الإفتاء المصرية توضح: متى يكون حج المرأة دون محرم جائزًا؟

مع اقتراب موسم الحج لعام 1446 هـ (2025 م)، تزايدت تساؤلات النساء حول أحكام أداء فريضة الحج، خاصة ما يتعلق بشرط "الاستطاعة"، ومدى وجوب وجود محرم ،وفي هذا السياق، أصدرت دار الإفتاء المصرية توضيحًا رسميًا لحسم الجدل المتكرر حول هذه المسألة الفقهية المهمة، مؤكدًة أن فقه الواقع لا ينفصل عن النصوص الشرعية.
ويعرض لكم الموجز حكم شروط الاستطاعة في الحج بالنسبة للنساء.
الاستطاعة مفهوم شامل
أوضحت دار الإفتاء أن الاستطاعة لا تقتصر على القدرة المالية والبدنية فقط، بل تشمل أيضًا الاستطاعة الأمنية والاجتماعية، خاصة فيما يتعلق بالنساء، فالحج للمرأة لا يكون واجبًا إلا إذا كانت قادرة على السفر والتنقل والإقامة في أمان تام، سواء بمرافقة محرم أو ضمن رفقة مأمونة.
وأكدت أن الإسلام دين يراعي أمن المرأة وسلامتها، ولذلك اشترط بعض الفقهاء وجود محرم مرافق لها، إلا أن هذا الشرط لم يُجمع عليه، خاصة مع تطور وسائل النقل ووجود الإشراف الرسمي على بعثات الحج.
هل وجود المحرم شرطٌ أساسي؟
في ردها على هذا السؤال، أكدت دار الإفتاء أنه ليس شرطًا لصحة الحج أن يصحب المرأة محرم، ما دامت ترافقها مجموعة آمنة من النساء، أو تسافر في بعثة رسمية توفر لها الحماية والرعاية اللازمة، وهذا ما تأخذ به العديد من المذاهب الفقهية المعتبرة، ومنها المذهب الشافعي والمالكي.
كما شددت على أن الخوف أو عدم الأمان فقط هو ما يمنع وجوب الحج، بينما زوال هذا الخوف أو وجود وسيلة آمنة يُعد من مظاهر تحقق الاستطاعة.
مراعاة فقه العصر
أشارت الدار إلى أن تطورات العصر الحديث، من وسائل مواصلات آمنة وخدمات رسمية منظمة، تُلغي الحاجة إلى شرط المحرم في كثير من الحالات. وأوضحت أن العلماء المعاصرين أقروا بجواز حج المرأة دون محرم إذا أمنت على نفسها، وسافرت مع جهة موثوقة أو في رفقة مأمونة.
رسالة إلى المرأة المسلمة
اختتمت دار الإفتاء بيانها بدعوة النساء الراغبات في أداء الحج هذا العام إلى التنسيق مع الجهات الرسمية والاستعداد الجاد لهذه الفريضة، مؤكدة أن تحقيق شرط الاستطاعة هو ما يجعل الحج واجبًا، وهو أمر يختلف من شخص لآخر حسب ظروفه.
اقرأ أيضا : الإفتاء توضح حكم لبس الكمامة والقناع الطبي للمحرِم أثناء الحج والعمرة
هل يجوز تأجيل الحج مع الاستطاعة؟.. الأزهر يرد