بالصور ..معلومات لم تنشر من قبل عن زوجة الرئيس السيسى و عائلته

سلطت العديد من الصحف الغربية الضوء على الرئيس السيسى وحياته الشخصية بما فيه أسرته وعائلته.. لكن كان أهمها على الإطلاق التقرير الذى أعدته مجلة ذا نيويوركر الأمريكية و التى رصدت فيه لأول مرة دور السيدة انتصار حرم الرئيس حيث التقرير إلى أن عائلة الرئيس لم تظهر في الإعلام ،حيث ظلت انتصار السيسى بعيدة عن الأضواء، وابنائهما الأربعة لم يتحدث السيسى عنهم مطلقا إلا مرة واحدة مع الإعلامية لميس الحديدي.
وأوضح التقرير أن حرم الرئيس لم تظهر إلا فى لقطات نادرة، وكأنها تخطو بحرص شديد نحو العمل العام، فقد شاركت فى مشاهد قليلة وكان الظهور الأول لها فى حفل تكريم القادة برفقة زوجها ، ثم أثناء حلف الرئيس لليمين الدستورية بمقر المحكمة الدستورية العليا عام ٢٠١٤، وفى مستشفى الحلمية، لكى تزور ضحية واقعة التحرش بميدان التحرير، والمرة الرابعة كانت فى يونيو ٢٠١٥, كما توجهت السيدة الأولى إلى محافظة الإسماعيلية، لزيارة مشروع حفر قناة السويس الجديدة، أما المشهد الخامس لظهور زوجة الرئيس كان خلال حفل افتتاح قناة السويس الجديدة فى أغسطس 2015 وفى نفس العام ظهرت السيدة الأولى فى حديث ودى مع جيهان السادات، لمشاهدة عرض أوبريت عناقيد الضياء، وفى أول زيارة خارجية لزوجة الرئيس، توجهت السيدة الأولى إلى البحرين برفقة زوجها، واستقبلتها الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة ملك البحرين ورئيسة المجلس الأعلى للمرأة، وفى فبراير الماضى ظهرت انتصار السيسي، خلال حضور كلمة الرئيس أمام البرلمان، ثم ظهرت للمرة الثانية فى فبراير الماضي، ولكن هذه المرة ليست برفقة الرئيس، وإنما خلال جولة سياحية بمدينتى الأقصر وأسوان، كما أطلقت حملة تبرع لصندوق تحيا مصر.
و رصدت المجلة قصة صعود السيسي وتوثيق شهادات المسئولين الغربيين عنه الذين تواصل معهم الرئيس المصري خلال أهم الأحداث التي مرت بها القاهرة خلال الخمس سنوات الأخيرة.
وقال التقرير إن الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي جاء إلى السلطة بعد ثورة 30 يونيو عرف عنه أنه يتحدث بهدوء جدا ،وهذه الصفة غالبا ما تكون سلاح هام ضد الآخر ، ولاسيما الأجانب. ونقل التقرير شهادة عن أحد الدبلوماسيين الأوروبيين الذي لم يسمه " إن السيسي خلافا لمعظم الجنرالات عندما تتحدث إليه يستمع جيدا " بينما قالت مسئولة أمريكية إنه يذكرها بالأسلوب المتبع في واشنطن فغالبا ما نجد الساسة يحاولون أن يكونوا الأعلى صوتا بغرف الاجتماعات لكن فى واشنطن الأمر مختلف تماما والسيسي من هذا النوع فهو ذو حديث هادئ وهي الميزة التي جعلته يستميل الكثيرين ،وبالإضافة إلى ذلك فهو يدفعك للتفكير في حديثه ،وهل يحوي إشارة ما يحاول أن يرسلها ؟ وهل هناك معنى أعمق في كلامه؟
وبدأ التقرير يشرح كيفية صعود السيسي للسلطة ،حيث أوضح أنه خلال ثورة 11 يناير التي اندلعت ضد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك كان مديرا للمخابرات العسكرية وهو المنصب الذي كان غير معلن للجمهور.
وأشار التقرير إلى أن السيسي كان قبل الثورة بحوالي 5 سنوات في مهمة تدريبية بكلية الحرب الأمريكية في كارلسيل بنسلفانيا ،لكنه على ما يبدو استطاع أن يمر من الرادار الخاص بكبار الضباط الأمريكان حينها ، حيث أكد ليون بانيتا وزير الدفاع وقت ثورة يناير ومن قبل كان مديرا للمخابرات المركزية الأمريكية ،إنه لم يلاحظ أي شيء غريب في التقرير المخابراتي الخاص بالسيسي ،بينما قال تشاك هيجل إن العسكريين الأمريكيين لم يكونوا يعرفوه جيدا ،وأكد ضابط آخر أن المعلومات الشخصية الخاصة بالسيسي كانت محدودة جدا،فالناس لا تعرف شيئا عن زوجته أو أبنائه فهو يضع عائلته بعيدا عن الحياة السياسية تلتف حولهم هالة من الغموض ويظن البعض أنها غير مقصودة لكن السيسى يرغب فى ذلك بشدة.
وأضاف التقرير أن مبارك مكث فى الحكم لمدة ٣٠ عاما دون تحديد خليفة له، وتخلى عن منصب رئيس الجمهورية كما جاء فى البيان الذى ألقاه مدير المخابرات حينها عمر سليمان فى ١١ فبراير ٢٠١١, وكان رحيل مبارك مطلبا رئيسيا من مطالب ثورة ٢٥ يناير، وظن البعض آنذاك أن رحيله يعد بمثابة نجاح لثورة يناير فى تحقيق مطالبها بإنهاء مرحلة من الفساد والقمع والسلطوية, وارتفع سقف التوقعات فيما يتعلق بدخول مصر مرحلة من التحول الديمقراطى الفعلى فى أعقاب تحرك شعبى استطاع أن يتصدى لمحاولات إجهاضه وأن يجمع بين طياته تحالف عريض من قوى سياسية واجتماعية متنوعة, ولم يحدد مبارك خليفة له، فى ثورة افتقدت القيادة والهيكل التنظيمي، ثم جاء بعد ذلك المجلس العسكرى بغرض الإشراف على الفترة الانتقالية لحين تسليم زمام الأمور لحكومة مدنية, وفى ١٣ فبراير ٢٠١١ أصدر المجلس العسكرى برئاسة المشير محمد حسين طنطاوى القائد الأعلى للقوات المسلحة بيانا دستوريا كان أبرز ما جاء فيه تعطيل العمل بأحكام الدستور الصادر عام ١٩٧١ وتأكيد المجلس أنه يتولى إدارة شئون البلاد بصفة مؤقتة لمدة ستة أشهر أو حتى انتهاء انتخابات مجلسى الشعب والشورى ورئاسة الجمهورية وحل مجلسى الشعب والشورى وتشكيل لجنة لتعديل بعض مواد الدستور وتحديد الاستفتاء عليها من الشعب, وفى ٢٩ يناير تم تكليف حكومة أحمد شفيق التى عينها مبارك قبل أيام من رحيله بالاستمرار فى تسيير الأعمال إلى حين تشكيل حكومة جديدة.
واستكمل التقرير أن السيسي كان أصغر ضابط بالمجلس العسكرى ،وكان هو من يدير الحوار السري بين المجلس والإخوان المسلمين،وكانت الجماعة لديها دائما علاقات متوترة مع الجيش، لكن في الوقت الذي تلى ثورة التحرير وحيث كان الإخوان يرغبون في خوض الانتخابات كان هناك تنسيقا عاليا بين الطرفين.
ونقل التقرير عن ضابط أمريكي كبير كان على اتصال مع الجماعة والجيش خلال هذه الفترة قوله بإن السيسي كان أحد المفاوضين مع الجماعة وكانت رؤيته هي أن يحاول التحكم لكن في نفس الوقت يجعل هناك مرونة في العملية السياسية حتى تمر الأزمة
ووفقا لمسئول أوروبي فإنه خلال هذه الفترة لم يتدخل الإخوان في شئون الجيش وفي نفس الوقت سمح لهم بأن يديروا الحكومة المدنية بحرية.
وأوضح التقرير أن الإخوان المسلمين وثقوا في السيسي على الأقل في البداية لأنه كان متدينا،وزوجته ترتدي الحجاب خلافا لكثير من زوجات المسئولين, وفي عام 2012 عندما فاز محمد مرسي بأول انتخابات بعد الثورة ،لم يتنظر كثيرا حيث تم إعلان إقالة وزير الدفاع ورئيس الأركان حينها بالإضافة إلى قائدي البحرية والدفاع الجوي والطيران، وهي الخطوة التي أشاد بها حينها الشباب الثوري ،الذين رأوا أن هذه علامة لمحاولة مرسي تقليل نفوذ الجيش، كما أن عددا كبيرا من الناس تفاءلوا باختياره لوزير الدفاع الجديد الذي كان السيسي البالغ من العمر 57 عاما والذي حل محل الجنرال العجوز محمد حسين طنطاوى الذي بلغ من العمر 76 عاما، فهذا التغيير كان بمثابة إشارة بدء اختيار قيادات أصغر سنا وأكثر استنارة لقيادة البلاد, وبعد تولى السيسي منصب وزير الدفاع خرجت أقاويل حول انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين، وأنه رجل الجماعة فى القوات المسلحة، ثم تحول فى عام ٢٠١٣ إلى عدو الإخوان الأول . ونقل التقرير عن الداعية السلفى ياسر برهامى إن القيادى الإخوانى خيرت الشاطر أخبره أن السيسى هو أفضل ضباط القوات المسلحة الذين تعاملوا معه وأنه شديد التدين مما سيجعله قدوة. وتابع التقرير: لم ينتظر مرسي طويلا حيث أقدم على اتخاذ خطوة جريئة أخرى ،ففي نوفمبر ٢٠١٢. أصدر تعديلا دستوريا يعمل على زيادة سلطاته، وهي الخطوة التي تعد نقطة التحول السياسي للإخوان ،حيث فقدت الجماعة دعم غالبية الثوار والمعارضة أصبحت أشرس ضدهم خلال الستة شهور التالية لقرار التعديل الدستوري، وحتى مؤسسات الدولة بما في ذلك الشرطة رفضت التعامل مع حكومة مرسي، وفي هذه الأثناء كان للسيسي عدد من التصريحات العلنية ،كما أن الحوار بينه وبين تشاك هيجل وزير الدفاع الأمريكي حينها كان مفتوحا، وفي مارس 2013 وخلال تصاعد الأزمات زار هيجل القاهرة والتقى بالسيسي للمرة الأولى.
وقال هيجل عن هذا اللقاء بينه وبين السيسي إن التفاهم بينهما كان كبير ،حيث اعتقد أنه رأى شخصا يفهم العسكرية جيدا وأيضا يتفهم مخاطر الحروب, وبمرور الوقت ومع تأزم الموقف في مصر أصبح "هيجل" الشخص الوحيد في أمريكا الذي يتواصل مع السيسي، حيث أشار وزير الدفاع الأمريكي السابق إلى أنهم أجروا خلال هذه الفترة حوالي 50 محادثة تليفونية ،حيث كانوا يتحدثون مرة واحدة خلال الأسبوع وكانت المحادثة تستمر ساعة أو أكثر.
وأضاف التقرير: كانت قيادات لإخوان تظن أن السيسي سيقف فى جانبهم، بل إن مرسي تفاجأ جدا حين رفض السيسي مساندته. وقال مسئول بارز بالخارجية الأمريكية إنه يعتقد أن مرسى وجماعته تفاجأوا تماما بموقف السيسي. وفي حين أن الكثيرين رأوا أن الجيش كان يريد الإطاحة بمرسي للسيطرة على الحكم ،أكد هيجل أن السيسي لم يكن ينوي إطلاقا أن يصل للحكم، وقد وافقه الرأي أحد الدبلوماسيين الأوروبيين والذي أكد أن السيسي لم يشته أبدا السلطة ولم يكن يريد أن يصبح رئيسا.
وفي آخر يوم في شهر يونيو ٢٠١٣ كان حوالي 14 مليون شخص وفقا للتقارير قد نزلوا الشارع متظاهرين ضد مرسي، وقد أشار معد التقرير إلى أنه سأل هيجل عما كان يقوله السيسي في تلك الأثناء ،وأجاب بأنه كان يقول إنه لا يستطيع أن يقف صامتا ،ولا يستطيع أن يترك البلاد تقع ،وأنه عليه قيادة الأمور وأن يدعم الشارع لأنه الوحيد في مصر الذي يستطيع انقاذ البلاد
وفى الثالث من يوليو، أعلن السيسي عن حكومة انتقالية تحكم مصر حتى انعقاد انتخابات جديدة والموافقة على دستور جديد, وطوال فترة ما بعد الإطاحة بمرسي، تمتع السيسي بشعبية كبيرة، لكنه كان لا يزال غامضا وعندما ترشح فى انتخابات الرئاسة عام ٢٠١٤، لم يطرح برنامجا مثل ما هو معتاد فى أى انتخابات رئاسية ولم يشارك فى أى تجمعات انتخابية.
ولفت التقرير إلى أنه بالنسبة للحكام ذوي الخلفية العسكرية الذين حكموا مصر خلال الستين عاما الماضية ،لم يبد السيسي اهتماما بالمراسم السياسية، فكلا من جمال عبد الناصر والسادات كانا ناشطين في هذا المجال حيث كانا لا يزالان شابين، وكلاهما حاول مغازلة الإخوان المسلمين قبل أن يتحولا إلى فكرة رفض الإسلام السياسي
وكرؤساء حاول كل من ناصر والسادات أن يعملا تحت منظمة سياسية، حيث أنشأ السادات الحزب الوطني الديمقراطي.. لكن السيسي اختار أن يكون سياسيا عاديا ،وحديثه غالبا ما يكون بالعامية المصرية الأمر الذي يؤثر في الشعب كثيرا ،لكن يبدو أنه لا يرغب في أن يكون له مؤسسة سياسية.
ووفقا للسيسي فإن فترة حكم حسنى مبارك تحمل له الكثير من العبر والحذر ،حيث أن الرئيس الأسبق دفع بنجله جمال للسلطة السياسية ،كما أن الأسرة استفادت من الفساد بشكل كبير، وكانت زوجته سوزان منخرطة في السياسة بشكل كبير لاسيما فيما يتعلق بحقوق المرأة ،وكان الدور الذي تقوم به يمثل إهانة للإسلاميين والمحافظين ،وبعد الثورة تم سجن مبارك وأبناؤه وربما يفسر ذلك لماذا يبعد السيسي أسرته عن الحياة العامة؟ . ونقل التقرير عن دبلوماسي أوروبي قوله " السؤال الهام الآن هو هل سيتحول السيسي من قائد إلى سياسي؟ " بينما قال مسئول أمريكي رفيع المستوى, السيسي يرى أن السياسة هي أفعال وأشياء تتآكل مع الوقت كما أنها تقسم الأمة.
كما نقل التقرير عن دبلوماسي أوروبي آخر قوله إن السيسي التفت فقط إلى مخاطر الحزب السياسي وليس إلى فوائده، فالسياسي يحتاج إلى حزب لأسباب أكبر من الانتخابات فهو دائما يحتاج للاستماع إلى من هم حوله.
كما نقل التقرير عن إحدى الدبلوماسيات الأوروبيات التي زارت مصر في 2014 قولها إن حملة السيسي كانت مليئة بالشباب ولم يكن بها من كبار السن سوى اثنين فقط ،مشيرة إلى أن الرئيس لم يكن يريد فقط حملة انتخابية بل كان يريد التواصل مع الشباب واعطائهم الفرصة.
ونقل التقرير عن هيجل تأكيده إنه دعا "السيسى" مرارا إلى استخدام العنف ضد المعتصمين فى رابعة والنهضة, وأضاف أن السيسى عبر، فى اتصال هاتفى معه، بعد فض اعتصام رابعة، عن أسفه الشديد لما انتهت إليه الأحداث، وقال إن ما حدث شىء لم يرده شخصيا، ولا تريده البلاد, وخلال نفس المكالمة أكد أن زوجته كانت مستاءة للغاية، وعائلته، لرؤية كل هذا العنف، ووفقا لهيجل فإن عائلة السيسي لم تلق اللوم عليه، وإنما هم مستاءون من الأحداث، ولكنه قال إنهم يصلون من أجل الجميع.
وأشار التقرير إلى سياسات السيسي الخارجية موضحا أن من أوائل الزيارات التي قام بها كانت للصين في عام 2014 ثم كررها مرة أخرى في العام التالي، وكان من المفهوم من هاتين الزيارتين أن مصر بدأت تستخدم ما لديها من سلطة لانشاء سياسة اقتصادية حاسمة، لكن القليل من الناس من أخذ هذا الأمر على محمل الجد.
يعد السيسي، من بعض النواحي، سياسيًّا بالفطرة، وخطاباته، التي يلقيها بالعامية، عادة ما تبهر المواطن العادي باعتبارها صادقة، وودودة. لكنَّ غرائزه السياسية شخصية، وليست مؤسسية، ولا يبدو أنَّ موضوع السياسة كان مثيرًا لاهتمامه عندما كان شابًا. وتابع التقرير : لعائلة السيسي 13 من الأشقاء،. ومع ذلك فلا يعرف إلا القليل عن المرأة التي عادة ما يشار إليها في وسائل الإعلام المصرية بـ«الزوجة الثانية». الفرد الوحيد من أفراد الأسرة الذي يتكلم عنه السيسي عادة هي أمه، التي ماتت في السنة الثانية من توليه منصبه، وقد وصفها بأنها: «أم مصرية حقيقية، بكل معنى الكلمة».
وقال التقرير : بدأ جد السيسي في العمل بتجارة الأرابيسك، وهي مصنوعات خشبية معقدة الصنع مطعمة بالصدف, وسيطرت عائلة السيسي على تجارة الأرابيسك في خان الخليلي، أهم الأسواق السياحية في القاهرة، وما زالت العائلة تملك حوالي عشرة محلات هناك.
ويضيف كاتب التقرير على لسانه: "توقفت بعد ظهر أحد أيام الصيف الماضي أمام محل يعمل به مسعد علي حمامة (32 عامًا)، وابن واحد من أولاد عمومة السيسي. كان الجدار الخلفي للمحل مزينًا بصورة كبيرة، بالأبيض والأسود، لجد السيسي، جالسًا بفخامة، مرتديًا الجلابية، ممسكًا بعصا، ورأسه مغطاة بطربوش".
وقال حمامة إنَّ كل مراهقي العائلة من الذكور يتدربون خلال الصيف على بعض جوانب التجارة , كما تدرب السيسي على العمل صدفجي: كان يستخدم سكينة طويلة ينحت بها قطعًا صغيرة من الصدف. وقال حمامة: «ليس عندنا موقف نقول فيه: هذا ابن صاحب العمل، وهذا ابن الرئيس. إنَّ القانون الوحيد متعلق بطريقة تعامل الكبار والصغار. لو تكلَّم والد ابن عمي، وهو أكبر مني، فإنني أطيعه. لو جاء رجل كبير إلى المحل، حتى لو لم يكن يعمل في التجارة، سوف يجلس هنا، وكأنه يملك المحل. عائلتنا ليست من الصعيد، لكن يمكنك القول إننا نطبق التقاليد الصعيدية».
وتابع التقرير: عندما كان السيسي في منتصف مرحلة مراهقته، دخل مدرسة ثانوية عسكرية هذا الخليط من الانضباط العسكري، والبناء الأسري الصلب، والاقتناع الديني المخلص، صنع شخصًا تقليديًّا للغاية، على كل الأوجه فتزوج السيسي ابنة عمه، وهو أمر شائع بين المصريين التقليديين، وزوجته وابنته ربتا منزل , لم أستطع أن أجد أي دليل في الصحافة المصرية على وجود مسار وظيفي لأي من نساء السيسي.
وبحسب التقرير قال فتحي السيسي، واحد من أبناء عمومة الرئيس: إنَّ السيسي قد رفض مرتين عرضًا للعمل ممثلًا عسكريًّا للجيش في الولايات المتحدة، لأنَّ السلطات المصرية اشترطت نزع زوجته للحجاب طول فترة إقامتهم في الغرب.
ويضيف كاتب التقرير على لسانه: يبدو أنَّ السيسي قد تعلم دروسًا مشابهة من الحزب الوطني الديمقراطي، الذي هيمن عليه بمرور الوقت رجال الأعمال الفاسدون فقد أخبرني عدد من المسؤولين الأمريكيين أنه أثناء الفترة الأولى من الانتخابات الرئاسية بعد الثورة، كان السيسي وقادة عسكريون آخرون قلقين من أحمد شفيق، خصم مرسي، وجنرال القوات الجوية المتقاعد، الذي كان آخر رئيس وزراء لمبارك. بالنسبة للسيسي والعسكريين الآخرين، فإنَّ شفيق ربما كان أخطر حتى من مرسي. بدا أنهم يعتقدون أنه يمكن التحكم بسهولة في الإخوان، بينما يمكن لشفيق أن ينشئ حزبًا ذا سلطة حقيقية حتى بعد هزيمة الإخوان المسلمين، فإنَّ السلطات كانت حريصة على أن يظل شفيق في المنفى، وهو حاليًا مقيم في الخليج، ومهدد بقضايا قانونية تمنع عودته إلى مصر قبل أن يتم حلها مؤخرا ويرفع الحظر عنه .
وأوضح التقرير أن حرم الرئيس لم تظهر إلا فى لقطات نادرة، وكأنها تخطو بحرص شديد نحو العمل العام، فقد شاركت فى مشاهد قليلة وكان الظهور الأول لها فى حفل تكريم القادة برفقة زوجها ، ثم أثناء حلف الرئيس لليمين الدستورية بمقر المحكمة الدستورية العليا عام ٢٠١٤، وفى مستشفى الحلمية، لكى تزور ضحية واقعة التحرش بميدان التحرير، والمرة الرابعة كانت فى يونيو ٢٠١٥, كما توجهت السيدة الأولى إلى محافظة الإسماعيلية، لزيارة مشروع حفر قناة السويس الجديدة، أما المشهد الخامس لظهور زوجة الرئيس كان خلال حفل افتتاح قناة السويس الجديدة فى أغسطس 2015 وفى نفس العام ظهرت السيدة الأولى فى حديث ودى مع جيهان السادات، لمشاهدة عرض أوبريت عناقيد الضياء، وفى أول زيارة خارجية لزوجة الرئيس، توجهت السيدة الأولى إلى البحرين برفقة زوجها، واستقبلتها الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة ملك البحرين ورئيسة المجلس الأعلى للمرأة، وفى فبراير الماضى ظهرت انتصار السيسي، خلال حضور كلمة الرئيس أمام البرلمان، ثم ظهرت للمرة الثانية فى فبراير الماضي، ولكن هذه المرة ليست برفقة الرئيس، وإنما خلال جولة سياحية بمدينتى الأقصر وأسوان، كما أطلقت حملة تبرع لصندوق تحيا مصر.
و رصدت المجلة قصة صعود السيسي وتوثيق شهادات المسئولين الغربيين عنه الذين تواصل معهم الرئيس المصري خلال أهم الأحداث التي مرت بها القاهرة خلال الخمس سنوات الأخيرة.
وقال التقرير إن الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي جاء إلى السلطة بعد ثورة 30 يونيو عرف عنه أنه يتحدث بهدوء جدا ،وهذه الصفة غالبا ما تكون سلاح هام ضد الآخر ، ولاسيما الأجانب. ونقل التقرير شهادة عن أحد الدبلوماسيين الأوروبيين الذي لم يسمه " إن السيسي خلافا لمعظم الجنرالات عندما تتحدث إليه يستمع جيدا " بينما قالت مسئولة أمريكية إنه يذكرها بالأسلوب المتبع في واشنطن فغالبا ما نجد الساسة يحاولون أن يكونوا الأعلى صوتا بغرف الاجتماعات لكن فى واشنطن الأمر مختلف تماما والسيسي من هذا النوع فهو ذو حديث هادئ وهي الميزة التي جعلته يستميل الكثيرين ،وبالإضافة إلى ذلك فهو يدفعك للتفكير في حديثه ،وهل يحوي إشارة ما يحاول أن يرسلها ؟ وهل هناك معنى أعمق في كلامه؟
وبدأ التقرير يشرح كيفية صعود السيسي للسلطة ،حيث أوضح أنه خلال ثورة 11 يناير التي اندلعت ضد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك كان مديرا للمخابرات العسكرية وهو المنصب الذي كان غير معلن للجمهور.
وأشار التقرير إلى أن السيسي كان قبل الثورة بحوالي 5 سنوات في مهمة تدريبية بكلية الحرب الأمريكية في كارلسيل بنسلفانيا ،لكنه على ما يبدو استطاع أن يمر من الرادار الخاص بكبار الضباط الأمريكان حينها ، حيث أكد ليون بانيتا وزير الدفاع وقت ثورة يناير ومن قبل كان مديرا للمخابرات المركزية الأمريكية ،إنه لم يلاحظ أي شيء غريب في التقرير المخابراتي الخاص بالسيسي ،بينما قال تشاك هيجل إن العسكريين الأمريكيين لم يكونوا يعرفوه جيدا ،وأكد ضابط آخر أن المعلومات الشخصية الخاصة بالسيسي كانت محدودة جدا،فالناس لا تعرف شيئا عن زوجته أو أبنائه فهو يضع عائلته بعيدا عن الحياة السياسية تلتف حولهم هالة من الغموض ويظن البعض أنها غير مقصودة لكن السيسى يرغب فى ذلك بشدة.
وأضاف التقرير أن مبارك مكث فى الحكم لمدة ٣٠ عاما دون تحديد خليفة له، وتخلى عن منصب رئيس الجمهورية كما جاء فى البيان الذى ألقاه مدير المخابرات حينها عمر سليمان فى ١١ فبراير ٢٠١١, وكان رحيل مبارك مطلبا رئيسيا من مطالب ثورة ٢٥ يناير، وظن البعض آنذاك أن رحيله يعد بمثابة نجاح لثورة يناير فى تحقيق مطالبها بإنهاء مرحلة من الفساد والقمع والسلطوية, وارتفع سقف التوقعات فيما يتعلق بدخول مصر مرحلة من التحول الديمقراطى الفعلى فى أعقاب تحرك شعبى استطاع أن يتصدى لمحاولات إجهاضه وأن يجمع بين طياته تحالف عريض من قوى سياسية واجتماعية متنوعة, ولم يحدد مبارك خليفة له، فى ثورة افتقدت القيادة والهيكل التنظيمي، ثم جاء بعد ذلك المجلس العسكرى بغرض الإشراف على الفترة الانتقالية لحين تسليم زمام الأمور لحكومة مدنية, وفى ١٣ فبراير ٢٠١١ أصدر المجلس العسكرى برئاسة المشير محمد حسين طنطاوى القائد الأعلى للقوات المسلحة بيانا دستوريا كان أبرز ما جاء فيه تعطيل العمل بأحكام الدستور الصادر عام ١٩٧١ وتأكيد المجلس أنه يتولى إدارة شئون البلاد بصفة مؤقتة لمدة ستة أشهر أو حتى انتهاء انتخابات مجلسى الشعب والشورى ورئاسة الجمهورية وحل مجلسى الشعب والشورى وتشكيل لجنة لتعديل بعض مواد الدستور وتحديد الاستفتاء عليها من الشعب, وفى ٢٩ يناير تم تكليف حكومة أحمد شفيق التى عينها مبارك قبل أيام من رحيله بالاستمرار فى تسيير الأعمال إلى حين تشكيل حكومة جديدة.
واستكمل التقرير أن السيسي كان أصغر ضابط بالمجلس العسكرى ،وكان هو من يدير الحوار السري بين المجلس والإخوان المسلمين،وكانت الجماعة لديها دائما علاقات متوترة مع الجيش، لكن في الوقت الذي تلى ثورة التحرير وحيث كان الإخوان يرغبون في خوض الانتخابات كان هناك تنسيقا عاليا بين الطرفين.
ونقل التقرير عن ضابط أمريكي كبير كان على اتصال مع الجماعة والجيش خلال هذه الفترة قوله بإن السيسي كان أحد المفاوضين مع الجماعة وكانت رؤيته هي أن يحاول التحكم لكن في نفس الوقت يجعل هناك مرونة في العملية السياسية حتى تمر الأزمة
ووفقا لمسئول أوروبي فإنه خلال هذه الفترة لم يتدخل الإخوان في شئون الجيش وفي نفس الوقت سمح لهم بأن يديروا الحكومة المدنية بحرية.
وأوضح التقرير أن الإخوان المسلمين وثقوا في السيسي على الأقل في البداية لأنه كان متدينا،وزوجته ترتدي الحجاب خلافا لكثير من زوجات المسئولين, وفي عام 2012 عندما فاز محمد مرسي بأول انتخابات بعد الثورة ،لم يتنظر كثيرا حيث تم إعلان إقالة وزير الدفاع ورئيس الأركان حينها بالإضافة إلى قائدي البحرية والدفاع الجوي والطيران، وهي الخطوة التي أشاد بها حينها الشباب الثوري ،الذين رأوا أن هذه علامة لمحاولة مرسي تقليل نفوذ الجيش، كما أن عددا كبيرا من الناس تفاءلوا باختياره لوزير الدفاع الجديد الذي كان السيسي البالغ من العمر 57 عاما والذي حل محل الجنرال العجوز محمد حسين طنطاوى الذي بلغ من العمر 76 عاما، فهذا التغيير كان بمثابة إشارة بدء اختيار قيادات أصغر سنا وأكثر استنارة لقيادة البلاد, وبعد تولى السيسي منصب وزير الدفاع خرجت أقاويل حول انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين، وأنه رجل الجماعة فى القوات المسلحة، ثم تحول فى عام ٢٠١٣ إلى عدو الإخوان الأول . ونقل التقرير عن الداعية السلفى ياسر برهامى إن القيادى الإخوانى خيرت الشاطر أخبره أن السيسى هو أفضل ضباط القوات المسلحة الذين تعاملوا معه وأنه شديد التدين مما سيجعله قدوة. وتابع التقرير: لم ينتظر مرسي طويلا حيث أقدم على اتخاذ خطوة جريئة أخرى ،ففي نوفمبر ٢٠١٢. أصدر تعديلا دستوريا يعمل على زيادة سلطاته، وهي الخطوة التي تعد نقطة التحول السياسي للإخوان ،حيث فقدت الجماعة دعم غالبية الثوار والمعارضة أصبحت أشرس ضدهم خلال الستة شهور التالية لقرار التعديل الدستوري، وحتى مؤسسات الدولة بما في ذلك الشرطة رفضت التعامل مع حكومة مرسي، وفي هذه الأثناء كان للسيسي عدد من التصريحات العلنية ،كما أن الحوار بينه وبين تشاك هيجل وزير الدفاع الأمريكي حينها كان مفتوحا، وفي مارس 2013 وخلال تصاعد الأزمات زار هيجل القاهرة والتقى بالسيسي للمرة الأولى.
وقال هيجل عن هذا اللقاء بينه وبين السيسي إن التفاهم بينهما كان كبير ،حيث اعتقد أنه رأى شخصا يفهم العسكرية جيدا وأيضا يتفهم مخاطر الحروب, وبمرور الوقت ومع تأزم الموقف في مصر أصبح "هيجل" الشخص الوحيد في أمريكا الذي يتواصل مع السيسي، حيث أشار وزير الدفاع الأمريكي السابق إلى أنهم أجروا خلال هذه الفترة حوالي 50 محادثة تليفونية ،حيث كانوا يتحدثون مرة واحدة خلال الأسبوع وكانت المحادثة تستمر ساعة أو أكثر.
وأضاف التقرير: كانت قيادات لإخوان تظن أن السيسي سيقف فى جانبهم، بل إن مرسي تفاجأ جدا حين رفض السيسي مساندته. وقال مسئول بارز بالخارجية الأمريكية إنه يعتقد أن مرسى وجماعته تفاجأوا تماما بموقف السيسي. وفي حين أن الكثيرين رأوا أن الجيش كان يريد الإطاحة بمرسي للسيطرة على الحكم ،أكد هيجل أن السيسي لم يكن ينوي إطلاقا أن يصل للحكم، وقد وافقه الرأي أحد الدبلوماسيين الأوروبيين والذي أكد أن السيسي لم يشته أبدا السلطة ولم يكن يريد أن يصبح رئيسا.
وفي آخر يوم في شهر يونيو ٢٠١٣ كان حوالي 14 مليون شخص وفقا للتقارير قد نزلوا الشارع متظاهرين ضد مرسي، وقد أشار معد التقرير إلى أنه سأل هيجل عما كان يقوله السيسي في تلك الأثناء ،وأجاب بأنه كان يقول إنه لا يستطيع أن يقف صامتا ،ولا يستطيع أن يترك البلاد تقع ،وأنه عليه قيادة الأمور وأن يدعم الشارع لأنه الوحيد في مصر الذي يستطيع انقاذ البلاد
وفى الثالث من يوليو، أعلن السيسي عن حكومة انتقالية تحكم مصر حتى انعقاد انتخابات جديدة والموافقة على دستور جديد, وطوال فترة ما بعد الإطاحة بمرسي، تمتع السيسي بشعبية كبيرة، لكنه كان لا يزال غامضا وعندما ترشح فى انتخابات الرئاسة عام ٢٠١٤، لم يطرح برنامجا مثل ما هو معتاد فى أى انتخابات رئاسية ولم يشارك فى أى تجمعات انتخابية.
ولفت التقرير إلى أنه بالنسبة للحكام ذوي الخلفية العسكرية الذين حكموا مصر خلال الستين عاما الماضية ،لم يبد السيسي اهتماما بالمراسم السياسية، فكلا من جمال عبد الناصر والسادات كانا ناشطين في هذا المجال حيث كانا لا يزالان شابين، وكلاهما حاول مغازلة الإخوان المسلمين قبل أن يتحولا إلى فكرة رفض الإسلام السياسي
وكرؤساء حاول كل من ناصر والسادات أن يعملا تحت منظمة سياسية، حيث أنشأ السادات الحزب الوطني الديمقراطي.. لكن السيسي اختار أن يكون سياسيا عاديا ،وحديثه غالبا ما يكون بالعامية المصرية الأمر الذي يؤثر في الشعب كثيرا ،لكن يبدو أنه لا يرغب في أن يكون له مؤسسة سياسية.
ووفقا للسيسي فإن فترة حكم حسنى مبارك تحمل له الكثير من العبر والحذر ،حيث أن الرئيس الأسبق دفع بنجله جمال للسلطة السياسية ،كما أن الأسرة استفادت من الفساد بشكل كبير، وكانت زوجته سوزان منخرطة في السياسة بشكل كبير لاسيما فيما يتعلق بحقوق المرأة ،وكان الدور الذي تقوم به يمثل إهانة للإسلاميين والمحافظين ،وبعد الثورة تم سجن مبارك وأبناؤه وربما يفسر ذلك لماذا يبعد السيسي أسرته عن الحياة العامة؟ . ونقل التقرير عن دبلوماسي أوروبي قوله " السؤال الهام الآن هو هل سيتحول السيسي من قائد إلى سياسي؟ " بينما قال مسئول أمريكي رفيع المستوى, السيسي يرى أن السياسة هي أفعال وأشياء تتآكل مع الوقت كما أنها تقسم الأمة.
كما نقل التقرير عن دبلوماسي أوروبي آخر قوله إن السيسي التفت فقط إلى مخاطر الحزب السياسي وليس إلى فوائده، فالسياسي يحتاج إلى حزب لأسباب أكبر من الانتخابات فهو دائما يحتاج للاستماع إلى من هم حوله.
كما نقل التقرير عن إحدى الدبلوماسيات الأوروبيات التي زارت مصر في 2014 قولها إن حملة السيسي كانت مليئة بالشباب ولم يكن بها من كبار السن سوى اثنين فقط ،مشيرة إلى أن الرئيس لم يكن يريد فقط حملة انتخابية بل كان يريد التواصل مع الشباب واعطائهم الفرصة.
ونقل التقرير عن هيجل تأكيده إنه دعا "السيسى" مرارا إلى استخدام العنف ضد المعتصمين فى رابعة والنهضة, وأضاف أن السيسى عبر، فى اتصال هاتفى معه، بعد فض اعتصام رابعة، عن أسفه الشديد لما انتهت إليه الأحداث، وقال إن ما حدث شىء لم يرده شخصيا، ولا تريده البلاد, وخلال نفس المكالمة أكد أن زوجته كانت مستاءة للغاية، وعائلته، لرؤية كل هذا العنف، ووفقا لهيجل فإن عائلة السيسي لم تلق اللوم عليه، وإنما هم مستاءون من الأحداث، ولكنه قال إنهم يصلون من أجل الجميع.
وأشار التقرير إلى سياسات السيسي الخارجية موضحا أن من أوائل الزيارات التي قام بها كانت للصين في عام 2014 ثم كررها مرة أخرى في العام التالي، وكان من المفهوم من هاتين الزيارتين أن مصر بدأت تستخدم ما لديها من سلطة لانشاء سياسة اقتصادية حاسمة، لكن القليل من الناس من أخذ هذا الأمر على محمل الجد.
يعد السيسي، من بعض النواحي، سياسيًّا بالفطرة، وخطاباته، التي يلقيها بالعامية، عادة ما تبهر المواطن العادي باعتبارها صادقة، وودودة. لكنَّ غرائزه السياسية شخصية، وليست مؤسسية، ولا يبدو أنَّ موضوع السياسة كان مثيرًا لاهتمامه عندما كان شابًا. وتابع التقرير : لعائلة السيسي 13 من الأشقاء،. ومع ذلك فلا يعرف إلا القليل عن المرأة التي عادة ما يشار إليها في وسائل الإعلام المصرية بـ«الزوجة الثانية». الفرد الوحيد من أفراد الأسرة الذي يتكلم عنه السيسي عادة هي أمه، التي ماتت في السنة الثانية من توليه منصبه، وقد وصفها بأنها: «أم مصرية حقيقية، بكل معنى الكلمة».
وقال التقرير : بدأ جد السيسي في العمل بتجارة الأرابيسك، وهي مصنوعات خشبية معقدة الصنع مطعمة بالصدف, وسيطرت عائلة السيسي على تجارة الأرابيسك في خان الخليلي، أهم الأسواق السياحية في القاهرة، وما زالت العائلة تملك حوالي عشرة محلات هناك.
ويضيف كاتب التقرير على لسانه: "توقفت بعد ظهر أحد أيام الصيف الماضي أمام محل يعمل به مسعد علي حمامة (32 عامًا)، وابن واحد من أولاد عمومة السيسي. كان الجدار الخلفي للمحل مزينًا بصورة كبيرة، بالأبيض والأسود، لجد السيسي، جالسًا بفخامة، مرتديًا الجلابية، ممسكًا بعصا، ورأسه مغطاة بطربوش".
وقال حمامة إنَّ كل مراهقي العائلة من الذكور يتدربون خلال الصيف على بعض جوانب التجارة , كما تدرب السيسي على العمل صدفجي: كان يستخدم سكينة طويلة ينحت بها قطعًا صغيرة من الصدف. وقال حمامة: «ليس عندنا موقف نقول فيه: هذا ابن صاحب العمل، وهذا ابن الرئيس. إنَّ القانون الوحيد متعلق بطريقة تعامل الكبار والصغار. لو تكلَّم والد ابن عمي، وهو أكبر مني، فإنني أطيعه. لو جاء رجل كبير إلى المحل، حتى لو لم يكن يعمل في التجارة، سوف يجلس هنا، وكأنه يملك المحل. عائلتنا ليست من الصعيد، لكن يمكنك القول إننا نطبق التقاليد الصعيدية».
وتابع التقرير: عندما كان السيسي في منتصف مرحلة مراهقته، دخل مدرسة ثانوية عسكرية هذا الخليط من الانضباط العسكري، والبناء الأسري الصلب، والاقتناع الديني المخلص، صنع شخصًا تقليديًّا للغاية، على كل الأوجه فتزوج السيسي ابنة عمه، وهو أمر شائع بين المصريين التقليديين، وزوجته وابنته ربتا منزل , لم أستطع أن أجد أي دليل في الصحافة المصرية على وجود مسار وظيفي لأي من نساء السيسي.
وبحسب التقرير قال فتحي السيسي، واحد من أبناء عمومة الرئيس: إنَّ السيسي قد رفض مرتين عرضًا للعمل ممثلًا عسكريًّا للجيش في الولايات المتحدة، لأنَّ السلطات المصرية اشترطت نزع زوجته للحجاب طول فترة إقامتهم في الغرب.
ويضيف كاتب التقرير على لسانه: يبدو أنَّ السيسي قد تعلم دروسًا مشابهة من الحزب الوطني الديمقراطي، الذي هيمن عليه بمرور الوقت رجال الأعمال الفاسدون فقد أخبرني عدد من المسؤولين الأمريكيين أنه أثناء الفترة الأولى من الانتخابات الرئاسية بعد الثورة، كان السيسي وقادة عسكريون آخرون قلقين من أحمد شفيق، خصم مرسي، وجنرال القوات الجوية المتقاعد، الذي كان آخر رئيس وزراء لمبارك. بالنسبة للسيسي والعسكريين الآخرين، فإنَّ شفيق ربما كان أخطر حتى من مرسي. بدا أنهم يعتقدون أنه يمكن التحكم بسهولة في الإخوان، بينما يمكن لشفيق أن ينشئ حزبًا ذا سلطة حقيقية حتى بعد هزيمة الإخوان المسلمين، فإنَّ السلطات كانت حريصة على أن يظل شفيق في المنفى، وهو حاليًا مقيم في الخليج، ومهدد بقضايا قانونية تمنع عودته إلى مصر قبل أن يتم حلها مؤخرا ويرفع الحظر عنه .