لغز معركة الشرائط الجنسية بين السندريلا والزعيم عبدالناصر

الموجز

السندريلا اسم له وقع خاص علي أفئدة المصريين حيث تشغل الفنانة سعاد حسني في القلوب مكانة لا ينافسها فيها أحد ولم تستطع أي نجمة جاءت من بعدها أن تشغل هذه المساحة التي كادت أن تفرغ بعد وفاتها لكن ضحكتها البريئة وصوتها المرح ووجهها الضاحك دائما، حفظوا هذه المكانة لـ"أخت القمر" بين قلوب العاشقين. حياة سعاد حسني شكلت لغزاً كبيراً وكان اللغز الأكبر كان في حادث وفاتها التي تظل حتي الآن غامضة ومجهولة الأسباب لكن يبقي فريق السيطرة بالأفلام الجنسية هو الجزء الأكثر غموضاً وتشويقاً في حياة السندريلا، فقد ارتبط اسمها بالرؤساء والأمراء العرب في عالم سري لم يستطع أحد أن يكشف عن أسراره سوي بعد وفاة سعاد وسقوط نظام مبارك فقد كان صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري السابق ضلعاً أساسياً في التخطيط لتسجيل أفلاماً جنسية يبتز بها الفنانات ليجندهن للعمل لديه في جهاز المخابرات، وكانت سعاد إحدي الضحايا.. واليوم عاد اسم سعاد حسني للظهور من جديد لكن هذه المرة مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الذي يشهد له كل المصريون بالعفة والنزاهة لكن ما صرح به شمس بدران أحد الضباط الأحرار ووزير الحربية في عهد الثورة هو ما أحدث لغطاً كبيراً، وبدران أصدر كتابه وكل ما فيه كلمة هو قائلها يسجلها للتاريخ في هيئة مذكرات، لكنها غالباً ما تكون كلمة بعيدة عن الصدق، حيث تمتزج الأهواء والمشاعر بالحقيقة التاريخية وقبل أن تكون شهادة مجردة يتسرب إليها سيرة ذاتية للراوي نفسه، فتخرج لمن يقرأها من المعاصرين بعيدة تماما عما شاهدوا لكنها تبقي للأجيال القادمة لتزيد من حيرتهم حول أشخاص كانوا يعدونهم من الأخيار، المذكرات الأخيرة لشمس بدران أحد الضباط الأحرار ووزير الحربية في عهد عبدالناصر الذي اعتقله بتهمة تعذيب الإخوان وسافر في عهد السادات إلي لندن ومازال هناك، وهذه المذكرات تأتي لتنضم إلي بقية الكتب التي امتلأت بها المكتبة المصرية لرجال ونساء شهدوا علي عصر عبدالناصر والسادات، ولكن أصعب ما في المذكرات هو الاتهامات الجنسية، حيث يقول بدران في الكتاب الصادر منذ أيام: لا أحد يستطيع إنكار ما كان يتمتع به عبدالناصر من صفات القيادة والزعامة ولا أحد يستطيع التقليل من دوره في التخطيط والترتيب لثورة 23 يوليو ولا يمكن لمنصف أن يتجاهل إخلاصه ووطنيته، لكن في الوقت نفسه لا بد أن يعلم الناس أنه إنسان يحب ويكره ينجح ويفشل يصيب ويخيب له أخطاء كما أن له حسنات فهو ليس إلها أو نبيا أو قديساً كما حاول أن يصوره لنا البعض.
كان عبدالناصر حريصًا علي أن يترك انطباعًا غير تقليدي لدي الآخرين. هذا الانطباع تجاوز في أحيان كثيرة الواقع وخالف الحقيقة في أمور كثيرة.
بحكم قربي الشديد واحتكاكي المباشر به علي مدي أكثر من 15 عامًا متواصلة يمكنني القول إنه تعرض لتحولات جذرية غيرت من تكوينه وأثرت سلبًيا علي قراراته وعلاقاته وتوجهاته.
لن أستطيع تقديم تحليل نفسي وإنساني للرجل بشكل وافٍ لكني فقط سأتناول محطات ومواقف محددة تكشف جوانب أخري لا تعلمها غالبية المصريين في شخصية الرجل الذي أحبوه والتفوا حوله ثم خذلهم بقراراته الانفعالية وتسرعه غير المحسوب, فكانت المحصلة صفرًا فأصبحوا مثل المراهن في سباق الخيل الذي اختار فرسًا توسم فيه الفوز وظل طوال المباراة يترقب واستمتع باللعب متوقعًا فوزًا لم يأت حتي آخر لحظة في المباراة.
يجب ألا ينسي من يندهش لرأيي في عبدالناصر أنه كان رئيس الخلية السرية التي كنت أتبعها قبل الثورة وأنه هو الذي تحمس لأن أشارك بدور بارز في ليلة الثورة وقدمني إلي المشير عامر وأوصاه أن يهتم بي ثم ظل يسند إلي المهمات الجسام والتي كانت آخرها وزارة الحربية ثم رئاسة الجمهورية.
فهذه الآراء لن تخرج عن كونها تقييما للشخص والتجربة بشيء من التجريد والحيادية لنعطي كل ذي حق حقه, لأنني وغيري تعرضنا لظلم شديد نستحق جزءًا منه ولا نستحقه كاملاً في المقابل هناك مَن تحولت سيئاتهم إلي حسنات, وهزائمهم إلي نصر وفشلهم إلي نجاح!
مضيفا أن: "صلاح نصر رئيس جهاز المخابرات لاحظ أن زيادة نسبة السكر التي كانت تشكل أزمة صحية دائمة للرئيس جمال عبدالناصر خلال سنواته الأخيرة كانت لها تأثير مباشر علي حياته الجنسية مثل أي مريض سكري فكان دور صلاح نصر تزويد الرئيس بمشاهد جنسية مثيرة سبق أن سجلها الجهاز للفنانة سعاد حسني وغيرها من الفنانات الشهيرات في ذلك الوقت، ويبدو أن تلك المشاهد كانت تساعد عبدالناصر في التغلب علي تأثيرات مرض السكري.
لكن علي كل حال كان عبدالناصر أكثر الناس التزامًا من الناحية الأخلاقية فلم يكن لديه الوقت ولم تتح له ظروفه أن ينجرف إلي علاقات خاصة بالفنانات أو المطربات المصريات أو العرب ورغم ذلك فإن كل ما قيل عن إعجاب السادات بالمذيعة همت مصطفي فإن الحقيقة هي أن المعجب الأول بها كان عبدالناصر فقد طلبها بالاسم لتغطية زيارة مهمة للجزائر وأذكر أنها كانت لا تزال صغيرة السن وفي المستوي العادي إعلاميا مما دفع الصحافي موسي صبري إلي كتابة مقالة نشرت في صحيفة "الأخبار" انتقد فيها من اختارها لتغطية حدث بهذا المستوي فصدر قرار فوري بوقفه عن العمل.
تاريخ السيطرة
وقد أكد صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري الأسبق أن دوره في جهاز المخابرات كان تحت مسمي عمليات الكنترول أو السيطرة والتي تهدف إلي الحصول علي صور أو أفلام تثبت وجود علاقة جنسية مشينة للشخص المطلوب السيطرة عليه حتي يمكن استغلال هذا الأمر في أعمال المخابرات في الضغط علي هذا الشخص لكي يعمل مع المخابرات بعد ذلك وحتي يسهل تجنيده للعمل لحساب المخابرات وقد تستخدم هذه العمليات علي مستوي سياسي كسلاح في يد الدولة بالنسبة للشخصيات الكبيرة في البلاد الأخري وأحياناً يتم عمل الكنترول علي شخص مجند فعلاً لضمان ولائه لجهاز المخابرات وإيجاد وسيلة يستخدمها في الوقت المناسب للضغط عليه إذا ما حاول أن يقوم بعمل مضاد لجهاز المخابرات.
وقام صفوت الشريف بتنفيذ خطة لتجنيد الفنانة سعاد حسني وذلك بتسجيل شريط فيديو فاضح لها كي يضغط عليها للعمل معه، وكانت الممثلة ليلي حمدي هي الوسيطة في استدراج سعاد حسني مقابل مبلغ 300 جنيه، ولكن سعاد لم تكن ترغب في التواصل بالمصريين وإنما اتصالاتها بأجانب أو عرب، وهنا تم إصدار التعليمات باستخدام مترجم لغة الفرنسية يعمل معهم اسمه ممدوح كامل ليتظاهر بأنه فرنسي وعلي هذا الأساس يتصل بسعاد حسني وبعد ذلك تم ترتيب لقاء للتعارف بين ممدوح وسعاد حسني عن طريق ليلي حمدي المشهورة وأعطاها 300 جنيه واصطحبها إلي شقة مصر الجديدة وأجريت عملية الكنترول عليهما أثناء ممارسة العملية الجنسية معها. وهكذا.. تمت السيطرة علي سعاد حسني.. وإذلالها بشريط الفيديو هذا.. وكانت المفاجأة لصفوت الشريف أن حضر رئيس جهاز المخابرات صلاح نصر بنفسه إلي غرفة التسجيل وشاهد سعاد حسني مع ذاك الرجل علي الفراش، وكان يعطيهم تعليمات بإتقان التصوير. وفي عام 1964 تردد لدي أفراد بجهاز السيطرة بأن سعاد حسني علي اتصال بالمخابرات مما يخل بأمن الجهاز فقرروا من وقتها وقف التعامل معها.
تم نسخ الرابط