الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
الخميس 25 أبريل 2024 05:30 مـ 16 شوال 1445 هـ
أهم الأخبار

بالأسماء والصور .. حكايات للتاريخ عن النجوم اليهود فى السينما المصرية

لم تعرف مصر قديما النعرات الطائفية التي فرقت بين ممثل مسلم، وآخر مسيحي، وثالث يهودي، ومن ثم وجد الفنانين اليهود في السينما المصرية مكانة كبيرة، فالفن وقتها لم يعرف اختلافا بين الأعراق والديانات المختلفة، فنجد مثلا في مشهد شهير من فيلم “غزل البنات”، يجتمع نجيب الريحاني المسيحي، وأنور وجدي المسلم، وليلى مراد اليهودية، ثلاثة فنانين يمثلون أطياف الشعب المصري وقتها جنبا الى جنب دون أي تفرقة او تمييز.. وفي هذا التقرير نستعرض أشهر الممثلين اليهود والذين نسبوا زورا لليهود في السينما المصرية، لكي نعرف حقيقتهم ولا نعتمد على التقارير الوهمية..

توجو مزراحي

هو واحد من اهم الرعيل الأول للسينما المصرية، وهو مصري من أصول إيطالية، ولد بالإسكندرية عام 1901م لعائلة يهودية من اثرياء الإسكندرية، سافر لباريس لدراسة التجارة ولكنه تحول للسينما، وبعد عودته وجد عداء من عائلته لعمله بالفن، فقدم نفسه باسم مستعار “أحمد المشرقي”، لينتج ويخرج عددا من الأفلام السينمائية الهامة، كما قام بتأسيس أول نقابة للسينمائيين في مصر مع المخرج أحمد بدرخان (والد المخرج علي بدرخان)، كما قدم عددا من المواهب الفنية أهمها الفنانة ليلى مراد، كما أنشأ اول استوديو سينمائي بالإسكندرية جهزه بأحدث الأجهزة وقتها، وأسس “شركة الأفلام المصرية” للإنتاج السينمائي بالإسكندرية، ومن اهم افلامه “سلفني 3 جنيه”، “الساعة 7″، “شالوم الرياضي”، وغيرها. ترك مصر عام 1948 اثر خوفه من ردود الأفعال لقيام دولة الكيان الصهيوني بفلسطين، واتجه الى إيطاليا دون أي عداء مع مصر والمصريين، وظل يتابع حركة الفن من هناك ويتحين الفرصة للعودة ولكن تأزمت الأمور اثر قيام حروب 1956 و 1967 وغيرها.. فظل في إيطاليا حتى وافته المنية عام 1986.

كاميليا

ولدت بالإسكندرية عام 1919 لأبوين مسيحيين عام ، وقيل عنها انها يهودية لأن زوج والدتها اليهودي تبناها وحملت اسمه لتصبح “ليليان ليفي كوهين“، ولكن حقيقة الأمر انها لم تحمل ديانته، وظلت كاثوليكية مثل والدتها، اكتشفها المخرج احمد سالم وقدمها للفن باسم كاميليا شاركت في عدد من الأفلام منها “قمر 14″، “آخر كدبة”، “المليونير”، “بابا عريس”، كانت من أجمل واشهر الفنانين اليهود في السينما المصرية وماتت عام 1950 اثر تعرضها لحادث سقوط طائرة، وقيل وقتها إن الحادث مُدبر حيث كانت تتعاون مع الموساد الإسرائيلي، وهو ما أودى بحياتها.. ولكن كل هذا لا يعدو اتهامات بلا دليل!!.. شيعت جنازتها من كنيسة الروم الكاثوليك بالقاهرة وهو ما يدل على هويتها الدينية الحقيقة.

ستيفان روستي

استيفان روستي ولد في إيطاليا عام 1891م لأم يهودية إيطالية وأب نمساوي، كان يعمل سفيرا للنمسا في القاهرة، انتقل معه للعيش في الاسكندرية، فنشأ فيها وعشق ترابها، ثم ما لبث ان عاد الى النمسا للبحث عن والده الذي انفصل عن امه وترك مصر، وهناك التقى بالمخرج محمد كريم يدرس السينما، فعاد معه الى مصر وبدأ مشواره مع الفن تقريبا مع بدايات السينما عام 1927 ممثلا ومخرجا، وعند قيام الدولة العبرية رفض ان يغادر مصر ضمن صفوف اليهود، وظل في مصر حتى وفاته عام 1964 يعمل في مجال السينما حيث قدم عددا من الأفلام الهامة منها “تمر حنة”، “قلبي دليلي”، “عنبر”، “حرام عليك”، وتميز بتقديم شخصية الشرير خفيف الظل، فكان يتمتع بأسلوب فريد، وطريقة نطق مميزة، جعلته ممثلا لا يشبه أحد.

نجوى سالم

نجوى سالم هي “نظيرة موسى شحاته”، ولدت في القاهرة عام 1925 لأب لبناني وأم يهودية إسبانية، وأشهرت إسلامها عام 1960، بعد زواجها من الناقد الكبير عبد الفتاح البارودي، وكانت من ضمن صفوف الممثلين الذين شاركوا بعروضهم المسرحية وجمع تبرعات لتسليح الجيش المصري، ومن أشهر أفلامها “السبع بنات”، “ملك البترول”، “إسماعيل يس في دمشق”. تميزت بدورها الاجتماعي مع الفنانين الذي يسبق دور النقابة قبل تأسيسها، فكانت ترعى منهم من كان بلا عائل عن طريق جمع التبرعات، توفيت عام 1987. إلياس مؤدب الياس مؤدب هو “إيليا مهدّب ساسون”، ولد عام 1916 لأبوين مصريين، فهو مصري الجنسية عكس ماهو شائع عنه قديما وان كان والده من أصول شامية. عاش في حارة اليهود بالقاهرة وعمل “ساعاتي”، وهي مهنة والده ومهنة معظم اليهود في ذلك الوقت، ثم عمل كمنولوجست في الأفراح واشتهر بإتقانه اللهجة الشامية، وهو أيضا مكتشف الطفلة المعجزة “فيروز” والذي قدمها لأنور وجدي ليرعاها فنيا، وله عدد من الأفلام أهمها “عنبر”، “حلال عليك”، “حبيب العمر”، وتوفي عام 1952 عن عمر يناهز 36عاما.

راقية ابراهيم

راقية ابراهيم هي “راشيل ابرآم ليفي”، من ابوين يهوديين مصريين من مدينة المنصورة، ولدت عام 1919 وتميزت بتعصبها لبني جنسها، تعلمت في المدارس الفرنسية والتحقت بكلية الأداب، وانضمت للعمل بالفن في فيلم “ليلى بنت الصحراء” عام 1937 ليكون انطلاقة لها في عالم السينما.

ولكن شهرتها الحقيقية كانت مع محمد عبد الوهاب في فيلم “رصاصة في القلب” عام 1944. تزوجت من مهندس الصّوت المشهور مصطفى والي، وبعد نجاح ثورة 1952 طلبت الطّلاق، وغادرت مصر عام 1956 إلى الولايات المتحدة التي استقرت بها حتى توفيت 1977. عام 2011 نشرت ابنتها الأمريكية مذكرات والدتها التي اعترفت بها صراحة بدورها في اغتيال عالمة الذرة المصرية د. سميرة موسى عام 1952 بتكليف من الموساد، حيث تقربت من سميرة حينما كانت تدرس في نيويورك كمصرية تعيش في الولايات المتحدة، وعرضت عليها ان تكمل حياتها وابحاثها في أمريكا، وعرضت عليها تسهيلات لتحصل على الجنسية، ولكن سميرة رفضت وقررت العودة، فقرر الموساد تصفيتها.

استطاعت راقية ان تحصل على نسخة من أبحاث سميرة موسى بحكم صداقتهم، حيث اعترفت بذلك صراحة في المذكرات التي كان نشرها صدمة كبيرة للرأي العام في مصر.

الراقصة كيتي

كيتي فوستاتي اسمها كيتي فوستاتي، راقصة شرقية يونانية يهودية عملت في مصر، من مواليد الاسكندرية عام 1931 عملت في عدد من الصالات قبل ان تعمل في السينما، تألقت في مجال الرقص الشرقي واشتهرت بالليونة والجمال، تزوجت المخرج حسن الصيفي مطلع الخمسينات وقدم لها عدد كبير من الأفلام، اشتهرت ايضا بالعمل في كثير من افلام اسماعيل ياسين.

وفي أواخر الخمسينيات أختفت من الأضواء لأسباب غامضة رجحها البعض لتورطها في شبكات جاسوسية بينما نفى البعض ذلك، وظلت تعيش في حي شبرا بعيدا عن الاضواء حتى عام 1965 عادت لبلدها اليونان ومثلت هناك ببعض الأعمال حتى توقفت نهايًا بعام 1980.

منير مراد

اسمه الحقيقي “موريس زكي مراد”، من مواليد القاهرة عام 1922 لأبوين يهوديين مصريين، والده هو الملحن زكي مراد فهو من عائلة فنية وشقيقته هي الفنانة ليلى مراد، تلقى تعليمه في مدرسة الفرير، ولكنه اتجه لدراسة الموسيقى ليصير واحد من أعظم الملحنين المصريين، وما زالت ألحانه تعيش في وجدان الجميع بنفس رونقها حتى الآن، فكما يقال عنه “لحن لطوب الأرض“! عددا من أشهر الأغاني، مثل “واحد اتنين” و”يا دبلة الخطوبة” و”انا وحبيبي” شادية، “بأمر الحب”، “وحياة قلبي وأفراحه” عبد الحليم، وغيرها أشهر إسلامه في 1966، ليتزوج من الفنانة سهير البابلي، وتوفي عام 1981. ليلى مراد ليلى مراد وأنور وجدي هي “ليليان زكي مراد”، ابنة واحد من اشهر الملحنين المصريين زكي مراد، ولدت عام 1918 قدمها للسينما المخرج محمد كريم في يحيا الحب عام 1937 ثم أعاد اكتشافها توجو مزراحي في عدد من الأسماء تحمل اسمها بدأها بليلة ممطرة عام 1939 وليلى بنت مدارس 1941 وليلى 1942 وليلى في الظلام عام 1944 لتبدأ مرحلة جديدة في حياتها مع أنور وجدي، في عديد من الأفلام أهمها ليلى بنت الأغنياء عام 1945 واخرها كان حبيب الروح عام 1951 . أشهرت إسلامها عام 1946، بعد زواجها بعدة سنوات من أنور وجدي، ولاحقتها تهمة التعاون مع الكيان الصهيوني عقب حرب 1948، إلا أنها اجتهدت في نفي هذه الشائعة، وتبرعت للجيش المصري عقب عودته من حرب فلسطين، وتوفيت عام 1995، وهي والدة الفنان زكي فطين عبدالوهاب.

سلامه إلياس سلامه

الياس فنان كوميدي يهودي، من مواليد القاهرة في عام 1911 ويعد من القلائل الذين رفضوا الخروج من مصر عقب ثورة يوليو 1952 وصرح في أكثر من لقاء إنه سيموت ويدفن بأرض مصر وهو ما حدث بالفعل. اشتهر بأداء الشخصية خفيفة الظل، حيث شارك مع الفنان فؤاد المهندس في عدد من افلام الفنتازيا منها “إنت اللي قتلت بابايا”، “سفاح النساء”، “العتبة جزاز”، ورفض إلياس مجددا ان يغادر مصر بعد النكسة، وقدم بعدها عددا كبيرا من الأفلام والمسرحيات في سينما السبعينات والثمانينات، وتوفي بالقاهرة عام 1994، عن عمر يناهز 83 عاما.

نجمة إبراهيم

نجمة ابراهيم من مواليد القاهرة عام 1914 اسمها الحقيقي “بوليني أوديون” وهي واحدة من أشهر الفنانات اللاتي أتقن أدوار الشر، فقد اشتهرت بدور “ريا”، في رائعة صلاح أبو سيف “ريا وسكينة” عام 1954، بدأت عملها كمطربة في المسارح حتى ارتبطت بالتمثيل والعمل المسرحي، واتجهت للسينما، وقدمت من خلالها عددا كبيرا من الأفلام، وقد رجح البعض إسلامها ولكن هذا الأمر ليس مؤكدا، اذ يؤكد اخرون انها ماتت وهي يهودية. كانت من اليهود القلائل اللائي ايدن ثورة 1952 وبعد نكسة عام 1967 قدمت عددا من العروض المسرحية، وتبرعت بكامل إيرادات المسرحية لصالح الجيش المصري، ولم تفعل كما فعلت شقيقتها “سيرينا إبراهيم” وتغادر لإسرائيل، بل فضلت أن تظل مقيمة على أرض مصر. سيرينا ابراهيم سيرينا ابراهيم هي الشقيقة الكبرى للفنانة نجمة إبراهيم، من مواليد عام 1888 وقد بدأت عملها كمطربة وممثلة وشاركت في عدد من الأفلام، منها “ليلى”، “طاقية الإخفاء”، وفور إعلان قيام الدولة العبرية، هاجرت “سيرينا ” مع عدد كبير من اليهود الذين هاجروا الى هناك، ولم تفلح في إقناع شقيقتها نجمة إبراهيم بالهجرة. توفيت في احد المستوطنات عام 1954. فيكتوريا كوهين فيكتوريا كوهين فيكتوريا كوهين ممثلة مصرية يهودية من مواليد عام 1885، اشتهرت من خلال تقديمها ما يقرب من الثمانية عشر عملاً بدور المرأة اليهودية شديدة البخل، قدمت للمسرح عديد من الاعمال مع فرق يوسف وهبي ونجيب الريحاني و فؤاد المهندس، وقبل وفاتها في القاهرة عام 1964 اشتركت في مسرحية «أنا فين وإنت فين» مع شويكار وفؤاد المهندس. صالحة قاصين صالحة قاصين هي ممثلة مصرية من مواليد عام 1878 وهي أول ممثلة تقوم بأداء شخصية الرجل على المسرح، عملت مع فرقة عزيز عيد وفرقة الريحاني، وفي السينما مثلت في عدد من الأفلام منها “قلبي دليلي”، “حلال عليك”، “بنات حواء”، وتوفيت بالقاهرة عام 1964.

جراسيا قاصين

جارسيا قاصين هي الشقيقة الصغرى لصالحة قاصين، من مواليد عام 1900 ولها عدد كبير من الأفلام، أهمها “فاطمة وماريكا وراشيل”، “أحمر شفايف”، “لعبة الست”. هاجرت جراسيا لتعيش في احد المستوطنات في الدولة العبرية في فترة الخمسينات، ولم تفلح في إقناع شقيقتها بالهجرة، وتوفيت في حيفا عام 1977.

شالوم

شالوم هو ممثل كوميدي مصري، مواليد عام 1900 في الإسكندرية، قدمه المخرج توجو مزراحي، في مجموعة أفلام تحمل اسمه، أراد بها أن يكشف الجانب الفكاهي من خلال حياة شاب يهودي، وإثبات أن اليهودي إنسان عادي، لا تلتصق به صفة البخل، أو أنه يتحدث بطريقة غريبة (اخنف مثلا)، ومن افلامه “شالوم الرياضي”، “شالوم الترجمان”، وبعد اشتداد ردود الأفعال السلبية تجاه اليهود في مصر، رفض شالوم الهجرة لإسرائيل وسافر إلى روما عام 1945، ومن المفارقات أنه توفي يوم إعلان قيام الدولة العبرية في 1948.

إستر شطاح

استر شطاح هي ممثلة مصرية يهودية من أصل سوري عاشت وعملت في مصر، من مواليد الشام عام 1884 حيث قدمت مع عائلتها لتقيم في مصر في بدايات القرن العشرين، ثم عملت في العديد من الفرق من بدايتها عام 1916 في فرقة سلامة حجازي ومع فرقة جورج أبيض عزيز عيد في عشرينيات القرن العشرين، اشتهرت بدور العجوز التي تسبب المشاكل للآخرين. شاركت إستر في العديد من الأفلام منها “تمر حنة”، “الحرمان”، “عنتر وعيلة”، وتوفيت عام 1972 بالقاهرة. جمال وميمو رمسيس جمال وميمو رمسيس قيل عنهم انهم يهود، وواقع الأمر ان كل هذا كان رجما بالغيب، فالمعلومات المتاحة عن هذين الشقيقين في قاعدة بيانات السينما او في موسوعة ويكيبيديا محدودة للغاية، ولاتتضمن الديانة، حتى تاريخ ميلادهما قيل انه في عقد العشرينات دون تحديد سنة معينة. قدما عدد قليل جدا من الأعمال الفنية رشحتهم لمزيد من ادوار الشر في افلام لاحقة، لكن تبخر كل هذا مع هجرتهم من مصر، والتي قيل عنها في بعض التقارير انها كانت عقب اضطهاد وملاحقة لليهود، ولكن المؤكد ايضا انهما خرجا من مصر عام 1961 وكانت الملاحقات المقصودة انتهت عام 1956 وهو ماينفي هذا قطعا!.. ولا يثبت كونهم يهود من الأساس!.. توفيا مطلع الألفينات في ولاية ألاباما الأمريكية. الفنانين اليهود في السينما المصرية وبخلاف الشائع، فإن عدد الممثلين اليهود حتى عقد الأربعينيات، الذي أمكن لنا حصره، يوازي إن لم يتجاوز عدد الممثلين الأقباط على مدى تاريخ الفن في مصر، والأكثر من هذا إن عددهم في بعض الفرق المسرحية، كما عند جورج أبيض وسلامة حجازي “كان يفوق مثيله من المسلمين ربما بسبب عدم حماس المصريات، مسلمات وقبطيات، للظهور على خشبة المسرح”، ومن ثم امتهن هؤلاء الفن في مصر وهم، وكانوا مختلف أهل الفن حينها، على قناعة بمبدأ الدين لله والفن للجميع.

جريدة الموجز، جريدة ورقية أسبوعية مستقلة، وموقع شامل يستطيع الجمهور من خلاله الوصول للخبر الصحيح والمعلومات الدقيقة.

ويقدم موقع الموجز للقراء كل ما يهم الشأن المصري الداخلي والخارجي بشكل يومي وعاجل، بالإضافة إلى أخر تحديثات أسعار الذهب ، أسعار العملات، أسعار الدولار، أسعار السلع أولاً بأول.

كما يقدم الموقع لقرائه أحدث وأهم أخبار الفن، وأخبار الرياضة، وأخبار السياسة، وأخبار الحوادث، وأخبار العالم ، وأهم الاحداث الكروية ، دوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا.