهيلية لإعداد كوادر تدريبية من الوعاظ في مجال التعليم والتواصل الجماهيري من خلال الدروس، والمحاضرات، ووسائل التواصل الاجتماعي، تمهيدًا للاستعانة بهم في تدريب زملائهم في مختلف مناطق الوعظ على مستوى الجمهورية، وقال "عفيفي" إن هذه الدورة تُعد من أهم الدورات التأهيلية التي ينظمها المجمع على مدار الفترة الماضية؛ حيث تمثل استراتيجية جديدة للانتقال من مرحلة إعداد كوادر مدربة من الوعاظ إلى إعداد مدربين تتوفر لديهم القدرة على تأهيل غيرهم.
وأضاف "عفيفي" أن الدورة يحاضر فيها متخصصون في الجوانب التربوية والتنموية والإعلامية، ويشارك فيها أربعون واعظًا يمثلون مناطق الوعظ، وتستمر على مدار أسبوعين على أن يتم استئناف دورة أخرى بعد انتهاء هذه الدورة، موضحًا أن الدورة تركز على تدريب الوعاظ على استخدام طرق حديثة في إعداد الكوادر الدعوية فيما يتعلق بسبل التواصل الأمثل والتأثير في الناس، وكيفية إدارة الحوار والنقاش معهم في مختلف القضايا.
كما ذكر المجمع في بيان أصدره أنه تم إرسال 406 مبعوثًا إلى جميع أنحاء العالم ليبلغ إجمالي المبعوثين 642 مبعوثًا بواقع 450 مبعوثًا إلى إفريقيا، و 174 إلى آسيا،و 18 إلى أوروبا والأمريكيتين، مؤكدًا أن مبعوثي الأزهر الشريف يقومون بدور مهم في نشر منهج الأزهر بوسطيته بعيدًا عن مناهج التطرف والغلو التي تتبناها بعض تيارات العنف، إذ إنهم لا يقتصرون على الجانب الدعوي فقط وإنما يشتمل على جوانب تعليمية وتثقيفية وتوعوية لوقاية الناس وحمايتهم من مخاطر جماعات التكفير.
وقرَّر المجمع أيضًا اللجوء إلى الفكر لمواجهة التطرف، حيث كشف التقرير الإحصائي السنوي لمجمع البحوث الإسلامية عن توزيع30 ألف كتاب من إصدارات المجمع خلال 2017؛ حيث تضم الكتب التي تم توزيعها كتاب: "الغلو والتطرف"، و"تصحيح المفاهيم"، و"عثمان بن عفان"، و"دفاع عن النبي ﷺ"، و"الإرهاب وخطورته على السلام العالمي".
وسيتم توزيع الكتب على مؤسسات الدولة المختلفة بالإضافة إلى كليات جامعة الأزهر الشريف ومنها كليات أصول الدين بالقاهرة والزقازيق، واللغة العربية بالقاهرة، والدعوة الإسلامية بالقاهرة، فضلا عن جامعات أخرى مثل القاهرة، وعين شمس، وناة السويس، وحلوان، فضلا عن الرابطة العالمية لخريجي الأزهر، ووزارة الداخلية، ومصر للطيران، قوات مكافحة الإرهاب بشرق القناة، الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، معهد تدريب الضباط بأكاديمية الشرطة، وكذلك تم تزويد مبعوثي الأزهر الشريف، الطلاب الوافدين، وكذلك الوفود التي تفد إلى مجمع البحوث الإسلامية من مختلف الدول.
كما وزَّع المجمع، مجلة الأزهر على المؤسسات، لتوضيح المعالم الحقيقية للإسلام وبيان سماحته ورفع النقاب عن المصطلحات والأفكار التي يستخدمها الإرهابيون والمتشددون والإسلام منها براء، فضلًا عن تضمنها لمقالات لبعض علماء الأزهر تتناول العديد من القضايا المعاصرة والمرتبطة بواقع الناس.
ولم يُترك الباب مفتوحًا أمام الفتاوى التكفيرية، فنظم دورة تدريبية عملية لـ"عضوات الفتوى الإلكترونية" بمركز الأزهر العالمي للرصد والإفتاء للتدريب على الإفتاء بشكل عملي داخل لجنة الفتوى الرئيسة التابعة للمجمع تحت إشراف الدكتور عبد الهادي زارع رئيس اللجنة، حيث أكد الدكتور محيي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن تدريبهن يأتي تلبية لاحتياجات المجتمع للعنصر النسائي في مجال الإفتاء؛ خاصة فيما يتعلق ببعض الفتاوى التي تتسم بالخصوصية النسائية؛ ما يتطلب حضور المتدربات في اللجنة الرئيسة للفتوى للاستماع إلى الأسئلة وكيفية الإجابة عليها.
وأضاف أن الدورة تستهدف تأهيل الكوادر النسائية للفتوى؛ حتى تستطيع المفتية أن تراعي حال السائل بما يعين على تحديد الفتوى، ولاشك أن ذلك يمثل الجانب العملي في التدريب فضلًا عن الجوانب النظرية التي تتعلق بالفتوى كصناعة مهمة يجب الإلمام بها بشكل منهجي.
وفي السياق ذاته نظم المجمع 39 دورة تدريبية لثقل الوعاظ علميًا وتدريبهم على التقنيات الحديثة وفنون الاتصال والتعامل مع مختلف شرائح المجتمع وخاصة الشباب؛ لبيان صحيح الدين ووقاية المجتمع من كل فكر دخيل عليه في ضوء رسالة الأزهر الشريف.
وعقد المجمع 2622 لقاءً بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، حيث تعمل على الوصول للشباب والتحدث إليهم في إطار حملة بعنوان "واجب الشباب نحو بناء الوطن" وتم مناقشة العديد من القضايا المهمة منها: دور الشباب في بناء الأوطان، والطاقات الإيجابية التي يحتاجون إليها لتحقيق أحلامهم، بالإضافة إلى التحديات التي تواجههم وضرورة التغلب عليها، مع تصحيح ما اختلط عليهم من مفاهيم لقطع الطريق أمام من يحاولون استقطابهم وتلويث عقولهم بأفكار مسمومة، علاوة على إعداد حملات توعوية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وقطاع المعاهد شارك فيها جميع وعاظ الأزهر في جميع محافظات الجمهورية؛ حيث استهدفت تلك الحملات التواصل مع الناس في المدارس والمعاهد.
وأطلق المجمع في 10 آلاف معهد ومدرسة بمشاركة جميع وعاظ الأزهر حيث تناولت الحملة التوعية بحق الشهيد وقيمة الوطن الذي يجب التضحية بكل نفيس للحفاظ على مقدراته، والتحذير من أعداء الوطن والإرهاب الذي تواجهه الدولة، علاوة على أنه تم إلقاء محاضرات توعية وعقد ندوات أيضًا في مختلف كليات جامعة الأزهر بالتعاون مع أساتذة الجامعة وكذلك مراكز الشباب والمدارس والمعاهد.
ووفي الإطار ذاته تم إطلاق حملة موسعة من خلال وعاظ المجمع لتوعية جميع المواطنين بـ"حرمة قتل النفس البشرية وحرمة استهداف دور العبادة " استهدفت الحملة توعية المواطنين بالمرحلة التي يمر بها الوطن في الحرب ضد الإرهاب الذي أصبح يهدد جميع المواطنين، وأنه لا يليق بالمواطن المصري الأصيل أن يتعاون أو يتعاطف أو يتستر على أي إرهابي أو تكفيري، لأن ذلك يهدد سلامة الوطن والمواطنين، وأن الوقوف ضد الإرهاب ومقاومته بكل الوسائل واجب ديني ووطني وضرورة تمليها التحديات الراهنة التي يمر بها الوطن.
كما أعلن المجمع أن لجان الفتوى الرئيسية والفرعية التابعة أجابت على 405822 فتوى خلال عام 2017، حيث ارتفع معدل الفتاوى عن العام السابق نظرًا للتوسع في افتتاح فروع جديدة للجان الفتوى في مدن الجمهورية، حيث بلغ عدد لجان الفتوى التابعة للمجمع 228 لجنة؛ لتلبية احتياجات الجمهور وسهولة التواصل.
تم نسخ الرابط