”الزوربا”.. امبراطور الملابس الجاهزة.. ورجل أمريكا فى اتحاد الصناعات

الموجز

عرفته الأوساط الاقتصادية بمهندس الكويز .. تلك الاتفاقية التى رفضها صناع مصر إلا أنه قام بتمريرها لخدمة مصالحه مع النظام الحاكم وأيضا ليحقق لنفسه الثراء الفاحش .. لم يخجل من الترويج للاتفاقية فى وسائل الإعلام .. ولم يخش لومة أصدقائه الذين يعلمون جيدا أنه تم تعيينه رئيسا لاتحاد الصناعات من أجل تنفيذ تعليمات أباطرة الصناعة فى مصر بعدما تمت الإطاحة برئيس الاتحاد الذى رفض بشدة الدعوة لتنفيذ الكويز .. صاحب الشخصية يعد أحد المؤثرين بقوة فى الاقتصاد المصرى فيعتبره أبناء قطاع المنسوجات إمبراطور تصدير الملابس المصرية إلى الولايات المتحدة الأمريكية بل يرددون بشأنه أنه يكاد يكون صانع الملابس الوحيد الذى يقوم بالتصدير إليها .. ربطته علاقات وطيدة بكبار رؤوس النظام السابق والتى كانت سببا فى الإبقاء عليه كرئيس لاتحاد الصناعات المصرية لثلاث دورات متتالية فى حين أن العرف المعمول به داخل الأوساط الاقتصادية أن وزارة الصناعة والتجارة لم تبق على رئيس للاتحاد أكثر من دورتين فقط أملا فى ضخ دماء جديدة لديها من الأفكار ما تستطيع به خدمة الصناعة فى مصر .
إنه جلال عبدالمقصود الزوربا .. رجل الأعمال المعروف ومالك شركة النيل القابضة للملابس الجاهزة .. منذ أن حصل الزوربا على بكالوريوس التجارة من جامعة الإسكندرية عام 1965 والتحق للعمل كموظف صغير فى الشركة الشرقية للأقطان لمدة ثلاث سنوات فقط قرر بعدها مغادرة الشركة والسفر إلى ليبيا التى عمل بها فى منصب المدير المالى لشركة ليبيا للتأمين الكائنة بطرابلس لمدة ثلاث سنوات أخرى كان قد استطاع تكوين ثروة صغيرة مكنته من السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهناك التحق للعمل بالشركة الأهلية للتأمين .. ومنها إلى شركة التجارة العالمية فى لوس أنجلوس والتى شغل فيها منصب رئيس الشركة التى يمتد نشاطها بين الولايات المتحدة الأمريكية وآسيا .
لعبت الظروف دورا كبيرا فى نجاح مشوار الزوربا الذى جمعته الصدفة أثناء تواجده فى الولايات المتحدة الأمريكية بنجل الرئيس المخلوع جمال مبارك أثناء عمله فى بنك " أوف أمريكا " .. وترجم مبارك الابن هذه العلاقة بالتدخل بشكل قوى فى تغيير مسار حياة الزوربا حيث قام باختياره فى عام 2005 رئيسا للجانب المصرى داخل مجلس الأعمال المصرى الأمريكى .. ومنه إلى رئاسة جمعية المصدرين ثم إلى بيت الصناع فضلا عن تعيينه عضوا فى مجلس إدارة المنتدى الاقتصادى الدولى المصرى وجمعية جيل المستقبل التى أسسها مبارك الابن وكذا عضوا فى مجلس العلاقات الخارجية بالولايات المتحدة الأمريكية فضلا عن تواجده بجوار جمال مبارك من خلال عضويته البارزة فى لجنة السياسات بالحزب الوطنى المنحل .
كان الزوربا قد خاض الكثير من المعارك لكنه نجا منها أنه أحد أهم الدعاة لمشروع التطبيع الاقتصادى مع إسرائيل حيث ادعى أن اتفاقية " الكويز " ستزيد الصادرات المصرية من الملابس الجاهزة وحدها إلى نحو مليار دولار .. وبعدها أزمة رفع أسعار الطاقة للمصانع الإنتاجية والتى نادى بتأجيلها منذ تم الإعلان عن اتجاه الحكومة لرفعها حيث فاجأ الزوربا الجميع بأنه يطالب بزيادتها تدريجيا حتى يتناسب مع الأسعار العالمية فاتهمه أصحاب المصانع بالتقصير فى الدفاع عن حقوقهم ثم أزمة الخسائر التى يتعرض لها قطاع المناجم والمحاجر .
وعلى الرغم من استمراره دورتين رئيسا للاتحاد إلا أن الوزير الهارب تمسك به للدورة الثالثة فى حين أن أبناء القطاع الصناعى طالبوا باستبداله بأحد الأسماء القوية إلا أن الكبار تمسكوا به لكونه المنفذ الأول لسياساتهم التى يحققوا منها الأرباح والثروات الطائلة .. وما زال الزوربا يشغل المنصب بعد رحيل مبارك ورجاله الذين أبقوا عليه ليكون الأمين على مصالحهم فى الاقتصاد المصرى والعالمى .
تم نسخ الرابط