الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
الخميس 2 مايو 2024 11:35 مـ 23 شوال 1445 هـ
أهم الأخبار

عايدة زناتي.. مخترعة ”المايوه الشرعي” التي يحاربها العلمانيون في أوربا

عايدة زناتي
عايدة زناتي
كأعواد البخور لا تشم رائحتها الطيبة إلا بعد احتراقها، وكالزهور لا يفوح أريجها إلا إذا تساقطت عليها قطرات الندي والدموع.. تلك هي حالة الهجوم علي رداء البحر الإسلامي "البوركيني" التي زادت معدلات الإقبال عليها خلال الشهر الماضي إثر إقرار عدة مدن أوربية بمنع المسلمات من ارتداء هذا الزي، كما أوقف مجلس الدولة الفرنسي الذى يمثل أعلى هيئة قضائية في البلاد قرار رؤساء المدن الذين منعوا ارتداء وقال المجلس إن الزي لا يمثل خطرا علي النظام أو المواطنين، وعلي الجانب الآخر سمحت كندا واسكتلندا لضابطات الشرطة من المسلمات بارتداء الحجاب.
قصة اختراع زي البوركيني تعود لـ"عايدة زناتي" السيدة الاسترالية التي تنحدر من أصل عربي فقد ولدت في طرابلس بشمال لبنان عام 1967 وهاجرت لأستراليا مع أسرتها وعمرها عامان لتستقر هناك وتحصل علي الجنسية الاسترالية.. إلا أن النقطة الفارقة في حياتها كانت في العام 2004 حين رأت عايدة ابنة أختها المحجبة تلعب كرة الشبكة بين بنات استراليا مرتدية ملابس إسلامية ثقيلة كانت تعيقها عن ممارسة اللعبة التي ترتدي فيها قريناتها من غير المسلمات البكيني أو الشورت فتتحرر أجسادهن ليحرزن أعلي النقاط، لذا جاءت لعايدة زناتي فكرة تصميم ملابس رياضية إسلامية تتكون من مواد خفيفة تساعد علي ممارسة الرياضة وفي نفس الوقت لا تخرج بالفتاة المسلمة لحدود مخالفة الشريعة.
بدأت عايدة تصميم ملابس للمحجبات بإضفاء الذوق الأوربي عليها فضلا عن إنشاء شركة تحمل اسمها الذى ينطق بالاسترالية "أهيدا" لتصميم الملابس الإسلامية، ولما كانت المرأة المسلمة تعيش لفترات طويلة محرومة من الاستمتاع بالبحر لالتزامهن بارتداء الحجاب وابتعادهن عن البكيني ابتكرت عايدة زي البحر الإسلامي البوركيني الذى حصلت بموجبه علي براءة اختراع وترخيص لإنشاء خطوط إنتاج باسمها بمواصفات طبية ومواد طبيعية بين القطن والبوليستر، وخلال 12 عاما من( 2004-2016) بيعت 700 ألف بدلة من البوركيني، وفق تقرير لصحيفة لوموند الفرنسية.
كانت مشاركة المسلمات في بعض أنواع الرياضة أمرا صعبا نظرا لشروط بعض المسابقات في ارتداء البكيني خلال ممارستها ومنها كرة الشاطئ أو العدو لذا قامت " "عايدة" بعد أن ابتكرت "البوركيني" بابتكار "الحجود" وهي كلمة تمزج بين كلمتي "حجاب" باللغة العربية و"هود" بالإنكليزية والتي تعني غطاء الرأس، وكانت العداءة الأولمبية البحرينية "رقية الغسرة" أول منافسة في ألعاب القوى التي تتنافس بـ "الحجود"، وهي من أبطال الرياضة البحرينية، كانت من أوائل النساء اللاتي مثلن البحرين في دورة الألعاب الأولمبية، عن طريق المشاركة في 100 متر عدو في أولمبياد اثينا 2004 في اثينا، كما تأهلت للدور قبل النهائي لمسافة 200 متر في أولمبياد بكين والعاب القوى في اوساكا اليابانية.
تؤكد عايدة علي فخرها بارتداء الحجاب في استراليا وأوربا التي تسمح قوانينها بالتعدد الثقافي وحرية المعتقد، وإن كانت أبدت أسفها علي تدخل السياسيون بإصدار قرارات تمنع ارتداء البوركيني علي شواطئ 7 مدن فرنسية إلا أنها أكدت أن هذه القرارات لن تستمر وأن الهجوم علي الزي الذى ابتكرته أفاد في معدلات الإقبال علي شراؤه، وأوضحت أن 40% من مبيعاتها من البوركيني تشتريها نساء غير مسلمات نظرا لرغبتهن في حماية البشرة من أشعة الشمس وأيضا لسهولة السباحة والتحرك في الزي الذى يغطي كل الجسم ماعدا الوجه والكفين.
تقول عايدة التي تزوجت من ديمتري زناتي، وهو يوناني اعتنق الإسلام حين تزوج بها، فأنجبت منه ابنين وابنتين، وتبيع عايدة ملابسها الرياضية الإسلامية لتجار جملة في سويسرا وبريطانيا والبحرين وحتى جنوب إفريقيا، إن اسم بوركيني هو دمج بين كلمة برقع الذى يغطي الوجه وكلمة بكيني التي ترمز لزي البحر الذي ترتديه معظم بنات أوربا من غير المسلمات، موضحة إن فرنسا والدول الأروبية تحترم مبدأ الحرية وإن هذا الزي منح للمسلمات الحرية في نزول المياه سواء البحر او حمامات السباحة وإن كانوا الآن يريدون تحويل الكلمة التي تعني الانطلاق والاندماج والاستمتاع بالحياة فإنهم يريدون حرمان المسلمة من الحرية التي اعتادتها في هذا الزي

جريدة الموجز، جريدة ورقية أسبوعية مستقلة، وموقع شامل يستطيع الجمهور من خلاله الوصول للخبر الصحيح والمعلومات الدقيقة.

ويقدم موقع الموجز للقراء كل ما يهم الشأن المصري الداخلي والخارجي بشكل يومي وعاجل، بالإضافة إلى أخر تحديثات أسعار الذهب ، أسعار العملات، أسعار الدولار، أسعار السلع أولاً بأول.

كما يقدم الموقع لقرائه أحدث وأهم أخبار الفن، وأخبار الرياضة، وأخبار السياسة، وأخبار الحوادث، وأخبار العالم ، وأهم الاحداث الكروية ، دوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا.