ناصر والسادات والقذافي من بينهم.. 5 حكام عرب ألّفوا روايات

ناصر والقذافي والسادات
ناصر والقذافي والسادات
ربما لا يعرف كثيرون أن عدداً من الرؤساء والحكام العرب المعروف عنهم قوة الشخصية امتلكوا ملكة الكتابة الأدبية، تشهد بذلك مؤلفاتهم التي حملت رؤاهم وأفكارهم.
جمال عبد الناصر
عندما بلغ سن السادسة عشر في عام 1934 بدأ جمال عبد الناصر في تأليف رواية "في سبيل الحرية"، والتي تناولت المقاومة الشعبية التي خاضها أهل مدينة رشيد بمصر ضد الحملة الإنجليزية بقيادة فريزر عام 1807، ثم مقدمات الحملة الفرنسية عام 1798 وبعدها الاحتلال البريطاني عام 1882.
ولم ينته عبد الناصر من روايته بل كتب ستة فصول منها، واستكملها بعد ثورة 1952 قاص يدعى عبد الرحيم عجاج، وقام بنشرها في الخمسينيات.
"في سبيل الحرية" لم تكن أولى تجارب عبد الناصر مع الكتابة حيث سبقها في نفس العام مقال نُشر بمجلة مدرسة النهضة الثانوية بعنوان "فولتير.. رجل الحرية".
السادات
فى عام 1946 دخل محمد أنور السادات السجن على خلفية اتهامه في قضية اغتيال أمين عثمان وزير المالية في حكومة الوفد ورئيس جمعية الصداقة المصرية البريطانية في ذلك الوقت، وخلال وجوده بالسجن ترجم قصة الأديب الألماني ف.فون لمبورج "صوت الضمير" من اللغة الألمانية إلى العربية، ونُشرت بعد ذلك في مجلة المصور عقب الإفراج عنه عام 1948، ودارت القصة حول صراع الخير والشر منذ بدء الخليقة.
وفي عام 1954 نُشر للسادات قصة من تأليفه بعنوان "ليلة خسرها الشيطان".
القذافي
فى عام 1998 صدر كتاب بالانجليزية بعنوان "الفرار إلى جهنم"، تضمن مجموعة من قصص القذافي التى تناولت أفكاراً سبق وعرضها بطريقة جافة وأكثر تجريدية فى "الكتاب الأخضر".
وتدور الفكرة الأساسية للقصص حول أن ما في المدينة سيء وكل ما فى الريف (وخصوصاً مجتمع بدو الصحراء) جيد، ويتم التعبير عن المقارنة فى القصص بعبارات قصوى بما يتناسب مع بما يتناسب مع شخصية القذافى النرجسية التى لا تستطيع فهم الواقع الا بعبارات الأبيض والاسود.
وفى رواية "المدينة" يقول القذافى إن المدينة عبارة عن كابوس وحشر معيشي ومقبرة للترابط الاجتماعي، وأنها تقتل الإحساس الإنساني وتقضى على الزراعة، وفى رواية "القرية القرية" فان الريف هو الجنة فى الارض وأهله مترابطون بكل الوشائج المادية والمعنوية وكل شيء هادئ ونظيف
من بين القصص الأخرى التى تضمنها الكتاب واحدة بعنوان "انتحار رائد فضاء"، وتروى حكاية رائد فضاء عاد إلى الأرض من الجو وبحث عن شكل عادى من أشكال التوظيف لكنه لم يعثر. ثم التقى فلاحاً وطلب العمل فى المزرعة، ولما سأله الفلاح هل يعرف شيئاً عن حراثة الأرض، رد رائد الفضاء بوقائع وأرقام خبرها كمسافر فى الفضاء، لكن الفلاح أصيب بالضجر وانتهى الأمر برائد الفضاء إلى الانتحار.
هناك قصة أخرى عنوانها "الموت" وتبدأ بسؤال "هل الموت ذكر أم أنثى؟".. ليجيب القذافى بأن الموت ذكر ومهاجم دائماً، وفى المرات الخطرة التى يصل فيها الموت إلى غايته بسهولة يتحول فيها الى أنثى لأن الأنثى يجب الاستسلام لها حتى الرمق الأخير.
صدام حسين
للرئيس العراقي السابق صدام حسين عدد من المؤلفات الأدبية منها رواية "زبيبة والملك" التى صدرت عام 2000 وتدور أحداثها فى جو أسطوري، وهى مليئة بالرموز التى تحمل اسقاطات على الأحداث التى شهدها العراق خلال العقود الماضية.
عقب صدور هذه الرواية تردد فى الأوساط العربية أن كاتبها الحقيقي هو الكاتب المصري الراحل جمال الغيطاني وهو ما نفاها الرجل فى حياته، وارتكز القائلون بهذا الأمر إلى أن الغيطاني كان قريباً من نظام صدام حسين وكان دائم التردد على بغداد كما أن له كتاب بعنوان "حراس البوابة الشرقية" أصدره فى العراق لمساندة صدام في حربه ضد إيران.
وتحفل روايته "أخرج منها يا ملعون" بالإشارات والدلالات، وتجسد الصراع الأزلى بين الخير والشر وتعبر فى جانب منها عن الصراع التاريخي بين العرب والكيان الصهيوني وحلفائه.
وفي رواية "القلعة الحصينة" يتناول الرئيس العراقي الراحل مسار الأحداث إبان الحرب العراقية الإيرانية عبر قصة حب ترعرعت في جو نضالي. وتجسد رواية "رجال ومدينة" قصة حياة صدام حسين.
سلطان بن محمد القاسمي
لحاكم الشارقة سلطان بن محمد القاسمي عدد من الأعمال المسرحية منها "عودة هولاكو" حيث ربط فيها ما يحدث للأمة العربية بما حدث للدولة العباسية قبل سقوطها.
وفي "الأمير الثائر" تناول القاسمي انتصارات الأمير مهنا بن ناصر الزعابي على الفرس الذين كانوا يسيطرون على العرب القاطنين فى ساحل الخليج العربي وكذلك انتصاراته على الهولنديين.
ولحاكم الشارقة أيضاً مسرحية "الشيخ الأبيض" التي تدور أحداثها فى القرن التاسع عشر واعتمد فيها على عدد من الوثائق وزياراته الى الولايات المتحدة الأمريكية.
أما "الحجر الأسود" فهى مسرحية من خمسة فصول تناقش أسباب فشل الحركات الإصلاحية فى المجتمعات الإسلامية، وتدور أحداثها فى الفترة التى شهدت صراع القرامطة مع الخلافة العباسية.
وتتحدث مسرحية "طورغوت" عن كيفية سيطرة الأسبان على مناطق شمال إفريقيا بسبب انشغال الأمير محمد بن حسين بملذاته، بينما تعالج مسرحية "شمشون الجبار" الصراع العربي الإسرائيلي، فى حين ناقشت "النمرود" قصة الظلم والطغيان عبر التاريخ.
وفى "الإسكندر الأكبر" يتناول القاسمي سيرة هذا الفاتح مُسقطاً من خلاله على الواقع العربي المعاصر، بينما يتناول في "القضية" أوضاع وأزمات الأمة العربية الراهنة عبر استلهام التاريخ.
وفى مسرحية "الواقع صورة طبق الأصل" يناقش الكاتب أزمات الأمة العربية من خلال السرد التاريخي ليؤكد انه يمكن الخروج منها وتجاوزها.
تم نسخ الرابط