الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
الإثنين 20 مايو 2024 10:31 صـ 12 ذو القعدة 1445 هـ
أهم الأخبار

عبد الله كمال: معركة باسم يوسف مع الإعلاميين تمثل غطاءً لما يريد .. ولكنه تخطى الخطوط الحمراء المتعلقة بأمننا القومي مع روسيا

عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" استنكر الكاتب الصحفي عبد الله كمال ما جاء بحلقة الإعلامى باسم يوسف التي عرضت أمس، الجمعة، مؤكدا أن "ما جاء بها بمثابة تخوين وسذاجة في التحليل وضعف الحجة الذي يمكن أن يدفع صاحبه لأن يتهم الآخرين في ضميرهم وذمتهم ليس لأنه مقتنع بذلك وإنما لأن تلك هى قدرته "الشتم والتخوين"!، وقال إن هذه "آفة وبائية في مجتمع مصر الإعلامي والثقافي".
وأكمل: "لست أرى أي عيب في أن يتبنى النجم باسم يوسف من خلال "البرنامج" تسويق "النموذج الأمريكي" بقيمه الثقافية والسياسية، فـ"البرنامج" في حد ذاته "نموذج أمريكي" وقالبه كذلك، ومرجعيته المعلنه وطريقة إعداده وتنفيذه وتنميته وأسلوب تحقيق انتشاره كل هذا يوظف أساليب مصدرها آت من الثقافة الأمريكية"، معبرا عن إعجابه بالنموذج الأمريكي، لافتا إلى أنه تمنى أن يوجد مثله فى مصر ، وكان إعجابي بتلك النماذج لا يعني أنني عميل لأي من طوكيو أو سول أو بكين ولا ينفي انحيازي لتطوير "لنموذج لدولتي"، لافتا إلى أن "ذلك يقودنا إلى حقيقة لا مراء فيها ولا جدل حولها، في توصيف ما يجري في مصر منذ زمن بعيد، ولاسيما في الثلاث سنوات الأخيرة، وهو أن مصر تعيش صراعا بين من يتبنون نماذج ثقافية مختلفة".
وأضاف كمال أيضا أن "هذا الذي فات لم يكن سوى تمهيد واجب وضروري لكي أعلق على ما جاء في الحلقة الأخيرة من "البرنامج"، ولا أقصد بتعليقي سخريته الحادة من العلاج - قيد التحقق - لمرضى الإيدز وفيروس "سي"، فهذه مسألة جدلية لابد أن ننتظر فيها ماذا سيفعل الماء في الغطاس، كما لا أقصد معركته الممتدة مع الإعلاميين وهى أمر يخصه وله عواقبه، وفي أحيان كثيرة لا يكون هناك بد من خوض تلك المعارك، لاسيما حين تضيق دائرة الحلول، وإنما أقصد تناوله لمسألة التقارب المصري الروسي على خلفية زيارة المشير عبد الفتاح السيسي لموسكو ولقائه مع الزعيم الروسي فلاديمير بوتين".
وقال كمال إنه "لدى المشير كوزير للدفاع، أو كمرشح قادم للرئاسة، فريق إعلامي وسياسي يمكنه أن يصد عنه، وقد يرى هذا الفريق أن تنكيت باسم يوسف على جاكيت بوتين المهدى منه للسيسي ليس في محله، وأن تلك التقاليد لها دلالاتها السياسية، تماما كما حدث مع الأمير تشارلز الذي ارتدى الملابس السعودية في نفس الفترة تقريبا في مهرجان الجنادرية، لكن ما يعنيني هو تناول باسم يوسف لمسائل تخص الأمن القومي المصري والتسليح ومحاولة "المشروع المصري" أن يوسع من روافده وأن ينوع من مصادره حرصا على استقلاله، وكنوع من المرونة في تفاعل هذا المشروع - المصري - مع ضغوط النموذج الأمريكي".
وأضاف أن "هذا هو الخطأ الذي وقع فيه باسم يوسف، ولا أظنه يعتقد كما يعتقد المعجبون النمطيون به أنه لا يخطئ، وكما أخطأ فإنه ذهب بعيدا في الخلط ما بين السخرية والمعلومة والتوجه والمناورة والتوازن الاستراتيجي، وبدا أنه في سبيل الدفاع عن القيم الثقافية للنموذج الذي نبع منه برنامجه يمكنه أن يغفل خطوطا حمراء تتعلق بالأمن القومي المصري".
وتابع: "نعم هناك خطوط لا يمكن لـ"البرنامج" الاقتراب منها، مهما ذهب بعيدا في تبنيه لمنهج الحرية في التناول، والدفاع عن الحق في التعبير وبما في ذلك السخرية من أي شيء، مثلا لا يمكن للبرنامج أن يقترب من موضوعات دينية مقدسة، يمكن لبعض برامج "الهجاء" الأمريكية أن تسخر منها، ولا يمكنه أن يسخر من مجموعة من الرموز السياسية ينحاز لها عاطفيا بقدر ما، ولا يجوز له أن يقترب بالسخرية من أوضاع دول أخرى، قال باسم نفسه في تنظيرة لتفسير ذلك إن أبناءها أدرى بها! وهناك أمثلة أخرى كثيرة، كان على "البرنامج" أن يضع فيها ما يخص الأمن القومي المصري".
وأكد كمال أنه أشاد بالبرنامج مرات، وسبق أن اعتبره من مقومات "القوى الناعمة" المصرية، وقال: "وسبق أيضا أن حضرت تسجيلا له، حيث استمتعت كثيرا في موسمه السابق، وقد كان هذا بناء على طلبي واستجابة من مقدمه الأستاذ باسم يوسف، وسبق أيضا أن رحبت بعودة "البرنامج" في موسمه الحالي، وقد كتبت عنه بالعربية والإنجليزية، غير أن كل هذا لا ينفي تسجيل الملاحظة المحورية الحالية حول الضرر الذي يمكن أن يسببه تناول من هذا النوع كما حدث في حلقة الأمس، بشأن صفقات تسليح وتوجه استراتيجي لابد من مساندته، وقد أدى الإعلان عنه إلى دق أجراس الانتباه في الولايات المتحدة".
ولخص كمال المشكلة في عدة نقاط هى:
1- أن "باسم يوسف" باعتباره ساخرا ، قبل بوصفه "الأراجوز"، وهو وصف له دلالة عظيمة في الثقافة المصرية، لا يكتفي بذلك الدور، وإنما يخلط ما بين هذا ومابين الرساله العميقة التي يوردها في لب ما يقول.
1- أن دوره كقوة ناعمة مصرية يجب أن يمنعه من ارتكاب بعض الأفعال، ليس فقط حين يتعلق الأمر بالأمن القومي المصري، وإنما حين يتعلق الأمر بـ"الوطنية المصرية"، وفي ذلك لا يمكنني شخصيا أن أمرر توصيف مصر باعتبارها "مراهقة حائرة" بين الحلفاء، تغني "اللي يقدر على قلبي".
3- أن السخرية كمفهوم لا يجب عليها أن تخلط بين التنكيت وبين المعلومات، ومن ثم فإن هذا الجزء من الحلقة كان أن تطوع لكي يؤكد أنه لا توجد صفقات أسلحة أو تطورات استراتيجية في هذا الاتجاه ناحية روسيا، وهذا كلام لا يوجد توثيق عليه من جانب البرنامج بما في ذلك تصريح السفير الروسي في القاهرة الذي لو دقق فيه باسم لوجد أنه لا يقول ما أراد البرنامج أن يقوله.
4- أن معركة باسم يوسف مع الإعلاميين تمثل غطاءً لما يريد، هو حر وهم أحرار في مقاربتهم لها ولمدى اتساعها، ولكن هذه المقاربة من جانبه لا يجب أن تتحملها المسائل المتعلقة بالأمن القومي.
5- أن البرنامج يعاني من ضغوط معنوية، من حيث إن هناك من يمارس ابتزازا لباسم يوسف بأنه لن يكون قادرا على انتقاد المشير السيسي، ولكي يرد على ذلك خضوعا للابتزاز فإنه يبحث عن أي طريقة لإثبات عكس الاتهام، فيؤدي ذلك إلى افتعال لا شك أنه يضر البرنامج بشكل ما له تراكماته.
6- أن في يد باسم يوسف وسيلة جبارة لمساعدة المجتمع في ترسيخ احترام حرية الإعلام وقيمة حرية التعبير، ولكن استسلامه لذاته، وتجاهله لأهمية ذلك في أحيان كثيرة يدفعه إلى الإضرار بتسويق (حرية التعبير والإعلام) بين الجمهور العريض من المصريين، المستهدف من ذلك قبل الدولة وقبل المعتدين على حرية التعبير وحرية الإعلام، وليس باسم يوسف هو الرائد في ذلك بل هناك كثيرون يقومون بذلك دون أن يدروا.
لست في حاجة لأن أؤكد اهتمامي الدائم بالبرنامج، واعتباري له أحد مقاييس الرأي العام، فعنده تصب مطالبات مجتمعية بتناول قضايا مختلفة، ولست في حاجة لأن أؤكد مساندتي المعنوية له في أن يظل منبرا حقيقيا ونموذجا مختلفا للتناول باعتباره يصب في نهاية الأمر في مجموع ما تنتجه الثقافة المصرية ولكن هذا أيضا لا ينفي أن نحاول تقويم خطأ والتنبيه إلى ما قد يسبب ضررا عاما أو خاصا.

جريدة الموجز، جريدة ورقية أسبوعية مستقلة، وموقع شامل يستطيع الجمهور من خلاله الوصول للخبر الصحيح والمعلومات الدقيقة.

ويقدم موقع الموجز للقراء كل ما يهم الشأن المصري الداخلي والخارجي بشكل يومي وعاجل، بالإضافة إلى أخر تحديثات أسعار الذهب ، أسعار العملات، أسعار الدولار، أسعار السلع أولاً بأول.

كما يقدم الموقع لقرائه أحدث وأهم أخبار الفن، وأخبار الرياضة، وأخبار السياسة، وأخبار الحوادث، وأخبار العالم ، وأهم الاحداث الكروية ، دوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا.