تحل اليوم ذكرى رحيل فارس الأغنية الشعبية في الثمانينيات، النجم حسن الأسمر، الذي قدم الكثير لعالم الغناء الشعبي، وأثراه بأجمل المووايل والأغنيات التي لا تنسي، والتي لا يزال يرددها الكثيرون حتى يومنا هذا، على رأسها "كتاب حياتى يا عين"، و"يا دنيا هاتى" و"الواد الجن"، وغيرها من الأغنيات الناجحة التي تميزت بالشجن والحزن، وتُعد حياة حسن الأسمر مليئة بالنجاحات الفنية، وأيضًا بالأسرار والحكايات.
width="640">
دخل حسن الأسمر المجال الفني بالصدفة، حيث كان يحلم في الأساس أن يكون ممثلًا، لم يكن يتوقف عن التفكير في حلم وقوفه أمام الكاميرات، وأن يصبح نجمًا في عالم التمثيل، ولم يضع الغناء في حساباته يومًا، وكان يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق حلمه الحقيقي، فكان يمثل في أحد قصور الثقافة في صغره، وفى أحد الأيام، استمع أحد الأشخاص إلى صوته وهو يغني، فشجعه على الغناء، وبالفعل اتجه حسن الأسمر نحو الغناء، وبدأ عمله من شارع محمد على، واشتهر بالمواويل، وبعدها توالت نجاحاته في عالم الغناء.
width="640">وفي عان 1984أصدر فارس الأغنية الشعبية أول ألبوم له، وتعمد الأسمر أن يظهر على غلاف هذا الألبوم بدون أن تظهر الوحمة الشهيرة على صورته على الغلاف، وحاول إخفاءها، ولكنه فيما بعد ومع توالى نجاحاته الفنية على مستوى الغناء والتمثيل، لم يحاول إخفاءها بل أصبحت علامة مميزة تميز حسن الأسمر دون غيره من النجوم، بل وكانت تميمة حظ له.
وفي أحد اللقاءات التلفزيونية كشف الفنان حسن الأسمر عن السر وراء اللقب الذي حظى به والتصق باسمه وأصبح اسم شهرته، وهو "الأسمر"، مؤكدًا أن لونه الذي يميل إلى "السمار" هو السبب، فلأنه أسمر اللون، ألحق باسمه حسن، لقب الأسمر، لتظل رايات هذا الاسم مرفرفة حتى بعد رحيله وغيابه.
width="640">وتعود الفنان الراحل حسن الأسمر على تنظيم دورة رمضانية في منطقة العباسية التي عاش بها عمره، وحرص على تنظيم هذه الدورة على مدى 15 عامًا، بدأها عام 1995 واستمرت حتى وفاته، ونظمها حسن في البداية على روح لاعب الأهلي عبد الكريم صقر ابن منطقته، ولم تتوقف الدورة طوال حياته، ولا تزال صور حسن الأسمر تزين شارع غرب القشلاق بالعباسية، حيث كانت تقام تلك الدورة.
width="640">وكانت آخر أغنيات الراحل حسن الأسمر، تحمل اسم "بحب الحياة"، ولكن حبه للحياة الذي عبر عنه في الأغنية التي لم تطرح، لم يكن كافيًا لمقاومة الموت، فقد داهمته أزمة قلبية حادة مفاجئة لتفيض روحه إلى بارئها على إثرها في مثل يومنا هذا 7 أغسطس عام 2011، ويتوفى حسن الأسمر بعد تسجيل أغنيته الأخيرة بأيام قليلة، ليصبح خبر رحيله أكبر صدمة لجمهوره ومحبيه، خاصة أن الراحل كان في أفضل صحة وحال قبيل الوفاة بأيام، ولم تبد عليه أي آثار لتعب أو مشكلة صحية.
جريدة الموجز، جريدة ورقية أسبوعية مستقلة، وموقع شامل يستطيع الجمهور من خلاله الوصول للخبر الصحيح والمعلومات الدقيقة.
