الشرع و وزير خارجيته يلتقيان بفريد مذهان صاحب قانون قيصر في باريس

في خطوة لافتة إلتقى الرئيس السوري، أحمد الشرع، ووزير الخارجية أسعد الشيباني، فريد المذهان المعروف بـ "قيصر" وذلك على هامش زيارتهما الحالية إلى فرنسا المزيد من التفاصيل تسردها الموجز في التقرير التالي.
المذهان صاحب قانون "قيصر"
هو فريد المذهان، الملقب بـ"قيصر"، وهو عسكري سوري سابق ينحدر من مدينة الشيخ مسكين في ريف درعا، جنوب سوريا.
وشغل منصب مساعد أول ورئيس قسم الأدلة القضائية في الشرطة العسكرية بدمشق، حيث كان مسؤولًا عن توثيق حالات الوفاة داخل مراكز الاحتجاز والسجون التابعة للنظام .
وإنشق المذهان عن نظام الرئيس بشار الأسد في عام 2013، ليصبح أحد أبرز الشهود على جرائم الحرب المرتكبة ضد المدنيين السوريين.
وخلال الفترة مابين عامي 2011 و2013، عمل المذهان على توثيق وتصوير جثث ضحايا التعذيب والإعدام داخل الأفرع الأمنية، حيث نجح في تهريب نحو 55 ألف صورة عبر وسائط تخزين مخفية، كأكياس الخبز، إلى خارج سوريا، حيث سلمها إلى ناشطين حقوقيين.
وفي عام 2014، عرض المذهان الصور على لجنة العلاقات الخارجية في الكونجرس الأمريكي، مما أسهم في فرض "قانون قيصر" في 2019، الذي يفرض عقوبات على النظام السوري بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.
ماهو قانون قيصر
سُمِّي مشروع القانون بإسمِ “قيصر" نسبةً لمذهان والذي كان أن ذاك مجرد شخص مجهولٍ قيل أنّه سرّب معلومات وصور لضحايا «تعذيب» في سوريا بين عامي 2011 و2014.
وفي يناير لعام 2014، أصدر فريق من المحققين الدوليين في جرائم الحرب والخبراء الجنائيين تقريرا يقيم «مصداقية منشق من سوريا،كان يخدم في الشرطة العسكرية للحكومة السورية»، الذي «هرب، أثناء عمله، عشرات الآلاف من صور جثث صورها هو وزملاؤه», في المجمل، أبلغ الخبراء أن المنشق السوري، الذين أطلقوا عليه اسما رمزيا هو «قيصر»، هرّب ما يقارب 55 ألف صورة هو وسوريون آخرون.
وبحسب الخبراء الذين قابلوا قيصر فحصوا مؤهلاته العسكرية، وأجروا تحاليل الطب الشرعي لعيّنة من 5500 صورة (قدروا أنها تمثل 1300 جثة).
وجدوا أن 42% من الجثث مصابة بالهزال، وبدت علامات رضوض على 20% منها. كما لاحظوا أن هناك صورا لأشخاص «بدا عليهم تغير اللون وتقرحات في منطقة القدمين وقصبة الساق بالأساس».
وقد أثارت صور قيصر حين نشرها ضجّة وجدلًا كبيرين؛ بل طالبت هيومن رايتس ووتش بالتحقيق في تقرير قيصر ثمَّ أصدرت تقريرًاإضافيًا بعنوان «إذا كان الموتى يستطيعون الكلام»؛ وفيه عُرضت أدلة فوتوغرافية من تقرير قيصر كما عُرضت تلكَ الأدلة في متحف ذكرى الهولوكوست بالولايات المتحدة وفي الأمم المتحدة.
وسُمِّي مشروع القانون باسمِ قيصر نسبةً لشخصٍ مجهولٍ قيل أنّه سرّب معلومات وصور لضحايا «تعذيب» في سوريا بين عامي 2011 و2014.
ويستهدفُ مشروع القانون الذي تم إقراره في عام 2019 الأفراد والشركات الذين يقدمون التمويل أو المساعدة لرئيسِ سوريا؛ كما يستهدفُ عددًا من الصناعات السورية بما في ذلك تلك المُتعلِّقة بالبنية التحتية والصيانة العسكرية وإنتاج الطاقة عدى عن إستهدافهِ للكثير من الكيانات الإيرانية والروسية التي تقدّم الدعم لحكومة الأسد خلال الحرب الأهلية السورية.
لماذا إختار الشرع فرنسا
ووفقاً لتحليل نشرته صحيفة "جورزاليم بوست"، فإن فرنسا، و التي كانت تعد القوة الاستعمارية السابقة في سوريا ولبنان ، تعد الخيار الطبيعي لأول زيارة غربية للشرع، فبالإضافة إلى علاقاتها التاريخية مع سوريا ولبنان، تملك فرنسا مصالح كبيرة في كلا البلدين.
وعلى عكس الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، اللتين تتبنيان نهجاً حذراً تجاه سوريا، يُنظر إلى فرنسا على أنها تتبع سياسة أكثر توازنا في التعامل مع الشرق الأوسط، مما يجعلها دولة "تجد فيها سوريا التأييد الذي تحتاجه في هذه المرحلة الحساسة".
كما تبدي باريس، مؤشرات على الانفتاح المشروط تجاه دمشق، خاصة في ظل تفاقم أزمة اللاجئين، وعودة الاهتمام بملف مكافحة الإرهاب في المنطقة.
إقرأ أيضاً
في أول لقاء له كرئيساً لسوريا.. ماذا قال الشرع عن نظام الأسد
سجن صيدنايا.. بين الحقائق والمبالغات حول أكبر مسلخ البشري في سوريا