الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
السبت 20 أبريل 2024 08:48 صـ 11 شوال 1445 هـ
أهم الأخبار

معلومات جديدة عن تكتيكات شبكات التجسس والتخابر الأمريكية على مصر

بالأسماء .. من هم عملاء المخابرات الأمريكية فى قلب القاهرة ؟!

المخابرات الامريكية
المخابرات الامريكية

لماذا مصر؟ سؤال يطرح نفسه دوما عندما نضع أيدينا على أحد الدوائر المهمة التى تتعلق باستهداف الامن القومى المصرى ومحاولة اختراقه من قوى عظمى تريد الا تغفل ثانية واحدة عن مجريات الامور فى عمقنا الاستراتيجى .

والاجابة باختصار شديد ان مصر هى الصخرة المستعصية دائما على قوى التوسع والاستعمار وهى قلب العروبة النابض مهما اعتراها من ضعف فى احلك الظروف لكنها دوما كبيرة ودوما كرة اللهيب التى تحرق كل مخططات الشر وتغير حساباتهم ومعادلاتهم .

ويكفى ان نستعرض قليل من كثير مما كتبه الامريكان انفسهم عندما قالوا : "لقد اخطأنا التقدير فى وضع خطط عمل للشرق الأوسط فى فترة الربيع العربى وثوراته خاصة فى مصر وتونس ".. هذا جزء قليل من نص تقرير للمخابرات الامريكية تعترف في مجمله بأنها لم تدقق فى فهم طبيعة الشعب المصرى وموروثاته التاريخية وطبيعته السكانية مما عطل مشروع أمريكا التقسيمى الذى كانت ولا زالت تبتغيه .

وهنا حدث التحول الكبير وبدأت مراحل التفتيش عن أسباب فشل المعادلة الأمريكية فألقت المخابرات المركزية بالملف لدى مراكز الأبحاث الإستراتيجية التى تعد غرفة من غرفها الرئيسية لتبحث وتفتش معها فى الواقع المصرى لرصد كل صغيرة وكبيرة فى مصر عبر شبكة جواسيسها فى قلب القاهرة .

وفى هذا الملف سنكشف معلومات جديدة عن تكتيكات شبكات التجسس والتخابر الأمريكية على مصر كما سننفرد بنشر الخطط المضادة التى ستستخدمها الأجهزة المصرية والدولة لمواجهة هذه المخططات الجديدة .

البداية سنطلقها من سيناريو التجسس والمخططات السوداء ومن نقطة انفردت "الموجز" فى اعداد سابقة بالكشف عن طبيعة عملها .

المكان : ساحة عريضة غير مسموح بالاقتراب منها إلا لذوى الشأن والاختصاص ومن يحملون تصاريح بذلك وهذه الساحة هى مقاطعة فيرفاكس بولاية فيرجينيا الأمريكية، وبالتحديد فى لانجلى بجوار نهر بوتوماك على بعد 15 كيلومترًا من العاصمة واشنطن.

وداخل هذا الموقع الحصين بفعل الطبيعة قبل أن تحصنه الحراسات المشددة والأجهزة التكنولوجية الغاية فى الحداثة، وخلف سور يبلغ ارتفاعه 4 أمتار، يقع مقر وكالة المخابرات المركزية الأمريكية المعروفة اختصارا بالـ«CIA» التى تدير محارق وحروب دول بأكملها فى وقت واحد .

المهمة : هذه القلعة الحصينة والمليئة بأخطر الأسرار وتصنع أدق القرارات الأمريكية والتى تحظى بميزانية تقارب الـ15 مليار دولارمكلفة بثلاثة أدوار أولها هو جمع المعلومات، وثانيها هو تحليل تلك المعلومات، أما ثالثها فهو تنفيذ عمليات تكتيكية خاصة وأنشطة ذات مستوى عالٍ من السرية، وفى الآونة الأخيرة، ومع توالى خروج الكثير من عملاء الجهاز ومسئوليه عن صمتهم، الذى اعتادوه عبر سنوات، ظهرت الكثير من الملفات والحقائق والأمور عن الجهاز، وبالطبع لمصر منها نصيب خاص فالجهاز من الداخل يعتبر مصر كتلة عصية وصلبة لم يتم فهم طبيعتها كما ينبغى لذا يضعها على قمة قائمة اولوياته فى تنشيط عملائه وتوسيع دائرة الرصد الخاصة به .

ومن هنا كانت الأهمية والضرورة التى دفعتهم الى انشاء وحدة خاصة بمصر ضمن وحدات الجهاز العتيقة وبطبيعة الحال من مهامها جمع المعلومات، ومن مهام العملاء فى هذه الوحدة جمع كل ما يتعلق بالشائعات والنكات الشائعة فى مصر وتصنيفها وتحليل محتواها ورصد مستوى القبول الشعبى للشائعة أو النكتة وتوجيه هذه الشائعات والنكات الساخرة واستخدام وسائل التواصل الاجتماعى فيها بشكل جيد .

وقد تم توزيع المهام داخل الوحدة فهناك عملاء مختصون برصد وتحليل الصحف والمواقع المصرية ويتنوع عملهم، فهناك فريق يختص بتحليل الصفحات الأولى، فـ«المانشيت» يتم تحليله من خلال ترتيبه على الصفحة، ثم حجم ولون الخط المطبوع به، وهل هو إيجابى أم سلبى أم محايد من خلال مقياس للحيدة متدرج من 1 - 5، فدرجة 3 هى الدرجة الدالة على الحيدة التامة، أما 4 و5 فهما يدلان على الإيجابية والإيجابية جدًا على التوالى، فى حين أن 1و2 لهما دلالتان؛ سلبى جدًا وسلبى، على الترتيب.

كما يوجد ايضا قسم خاص يحلل صور الصفحة الأولى والصور الواردة بالصحيفة محل التحليل، بداية من هل هى صورة فوتوغرافية أم تعبيرية؟ ومقياس حيدة الصورة بنفس التدرج من 1 - 5، وقياس أبعاد الصورة نفسها، ودرجة ارتباط الصورة بالموضوع.

وهناك عمليات رصد نوعية عن بعد يعتقد البعض انها غريبة لكنها فى صلب العمل الاستخباراتى فمثلا يوجد فريقً مكلف بقراءة صفحات الحوادث وتحليل الجرائم من حيث طبيعتها ومدى إثارتها للرأى العام ثم يصنف كل جريمة على حدة، ويرصد بتحليل دقيق وعلى مدار سنوات معدلات الجريمة حسب نوعيتها.

ونفس الأسلوب والتدرج يتم التعامل به مع الوسائل الإعلامية الأخرى، فهناك فرق مختصة بالقنوات التليفزيونية، وما يعرض عليها وتحليل كل تفاصيل محتويات البرامج والفقرات التى تعرض عليها.

كما يوجد قسم مختص بالمواد الإعلانية سواء ما يوجد منها بالصحف أو يعرض على شاشات التليفزيون وتحليل الاستجابة الشعبية لهذه الإعلانات.

وفى عام 2004 حدث تطور نوعى فى المخابرات المركزية الأمريكية،حيث خضعت شكليا مع 16 وكالة استخباراتية أخرى هى مكونات المجتمع المخابراتى الأمريكى، لمدير جهاز الاستخبارات الوطنية الـ«DNI»، وهو صاحب أرفع منصب أمنى، والأقوى نفوذًا فى العالم، ومنذ أكتوبر 1952، وهى ترصد وتحلل وتجمع كل المعلومات المتاحة عن مصر، وكما الحال مع كل أجهزة المخابرات فى العالم فهناك من عملائها من يعمل فى مصر تحت غطاء العمل الدبلوماسى أو النشاط الدراسى والبحثى أو العمل التجارى.

هذا بالنسبة للأسلوب التكتيكى وفنيات العمل داخل الجهاز أما الملفات الواقعية والعمليات التى تخص مصر بشكل خاص فمن أبرز ما ينسب لجهاز المخابرات المركزية الأمريكية هو تحليل قوى التغيير فى المجتمع المصرى، وهى التقارير التى قدمت فى التسعينيات، وانتهت الحال بتقييم الحال المصرية، إلى أنه بخلاف الجيش المصرى وجماعة «الإخوان »، تبرز إمكانية فئة العمال باعتبارهم شريحة عريضة تمثل قوة كامنة .

التقارير الخبيثة رصدت ايضا فئة لديها القدرة على التأثير الفعال فى المجتمع المصرى وهم أبناء المناطق العشوائية والمهمشون، كأطفال الشوارع.

وفى الفترة التى أعقبت أحداث 11 سبتمبر 2001، كان هناك دور بارز لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية فى الشارع السياسى المصرى، ومن خلال وسطاء سواء داخل القاهرة أو فى واشنطن بدأت قنوات الاتصال بين السلطات الأمريكية وممثلين عن جماعة الإخوان ، من هذه اللقاءات ما تم فى أحد المنتجعات السياحية على أطراف القاهرة، تحت مظلة مؤتمر لمركز دراسة الإسلام والديمقراطية الأمريكى، الذى يقوده رضوان المصمودى عراب الإخوان فى واشنطن، وبالتعاون مع اتحاد مسلمى شمالى أمريكا، الذى اجتمع فيه ممثلون عن الإخوان المسلمون سواء من مصر أو تونس أو المغرب، بالإضافة لعدد من القيادات الشبابية فى المجتمع المدنى فى مصر، وبعض البلدان العربية مع مسئولين أمريكيين، وكان ذلك فى منتصف عام 2006، لتبدأ بعدها مرحلة قوية من التقارب بين واشنطن والجماعة.

كانت البداية لهذا اللقاء هى محاولة المخابرات الأمريكية والأمن القومى الأمريكى، إعادة قراءة واقع القوى السياسية وقوى التغيير فى الشرق الأوسط، بعد أن ثبت لديهم أن الأنظمة التقليدية فى المنطقة وهى أنظمة قمعية مدعومة من الإدارة الأمريكية هى أنظمة صانعة للإرهاب ومصدرة له، وخلصوا فيما يخص مصر إلى نتيجتين الأولى هى أن القوى العمالية سواء لعمال النسيج أو لعمال النقل العام فى مصر هى قوى خاملة، وأن النظام المصرى يسيطر عليها من خلال قيادات محسوبة عليه ومن خلال الاتحاد العام للنقابات العمالية، وأن القوى السياسية التقليدية فى مصر ممثلة فى الأحزاب هى مجرد حبر على ورق وليست لديها القدرة على التأثير على الإطلاق.

النتيجة الثانية أن النموذج الإسلامى الاعتدالى الذى نجح فى تركيا وإندونيسيا قد يكون هو النموذج الأمثل للتطبيق فى مصر وبقية دول المنطقة، بدلًا من النموذج الديمقراطى الليبرالى، ولذا لابد من السعى للتواصل مع القيادات الإسلامية الاعتدالية ممثلة فى جماعة الإخوان ، التى تتمتع بالقدرة على التنظيم وتمارس العمل السياسى فى عدد من دول العالم منذ ما يزيد على نصف قرن ولديها قدرة على التعبئة الشعبية فى الممارسات الانتخابية المختلفة.

وكان هناك طرح جانبى أنه لا مانع من محاولة التغيير على المدى المتوسط والطويل من خلال دعم منظمات المجتمع المدنى والحركات الشبابية من خلال برامج توعية سياسية وديمقراطية.

ورغم ان العلاقة بين احفاد حسن البنا والامريكان ذات جذور عميقة تعود لسنوات طويلة الا ان هذا الاجتماع كان البداية الحقيقية لعلاقة تطورت بقوة بين الجماعة وبين البيت الأبيض وصولًا إلى الأحداث التى أعقبت ثورة 30 يونيه، التى اتخذ بعدها البيت الأبيض فى البداية موقفًا معاديًا لمصر، لولا التقارير التى قدمت للرئيس الأمريكى باراك أوباما، والتى على أساسها تراجع عن مواقفه المتعنتة ضد مصر.

وهذه التقارير فى مجملها كانت تتحدث عن خطورة سياسة الابتعاد عن مصر على أمن إقليم الشرق الأوسط، كما أنها تمثل فرصة للعديد من القوى الدولية للتقارب مع مصر، التى شرعت فى ذلك التوقيت فى تنويع مصادر تسليحها.

وفى الأعوام الأخيرة وبعد ثورات الربيع العربى وقفت المخابرات الأمريكية عائقًا بين العديد من القوى السلفية فى المنطقة والمدعومة بقوة من المملكة العربية السعودية وبين أن تحظى بالحظوة الأمريكية، التى كانت لجماعة الإخوان، فبينما تحاول العديد من التنظيمات السلفية طرق الأبواب الأمريكية بإلحاح، مصورين أنفسهم على أنهم قوة اعتدالية جديدة ترفض الجهاد وتقبل بالممارسة الديمقراطية، ترفض المخابرات الأمريكية من خلال تقاريرها هذا التقارب فتتحطم أحلام السلفيين عند أبواب قلعة لانجلى الاستخباراتية الحصينة.

ولم يقتصر ملف التجسس على القاهرة على العملاء التقليديين وعمليات الرصد الخبيثة فهناك شركات غربية تقدم الخدمات والبرامج فى مجال «الاعتراض الشرعى» للمعلومات، والمراقبة على نطاق واسع، ومراقبة الشبكات الإلكترونية، والتجسس على الاتصالات والرسائل الإلكترونية بالإضافة إلى أجهزة تجسسية.

وفى عهد الرئيس الراحل السادات كان التجسس يتم ويدار من داخل السفارة الأمريكية بالقاهرة ولم تكتف الـ"سى آى إيه"بذلك، بل زرعت الميكروفونات المتطورة فى كل ركن من أركان القصر الجمهورى، خاصة بعد أن رفض السادات توقيع اتفاقية أمنية خاصة تمنح المخابرات الأمريكية الحصانة فى مصر؛ علما بأن حسنى مبارك قد وقع على بروتوكول تلك الاتفاقية فى أول أيامه بالرئاسة، وهو القرار الشهير رقم 166 لسنة 1981 الذى منح رجال المهمات الخاصة الأمريكية فى مصر الحصانة من جميع الأخطار خلال عملهم فى مصر، أو بمعنى آخر أنه لا يمكن إلقاء القبض على أى جاسوس أمريكى

وكانت المخابرات المركزية الأمريكية تتجسس على مصر دائما بعدة طرق؛ منها دخول مناطق معينة فى الكابلات البحرية الأرضية بين مصر والعالم، وعن طريق فلاتر تجسس خاصة نقلت كل المحادثات الهاتفية بين مصر والعالم إلى غرفة عمليات خاصة فى الـ«سى آى إيه»، حتى الشفرات والأكواد كلها كان يمكن كسرها؛ لأن أمريكا هى من تمد مصر بها أصلا. والكابلات منتج أمريكى. أما ما يتبقى من أحاديث فتجرى عبر الأقمار الصناعية؛ فهناك برنامج خاص ضمن إطار برامج حروب الفضاء الأمريكية كانت ولا تزال تلتقط جميع المحادثات اللا سلكية الصادرة والواردة من مصر.

ورغم كل هذا الاختراق فمازالت هذه القوى لا تقنع بما حصلت عليه من امتيازات للاختراق فى عهود سابقة وتصر على استقدام كل ما هو جديد فى عالم التجسس .

أما الاساليب الجديدة للفرق الامريكية التى تعمل تحت غطار سفارتها هو محاولة اختراق البريد الالكترونى لشخصيات قريبة من صناع القرار ومراسلتهم عبر فتيات لا يتجاوزن العقد الثانى من العمر ومحاولة التقرب منهم بحرص واغرائهم بالمال ثم استقطابهم دون ان يشعروا بطبيعة المهمة التى يتم تجنيدهم بها .

وهذه المحاولات الأمريكية تصب جميعها فى عدة اهداف أولها وهو الهدف الأسمى بالنسبة لهم ويتمثل فى معرفة كل صغيرة وكبيرة عن مصر ثانيها فرز وتصنيف المعلومات واستخدام المناسب منها لابتزاز صناع القرار على قبول صفقات امريكية تتعارض مع امننا القومى واخرها صفقة القرن المشبوهة .

ثالثا ان الامريكان يؤمنون بان مصالحهم ستكون اكثر امانا فى مصر كلما توافرت مزيد من المعلومات فى كل مكان وكلما نجحوا فى زرع عملاء لهم فى كل دائرة مهمة .

جريدة الموجز، جريدة ورقية أسبوعية مستقلة، وموقع شامل يستطيع الجمهور من خلاله الوصول للخبر الصحيح والمعلومات الدقيقة.

ويقدم موقع الموجز للقراء كل ما يهم الشأن المصري الداخلي والخارجي بشكل يومي وعاجل، بالإضافة إلى أخر تحديثات أسعار الذهب ، أسعار العملات، أسعار الدولار، أسعار السلع أولاً بأول.

كما يقدم الموقع لقرائه أحدث وأهم أخبار الفن، وأخبار الرياضة، وأخبار السياسة، وأخبار الحوادث، وأخبار العالم ، وأهم الاحداث الكروية ، دوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا.