الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
الإثنين 20 مايو 2024 01:41 مـ 12 ذو القعدة 1445 هـ
أهم الأخبار

ثروت الخرباوى يكشف التاريخ السرى للقيادى الاخوانى الهارب محمود حسين

محمود حسين القيادى الاخوانى الهارب .. اسم لا يعرفه الكثيرون و لا يعرفوا كيف تتدرج فى الجماعة حتى اصبح رقم 4 بعد المرشد و الشاطر و محمود عزت ..فى السطور التالية يكشف المفكر الاسلامى و الاخوانى المنشق ثروت الخرباوى عن التاريخ السرى لحسين :
يبدو أن هناك رابط خفي يربط بين قيادات الإخوان في طبعتها الجديدة، فحين خرج محمود عزت من السجن في غضون عام 1974 ظل لصيقاً وملتصقاً بمصطفى مشهور ليل نهار حتى أن مشهور عندما هرب من البلاد قبيل أحداث سبتمبر 1981 واعتقالات القوى السياسية حمل معه حقيبته واصطحب في هروبه تلميذه عزت الذي ظل مع الرجل في الخارج يتنقل برفقته من بلد إلى بلد كأنه وصيفه وكاتم أسراره.
وحين نال المرشد الأخير محمد بديع حريته في منتصف السبعينات ذهب إلى مشهور الذي ربّاه واصطفاه وبعث به إلى اليمن ليكون "ياوره" الذي نفذ وصاياه هناك، وأقام بناء التنظيم السري لجماعته فيها، وعندما عاد مظفراً إلى مصر بعد وفاة التلمساني أرسله مشهور مرة أخرى إلى بني سويف لكي يزيح حسن جودة من مكانه ويجلس على رأس هذه المحافظة التي لم يعرفها من قبل، حيث أن مسقط رأسه كان المحلة الكبرى .
أما فريق تلاميذ مشهور النجباء فأشهرهم محمد مرسي وسعد الكتاتني ومحمود حسين.
لذلك لم يكن غريبا أن يظهر على سطح الأحداث فجأة محمود حسين ذلك الرجل المجهول تماماً للرأي العام والذي لم يعرفه أحد من قبل، فلم يحدث أن كتب كتاباً أو ألقى خطبة أو قام بالدعوة العلنية في وسط الجماهير .. لم يكن غريباً أن يصبح ذلك المجهول هو أمين تنظيم الجماعة التي دخلها عام 1978من خلال مصطفى مشهور، الأب الروحي لتك المجموعة ، ومشهور يجيد تجنيد الأفراد ويتبع معهم سياسة الخطوة خطوة تلك السياسة التي أجادها وكتب عنها وعن فاعليتها في أحد كتبه .. وبعد أن دخل الوافد الجديد إلى الجماعة وتقلب في نعيمها الافتراضي سافر إلى أمريكا من أجل الحصول على الدكتوراه في أحد التخصصات الهندسية! (لاحظ أنني أتكلم عن محمود حسين وليس محمد مرسي) سافر وهو يحمل خطاب توصية إلى مسؤول الإخوان في أمريكا وقتها عبد المتعال الجابري الذي كان قد سافر قبل حسين بأشهر قليلة، ومن خلال منظمة الإخوان الوليدة هناك بدأ التعرف على العمل الإسلامي وأفراده وجنسياتهم، ثم بدأ مع مجموعة من رجال مصطفى مشهور الأوفياء في تشكيل منظمة إسلامية تضم عدة دول هي رابطة الشباب المسلم العربي وفي غضون عام أصبح محمود حسين أمينا عاما لهذه الرابطة.
وقد لا يعرف أحد أن هذه الرابطة كانت هي الغطاء الأول لإخوان أمريكا ومن بعدها خرجت منظمات أخرى مثل " ماس " والتي تعتبر الممثل الشرعي للإخوان وواجهته الرئيسية هناك .
ولد محمود حسين لأم فلسطينية في فلسطين وعاد به أبوه المصري بعد عام 1967 ليعيش في رفح المصرية، ومنها انطلق هو وأسرته إلى أسيوط ليلتحق بكلية الهندسة وتفرغ فترة لدراساته العليا، لم تكن لحسين علاقة بالعمل الطلابي أو السياسي في السبعينيات، كما لم يعرفه أحد مهتماً بالعمل الإسلامي، كان يعيش "جنب الحيط" كما وصاه أبوه وابتعد عن كل أشكال النشاط الإنساني مخافة أن يتأخر في دراسته، وعن طريق أحد أصدقائه التقى بمصطفى مشهور الذي كان يجوب محافظات مصر ليشكل من خلال جولته تنظيما إخوانيا خاصاً به هو وحده دون غيره .. ففي الوقت الذي نشط فيه عمر التلمساني واستقطب عدداً من الطلبة على رأسهم عبد المنعم أبو الفتوح وإبراهيم الزعفراني وأسامة رسلان، كان مشهور يقيم لنفسه دولة داخل الدولة وفريقًا داخل الفريق وتنظيماً داخل التنظيم وكان رجاله آنذاك هم محمود عزت ومحمد بديع وجمهرة من السريين .
وضع مشهور محمود حسين تحت الاختبار الإخواني فترة طويلة ووجده مطيعاً طيعاً ليناً فضمه إلى رجاله، وأوكل أمره إلى محمود عزت الذي أصبح لفترات طويلة مسؤوله المباشر ونقيبه وولي أمره في الجماعة .
وبعد عودة محمود حسين من أمريكا غداة وفاة عمر التلمساني ـ والملاحظ أن كل رجال مشهور عادوا من الخارج بعد وفاة التلمساني مباشرة ـ أوفده مشهور إلى أسيوط ليتم انتخابه مباشرة كعضو بالمكتب الإداري، رغم أن أحداً من الإخوان لم يكن يعرفه هناك، ورغم أن القواعد الإخوانية كانت توجب إسناد هذه العضوية لمن أقام لفترات طويلة في البلد وتعرف على كل الإخوان بها وهو الأمر الذي افتقده محمود حسين، ولكن الفيزا الخاصة بمصطفى مشهور تتيح لصاحبها سحب أي رصيد وإضافة أي منصب لمن يحملها.
وبعد فترة قصيرة ظهر محمود حسين بدور أكبر حيث أصبح رئيسا للمكتب الإداري لأسيوط وأصبح بعد نجاحه فيها أحد أهم رجال المخابرات الإخوانية.
ولأن الإخوان كانوا يعيشون في معية "فقه المحنة" فإن السجن آنذاك كان هو بوابة العبور للمواقع القيادية الكبيرة فكما يقولون في أدبياتهم وأعرافهم "أن الذي لم يسجن ما زال اسمه مكتوبا بالقلم الرصاص" لذلك أصبح محمود حسين صاحب اسم في الجماعة مكتوباً بالمداد الجاف بعد أن تم سجنه أكثر من مرة كان أولها في قضية عام 1995 وكان وقتها ـ ولا يزال ـ مجهولاً لدى الناس وحصل على أخف الأحكام وقتها "ثلاث سنوات" ومن بعدها تم اعتقاله مرة واحدة على ذمة إحدى قضايا الإخوان وبذلك أصبح جديراً بمنصب رفيع خاصة حينما نجح في الإطاحة بحبيب وقضى عليه، وكانت حركته في الصعيد بين أعضاء الشورى هناك الحاسمة في إبعاد حبيب.
ورغم تعيين محمود حسين أميناً للجماعة إلا أن هذا المنصب أتاح له فقط أن يكون "ياوراً" لمحمود عزت الكاهن الأكبر الذي يمسك بزمام الأمور ويدير الجماعة وفقا لهواه ومعه خيرت الشاطر ، أما بديع فهو الرجل الثالث ، ويأتي محمود حسين في المرتبة الرابعة ، فرشاد بيومي الخامس ، فمحمود غزلان السادس ، أما محمد مرسي فهو في تصنيف متأخر ، إذ هوكان فقط مندوب الإخوان في مؤسسة الرئاسة.

جريدة الموجز، جريدة ورقية أسبوعية مستقلة، وموقع شامل يستطيع الجمهور من خلاله الوصول للخبر الصحيح والمعلومات الدقيقة.

ويقدم موقع الموجز للقراء كل ما يهم الشأن المصري الداخلي والخارجي بشكل يومي وعاجل، بالإضافة إلى أخر تحديثات أسعار الذهب ، أسعار العملات، أسعار الدولار، أسعار السلع أولاً بأول.

كما يقدم الموقع لقرائه أحدث وأهم أخبار الفن، وأخبار الرياضة، وأخبار السياسة، وأخبار الحوادث، وأخبار العالم ، وأهم الاحداث الكروية ، دوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا.