الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
السبت 27 أبريل 2024 01:49 صـ 17 شوال 1445 هـ
أهم الأخبار

بيروت تبكى .. حكايات الدم والنار تحت انقاض الإنفجار

هنا بيروت ..لاصوت يعلو فوق صوت الانفجار .. لاصوت يعلو فوق صوت الدمار .. مشاهد عالية الدراما ، البعض يعتبرها كالحلم أو الكابوس المزعج ، حكايات مليئة بالدموع على وطن حاصرته الهموم من كل اتجاه ..

القصة الأولى مع عمر عيتاني الذى كان يجلس مع أصدقائه في منزلهم الذي استأجروه قريبا من الجامعة اللبنانية ببيروت، يذاكرون ويراجعون بانسجام المادة المقرر أن يؤدوا امتحانها اليوم، إلا أن رائحة دخان كثيف قطعتهم عما يفعلوه، وجعلتهم يهرولون للنظر من النافذة، ليشعروا بعدها بهزة قوية وصوت انفجار شديد ضرب سماء بيروت.

في بداية الأمر اعتقد عمر وأصدقائه أنها غارة إسرائيلية مثلما يحدث، وخافوا النزول إلى الشارع لمدة نصف ساعة، لكن بعد تضرر سكنهم قليلا وسماع خبر انفجار مرفأ بيروت، هرولوا إلى الخارج لرؤية ما حدث.

وشهدت العاصمة اللبنانية بيروت انفجارًا ضخمًا، أمس الثلاثاء، في مرفأ بيروت، ما أسفر عن مقتل أكثر من مئة شخص وإصابة أربعة آلاف.

وأعلنت الحكومة اللبنانية، بيروت مدينة "منكوبة"، والحداد العام على ضحايا انفجار المرفأ.

طرق مدمرة ومباني محطمة وجرحى وزجاج متناثر في كل مكان، هكذا كان الحال في بيروت، عندما خرج عمر لإلقاء نظرة عما حدث، حيث تحولت بيروت من مدينة الجمال إلى دار خراب ورماد.

منظر المصابين على الأرض، جعل عمر ورفاقه الثلاثة، يسارعون في إنقاذ من يستطيعون حمله، إلا أن الفرق الطبية والإسعاف طالبتهم بالتراجع والعودة، بسبب عدم الخبرة وبطء إنجاز مهمتهم.

يسكن عمر في بيروت مع أصدقائه، لأنه يدرس الهندسة في الجامعة اللبنانية، ما دفعه لاستئجار شقة معهم والابتعاد عن أهله القانطين في عكار، والذين فور سماعهم نبأ الانفجار، أجروا معه اتصالات كثيرة للاطمئنان على سلامته.

لم ينم عمر تلك الليلة من هول ما شاهده وسمعه من صرخات واستغاثات العائلات الذين يبحثون عن أولادهم ورفاقهم فوقع الصدمة كان كبيرا عليه، لينسى امتحانه الذي أعلنت الجامعة اللبنانية تأجيله ليوم آخر بسبب الانفجار، وتضامنا مع المتضررين.

وأكد وزير الصحة اللبناني حسن حمد أن عدد المفقودين جراء انفجار بيروت، يفوق عدد القتلى الذين تم التعرف عليهم حتى الآن.

ولا تزال فرق الإنقاذ والدفاع المدني تبحث عن المفقودين في مكان الانفجار الذي امتدت آثاره إلى أكثر من 20 كيلومترا في بيروت.

في الوقت الذي خرج فيه عمر ورفاقه بين أشلاء الجثث والخراب الذي عم المكان، كانت هناك سيارة تسرع في طريقها إلى محافظة الشمال يقودها عماد أزعور، والذي كان بالقرب من مرفأ بيروت قبل ساعة تقريبا من الحادث.

بمشاعر مختلطة، أخذ عماد أزعور يتنفس الصعداء ويشكر الله مرارا وتكرارا على نجاته من حادث انفجار مرفأ بيروت، عندما علم النبأ من الإذاعة إذ شعر وقتها بهزة رجته، لكن خاطرته أن تكون تلك الهزة هي ضربة اعتيادية ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي على لبنان بين حين وآخر.

لكن تلك الإحساس الاعتيادي قد تحول في أقل من ثانية إلى عدم استيعاب وصدمة وذهول شديدين، حينما أعلنت الإذاعة اللبنانية، أن انفجارا وقع في مرفأ بيروت، ذلك المكان الذي كان أزعور بجانبه قبل ساعة من الحادث، لتمتلئ عيناه بالدموع ويحمد الله على سلامته قائلا: "إحساس لا يوصف، الله أعطاني فرصة جديدة للحياة، أشكره على كل شيء".

وبرغم الإحساس بالراحة والنجاة، إلا أنه ساروه في نفس الوقت شعورا بالحزن الشديد والحسرة على ما ألت إليه بلده الحبيب، ليبدأ في متابعة الحدث من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام اللبنانية.

وفور مشاهدته الصور ومقاطع الفيديوهات الصادمة لانفجار مرفأ بيروت وحجم الدمار الذي نتج عنه، استرجع وقتها شكل المدينة التي خرج منها قبل ساعة، وحركة السير والازدحام غير الطبيعية التي كانت بها، ليجلس متحسرا ومتسائلا "لماذا يحدث كل ذلك ؟"، محملا الدولة كل ما حدث من إهمال السلطة وعدم إعدام المتفجرات التي تسببت في وقوع الحادث.

وأكدت مصادر أمنية أن 2700 طن من مادة نترات الأمونيوم التي تمت مصادرتها وتخزينها في مرفأ بيروت منذ عام 2014 انفجرت وكانت وراء هذا الحادث الأليم.

أما علي طليس فشعر بالصدمة مثلما أحس بها أهالي بيروت، برغم أن وقتها كان في منزله بطرابلس يجلس مع أسرته، ليشعر بهزة أرضية بسيطة وكأنها زلزال، لكنه تفاجأ بعدها بخبر الانفجار خلال مشاهدة التليفزيون، لتجهش والدته وأخته بالبكاء ويصرخون من هول الحادث.

"حالة بيتنا كانت مثل حال بيوت بيروت وقت الانفجار وكأن شئ انكسر داخلنا"، هكذا أكد علي خلال علمه بحادث انفجار المرفأ، ليبدأ بعدها إجراء الاتصالات بأقاربه وأصدقائه للاطمئنان عليهم، بعدما منعه والده من النزول إلى العاصمة اللبنانية خوفًا عليه.

الإهمال وغياب الأمن سببان أكد علي أنهما وراء الانفجار، موضحا أن لبنان سيستمر في المعاناة من أزمته ويدمر نفسه، إذا لم يحدث تغييرا في البلاد.

جريدة الموجز، جريدة ورقية أسبوعية مستقلة، وموقع شامل يستطيع الجمهور من خلاله الوصول للخبر الصحيح والمعلومات الدقيقة.

ويقدم موقع الموجز للقراء كل ما يهم الشأن المصري الداخلي والخارجي بشكل يومي وعاجل، بالإضافة إلى أخر تحديثات أسعار الذهب ، أسعار العملات، أسعار الدولار، أسعار السلع أولاً بأول.

كما يقدم الموقع لقرائه أحدث وأهم أخبار الفن، وأخبار الرياضة، وأخبار السياسة، وأخبار الحوادث، وأخبار العالم ، وأهم الاحداث الكروية ، دوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا.