الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
الأحد 2 يونيو 2024 10:36 صـ 25 ذو القعدة 1445 هـ
أهم الأخبار

” الموريسكيون ” .. كتاب جديد حول طبيعة حكم المسلمين للأقباط فى أسبانيا

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
صدر مؤخراً عن دار مصر للطباعة و النشر كتاب " الموريسكيون " للمحامى و الكاتب صالح حسب الله و الذى يتحدث عن طبيعة حكم المسلمين لأصحاب الديانات الأخرى وتحديداً فى أسبانيا
وننشر فى السطور القادمة تحليلاً مبسطاً للكتاب وماجاء فيه
عكف الكاتب صالح حسب الله في كتابه علي تحليل وضعية استثنائية عرفها الفكر الإسلامي العربي في الماضي وهي الموريسكيين: أولئك العرب المسلمين الذين أدركهم اكتساح الدولة الاسبانية المسيحية لمواطنهم. لقد سمحت لهم الدولة في أول الأمر بالمحافظة علي دينهم و لغتهم و عقائدهم، ثم أرغموا علي التنصير، ثم كان نفيهم الجماعي. لقد أهتم بهم المؤرخون – والأجانب منهم علي وجه الخصوص – إلا أن الاهتمام بالفكر الموريسكى بما هو فكر متميز لا نظير له بالنسبة إلي المعهود من الفكر العربي الإسلامي ما يزال في حاجة إلي المزيد من البحث والتحليل، ثم إن الحالة الموريسكية هي مناسبة فريدة لرصد الوعي بالاختلاف في وضعية مقلوبة بالقياس إلي الصورة التي اعتاد المسلمون أن يروا فيها أنفسهم.
لقد دار الفكر الموريسكى في مدار الاختلاف أو فكرة أنتجته وضعية الخلاف، وبما تدعو إليه من الانشغال بمقارنة مستمرة مع الغير، وشحذ كل الأسلحة للدفاع عن الذات. لقد كان الموريسكيون يصارعون ضد الفناء الثقافي، يرجعون إلي الماضي قصد التزود، وحفز الهمم، والإبقاء علي الأمل والتماس القدوة. إلا أن مثقفيهم لم يكونوا يجدون دائما في هذا الماضي ما ينفعهم، إذ ليس فيه ما يشابه وضعيتهم التي يعرف مثلها الأسلاف. هم يساجلون الخصم سجالا ثقافيا محوره ديني، ويرجعون إلي مناظرات المسلمين القديمة مع أهل الكتاب لكن شتان بين الوضعيين! فأسلافهم الكتاب المسلمون الذين يجادلون أهل الكتاب كانوا يفعلون ذلك وهم في عقر دارهم وتحت لواء دولتهم الإسلامية، وفي مجتمعه الإسلامي الذي كانت به أقليات كتابية تعيش تحت ذمة المسلمين. أما الآن فقد انقلب الوضع وأصيح الموريسكى المسلم هو الذمي بما يحمله هذا الوصف من مفارقة، بل مناقضة بالقياس إلي الصورة الذاتية للمسلم.
فكان علي الموريسكى أن يبتكر، ابتكر لغة خاصة به، هي اللغة الأعجمية، وهي لغة اسبانية قشتالية مكتوبة بحروف عربية ولهذا الابتكار أسبابه وأهدافه كما سنري.
ابتكر مخيلة خاصة به، ليصعد فوق الحال بخيال فعّال.
وأوضح الكاتب أن "الموريسكيين" – عرب الأندلس- الذين بقوا في إسبانيا لم يتبق لهم أي ممتلكات أو أراضي كونها قد انتزعت منهم، ولكي يبقوا كان يجب عليه أن يتنازلوا عن أسمائهم، وألقابهم، ودينهم، ولغتهم، وكل ما له علاقة بأصولهم الدينية، والعرقية. وكما يعلم الجميع فقد قام الملك فيليب الثاني في القرن السادس عشر بتوقيع مرسوم ملكي بمصادرة جميع أملاك "الموريسكين" في اسبانيا.
نعم هي مأساة إنسانية كبيرة أن يعذب، وينكل بأناس أبرياء بسبب أصولهم أو ديانتهم، كما حدث بعد سقوط غرناطة، وخروج العرب من اسبانيا، وفي الحقيقية أن السبب الرئيسي لعدم الاهتمام العالمي يعود إلى أن أصحاب القرار في العالم لم يلتفتوا لها حيث إن اختفاء الجريمة ينفي وجود المجرم، وسلطة الكنيسة كانت، وما زالت تعتبر أن "الموريسكيين" – عرب الأندلس- زنادقة وهذه الرؤية لم تتغير.
وكان علي المثقف الموريسكى أن يدخل في صلب الثقافة المسيحية والاسبانية، ويشن ما سميناه بحرب النصوص وهو صراع من أجل الماضي المقدس، وانتزاعه من يد الخصم.
إن مثل هذا الحديث ليس محبذا في بلداننا حيث المطلوب هو ترسيخ الوحدة الوطنية والبناء القومي. سيقول المعترضون: أنظر إلي الخريطة الجيوسياسية للوطن العربي لتري كيف عملت فيها عوامل الاقتطاع، وكل حديث عن الاختلاف بدعوي أنه واقع أو حق مشروع لا يمكن أن يترجم في مثل هذه الأوضاع سوي أنه دعوة إلي المزيد من التجزئة، أو إضفاء الشرعية علي ما هو قائم منها.
ومع ذلك فإن حديثنا عن الاختلاف يتجه إلي عمق الديمقراطية، فالنظام الديمقراطي يسلم بالاختلاف ويشرع له وينظمه ويبنى عليه. وهو نظام يسلم بالتعددية: تعددية الآراء والعقائد والمصالح، تبني عليها وفاقات عامة وتوازنات متجددة، وآليات للمشاركة .
إن الاختلاف في المفهوم الديمقراطي ليس تفتيتا
وتجزئة، بل هو بديل عن كل استبداد مغلف بغلاف
"الوحدة" حين تكون هذه الأخيرة مجرد تغطية للانفراد بالسلطة.

جريدة الموجز، جريدة ورقية أسبوعية مستقلة، وموقع شامل يستطيع الجمهور من خلاله الوصول للخبر الصحيح والمعلومات الدقيقة.

ويقدم موقع الموجز للقراء كل ما يهم الشأن المصري الداخلي والخارجي بشكل يومي وعاجل، بالإضافة إلى أخر تحديثات أسعار الذهب ، أسعار العملات، أسعار الدولار، أسعار السلع أولاً بأول.

كما يقدم الموقع لقرائه أحدث وأهم أخبار الفن، وأخبار الرياضة، وأخبار السياسة، وأخبار الحوادث، وأخبار العالم ، وأهم الاحداث الكروية ، دوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا.