إخوان منشقون: جواسيس الجماعة الذين يشغلون مناصب هامة شوكة فى ظهر المشير

أكد عدد من المنشقين عن جماعة الإخوان أن تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي على أنه لن يسمح بوجود قوى موازية لأجهزة الدولة يعد تهديدا صريحا لجماعة الإخوان المسلمين أو على الأقل يشير إلى أن عهده لن يشهد وجود هيئة مثل مكتب الإرشاد يصدر عنها أوامر تسهم في تحديد سياسة الدولة.

ورأى المنشقون عن الجماعة أن السيسي الذين يسعون لتحقيق مصالحهم الشخصية بغض النظر عن مصلحة مصر.. ونصحوا السيسي بأصدار قرارات حاسمة تسهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
يقول حسين عبد الرحمن المنشق عن جماعة الإخوان ومؤسس حركة إخوان بلا عنف: السيسي كان يقصد عندما ذكر "القوى الموازية" أن عهده لن يكون مثل الرئيس السابق محمد مرسي الذي كان يتحرك وفقا لأوامر مكتب الإرشاد، حيث أراد أن يشدد على أنه هو الذي سيتحكم في الأمور بشكل كامل وأنه بوصفه رئيس السلطة التنفيذية سيرسم السياسات العامة للدولة وفقا للصلاحيات المخولة له.
وأضاف عبد الرحمن أن السيسي أراد أيضا أن يبعث رسالة مفادها أنه لن يكون هناك مراكز قوى أو وزراء أقوياء في عهده بحيث يتصرفون كما يشاءون دون الرجوع له مثلما حدث في نهاية عهد مبارك.
كما أراد السيسي – كما يضيف عبد الرحمن - أن يطمئن بعض المتخوفين من أن الجيش وقياداته لن يتدخلوا في إدارة البلاد وليس معنى أنه ذو خلفية عسكرية أنه سيأتمر بأوامر الجيش ولكنه رئيس مدني يتصرف وفقا للدستور.
وأوضح عبد الرحمن أن السيسي يعي جيدا أن الإخوان قوة استمرت 80 عاما وسوف تستمر وبالتالي كان تشديده أيضا على عدم سماحه بوجود مراكز للقوى فى البلاد غير أجهزة الدولة رسالة قوية بضرورة رصد العناصر الإخوانية داخل المصالح والهيئات الحكومية للحد من سلطاتهم ،لاسيما أن مرسي استطاع خلال عام واحد أن يعين أعضاء الجماعة في المناصب الهامة وأصبح 60% من وكلاء الوزارات من الإخوان ،وعلى السلطة الجديدة الآن إعادة تشكيل وتطهير الهيكل الإداري لهذه الوزارات بحيث يبعد الإخوان عن الوزارات الخدمية مثل الري والكهرباء والتخطيط والإسكان والتضامن الاجتماعي ونقلهم على الأقل إلى وزارات غير خدمية لا تتصل مباشرة بالجمهور حتى لا تؤثر على الإدارة الجديدة.
ورأى إسلام الكتاتني المنشق عن الجماعة والناشط السياسي أن السيسي أراد أن يقول للجميع من خلال تصريحه بعدم سماحه بوجود مراكز قوى فى الدولة أن هناك دولة لها قائد ومن أراد أن يعارض فليعارض من أجل الوطن ووحدته وليس ضده.. موضحا أن الرئيس لم يكن يقصد وجود قوى موازية للدولة بالمعنى الذي فهمه البعض.
وأضاف الكتاتني أن السيسي كان يقصد عدم ضرورة وجود كيانات مثل النقابات المستقلة والبرلمان الموازي وغيرها من الكيانات غير الشرعية التي تعمل على تقسيم البلاد ،وحتى النقابات المعترف بها يجب أن تعلم أن مهمتها تقديم الخدمات المهنية والاجتماعية ولا دخل لها بالسياسة ،فهذا عمل الأحزاب السياسية التي من المفترض أن يمارس الشباب من خلالها الحق في العمل السياسي
وأوضح الكتاتني أن تلميح السيسي بعدم سماحه بوجود مراكز قوى موازية لأجهزة الدولة كان يحمل تهديدا واضحا للإخوان المسلمين.
وقال سامح عيد المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين والباحث في شئون الحركات الإسلامية إن البعض فسر قول السيسي بأنه لن يسمح بوجود قوى موازية للدولة بأنه كان يقصد جماعة الإخوان المسلمين وبالتحديد مكتب الإرشاد والبعض الآخر قال إنه كان يقصد بعض أصحاب المصالح ورجال الأعمال.
ورأى عيد أن ذكر السيسي لمراكز القوى يعني أن لديه رغبة شديدة في القيام بثورة تصحيح ،ولكن عليه أن يتعامل بحكمة شديدة.
وأضاف أن السيسي إذا كان يقصد بمراكز القوى جماعةالإخوان المسلمين فعليه أن يعلم أن الموضوع صعب ومعقد ،لاسيما إذا استمر الإخوان وكوادرهم من الصف الثاني والثالث في التظاهر لأنه في هذه الحالة سيضطر للقبض عليهم بشكل موسع وقد يستغلوا هذا الأمر لمصلحتهم.. مشيرا إلى أنه يمكن علاج هذه المشكلة على مستويات بحيث يكون هناك علاج على المدى القصير وآخر على المدى المتوسط من أجل استيعاب الشباب السلمي وإقناعهم بضرورة الاندماج في العمل السياسي.
وأضاف عيد أن السيسي أيضا وجه هذه الرسالة لرجال الأعمال من النظام القديم الذين خافوا من تأكيده على أنه لن يعتمد على رجال نظام مبارك خلال عهده فأرادوا أن يرسلوا له رسائل بأنهم قوة معتبرة لاسيما وأنهم أيضا يتحكمون في جزء كبير من وسائل الإعلام وهناك عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين تابعين لهؤلاء الأشخاص انتقدوا السيسي كثيرا، كما عمل بعض رجال الأعمال على إسقاط البورصة بعدما صدر قرار باقرار الضرائب علي ارباحها وأيضا بعثوا برسالة قوية خلال التصويت على الانتخابات حينما أعاقوا نزول العمال للمشاركة في الانتخابات.
وأشار عيد إلى أن السيسي يمكن أن يتفادى كل هذه المشكلات عن طريق تقربه للشعب وتحقيق العدالة الاجتماعية والتقرب من القوى السياسية الجادة واتخاذ بعض الإجراءات الحاسمة لتصحيح الأوضاع وكل هذه الأمور ستجعل من الشعب ظهيرا له للدفاع عنه.