الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
الإثنين 20 مايو 2024 10:08 صـ 12 ذو القعدة 1445 هـ
أهم الأخبار

التفاصيل الكاملة لحملة الإعلام الأمريكى ضد السيسى دفاعا عن باسم يوسف


>> "فورين بوليسى" خصصت صفحاتها للدفاع عن مقدم البرنامج.. وحملت النظام الحاكم مسئولية إبعاده
>> أكد أن "يوسف" واجه التهديد بالقتل والتطرف ولم يتنازل عن مبدأه.. ورفض عرض برنامجه من الخارج
لم يكن غياب الإعلامى الساخر باسم يوسف وتوقف برنامجه "البرنامج" أمرا مثيرا للجدل في مصر فقط بل في العالم الغربي أيضا هذا ماشددت عليه مجلة فورين بوليسي الأمريكي فى تقرير لها والتى بدأت تقريرها بالقول , إن مصر أعادت العمل بالتوقيت الصيفي الذي كان قد ألغاه المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي أدار البلاد بعد سقوط مبارك في عام 2011 ،وهذا الأمر كان من وجهة نظر ساخرة للثوريين الذين رفضوا هيمنة الإخوان المسلمين كان الإنجاز الوحيد للثورة ،ولكنهم لم يلتفتوا إلى أن النكتة والسخرية كان لها تأثيرا قويا جدا على الشارع المصري والآن أصبحت القاهرة مهددة بفقدان هذا الشيء.
وأوضح التقرير أن مصر استيقظت على حقيقة مخزية وهى وقف البرنامج بعد أن اضطر باسم يوسف مقدم برنامج البرنامج والملقب بـ "جون ستيوارت مصر" لوقفه رغم أن برنامجه كان الأشهر في مجال السخرية السياسية ،وكان السبب هو أنه كان يقدم برنامجه على نحو غير ملائم للناخبين ولكن المفاجأة الأخرى هي عدم ظهور البرنامج حتى بعد انتهاء الانتخابات.
وأشارت المجلة إلى أن هذه هي المرة الثانية التي يتم خلالها وقف بث برنامج يوسف - الذى أطلق على نفسه لقب الأراجوز فى أكثر من مناسبة- ففي العام الماضي اضطر إلى ترك قناة "سي بي سي" بعد أن حدثت خلافات قيل إنها حول إرشادات التحرير الخاصة بالبرنامج ولكن الحقيقة أنه هاجم كثيرا الحكومة الجديدة والجيش ،ولكن في هذه المرة الأخيرة أثنى على شبكة "إم بي سي" المملوكة لرجل أعمال سعودي في مؤتمر صحفي أعلن فيه تعليق عرض البرنامج لأجل غير مسمى ولم يخض في تفاصيل أخرى ولكنه ألمح إلى وجود ضغوط كانت مفروضة عليه بشكل خارج عن سيطرته وعن سيطرة القناة بأكملها .
وأضافت المجلة أن الشكوك كثرت جدا حول تدخل السعودية لوقف البرنامج الذي ينتقد بشدة الحكومة المصرية الحالية التي تدعمها الرياض ومع ذلك فإنه يصعب إثبات تلك الشكوك وما هو واضح أنه في أوقات مختلفة من العامين الماضيين سواء في عهد الرئيس محمد مرسي أو الحكومة المدعومة من الجيش التي أعقبته تعرض يوسف ومعاونيه إلى القضايا في المحاكم والتهديد بالقتل وغيرها من طرق الاضطهاد
وبدا هذا بوضوح في عهد مرسي ولم يكن يوسف ممن صوتوا لصالح الرئيس الإخوانى وأعلن ذلك وسجل موقفه خلال انتخابات الإعادة الرئاسية عام 2012 ،ولكنه أكد أن التصويت لأحمد شفيق آخر رئيس وزراء فى عصر الرئيس الأسبق حسنى مبارك شيء صعب جدا ،وأخذ البرنامج منحى الهجوم على مرسي
وأصبح البرنامج تدريجيا أكثر انتقادا للحكومة وسخر بشدة من التعديلات الدستورية التي أعفت الرئيس الإخواني من الخضوع لأي رقابة واستمر ليكون أكبر المنتقدين له.
وحاولت إدارة الرئيس المعزول النيل منه وهاجمه مؤيديه بشده ،كما حاولت على مدار العام الذي سيطر خلاله الإخوان على السلطة اعتقاله والتحقيق معه من خلال مكتب المدعي العام بتهمة إهانة الرئيس فضلا عن تهمة إهانة الإسلام.
ولم يتوقف الأمر عند يوسف فقط بل إن الأعضاء الآخرين في البرنامج واجهوا أيضا عدد من الإجراءات القانونية بجانب تهديدات بالقتل من مصادر مجهولة ،وأعلن رجال الدين الداعمين للإخوان ضرورة حظر برنامج يوسف بموجب الشريعة الإسلامية على الرغم من أن الإعلامي الساخر يصف نفسه بأنه مسلم ملتزم, وأكد أن عدد من هؤلاء الدعاة المتشددين شوهوا صورة الدين لاسيما وأن كثيرا منهم دعموا الرئيس الإخواني علنا وواصلوا الحشد ضده.
وقالت المجلة إن يوسف أيد الدعوة لثورة 30 يونيو وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة واحتفل أيضا برحيل الرئيس الإخواني والإطاحة به على يد الجيش في 3 يوليو 2013 ،وكان يعلم جيدا أنه ضمن قائمة من 20 شخصية وصفت بأنها تمادت في انتقاد الرئاسة .
وفي آخر خطاب لمرسي قبل بدء الاحتجاجات قال يوسف إن سنة واحدة كافية له وهذا يعني انه لو لم تنجح ثورة 30 يونيو في إحداث هذا التغيير كان سيتم القبض على الإعلامي الساخر ضمن شخصيات إعلامية بارزة أخرى.
وبعد الإطاحة بمرسي كتب يوسف في أحد مقالاته إن الإغلاق الفوري لعدد من القنوات الإسلامية التي تحرض على العنف والطائفية في أعقاب الإطاحة بمرسي له ما يبرره لكنه تساءل أيضا متى سيتم فتح هذه القنوات؟, ودعا السلطات الجديدة إلى فتح التحقيق في ملف انتهاك حقوق الإنسان
كما دعا إلى التحقيق في كيفية فض اعتصام رابعة التابع للإخوان حيث أصر أنه تم قتل العديد من الأبرياء.
وكان الإخوان ربما بسبب كراهيته العميقة لهم قد روجوا أنه كان أحد أسباب قمعهم ولكن مقالاته الأسبوعية في صحيفة الشروق أكدت عكس ذلك ،وعلى الرغم من توقف برنامجه بسبب أجازته الصيفية ثم مرض أمه إلا أن هذه المقالات أصبحت أكثر أهمية في ظل النزعة القومية المتطرفة التي اجتاحت وسائل الإعلام والتي عمل جزءا منها على تملق السلطة
أما بالنسبة لمعارضي الجيش سواء من الإخوان أو غيرهم قالوا إنه لم يكن جديا في انتقاد السلطة الجديدة بما فيه الكفاية كما أن انتقاده لعبد الفتاح السيسي لم يكن على نفس المستوى الذي انتقد به مرسي وكان البرنامج أكثر حساسية ودقيق في تناوله أي نقد للحكومة المدعومة من الجيش ،وكان السبب في ذلك أن جزءا كبير من المؤسسات في عهد مرسي لم تكن راضية عنه كرئيس ولذلك تم إعطاء الإعلامي الساخر مساحة كبيرة من الفضاء لانتقاده ،أما عندما تولت الحكومة الجديدة السلطة أصبحت اللعبة مختلفة تماما ،وعندما هاجم يوسف السلطة تم وقف البرنامج.
وأشارت المجلة إلى أن يوسف كان على استعداد لتقديم تنازلات معينة كي يستمر في عرض برنامجه ،فمثلا كان بإمكانه أن يحول برنامجه من الانتقاد للإشادة بالرئيس الجديد وهو ما يتناغم مع ما تقوم به وسائل الإعلام الآن في مصر أو أن يقوم ببث برنامجه من الخارج ولكن في هذه الحالة سيفرض على نفسه نوعا من المنفى في دولة أوروبية أو حتى عربية أخرى
ولكن يوسف كان دائما واضحا أن برنامجه مصري وسوف يتم بثه من مصر على محطة عربية وخلاف ذلك لن يتم بث البرنامج ،وأكد يوسف أنه وأعضاء برنامجه رفضوا التنازل عن مضمونه لإرضاء القوى المهيمنة على السلطة وهذا الأمر يخالف كل وسائل الإعلام حاليا وفي الواقع هو عكس ما تقوم به وسائل الإعلام في العالم وحتى في أوروبا والولايات المتحدة.
وقالت المجلة إن اختفاء البرنامج من الإعلام العربي هو مشهد حزين ،فقد واجه يوسف وفريقه عدد من القضايا المعروضة على المحاكم ،وتنقلوا بين المحطات التليفزيونية وعانوا من التهديد بالقتل وتعاملوا مع التطرف الديني والتعصب القومي وأدركوا في النهاية أن في هذه البيئة الجديدة لن يقف أحدا بجانبهم.

جريدة الموجز، جريدة ورقية أسبوعية مستقلة، وموقع شامل يستطيع الجمهور من خلاله الوصول للخبر الصحيح والمعلومات الدقيقة.

ويقدم موقع الموجز للقراء كل ما يهم الشأن المصري الداخلي والخارجي بشكل يومي وعاجل، بالإضافة إلى أخر تحديثات أسعار الذهب ، أسعار العملات، أسعار الدولار، أسعار السلع أولاً بأول.

كما يقدم الموقع لقرائه أحدث وأهم أخبار الفن، وأخبار الرياضة، وأخبار السياسة، وأخبار الحوادث، وأخبار العالم ، وأهم الاحداث الكروية ، دوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا.