السيسى فى جحيم الحرب العالمية الثالثة
>> مصر وتركيا وقبرص واليونان وإسرائيل وسوريا ولبنان دول على خط النار
>> التوترات تزداد بين مصر وتركيا فى البحر المتوسط حول التنقيب عن الغاز بعد اكتشاف حقل ظهر
>> أنقرة وجهت إنذارا شديد اللهجة لليونان بالدخول فى حرب مباشرة فى حال استمرارها انتهاك المياه الإقليمية والمجال الجوى
>> سوريا عبرت عن غضبها والرد بنفس السلاح إزاء الضربات العسكرية الإسرائيلية تجاه دمشق
>> إسرائيل أعلنت الحرب على لبنان بسبب حقول النفط.. وحزب الله يرد: سوف نتصدى بحزم لأى اعتداء على حقوقنا!!
>> تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران بسبب الاتفاق النووي.. وسوريا ضحية الصراع بين الطرفين
"كل المؤشرات تؤكد أن الحرب العالمية الثالثة ليست ببعيد".. هكذا علق مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة فى الدراسة التى أعدها حول الأوضاع فى الشرق الأوسط بعد تصاعد وتيرة الأحداث وانتقال الصراع بين القوى الإقليمية في المنطقة من نمط "الاحتكاك غير المباشر" إلى نمط "المواجهة المباشرة" على نحو دفع اتجاهات عديدة إلى توقع حدوث تحولات مهمة في اتجاهات العلاقات بين تلك القوى.
وقالت الدراسة إنه لم يَعُد مستبعدًا الاستناد إلى خيارات أخرى، بما فيها الخيار العسكري، وإن كان تطور ذلك إلى مرحلة الحرب الكاملة لا تزال تواجهه عقبات عديدة، ترتبط بتأثير ذلك على الأزمات الإقليمية العالقة، وتزايد الملفات الضاغطة على تلك القوى في أكثر من اتجاه، ومحدودية الخيارات المتاحة أمامها في هذا الصدد، خاصة في حالة ما إذا قوبل ذلك بـ"خط أحمر" من جانب القوى الدولية الحاضرة في تلك الأزمات.
وأشارت الدراسة إلى أنه يمكن تناول أبرز مؤشرات هذا الاتجاه الجديد على نحو وقوع مواجهة مسلحة محدودة بين إسرائيل من جهة، وكل من إيران والنظام السوري من جهة أخرى .
وقالت الدراسة إنه بعد نجاح المضادات الأرضية التابعة للنظام السوري، حسب ما يكشف عنه العديد من التقارير، في إسقاط مقاتلة إسرائيلية من طراز "إف 16" في 10 فبراير الجاري، في أول رد جدي من جانب النظام السوري على الضربات العسكرية المتكررة التي شنتها إسرائيل على مواقع داخل سوريا تابعة لإيران والنظام و"حزب الله"، وكان آخرها الضربة التي أسفرت عن تدمير مواقع تابعة للنظام وإيران، بعد اتهام الأخيرة بتسيير طائرة من دون طيار داخل الأجواء الإسرائيلية. وتابعت الدراسة: رغم أن هذه المواجهة كانت محدودة، حيث سرعان ما وجهت الأطراف المعنية بها، بما فيها إسرائيل، رسائل عديدة تُفيد بعدم رغبتها في التصعيد، ووضع سقف للاحتكاكات المباشرة؛ فإنها تشير إلى أن احتمالات تكرارها من جديد ربما تكون قائمة بقوة خلال المرحلة المقبلة.
وتطرقت الدراسة إلى ظهور ملامح توتر جديد بين مصر وتركيا, وذلك على خلفية المحاولات الحثيثة التي تبذلها أنقرة من أجل إرباك الحسابات المصرية والقبرصية فيما يتعلق بالتنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط، حيث أعلن وزير الخارجية التركي "مولود شاويش أوغلو"، في 5 فبراير الجاري، عدم اعتراف أنقرة باتفاقية ترسيم الحدود التي أبرمتها مصر وقبرص في عام 2013، باعتبار أنها "تنتهك الجرف القاري التركي"، مشيرًا إلى أن تركيا سوف تبدأ في التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط قريبًا.
واتخذت تركيا خطوات إجرائية على الأرض تجاه قبرص تحديدًا، حيث تعمدت منع منصة حفر "سايبم 12000" التابعة لشركة "إيني" الإيطالية من التنقيب عن الغاز في 11 فبراير الجاري، في جنوب شرقي الجزيرة، بحجة قيام القوات البحرية التركية بإجراء مناورات بالقرب من تلك المنطقة.
وقد دفع ذلك مصر، في 7 فبراير، إلى الرد على الخطوات الاستفزازية التركية، حيث وجهت تحذيرًا إلى تركيا من المساس بحقوقها الاقتصادية في شرق البحر المتوسط.
وانتقلت الدراسة بعد ذلك إلى التهديدات التركية المباشرة لليونان, حيث امتدت هذه التحذيرات أيضًا من مغبة ما اعتبرته أنقرة "انتهاكًا لمياهها الإقليمية"، ووصل الأمر إلى حد التهديد بإمكانية استخدام القوة في حسم هذا الخلاف، حيث قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في 13 فبراير: "نحذر من يتجاوزون حدودهم في بحر إيجه والبحر المتوسط ويقومون بحسابات خاطئة ويستغلون انشغال تركيا بالتطورات عند حدودها الجنوبية"، مضيفًا أنه عند استمرار انتهاك اليونان للمياه الإقليمية والمجال الجوي، فإن "جنودنا سوف يقومون بما يلزم".
توجهت الدراسة بعد ذلك إلى تهديدات إسرائيل للبنان, مؤكدة أن هذه التهديدات لم تتوقف عند حد التحذير من مخاطر قيام "حزب الله" بتعزيز ترسانته العسكرية، لا سيما الصاروخية، بل امتدت أيضًا إلى الجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية للتنقيب عن الغاز في البحر المتوسط؛ إذ وصف وزير الدفاع الإسرائيلي "أفيجدور ليبرمان"، في 31 يناير الماضى، الخطوات التي اتخذتها بيروت لمتابعة عمليات التنقيب عن الغاز والنفط في مياهها الإقليمية بأنها استفزازية، مضيفًا: "يمنحون عروضًا على حقل غاز فيه رقعة هي ملكنا بالأساس إلى مجموعة دولية هي شركة محترمة لكنها ترتكب خطأ فادحًا يخالف كل القواعد".
واستدعى ذلك ردودًا من جانب القوى اللبنانية، بما فيها "حزب الله"، الذي أشار إلى "التصدي الحازم لأي اعتداء على حقوق دولته النفطية والغازية، والدفاع عن منشآت لبنان وثرواته".
وقالت الدراسة يمكن تفسير تصاعد حدة المواجهات المباشرة بين تلك القوى في إطار اعتبارات عديدة، يتمثل أبرزها في, لحظة نضوج الصراع حيث ترى بعض القوى الإقليمية أن الصراع السوري وصل إلى مرحلة تفرض عليها التحرك من أجل حماية مصالحها. إذ تسعى إيران إلى تكريس نفوذها استعدادًا لمرحلة ما بعد استعادة النظام السوري زمام المبادرة، وتراجع قدرات قوى المعارضة، من خلال تعزيز تمددها العسكري والاقتصادي والاجتماعي في المناطق التي يسيطر عليها النظام، وهو ما ترى تل أبيب أنه يهدد أمنها بشكل مباشر، في ظل اقتراب النفوذ الإيراني من حدودها، وتزايد قدرة "حزب الله" على دعم ترسانته العسكرية استثمارًا لانخراطه المباشر في الصراع السوري إلى جانب إيران والقوات النظامية.
فضلا عن تزايد ارتباك القوى الدولية, خاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي ما زالت مصرّة على منح الأولوية للحرب ضد تنظيم "داعش"، بشكل زاد من مخاوف تل أبيب من إمكانية اتجاه طهران إلى استغلال ذلك في الاقتراب من خطوطها الحمراء، وتوجيه تهديدات مباشرة لها، في حالة ما إذا حدثت تطورات غير متوقعة في الاتفاق النووي الذي ما زالت إيران تتحسب لمساراته المحتملة خلال المرحلة المقبلة .
وأضافت الدراسة , بالتوازي مع ذلك، لا يبدو أن إسرائيل باتت تعول على تفاهماتها مع روسيا حول الملف السوري، رغم الزيارات المتبادلة التي قام بها الطرفان خلال المرحلة الماضية، بشكل دفعها إلى محاولة التدخل منفردة لتأكيد أنها لن تنتظر تحرك القوى الدولية من أجل وضع مصالحها في الاعتبار في صياغة الترتيبات السياسية والأمنية في سوريا.
بجانب ذلك الصراع يتصاعد على ثروات الغاز حيث كشفت العديد من التقارير عن أن منطقة شرق البحر المتوسط قد تشهد أكبر اكتشافات لحقول الغاز خلال المرحلة المقبلة، وهو ما يبدو أنه دفع تركيا إلى محاولة تصعيد موقفها في هذا الصدد. فقد أشار تقرير لشركة "إيني" الإيطالية إلى أن حقل "ظهر" المصري يعتبر أكبر الاكتشافات الغازية في منطقة شرق البحر المتوسط، وقد يكون الاكتشاف الأكبر على مستوى العالم.
وبالطبع، فإن نجاح القاهرة في إنجاز المشروع الذي تصل استثماراته إلى 12 مليار دولار، في فترة ليست طويلة ربما يكون متغيرًا مهمًّا في هذا السياق، حيث استغرق نحو 28 شهرًا منذ تحقيق الكشف وبدء الإنتاج، وذلك في الوقت الذي تستغرق فيه مشروعات مماثلة فترة تتراوح بين 6 و 8 سنوات.
واللافت في هذا الصدد، أن مصر أشارت إلى أن حرصها على امتلاك قدرات عسكرية نوعية في القطاع البحري تحديدًا كان متعمدا لجذب شركات الغاز العملاقة في العالم للاستثمار في مصر، وتعزيز قدرة القاهرة على التحول إلى مصدر رئيسي للغاز بدلًا من استيراده، خلال المرحلة المقبلة، حيث إن هذه النوعية من الشركات لا تُقدِم على الدخول في استثمارات إلا في المناطق التي تحظى بمستويات أمان عالية، وهو ما يبدو أنه دفع تركيا إلى محاولة التدخل من أجل إرباك حسابات القاهرة والشركة في آن واحد، وهو ما اتجهت مصر إلى التعامل معه بشكل فوري لتوجيه رسالة تحذير مباشرة إلى أنقرة في هذا الإطار.
وقالت الدراسة : تزامنت هذه التطورات مع إعلان قبرص، في 8 فبراير الجاري، عن أن شركتى "إيني" الإيطالية و"توتال" الفرنسية اكتشفتا مخزونًا جوفيًّا كبيرًا في مياهها الإقليمية.
وأوضحت الدراسة أن تشابك الملفات الإقليمية ربما لا يمكن فصل تلك المواجهات المباشرة عن الملفات الخلافية العالقة بين الأطراف المنخرطة فيها بشكل أساسي. وبعبارة أخرى، فإن لتراكم التباينات تأثيرًا مباشرًا في هذا السياق، على نحو يبدو جليًّا في الخلافات المصرية-التركية، والخلافات الإسرائيلية-الإيرانية، والخلافات الإسرائيلية-اللبنانية, فتركيا ما زالت مصرة على موقفها الداعم سواء لجماعة الإخوان المسلمين في مواجهة القاهرة، أو لدور الأخيرة في الملفات الإقليمية المختلفة، مثل الأزمة مع قطر، والصراع في ليبيا، والعلاقات مع السودان. كما أنها لا تُبدي ترحيبًا بالتقارب الملحوظ في العلاقات بين القاهرة وكلٍّ من قبرص واليونان، وترى أنها أحد الأطراف المستهدفة منه بشكل مباشر.
إلى جانب ذلك، فإن التوتر المتصاعد بين إسرائيل وإيران حول الاتفاق النووي الذي لا تُبدي تل أبيب قبولًا به، كان حاضرًا بشكل واضح في مواجهتها مع الأخيرة في سوريا، باعتبار أنها ترى أن الصفقة النووية كانت أحد المتغيرات التي ساهمت في تفاقم الدور الإقليمي الإيراني في المنطقة خلال الأعوام الماضية.
وينطبق ذلك أيضًا على التصعيد بين إسرائيل و"حزب الله"، والذي بدا أنه فرض مزيدًا من التوتر على الموقف من ملف الغاز، في ضوء التهديدات المتبادلة التي يوجهها كل طرف إلى الآخر، والتي وصلت إلى حد التفكير في استهداف البنية التحتية الخاصة بهذا القطاع في حالة نشوب أى مواجهة عسكرية واسعة خلال المرحلة المقبلة.
واختتمت الدراسة بالتأكيد على أن المصالح المتقاطعة كلها تدعم من احتمالات استمرار المواجهات المباشرة كنمط جديد في التفاعلات التي تجري بين القوى الإقليمية في المنطقة التي تبدو مقبلة على استحقاقات استراتيجية كبيرة خلال الفترة المقبلة، قد تساهم بدورها في تصاعد تأثير تلك المواجهات.
وفى سياق متصل أعد البروفيسور جيمس إل جيلفين، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط بجامعة كاليفورنيا الأمريكية، تقريرا حول السيناريوهات المتوقع أن تواجهها منطقة الشرق الأوسط خلال العام الحالى.
وأوضح فى بداية تقريره , أن الحرب في سوريا ستستمر دون حل, حيث ستفرض الحكومة السورية سيطرتها على الكثير من المناطق التي كانت خاضعة للمعارضة، إلا أنها لن تتمكن من فرض سيطرتها على كل سوريا.
وأشار إلى أن السبب في هذا أن خصوم الرئيس السوري بشار الأسد يدركون أنه لن يكون من مصلحتهم أن يقعوا تحت يد الأسد عقب كل تلك السنوات من الصراع، كما أن الحكومة السورية تمر الآن بفترة ضعف، فضلا عن أن معظم المكاسب التي حققتها إبان العامين الماضيين جاءت بفضل أطراف خارجية.
ويرى "جيلفين" أن الحرب السورية ما هي سوى حرب بالوكالة بين الغرب والسعودية وحلفائها الخليجيين الذين يدعمون المعارضة، ولهذا لن تستسلم المعارضة.
وتطرق الباحث أيضا إلى تنظيم "داعش" مؤكدا أن التنظيم الإرهابي بدأ في السقوط عام 2015، كما شهد العام الماضي تراجع سيطرة التنظيم على الأراضي العراقية من 40% لـ10%، وفقد التنظيم أيضا سيطرته على 70% من الأراضي السورية.
وأشار جيفلين إلى إعلان العديد من مسلحي التنظيم استسلامهم محاولين الاندماج مع السكان المحليين والعودة لأوطانهم، في ظل مقاومة كبيرة يلقونها من حكومات بلادهم.
كما تطرق أيضا إلى عملية السلام مؤكدا أن "طريقها مسدود", لافتا إلى أنه مع اعتراف الولايات المتحدة بمدينة القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، دق دونالد ترامب المسمار الأخير في نعش عملية السلام التي كانت تسير وفقا لمعايير اتفاق "أوسلو".
وأشار جيفلين إلى أن الاضطرابات السياسية في الشرق الأوسط تزيد من صعوبة حل القضية الفلسطينية في ظل اشتغال كل دولة بشؤونها وأزماتها الخاصة.
وأبدى الباحث اهتماما أكبر بالأحداث فى اليمن, واصفا الحرب هناك بأكثر الأزمات وأشدها قسوة في الشرق الأوسط، مؤكدا أنها لا تلقى تغطية إعلامية كافية.
وأضاف: تؤكد السعودية أن "أنصار الله" القاطنين شمال اليمن ما هم سوى وكلاء إيرانيون، ما دفع المملكة للدخول في حرب من أجل إعادة الحكومة الشرعية للسلطة.
وتابع حديثه" تسببت الحرب إلى الآن في في مقتل 12000 مدنيا وتجويع ما يقرب من 50 ألف طفلا، بجانب تفشي وباء الكوليرا الذي أودى بحياة 20 ألف شخصا خلال الفترة من أبريل إلى أغسطس 2017، وفقا لإحصائيات الأمم المتحدة.
ويرى جيفلين أنه مع دعم الولايات المتحدة للسعودية في حربها ضد "أنصار الله" بينما تقف إيران بجانب "أنصار الله"، فإن الحرب لن تنتهي في اليمن بل ستزداد ضراوة.
>> التوترات تزداد بين مصر وتركيا فى البحر المتوسط حول التنقيب عن الغاز بعد اكتشاف حقل ظهر
>> أنقرة وجهت إنذارا شديد اللهجة لليونان بالدخول فى حرب مباشرة فى حال استمرارها انتهاك المياه الإقليمية والمجال الجوى
>> سوريا عبرت عن غضبها والرد بنفس السلاح إزاء الضربات العسكرية الإسرائيلية تجاه دمشق
>> إسرائيل أعلنت الحرب على لبنان بسبب حقول النفط.. وحزب الله يرد: سوف نتصدى بحزم لأى اعتداء على حقوقنا!!
>> تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران بسبب الاتفاق النووي.. وسوريا ضحية الصراع بين الطرفين
"كل المؤشرات تؤكد أن الحرب العالمية الثالثة ليست ببعيد".. هكذا علق مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة فى الدراسة التى أعدها حول الأوضاع فى الشرق الأوسط بعد تصاعد وتيرة الأحداث وانتقال الصراع بين القوى الإقليمية في المنطقة من نمط "الاحتكاك غير المباشر" إلى نمط "المواجهة المباشرة" على نحو دفع اتجاهات عديدة إلى توقع حدوث تحولات مهمة في اتجاهات العلاقات بين تلك القوى.
وقالت الدراسة إنه لم يَعُد مستبعدًا الاستناد إلى خيارات أخرى، بما فيها الخيار العسكري، وإن كان تطور ذلك إلى مرحلة الحرب الكاملة لا تزال تواجهه عقبات عديدة، ترتبط بتأثير ذلك على الأزمات الإقليمية العالقة، وتزايد الملفات الضاغطة على تلك القوى في أكثر من اتجاه، ومحدودية الخيارات المتاحة أمامها في هذا الصدد، خاصة في حالة ما إذا قوبل ذلك بـ"خط أحمر" من جانب القوى الدولية الحاضرة في تلك الأزمات.
وأشارت الدراسة إلى أنه يمكن تناول أبرز مؤشرات هذا الاتجاه الجديد على نحو وقوع مواجهة مسلحة محدودة بين إسرائيل من جهة، وكل من إيران والنظام السوري من جهة أخرى .
وقالت الدراسة إنه بعد نجاح المضادات الأرضية التابعة للنظام السوري، حسب ما يكشف عنه العديد من التقارير، في إسقاط مقاتلة إسرائيلية من طراز "إف 16" في 10 فبراير الجاري، في أول رد جدي من جانب النظام السوري على الضربات العسكرية المتكررة التي شنتها إسرائيل على مواقع داخل سوريا تابعة لإيران والنظام و"حزب الله"، وكان آخرها الضربة التي أسفرت عن تدمير مواقع تابعة للنظام وإيران، بعد اتهام الأخيرة بتسيير طائرة من دون طيار داخل الأجواء الإسرائيلية. وتابعت الدراسة: رغم أن هذه المواجهة كانت محدودة، حيث سرعان ما وجهت الأطراف المعنية بها، بما فيها إسرائيل، رسائل عديدة تُفيد بعدم رغبتها في التصعيد، ووضع سقف للاحتكاكات المباشرة؛ فإنها تشير إلى أن احتمالات تكرارها من جديد ربما تكون قائمة بقوة خلال المرحلة المقبلة.
وتطرقت الدراسة إلى ظهور ملامح توتر جديد بين مصر وتركيا, وذلك على خلفية المحاولات الحثيثة التي تبذلها أنقرة من أجل إرباك الحسابات المصرية والقبرصية فيما يتعلق بالتنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط، حيث أعلن وزير الخارجية التركي "مولود شاويش أوغلو"، في 5 فبراير الجاري، عدم اعتراف أنقرة باتفاقية ترسيم الحدود التي أبرمتها مصر وقبرص في عام 2013، باعتبار أنها "تنتهك الجرف القاري التركي"، مشيرًا إلى أن تركيا سوف تبدأ في التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط قريبًا.
واتخذت تركيا خطوات إجرائية على الأرض تجاه قبرص تحديدًا، حيث تعمدت منع منصة حفر "سايبم 12000" التابعة لشركة "إيني" الإيطالية من التنقيب عن الغاز في 11 فبراير الجاري، في جنوب شرقي الجزيرة، بحجة قيام القوات البحرية التركية بإجراء مناورات بالقرب من تلك المنطقة.
وقد دفع ذلك مصر، في 7 فبراير، إلى الرد على الخطوات الاستفزازية التركية، حيث وجهت تحذيرًا إلى تركيا من المساس بحقوقها الاقتصادية في شرق البحر المتوسط.
وانتقلت الدراسة بعد ذلك إلى التهديدات التركية المباشرة لليونان, حيث امتدت هذه التحذيرات أيضًا من مغبة ما اعتبرته أنقرة "انتهاكًا لمياهها الإقليمية"، ووصل الأمر إلى حد التهديد بإمكانية استخدام القوة في حسم هذا الخلاف، حيث قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في 13 فبراير: "نحذر من يتجاوزون حدودهم في بحر إيجه والبحر المتوسط ويقومون بحسابات خاطئة ويستغلون انشغال تركيا بالتطورات عند حدودها الجنوبية"، مضيفًا أنه عند استمرار انتهاك اليونان للمياه الإقليمية والمجال الجوي، فإن "جنودنا سوف يقومون بما يلزم".
توجهت الدراسة بعد ذلك إلى تهديدات إسرائيل للبنان, مؤكدة أن هذه التهديدات لم تتوقف عند حد التحذير من مخاطر قيام "حزب الله" بتعزيز ترسانته العسكرية، لا سيما الصاروخية، بل امتدت أيضًا إلى الجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية للتنقيب عن الغاز في البحر المتوسط؛ إذ وصف وزير الدفاع الإسرائيلي "أفيجدور ليبرمان"، في 31 يناير الماضى، الخطوات التي اتخذتها بيروت لمتابعة عمليات التنقيب عن الغاز والنفط في مياهها الإقليمية بأنها استفزازية، مضيفًا: "يمنحون عروضًا على حقل غاز فيه رقعة هي ملكنا بالأساس إلى مجموعة دولية هي شركة محترمة لكنها ترتكب خطأ فادحًا يخالف كل القواعد".
واستدعى ذلك ردودًا من جانب القوى اللبنانية، بما فيها "حزب الله"، الذي أشار إلى "التصدي الحازم لأي اعتداء على حقوق دولته النفطية والغازية، والدفاع عن منشآت لبنان وثرواته".
وقالت الدراسة يمكن تفسير تصاعد حدة المواجهات المباشرة بين تلك القوى في إطار اعتبارات عديدة، يتمثل أبرزها في, لحظة نضوج الصراع حيث ترى بعض القوى الإقليمية أن الصراع السوري وصل إلى مرحلة تفرض عليها التحرك من أجل حماية مصالحها. إذ تسعى إيران إلى تكريس نفوذها استعدادًا لمرحلة ما بعد استعادة النظام السوري زمام المبادرة، وتراجع قدرات قوى المعارضة، من خلال تعزيز تمددها العسكري والاقتصادي والاجتماعي في المناطق التي يسيطر عليها النظام، وهو ما ترى تل أبيب أنه يهدد أمنها بشكل مباشر، في ظل اقتراب النفوذ الإيراني من حدودها، وتزايد قدرة "حزب الله" على دعم ترسانته العسكرية استثمارًا لانخراطه المباشر في الصراع السوري إلى جانب إيران والقوات النظامية.
فضلا عن تزايد ارتباك القوى الدولية, خاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي ما زالت مصرّة على منح الأولوية للحرب ضد تنظيم "داعش"، بشكل زاد من مخاوف تل أبيب من إمكانية اتجاه طهران إلى استغلال ذلك في الاقتراب من خطوطها الحمراء، وتوجيه تهديدات مباشرة لها، في حالة ما إذا حدثت تطورات غير متوقعة في الاتفاق النووي الذي ما زالت إيران تتحسب لمساراته المحتملة خلال المرحلة المقبلة .
وأضافت الدراسة , بالتوازي مع ذلك، لا يبدو أن إسرائيل باتت تعول على تفاهماتها مع روسيا حول الملف السوري، رغم الزيارات المتبادلة التي قام بها الطرفان خلال المرحلة الماضية، بشكل دفعها إلى محاولة التدخل منفردة لتأكيد أنها لن تنتظر تحرك القوى الدولية من أجل وضع مصالحها في الاعتبار في صياغة الترتيبات السياسية والأمنية في سوريا.
بجانب ذلك الصراع يتصاعد على ثروات الغاز حيث كشفت العديد من التقارير عن أن منطقة شرق البحر المتوسط قد تشهد أكبر اكتشافات لحقول الغاز خلال المرحلة المقبلة، وهو ما يبدو أنه دفع تركيا إلى محاولة تصعيد موقفها في هذا الصدد. فقد أشار تقرير لشركة "إيني" الإيطالية إلى أن حقل "ظهر" المصري يعتبر أكبر الاكتشافات الغازية في منطقة شرق البحر المتوسط، وقد يكون الاكتشاف الأكبر على مستوى العالم.
وبالطبع، فإن نجاح القاهرة في إنجاز المشروع الذي تصل استثماراته إلى 12 مليار دولار، في فترة ليست طويلة ربما يكون متغيرًا مهمًّا في هذا السياق، حيث استغرق نحو 28 شهرًا منذ تحقيق الكشف وبدء الإنتاج، وذلك في الوقت الذي تستغرق فيه مشروعات مماثلة فترة تتراوح بين 6 و 8 سنوات.
واللافت في هذا الصدد، أن مصر أشارت إلى أن حرصها على امتلاك قدرات عسكرية نوعية في القطاع البحري تحديدًا كان متعمدا لجذب شركات الغاز العملاقة في العالم للاستثمار في مصر، وتعزيز قدرة القاهرة على التحول إلى مصدر رئيسي للغاز بدلًا من استيراده، خلال المرحلة المقبلة، حيث إن هذه النوعية من الشركات لا تُقدِم على الدخول في استثمارات إلا في المناطق التي تحظى بمستويات أمان عالية، وهو ما يبدو أنه دفع تركيا إلى محاولة التدخل من أجل إرباك حسابات القاهرة والشركة في آن واحد، وهو ما اتجهت مصر إلى التعامل معه بشكل فوري لتوجيه رسالة تحذير مباشرة إلى أنقرة في هذا الإطار.
وقالت الدراسة : تزامنت هذه التطورات مع إعلان قبرص، في 8 فبراير الجاري، عن أن شركتى "إيني" الإيطالية و"توتال" الفرنسية اكتشفتا مخزونًا جوفيًّا كبيرًا في مياهها الإقليمية.
وأوضحت الدراسة أن تشابك الملفات الإقليمية ربما لا يمكن فصل تلك المواجهات المباشرة عن الملفات الخلافية العالقة بين الأطراف المنخرطة فيها بشكل أساسي. وبعبارة أخرى، فإن لتراكم التباينات تأثيرًا مباشرًا في هذا السياق، على نحو يبدو جليًّا في الخلافات المصرية-التركية، والخلافات الإسرائيلية-الإيرانية، والخلافات الإسرائيلية-اللبنانية, فتركيا ما زالت مصرة على موقفها الداعم سواء لجماعة الإخوان المسلمين في مواجهة القاهرة، أو لدور الأخيرة في الملفات الإقليمية المختلفة، مثل الأزمة مع قطر، والصراع في ليبيا، والعلاقات مع السودان. كما أنها لا تُبدي ترحيبًا بالتقارب الملحوظ في العلاقات بين القاهرة وكلٍّ من قبرص واليونان، وترى أنها أحد الأطراف المستهدفة منه بشكل مباشر.
إلى جانب ذلك، فإن التوتر المتصاعد بين إسرائيل وإيران حول الاتفاق النووي الذي لا تُبدي تل أبيب قبولًا به، كان حاضرًا بشكل واضح في مواجهتها مع الأخيرة في سوريا، باعتبار أنها ترى أن الصفقة النووية كانت أحد المتغيرات التي ساهمت في تفاقم الدور الإقليمي الإيراني في المنطقة خلال الأعوام الماضية.
وينطبق ذلك أيضًا على التصعيد بين إسرائيل و"حزب الله"، والذي بدا أنه فرض مزيدًا من التوتر على الموقف من ملف الغاز، في ضوء التهديدات المتبادلة التي يوجهها كل طرف إلى الآخر، والتي وصلت إلى حد التفكير في استهداف البنية التحتية الخاصة بهذا القطاع في حالة نشوب أى مواجهة عسكرية واسعة خلال المرحلة المقبلة.
واختتمت الدراسة بالتأكيد على أن المصالح المتقاطعة كلها تدعم من احتمالات استمرار المواجهات المباشرة كنمط جديد في التفاعلات التي تجري بين القوى الإقليمية في المنطقة التي تبدو مقبلة على استحقاقات استراتيجية كبيرة خلال الفترة المقبلة، قد تساهم بدورها في تصاعد تأثير تلك المواجهات.
وفى سياق متصل أعد البروفيسور جيمس إل جيلفين، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط بجامعة كاليفورنيا الأمريكية، تقريرا حول السيناريوهات المتوقع أن تواجهها منطقة الشرق الأوسط خلال العام الحالى.
وأوضح فى بداية تقريره , أن الحرب في سوريا ستستمر دون حل, حيث ستفرض الحكومة السورية سيطرتها على الكثير من المناطق التي كانت خاضعة للمعارضة، إلا أنها لن تتمكن من فرض سيطرتها على كل سوريا.
وأشار إلى أن السبب في هذا أن خصوم الرئيس السوري بشار الأسد يدركون أنه لن يكون من مصلحتهم أن يقعوا تحت يد الأسد عقب كل تلك السنوات من الصراع، كما أن الحكومة السورية تمر الآن بفترة ضعف، فضلا عن أن معظم المكاسب التي حققتها إبان العامين الماضيين جاءت بفضل أطراف خارجية.
ويرى "جيلفين" أن الحرب السورية ما هي سوى حرب بالوكالة بين الغرب والسعودية وحلفائها الخليجيين الذين يدعمون المعارضة، ولهذا لن تستسلم المعارضة.
وتطرق الباحث أيضا إلى تنظيم "داعش" مؤكدا أن التنظيم الإرهابي بدأ في السقوط عام 2015، كما شهد العام الماضي تراجع سيطرة التنظيم على الأراضي العراقية من 40% لـ10%، وفقد التنظيم أيضا سيطرته على 70% من الأراضي السورية.
وأشار جيفلين إلى إعلان العديد من مسلحي التنظيم استسلامهم محاولين الاندماج مع السكان المحليين والعودة لأوطانهم، في ظل مقاومة كبيرة يلقونها من حكومات بلادهم.
كما تطرق أيضا إلى عملية السلام مؤكدا أن "طريقها مسدود", لافتا إلى أنه مع اعتراف الولايات المتحدة بمدينة القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، دق دونالد ترامب المسمار الأخير في نعش عملية السلام التي كانت تسير وفقا لمعايير اتفاق "أوسلو".
وأشار جيفلين إلى أن الاضطرابات السياسية في الشرق الأوسط تزيد من صعوبة حل القضية الفلسطينية في ظل اشتغال كل دولة بشؤونها وأزماتها الخاصة.
وأبدى الباحث اهتماما أكبر بالأحداث فى اليمن, واصفا الحرب هناك بأكثر الأزمات وأشدها قسوة في الشرق الأوسط، مؤكدا أنها لا تلقى تغطية إعلامية كافية.
وأضاف: تؤكد السعودية أن "أنصار الله" القاطنين شمال اليمن ما هم سوى وكلاء إيرانيون، ما دفع المملكة للدخول في حرب من أجل إعادة الحكومة الشرعية للسلطة.
وتابع حديثه" تسببت الحرب إلى الآن في في مقتل 12000 مدنيا وتجويع ما يقرب من 50 ألف طفلا، بجانب تفشي وباء الكوليرا الذي أودى بحياة 20 ألف شخصا خلال الفترة من أبريل إلى أغسطس 2017، وفقا لإحصائيات الأمم المتحدة.
ويرى جيفلين أنه مع دعم الولايات المتحدة للسعودية في حربها ضد "أنصار الله" بينما تقف إيران بجانب "أنصار الله"، فإن الحرب لن تنتهي في اليمن بل ستزداد ضراوة.