الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
الجمعة 3 مايو 2024 03:34 مـ 24 شوال 1445 هـ
أهم الأخبار

ياسر بركات يرصد حالة الغليان داخل جهاز المخابرات ويطالب بمحاكمة المتهمين بإثارة الفوضي .. خطة «الجماعة» لتدمير المخابرات المصرية


غليان في صفوف القيادات بسبب صمت رئيس الجهاز علي الإهانات.. ومطالبات بمحاكمة أبوالعلا ماضي
مرسي وبديع والبلتاجي اتفقوا علي خطة تخريب الجهاز وتصفية رجال عمر سليمان
التشويه.. والتقليل من دور أخطر جهاز سيادي في مصر بداية «أخونة» المخابرات
البلتاجي حصل علي الضوء الأخضر وأطلق حملة مسعورة بدأت العام الماضي
لم تتوقف محاولات البلتاجي لتشويه سمعة جهاز المخابرات وتواصلت مجهوداته في هذا الشأن حتي يثبت لدي الرأي العام أن هذا الجهاز ليس وطنيا ولا يعمل لحساب الوطن
إن الأحداث المتلاحقة التي نعيشها يجب ألا تجعلنا نغض البصر عن كارثة الاقتراب من أخطر جهاز سيادي في مصر وهو جهاز المخابرات العامة الذي ظل درعا يحمي بلادنا ويرصد محاولات الأعداء للنيل من أرضنا سواء بالمؤامرات الخفية أو بالمخططات الإرهابية، وشهد الأسبوع الماضي واقعة تستحق أن نتوقف أمامها وأن نرصد أسبابها ونبحث عن أسرارها وتداعياتها ونتائجها، ونقصد بالواقعة التصريحات الخطيرة التي أدلي بها المهندس أبوالعلا ماضي رئيس حزب الوسط والتي قال فيها إن الرئيس محمد مرسي أبلغه أن المخابرات العامة أنشأت منذ عدة سنوات تنظيماً مكوناً من 300 ألف عنصر ممن يعرفون بالبلطجية، بينهم 80 ألفاً في القاهرة وحدها، وأشار ماضي إلي أن هذا التنظيم ظهر في الاشتباكات التي دارت بمحيط قصر الاتحادية وبحوزته الأسلحة البيضاء والنارية.. وأضاف ماضي أنه تم تسليم هذا التنظيم إلي المباحث الجنائية، ومن بعدها إلي أمن الدولة، وفي السنوات السبع الأخيرة قبل اندلاع أحداث الثورة كان يتبع هذا التنظيم لمباحث أمن الدولة.. وأكد ماضي أن هذه الأرقام حقيقية وأنه يحفظها لأنها صادرة من رئيس الجمهورية، مشيراً إلي أن من يقوم بتحريك هذا التنظيم معروف، وأن حجم الأخطار ضخم جدا.
وليس خافيا علي أحد أن تلك التصريحات مقصودة لتشويه جهاز المخابرات العامة فلم يسبق لأي شخص مهما كانت مناصبه ومكانته السياسية أن اقترب من هذا الجهاز السيادي وتجرأ علي الاقتراب منه والنيل من سمعته، ولاشك أن تصريحات المهندس أبوالعلا ماضي ليست من فراغ وليست مجرد تصريحات أدلي بها أحد المقربين من الرئيس، لكنها أخطر من ذلك بكثير خاصة لو وضعنا بجوارها الخبر المنشور بعدها بساعات علي صفحة موقع الإخوان المسلمين الإليكتروني والذي جاء فيه أن قيادات «الحرية والعدالة» تبحث ترشيح البلتاجي لجهاز المخابرات!!
ومما لاشك فيه أن تصريحات أبوالعلا ماضي وترويج شائعة الإخوان بترشيح البلتاجي وتلازم الواقعتين تجعلنا نقف طويلا أمام مخطط مدروس تسعي جماعة الإخوان لتنفيذه علي أرض الواقع وفق ترتيبات وأدوار محددة يقوم بها بعض القادة من المحسوبين علي الرئيس محمد مرسي ومكتب الإرشاد، فتصريحات أبوالعلا تهدف أولاً إلي إثارة الجدل حول الدور الوطني لجهاز المخابرات وتسعي إلي تشويه هذا الدور وتحويل هذا الجهاز السيادي والعريق إلي مؤسسة ترعي البلطجية وتقوم بتدريبهم وتضم إلي صفوفها عناصر إجرامية وهذا في حد ذاته إنما يدمر سمعة المخابرات ويلحق بها العار ويعرضها للنقد ويفقدها هيبتها ومكانتها المعروفة في نفوس المصريين وفي ذاكرتهم بشكل عام، ولاشك أن المهندس أبوالعلا ماضي لم يكن ساذجا وهو ينسب هذا التصريح إلي السيد رئيس الجمهورية كما أنه لم يقم بتوريط الرئيس في تلك التصريحات بل كان يقصد كل كلمة نطق بها علي أساس أن الرئاسة ستقوم بتصحيح التصريح وتنفي عن الرئيس أي قول في هذا الشأن، ولكن هذا النفي الرئاسي لن يعيد إلي جهاز المخابرات سمعته ولن يمحو عنه هذا العار الذي نسبه إليه المهندس أبوالعلا ماضي، وبمعني آخر سيكون التصريح قد نال من جهاز المخابرات ودمر جزءاً كبيراً من سمعته حتي بعد نفي الرئاسة أو محاولتها التنصل من تصريحات أبوالعلا ماضي.
وتلك هي الخطوة الأولي في مخطط الجماعة الذي تم وضعه بمكتب الإرشاد وتحت رعاية السيد الرئيس وبحضور المرشد العام للجماعة، أما الخطوة الثانية فهي ترويج شائعة البلتاجي رئيسا للمخابرات، ولاشك أن نشر الخبر علي صفحة جماعة الإخوان المسلمين لم يأت من فراغ أو بخطوات غير محسوبة لكنه كما قلنا تم بموافقة الجميع بحيث تكون الخطوة الثانية هي ترشيح أحد قادة الجماعة لرئاسة هذا الجهاز الخطير بحيث تكتمل المنظومة وتسيطر جماعة محمد بديع علي مفاصل الدولة الأساسية وتتحكم في ركائز الدولة بشكل نهائي، نجحت خطط الإخوان في السيطرة علي جهاز الشرطة وسبق أن توقفنا طويلا أمام تلك الخطوة التي تم من خلالها استبعاد الوزير السابق وتمكين وزير جديد يدين بالولاء للجماعة وهي الخطوات المماثلة التي سعت الجماعة لاتخاذها للسيطرة علي مؤسسات القضاء والإعلام والتي اصطدمت بصخرة الرفض.. أما فيما يخص السيد محمد البلتاجي عضو مجلس الشعب السابق والقيادي البارز بحزب «الحرية والعدالة» فإن الأمر يحتاج إلي إعادة نظر في مواقفه تجاه هذا الجهاز الخطير، حيث اعتاد البلتاجي تشويه صورة المخابرات المصرية ولم يبخل بجهد في هذا الشأن منذ عام مضي علي أقل تقدير فقد كان البلتاجي أول من فتح النار علي جهاز المخابرات المصرية وتجرأ علي وصف رجالها وقادتها بالعملاء للنظام السابق، وأعلن ذلك مراراً وتكراراً وعلي مرأي ومسمع الرأي العام المصري، وكان أول تصريحات البلتاجي بشأن جهاز المخابرات في عام 2012 حيث صرح بأن الأجهزة الأمنية من مخابرات وجهاز أمن الدولة تعمل وفق خطة منظمة لإجهاض الثورة، وحسب نظرية الدكتور البلتاجي فإن جهاز المخابرات يخترق جميع الأجهزة والمؤسسات والتجمعات في الدولة حتي الأحزاب والائتلافات السياسية حتي إنه يخترق شباب الثورة، وأكد أكثر من مرة خلال لقاءات تليفزيونية وصحفية أن جهاز المخابرات هو الذي يدير البلاد بعد سقوط جهاز أمن الدولة، وإنه المسئول عن الفوضي، وقال أيضا إن هذه الفوضي منظمة ومخطط لها بكل دقة، وإن أعوان أو توابع جهاز المخابرات في ميدان التحرير وشارع محمد محمود وفي وزارة الداخلية وفي القطاعات والهيئات المختلفة بالقاهرة والمحافظات تشيع الفوضي كما خطط لها قيادات المخابرات، وكلما أطفئت النيران المشتعلة أوقدتها المخابرات مرة أخري، الدكتور البلتاجي حمل خلال اللقاء جهاز المخابرات مسئولية مجزرة مباراة الأهلي والمصري في بورسعيد.. ولم يكتف البلتاجي بذلك وراح يوجه اتهامات واضحة لأشخاص بعينهم وقال في أحد برامج «التوك شو» الشهيرة إن هناك شخصيات داخل الجهاز تعمل ضد الثورة واتهم العقيد بالمخابرات المصرية «أحمد محمد كامل حسين الديب» ويحمل رقم 3990 بجهاز المخابرات العامة، بأنه كان يقوم بتوزيع أموال علي المتظاهرين لحرق مقرات الإخوان بالإسكندرية والاشتباك مع المتظاهرين وأشار البلتاجي إلي أن هناك مؤامرة من داخل أجهزة الدولة المصرية من بعض قادتها ضد القيادة المنتخبة، وأنه من غير المنطقي أن تقف أجهزة الأمن المصري دون مواجهة من يقوم بمحاولة حرق مقرات الإخوان!!
ولم تتوقف محاولات البلتاجي لتشويه سمعة جهاز المخابرات وتواصلت مجهوداته في هذا الشأن حتي يثبت لدي الرأي العام أن هذا الجهاز ليس وطنيا ولا يعمل لحساب الوطن، وقد اتهم البلتاجي جهاز المخابرات العامة اتهامات خطيرة وقال إن المخابرات هي المسئول عن فتح السجون في 28 يناير 2011 لإحداث سيناريو الفوضي.. مشيرا إلي أن الرئيس السابق محمد حسني مبارك هو صاحب هذا السيناريو لإحداث حالة من الرعب لدي المواطنين تجعلهم يقعون في عرض النظام أن يحميهم، وبذلك تفشل الثورة وتنتهي تماما وقال البلتاجي بالحرف الواحد: "أؤمن أن جهاز مخابرات حسني مبارك مازال يعمل حتي هذه اللحظة، ووفقا لنفس الخطة «تهديد الثورة بالفوضي لإجبارنا علي القبول بما لا نريده.. مسلسل حرق الأقسام ومديريات الأمن وفتح السجون الذي صنعوه هم يوم الجمعة 28 يناير 2011، وبدا وكأنه حالة من الفوضي في أجواء الثورة، والذي نجحنا في إفشاله بفضل الله وبفضل اللجان الشعبية وقتها، هو نفسه الذي يستفزوننا للوصول إليه الآن.. أحداث مصطنعة من ماسبيرو والبالون والسفارة إلي محمد محمود ومجلس الوزراء وأخيرا مجرزة بورسعيد.. المطلوب قدر كبير من الاستفزاز يولد ردود أفعال يصاحبها قدر كبير من الفوضي والانفلات الأمني الواسع والانسحاب الشرطي الممنهج يعقبه حالة طوارئ وأحكام عرفية وسط أجواء شعبية ترحب بالحكم العسكري من أجل الأمن والأمان.. أتمني أن نعي الدرس فنستمر في ثورتنا السلمية ولتستمر احتجاجاتنا في ميادين الثورة ضد هذه الجرائم الممنهجة علي أن نبتعد عن كل الاقتحامات والاشتباكات والصدامات التي يختلقونها لتبرير ما يريدون، مازالوا يراهنون علي معادلة إما أنا وإما الفوضي.. وعلينا أن نرفض طرفي المعادلة".
ولاشك لدينا أن العداء بين الجماعة وجهاز المخابرات يكمن في اسم عمر سليمان لأنه وطبقا لما نشرته وثائق ويكليكس عن التقارير الأمريكية التي نقلها دبلوماسيون أمريكيون في القاهرة كان معاديا لجماعة الإخوان المسلمين، وكانت تقاريره عنها كلها سلبية، فقد كان يسير علي خطي مبارك، والذي يري الإخوان أنه مازال موجودا حتي بعد وفاته ويعتقدون أن هناك كثيرين داخل الجهاز علي ولاء كامل له!!.. ولاشك أيضاً أن تلك الرؤية القاصرة تعتمد علي العداء الشخصي للسيد عمر سليمان -رحمه الله- فقد كان الرجل يقف بالمرصاد للجماعة ويمتلك الكثير مما يعتبر صندوقا أسود يخص تحركات الجماعة ولقاءاتهم في عهد مبارك.
وبشكل عام ومما سبق يتضح أن مخطط الجماعة ليس وليد اليوم وأن محاولات أخونة الجهاز تتم وفق رؤية محددة تعتمد علي تشويه الصورة الحالية لجهاز المخابرات وفي الوقت نفسه تقوم علي طرح اسم بديل من قيادات الجماعة، ولاشك أن هذا المخطط سبق للجماعة أن طبقته مع وزير الداخلية السابق أحمد جمال الدين حيث قام الدكتور عصام العريان بجمع توقيعات لعزله وشن حملة واسعة كان هدفها تشويه الداخلية والتشكيك في دورها وسحب الثقة من وزيرها، وهو السيناريو الذي تم بنجاح وتمت إقالة جمال الدين.
وبكل أسف فإن مخططات الإخوان لا تهتم من بعيد أو قريب بما هو سيادي وما هو عام، ولا تفرق بين الأجهزة التي يمكن تناولها بالنقد والتشويه والتجريح علي الملأ وما لا يجب أن يتم أو يحدث مع مؤسسات أخري لا يجوز الحديث عنها وفق الأهواء والآراء بهذه الصورة، فنحن بصدد الحديث عن أخطر أجهزة الوطن حساسية ولا يجوز لقادة من المفترض أنهم علي وعي سياسي أن يتناولوا أسرار تلك الأجهزة الخطيرة بهذا الشكل الذي يفقدها هيبتها ويجعلها عرضة للنقد من عامة الناس، كما لا ينبغي الحديث عن أخطر جهاز في مصر علي هذا النحو الذي يعطي للأعداء فرصة للتشفي أو الترصد، ومن هنا لا يجوز أن تمر تصريحات المهندس أبوالعلا ماضي مرور الكرام ولا تجوز عدم محاسبته خاصة أن تصريحاته بتدريب البلطجية ورعايتهم من قبل جهاز المخابرات قوبل بموجة عارمة من الرفض والاستهجان داخل جهاز المخابرات وعبر عدد من قادة الأفرع داخل الجهازعن هذا الاستهجان وتعجبوا من عدم محاكمته ومراجعته في تصريحاته الخطيرة التي تمس جهازا في حساسية جهاز المخابرات، كما كان الغريب لدي الرأي العام المصري الصمت التام من جانب رئيس الجهاز الحالي وكبار القادة وهم يستمعون إلي من يحاول هدم وتشويه جهاز المخابرات المصرية ولم يطالبوا حتي بمجرد مراجعته في اتهاماته!!
وأخيرا فإن موقف رئيس الجمهورية أصبح أكثر غرابة، فهو يدرك جيداً أن الجهاز لا يحتمل تدخلات من أحد ولا يحتمل مجرد تلميحات وسط حالة القلق التي تعيشها البلاد وكان أدعي بالرئيس أن يتدخل بشخصه لوقف تلك المهزلة التي من شأنها تحويل أخطر أجهزة الدولة إلي خرابة تسعي في داخلها الحيات والثعابين، فعلي الرغم من أن اللواء محمد رأفت شحاتة الذي اختاره الرئيس محمد مرسي بنفسه خلفا لموافي يمتلك الكثير من القدرات فإن الجهاز في حاجة كبيرة للهدوء والاستقرار حتي يستطيع العمل بكفاءته المعهودة، خاصة أن اللواء محمد رأفت شحاتة قضي فترات طويلة من عمله بعيدا عن متابعة الأوضاع الداخلية فهو من الكوادر الأولي داخل الجهاز ويتولي منصب وكيل الجهاز، وسبق أن تولي الأمانة العامة لجهاز المخابرات، لكنه معروف لدي الفلسطينيين والإسرائيليين أكثر من الداخل فهو قضي فترات طويلة مسئولا عن الملف الفلسطيني وكان له دور في إتمام صفقة مبادلة الأسري الفلسطينيين بالجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وشارك في استلام شاليط علي الحدود المصرية مع قطاع غزة، قبل تسليمه للسلطات الإسرائيلية بعد الإفراج عن الأسري الفلسطينيين وسبق أن ترأس شحاتة الوفد المصري الأمني في قطاع غزة عام 2005.
ويعلم الرئيس محمد مرسي أن الجهاز في أمس الحاجة للاستقرار فلماذا سمح للمحسوبين عليه أن يقوموا بتشويه هذا الجهاز في هذا الوقت الخطير؟!.. إن هذا الملف الخطير لا يحتاج الصمت ولا يمكن أن تمر تصريحات أبوالعلا ماضي والبلتاجي مرور الكرام حفاظا علي مهابة واحد من أهم وأخطر أجهزة الدولة والذي لن نسمح لأحد بأن يهين قادته أو يقلل من قدرات قياداته أو يشكك في وطنيته.. وحمي الله مصر ورجالها وحفظ لها قادتها الذين قضوا سنوات حياتهم حبا في هذا الوطن بعيدا عن الشعارات والشو الإعلامي.

جريدة الموجز، جريدة ورقية أسبوعية مستقلة، وموقع شامل يستطيع الجمهور من خلاله الوصول للخبر الصحيح والمعلومات الدقيقة.

ويقدم موقع الموجز للقراء كل ما يهم الشأن المصري الداخلي والخارجي بشكل يومي وعاجل، بالإضافة إلى أخر تحديثات أسعار الذهب ، أسعار العملات، أسعار الدولار، أسعار السلع أولاً بأول.

كما يقدم الموقع لقرائه أحدث وأهم أخبار الفن، وأخبار الرياضة، وأخبار السياسة، وأخبار الحوادث، وأخبار العالم ، وأهم الاحداث الكروية ، دوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا.