ما حكم السخرية من الإخرين؟.. الإفتاء تُجيب بالأدلة

أكدت دار الإفتاء المصرية، أن احترام خصوصيات الآخرين واجبٌ شرعيٌ وأخلاقيٌ؛ ولذا حَرَّم الإسلام السخرية واللمز؛ مشيرة إلى قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات: 11].

كما استشهدت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، بقول الله تعالى:{..وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة: 190]، وقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: «أَثْقَلُ شَيْءٍ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيَّ» (أخرجه البخاري في الأدب المفرد)، وقال النبي صلي الله عليه وآله وسلم يقوله: «مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ» (رواه الترمذي)؛ فالاعتداء والإيذاء للغير -ولو بكلمةٍ أو نظرةٍ- مذمومٌ شرعًا.

وكانت دار الإفتاء المصرية أكدت، في فيديو موشن جرافيك أنتجته وحدة الرسوم المتحركة، أن الاعتداء على الناسِ باللفظِ أو بالفعلِ؛ كالسخريةِ منهم، أو السطوِ على حقوقِهم وممتلكاتِهم، ظلمٌ وسلوكٌ مُشينٌ مَنهي عنه ومُحرَّمٌ، لقولِه تَعَالى: {وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}، وَلِقَولِه ﷺ: «اتَّقُوا الظُّلْمَ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

وأضافت الدار، أن المسلم من أجملِ خصالِه، وأفضلِها أنه لا يؤذي ولا يعتدي، بل يسعى لإفادة غيره، ويُحبُّ له ما يحبُّ لنفسِه، فكَما أنه لا يقبلُ أن يعتدي أحدٌ عليه، أو على أهلِه أو على ما يملكُ، فهو يحب أيضًا للناس الخير والعافية.

وأشارت إلى أن حفظ المرء لسانه ويده عن إيذاء الناس من صفات المسلمين المؤمنين، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ".