الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
الجمعة 29 مارس 2024 01:27 مـ 19 رمضان 1445 هـ
أهم الأخبار

قصة الخادم الذى ”يُقًَبِل” الوزراء يده للاحتفاظ بمناصبهم

خليل آغا
خليل آغا

الخديوى إسماعيل ... سرايا عابدين ... الوالدة باشا .. العالمة باشا .. الاغوات .. البشوات .. وغيرها من الكلمات التى خلدها التاريخ ، وكتب المؤرخون عن أصحابها الكثير من الإنجازات والقصص والروايات ..حيث تميز عهد الخديوي إسماعيل بالعراقة والفخامة وإلتف حوله الكثير من الأشخاص الذين أثروا فيه وأثر فيهم .

ومن ضمن هؤلاء الأشخاص خليل آغا الخادم الخاص به، وكاتم أسراره ، فقد كان خليل أفندي كبير أغوات هوشيار قادين زوجة الخديو إبراهيم والي مصر، وكان الخادم المدلل فى القصر حيث كان مقربا أيضا من الوالدة باشا التى أغدقت عليه بالكثير من الأموال والهدايا حتى أصبح من الأثرياء وذوى الاملاك .

وحصل خليل آغا علي العديد من الأراضي الزراعية والقصور والمباني وكانت أملاكه في أكثر من مكان، فكان له في حي جاردن سيتي شارع باسمه، وكذلك أراض بمحافظتي الغربية وكفر الشيخ كانت تتعدى مساحتها 1800 فدان، وأكثر من منزل.

أسند الخديوى إسماعيل لخليل آغا العديد من المهام ، فقد كان ناظر السرايات، وكان المشرف على تشييد جامع الرفاعي، وأيضا مشرفا على أفراح أبناء الخديوي إسماعيل، وهم الأمراء توفيق، وحسين كامل، وحسن باشا الذي استمر فرحه لأربعين ليلة متتالية.

ووفقا لما ذكر في كتاب "حرافيش القاهرة" للكاتب عبد المنعم شميس، كان خليل أفندي دائما ما يرتدي الزي الرسمي الذي إختاره الخديو إسماعيل له من أفخم الأزياء وأغلاها ويقُال أن أزرار بدلته كانت من الذهب الخالص، وكان ممنوع على أغوات هذا الزمان مجرد التشبه بزي خليل أغا أو حتى تقليده وهو عبارة عن البدلة الاسطنبولي السوداء وكانت بأزرار ذهبية مغلقة، وقميص أبيض، ويعلو رأسه الطربوش الأحمر القصير وفي قدميه حذاء من جلد الفرنيه الأسود.

زاع صيت خليل أغا فى ربوع مصر المحروسة وكان محل إجلال الجميع من الوزراء والعلماء والأعيان، وانتشرت الشائعات بين عامة الشعب التى تؤكد أن خليل آغا هو من يحكم مصر وأن مقاليد الحكم بيديه ووصل الأمر إلى أن وزراء هذا الزمان كانوا يقّبلون يديه كنوع من إظهار الولاء له معتقدين أن التودد لخليل أغا هو الضامن الوحيد لبقائهم فى مناصبهم، ولنفوذه الكبير وكلمته النافذة فى الدوائر الحكومية كانوا يعتبرونه صاحب اليد العُليا في المحروسة بعد الخديوي إسماعيل .

إنتشرت موضة الأغوات فى هذا التوقيت ويرجع الفضل فى ذلك إلى خادم الخديوى المدلل خليل آغا وما حققه من شهرة واسعة، ويشار إلى أن بشاوات وأثرياء المحروسة، أصبحوا يحرصون على وجود الأغوات أمام أبواب قصورهم كعنوان للفخامة، والثراء تيمنناً بخليل آغا.

كان خليل آغا من رواد الداعين إلى التعليم الأهلى بعيدا عن التعليم الأميرى الذى تقدمه الحكومة فى مدارسها، وأراد تخليد سيرته، فأنشأ مدرسة باسمه في شارع فاروق، شارع الجيش حاليا في عام 1869، والتي بدأت كـكتاب ودار لإيواء الفقراء والوافدين إلى القاهرة، تعلم فيها الطلاب القواعد النحوية والخط العربي واللغة التركية.

تحولت التكية إلى مدرسة ابتدائية في عام 1905، وكان بها قسما للتعليم الثانوي وكان يُدرس بها اللغة الإنجليزية والفرنسية، وفي عام 1921 تم تجديد المدرسة وإنشاؤها من جديد في نفس الشارع.

افتتح الملك فؤاد الأول ملك مصر السابق، مدرسة خليل أغا الثانوية لتخليد اسمه أيضا، وذلك في 29 يناير 1930، وكانت باسم "تحسين الخطوط الملكية..خليل أغا"، وكانت أول مدرسة متخصصة في تعليم الخط العربي، وكانت تضم مجموعة من أساتذة الخط الأتراك والمصريين.
وتميز المبنى الجديد للمدرسة بشكله المميز فقد كان يشبه التحف المعمارية، وبُني على الطراز الإسلامي الحديث، وتخرج منها أدباء ومشاهير القرن العشرين، ومنهم الزعيم محمد فريد، والكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، والفنان محمد عوض، والأديب إحسان عبدالقدوس.

جريدة الموجز، جريدة ورقية أسبوعية مستقلة، وموقع شامل يستطيع الجمهور من خلاله الوصول للخبر الصحيح والمعلومات الدقيقة.

ويقدم موقع الموجز للقراء كل ما يهم الشأن المصري الداخلي والخارجي بشكل يومي وعاجل، بالإضافة إلى أخر تحديثات أسعار الذهب ، أسعار العملات، أسعار الدولار، أسعار السلع أولاً بأول.

كما يقدم الموقع لقرائه أحدث وأهم أخبار الفن، وأخبار الرياضة، وأخبار السياسة، وأخبار الحوادث، وأخبار العالم ، وأهم الاحداث الكروية ، دوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا.

موضوعات متعلقة