في ذكرى تأسيسه.. معلومات عن مجلس التعاون العربي الذي مات قبل أن يولد بسبب ديكتاتور العراق

المجلس
المجلس
منذ نحو ثلاثين عاماً تأسس مجلس التعاون العربي الذي ضم في عضويته العراق والأردن واليمن الشمالي ومصر، وهو مجلس لم يكتب له الاستمرار بعد غزو العراق للكويت.
ومجلس التعاون العربي هو حلف عربي تم تأسيسه في العاصمة العراقية بغداد في 16 فبراير 1989 بعد انتهاء حرب الخليج الأولى بتفاهم سياسي عراقي - إيراني ليجمع العراق والمملكة الأردنية الهاشمية واليمن الشمالي ومصر التي كانت آنذاك عائدة حديثًا إلى الحضن العربي بعد تجميد عضويتها بالجامعة العربية إثر إبرام الرئيس المصري أنور السادات معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية.
تم تأسيس هذا الحلف بعد تأسيس مجلس التعاون الخليجي الذي يجمع ست دول عربية مطلة على الخليج العربي عدا العراق، وكان مخططًا لمجلس التعاون العربي أن يقوم بدور ريادي في المنطقة لولا الحروب التي أتت عليها، حيث كانت الرغبة في توثيق عرى التعاون والتكامل الاقتصادي فيما بين أعضائها.
كان لقاء بغداد بين القادة الأربعة العرب الذي تمخض عنه توقيع اتفاقية تأسيس مجلس التعاون العربي في إطار التفاعل والتطوّر الطبيعي للعلاقة بين العراق والأردن ومصر واليمن على طريق التكامل في الميادين كافة وتحديداً في الميدان الاقتصادي كخطوة أولى يعوّل عليها كثيراً باعتبارها المدخل المقبول لديمومة المرحلة الحاضرة، وتعبئة الإمكانات وحشدها سياسياً وعسكرياً وأمنياً وثقافياً وتربوياً واقتصادياً للمرحلة المستقبلية.
هدف مجلس التعاون العربي إلى تحقيق أعلى مستويات التنسيق والتعاون والتكامل والتضامن بين الدول الأعضاء، إضافة إلى تحقيق التكامل الاقتصادي تدريجياً في المجالات الاقتصادية بين الدول الأعضاء، وتشجيع الاستثمارات والمشاريع المشتركة، بجانب قيام سوق مشتركة بين الدول الأعضاء وصولاً إلى السوق العربية المشتركة فالوحدة الاقتصادية العربية التي نادى بها حزب البعث العربي الاشتراكي.
كما هدف المجلس إلى تحقيق التنسيق العسكري والدفاعي والأمني بين دول الأعضاء، وتوثيق الصلات والروابط والأواصر بين مواطني الدول والأعضاء في جميع المجالات، وتحقيق العمل العربي المشترك وتطويره بما يوثق الروابط العربية.
وأبقى المجلس اتفاقية العضوية فيه مفتوحة أمام كل دولة عربية ترغب في ذلك، بعد موافقة الدول الأربعة المؤسسة بالإجماع، واختيرت العاصمة الأردنية عمان لتكون مقراً لأمانة المجلس، لكن غزو العراق للكويت في شهر أغسطس عام 1990 حمل معه الضربة القاصمة لهذا المجلس، وفي ظل تلك الظروف لم يكتب لهذا المجلس الاستمرار.
ورغم عمره القصير إلا أنه تم عقد 17 اجتماعاً رسمياً قمة أو على مستوى وزاري في عام 1989 وحده، بالإضافة إلى عشرات لقاءات العمل، كان هذا المستوى من إضفاء الطابع المؤسسي على نطاق أوسع من معظم التجمعات دون الإقليمية العربية.
وقد أظهرت الصومال وجيبوتي رغبتهما بالانضمام إلى مجلس التعاون العربي لكن طلب منهما الانتظار إلى أن يتم تماسك الحلف، لم يدم هذا الحلف إلا لبضعة أشهر فقط حيث انفرط بمجرد غزو العراق لجارته الكويت سنة 1990 وانحياز الرئيس محمد حسني مبارك للكويت.
وعملياً فقد وضعت حرب الخليج الثانية حداً لهذا المجلس، وإن كان رسمياً قد تم ذلك في فبراير1994 حينما أعلنت لجنة الشؤون العربية والخارجية بمجلس الشورى المصري تأييدها لإلغاء اتفاقية تأسيس مجلس التعاون العربي بناءً على القرار الجمهوري بمشروع القانون والذي أحيل إلى مجلس الشعب، وإن كانت المملكة الأردنية الهاشمية قامت بتصفية مجلس التعاون العربي بصفة رسمية في أول يوم من أغسطس 1992 بعد تجميد نشاطه قرابة عامين، ولم تعارض أي من الدول الأعضاء تصفية المجلس نهائياً.
تم نسخ الرابط