رئيس التحريرياسر بركات
الثلاثاء 19 مارس 2024 11:50 صـ 9 رمضان 1445 هـ
أهم الأخبار

كل ما تريد معرفته عن سفينة نوح المعجزة الإلهية التى أهلكت المشركين

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

هى المعجزة بكل المقاييس، كانت أداة النجاة للمؤمنين من غرق الطوفان، صنعها نبى الله نوح –عليه السلام-، وكانت مثارا للدهشة والغرابة من قبل المشركين، عندما جلس يصنعها بين الجبال من الأخشاب، وما أن انتهى نوح –عليه السلام-، من صنع السفينة، فوجئ العباد بالطوفان، فمن آمن بالله ورسالاته احتمى بالله فى سفينة نوح، ومن أبى عن الصعود للسفينة كان عقابه العذاب والغرق والهلاك، ولعل سفينة نوح من أهم المعجزات الإنسانية التى شهدها التاريخ، والتى كانت شاهدة على قدرة الخالق .. والسطور التالية نعرض خلالها بعض هذه المعجزات التى حملتها سفينة نوح.

سفينة نوح –عليه السلام-، معجزة إلهية بشتى المقاييس فبلغ طولها نحو (٣٠٠) ذراع، وعرضها حوالي (٢٠) ذراع

أى مساحتها (٦٠٠٠ ذراع ) بما يعادل ٣٠٠٠ متر مربع تقريباً

وكانت مكونة من (٣) طوابق، بارتفاع (٥٠) ذراعاً بما يعادل ارتفاع عمارة مكونة من (٨) طوابق، بينما كان الطابق الأخير مسقوفاً بالخشب.

المعجزة الأولي

بدأت مراحل صنع السفينة من خلال الوحى الذى هبط به جبريل عليه السلام، وكانت تساعده الملائكة وتعاونه في صناعته، حيث تم صُنع السفينة من الخشب المثبت ببعضه بالمسامير، وهو ما نقله القرآن الكريم فى قوله عز وجل:

" وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ"

وكان نوح –عليه السلام-، يصنع السفينة في الصحراء بين الجبال، علي غير عادة صناعة السفن، فالمعتاد أن السفن تصنع علي شواطئ البحار والأنهار، مما جعله عرضة لسخرية واستهزاء قومه، جيث إنه لم يكن لهم عهد بصناعة السفن، ولا يدركون ماذا يفعل نوح، وهو ما نقله القرآن العظيم بقوله عز وجل:

"وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ* فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ"

المعجزة الثانية

أما المعجزة الثانية فتكمن فى الأمر الإلهى الذى تلقاه نوح – عليه السلام-، من رب العزة بتسيير السفينة إذا فار التنور أى إذا خرج الماء من فرن بيتك، وأن يحمل معه على متنها المؤمنين، ومن كل زوجين اثنين، حيث إن كفار قومه سيكون مصيرهم الغرق والهلاك، وهو ما كشفه القرآن الكريم بقول المولى عز وجل : "حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ".

المعجزة الثالثة

وفيما يخص المعجزة الثالثة، فهى تظهر جليا فى تحمل السفينة فيضان الماء، وارتفاع الأمواج العاتية، التي تحدث عنها القرآن الكريم بقوله تعالي : "وهي تجري بهم في موج كالجبال"، أى أنها كانت تجري وسط الماء الذي صار له قوة الموج، وكاد ارتفاعه أن يطول الجبال، وكانت السفينة تجري مسرعة فى المياه التى تحيطها من كل حدب وتحملت الماء المندفع من الأرض، والماء المنهمر من السماء حتي أن رست علي جبل الجودي بعد (٤٠) يوماً، وقيل ثلاثة أشهر، وقيل إن كمية الماء التي تلقته الأرض وقتها كان يعادل ١٦٠ ألف مرة حجم ماء المحيط الأطلسي، وهو ما عرضه القرآن العظيم بقوله تعالى : "ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر * وفجرنا الأرض عيوناً فالتقي الماء علي أمر قد قدر".

وقال تعالي أيضا : "بسم الله مجراها ومرساها "، وقال تعالى : "تجري بأعيننا جزاءً لمن كان كفر".

المعجزة الرابعة

كما أن المعجزة الرابعة تمثلت فى حركة السفينة المسرعة وسط الأمواج المتلاطمة، والماء المتدفق من الأرض، والآخر المنهمر من السماء، والأمواج العاتية، حيث إن السفينة كانت تخلو تماما من وسائل الدفع، والحركة والتوجيه، فلم يكن بها شراعا، ولم يكن بها مجاديف، أو عجلة قيادة، أو مواتير، لكنها كانت تسير بقدرة الله عز وجل، وهو ما نقله القرآن الكريم بقوله عز وجل : "تجري بأعيننا جزاءً لمن كان كفر".

المعجزة الخامسة

وتتمثل المعجزة الخامسة فى ركاب السفينة التى تم شحنها بالمؤمنين، وكل الحيوانات والطيور والحشرات ، والديدان ، والزواحف ، من كل صنف زوجين اثنين حيث قال سبحانه وتعالي : " واحمل فيها من كل زوجين اثنين ".

المعجزة السادسة

أما المعجزة السادسة فكانت بعد رحلة السفينة التى رست علي جبل الجودي بسلام، وأغرق الله الكافرين، وأنجا المؤمنين ، أمر الأرض أن تبلع ماءها ، وأمر السماء أن تكف عن سيولها ، وانتهت الأعاصير، بما يحقق المعجزة الإلهية العظيمة للعالمين كما ذكر الله عز وجل بقوله تعالي:

"وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ".