بالأسماء.. عبيد ”أمريكانا” فى وزارة التعليم
>> "أبو النصر" وقيادات الوزارة تلقوا رواتب شهرية نظير موافقتهم على بيع الطلاب للشركة
>> تلاميذ الثانوية الفندقية يعملون 12 ساعة ليلا فى تنظيف حمامات مطاعم "أمريكانا" تحت ستار برتوكول تعاون مع الوزارة
>> مسئولو الشركة استغلوا منحهم لدرجات العملى ومارسوا كل صنوف التعذيب للطلاب
>> مدير "كنتاكي" يعرض على الطلاب تناول الترامادول حتى يتمكنوا من السهر ويناديهم بـ"يا حيوان"
>> أبو النصر يقيل مدير التعليم بالقاهرة لتحويله مخالفات البرتوكول مع أمريكانا" للنيابة"
يعتقد البعض أن عصر عمل المصريين بالسخرة انتهى منذ حفر قناة السويس القديمة في عهد الخديوى سعيد حينما وقع علي اتفاقية تنص علي سخرة المصريين في حفر القناة مع فردينال ديلسبس ,وصولا للخديوى إسماعيل الذى افتُتحت القناة في عهده عام 1869,ولكن حقيقة الأمر غير ذلك ,فالآن وبعد أكثر من قرن ونصف عادت أعمال السخرة مرة أخري ولكن بوجه أقبح , على يد مسئولى شركة أمريكانا الذين استغلوا البرتوكول التعاون الموقع مع وزارة التربية والتعليم وأجبروا طلاب مدارس الثانوية الفندقية علي العمل بالسخرة داخل مطاعم الشركة.
وبدلا من أن تقوم شركة أمريكانا بتدريب التلاميذ علي إعداد الوجبات السريعة أجبرتهم علي تنظيف الحمامات وأرضيات المطابخ وحمل البضائع الثقيلة في الورديات الليلية لمدة 12 ساعة ,رافضة إعطاء التلاميذ أى أجازات وتهديدهم بالحرمان من درجات العملي إذا خالفوا أى أمر لمدير مطاعم كنتاكي التابعة لمجموعة أمريكانا.
أما وزارة التعليم فلم تعط لشكاوى الطلاب وأولياء أمورهم أى اهتمام ,بل امتنعت عن الرد علي شكواهم من مخالفات كنتاكي ,بل وحجبت نتيجة العام الدراسي الماضي ولم تعلنها حتى الآن لإجبار التلاميذ علي الاستمرار بالعمل لدى أمريكانا ,وقام وزير التعليم الدكتور محمود أبو النصر باتخاذ إجراءات مشددة تجاه من يفتح ملف سخرة التلاميذ بالشركة, وظهر ذلك جليا في إقالته لمحمد سيد سلامة مدير مديرية القاهرة التعليمية السابقة لإحالته مخالفات أمريكانا تجاه التلاميذ للنيابة.
بدأت أحداث القضية منذ أكثر من 3 سنوات ونصف حينما كان الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم يشغل منصب رئيس قطاع التعليم الفنى حيث أبرم اتفاق تعاون مع شركة أمريكانا لإنشاء مهنة جديدة تعرف بـ"خدمة مطاعم الوجبات السريعة" تلحق بالمدارس الثانوية الفندقية.
وتضمن اتفاق التعاون بين أمريكانا والتعليم أن يتم التدريب العملي لتلاميذ المدارس الثانوية بمطاعم أمريكانا التي تضع درجات العملي "التدريب العملي" وتمنح الشركة مكافآت شهرية للتلاميذ تتراوح بين 550 و600 جنيهًا على أن يخضعوا للتأمين الصحي طبقًا للوائح وزارة التعليم.
كما تقوم شركة أمريكانا – وفقا للاتفاق - بالتأمين على التلاميذ ضد حوادث العمل بمطاعم الشركة, وكذلك دفع رواتب تصرف كل ثلاثة أشهر لوزير التربية والتعليم ومدير قطاع التعليم الفنى ومدير الإدارة التعليمية بالقاهرة ومدراء المدارس التى وقع عليها الاختيار للمشاركة فى التدريب تحت بند المكافآت وصدر بذلك قرار وزاري ,حيث تتم توزيع المكافآت بمعرفة سكرتير المدرسة بعد استقطاع الضرائب المستحقة عليها.
وتم تحديد 3 مدارس للمشاركة في هذا الاتفاق هي شبرا الثانوية التجارية بنين بإدارة الساحل التعليمية والزيتون التجارية بنين التابعة لإدارة الزيتون التعليمية والثانوية الفنية التجارية بنوبار التابعة لإدارة عابدين التعليمية,ولكن شركة أمريكانا استغلت الطلاب أسوأ استغلال وجعلتهم يعملوا بمطاعم كنتاكى المملوكة لها بالسخرة في الورديات الليلية لمدة 12 ساعة طوال السنة دون أى أجازات حتى في شهر رمضان الكريم والأعياد ,ولا يسمح لهم بالغياب لأى سبب ,حيث أن الطالب الذى يتغيب يوما واحدا عن العمل بمطاعم كنتاكى يتم فصله من المدرسة بشكل نهائي.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إن المدارس التى يضمها البرتوكول تم حجب نتيجة نهاية العام الدراسي الماضي ,ولم تعلن حتى الآن ,لإجبار الطلاب علي الاستمرار في العمل لدى مطاعم كنتاكي.
ارتكاب أمريكانا لهذه المخالفات في حق تلاميذ الثانوية الفندقية جعل أولياء أمور الطلاب ينتفضون غضبا لإيقاف هذه المهزلة ,وحاولوا الاتصال بخط نجدة الطفل والمجلس القومى للأمومة والطفولة للتحقيق في استغلال أمريكانا لأبنائهم وإجبارهم علي العمل بالسخرة لديها,كما تقدموا بالعديد من الشكاوى لوزارة التربية والتعليم ومسئوليها ,ولكن كانت شكواهم توضع بأدراج المكاتب ولم يتم التحقيق فيها أو الالتفات إليها.
وعندما حاول الدكتور محمد سيد سلامة مدير مديرية التعليم بالقاهرة السابق ,إنهاء هذه المهزلة وإبلاغ رجب عبد العظيم مدير النيابة الإدارية لشئون التعليم للتحقيق فيها ورفع الظلم عن طلاب مدارس الثانوية الفندقية ,تم عمل تغيير لمديري المديريات بعد تحويله المخالفات بالبرتوكول للنيابة بيومين فقط لإقالته وتعيين بدلا منه فاطمة خضر.
ما يزيد الشكوك حول هذا البرتوكول الموقع هو "كتم" كل من يقترب منه ليتصدى لعيوبه القاتلة ,والذى يتورط فيه مسئولون كبار بوزارة التربية والتعليم علي رأسهم الدكتور محمود أبو النصر الذى وقع البرتوكول.
وكشفت تحقيقات النيابة برئاسة رجب عبد العظيم مدير النيابة الإدارية علي وجود مخالفات بالبرتوكول لقانون الطفل بالمادتين 65 و66 ,الذى يرفض الاعتماد علي الأطفال كعمالة رخيصة ,إلا أن الشركة لم تنفذ حتى نصوص البرتوكول ,حيث أنها أجبرت التلاميذ علي العمل بمطاعمها لمدة 12 ساعة ,ولم يتم تدريبهم علي إعداد الوجبات الخفيفة كما هو متفق عليه مع الوزارة ,بل تم إجبارهم علي العمل بأعمال النظافة في الحمامات ومسح أرضيات المطابخ ,وتنظيف أوانى التحمير ,وحمل البضائع.
وأشارت التحقيقات إلي أن الشركة زادت من استغلالها للتلاميذ بمنعها الأجازات عن الطلاب حتى في الأعياد لأنها فترة إقبال علي مطاعمها, وعندما شكا الطلاب أو أولياء أمورهم لمسئولي التدريب بالمدرسة مما يتعرض له من أبنائهم من ظلم جاء الرد "اللى يقوله مدير المطعم يمشى".".
وكشفت تحقيقات النيابة أن مطاعم شركة أمريكانا تختص بمنح درجات العملي لتلاميذ الثانوية الفندقية ,مما نتج عنه استخدام تلك المطاعم للتلاميذ في الأعمال الشاقة نظير أجور بخسة بزعم تدريبهم ,وإذا امتنعوا عن أداء تلك الأعمال الشاقة يتم تهديدهم بالحرمان من درجات العملي.
وأشارت التحقيقات إلي عدم وجود منهج تدريبي عملي يُنفذ علي التلاميذ أثناء عملهم بالمطاعم ,ولكن يتم استغلالهم في تنظيف الحمامات وأرضيات المطابخ باستخدام "حمض الكبريتيك" المعروف بـ"ماء النار"ورفع البضائع.
وبناء على هذه التحقيقات أحال المستشار عنانى عبد العزيز رئيس هيئة النيابة الإدارية مخالفات البرتوكول للمستشار هشام جنينه رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات ,لفحص المستندات الخاصة بتلقي مسئولين بوزارة التعليم ومديرية التعليم بالقاهرة مكافآت من أمريكانا نظير عمل التلاميذ بمطاعمها ,وتم التحفظ علي صور ضوئية من شيكات من أمريكانا لبعض المسئولين, ومازالت التحقيقات جارية حتى الآن.
"وزير التعليم باع أولادنا لمطاعم أمريكانا ليقبض الثمن".. بهذه الكلمات بدأ أحد أولياء أمور طلاب مدرسة الثانوية الفندقية - رفض ذكر اسمه خوفا من تعنت المدرسة ضد نجله - ,حديثه لـ"الموجز" ,ليؤكد أن نجله الطالب بالثانوية الفندقية يتم إجباره علي العمل بتنظيف الحمامات وأرضيات المطابخ بمطاعم أمريكانا ,مشيرا إلي أنه طرق العديد من الأبواب ليسمح لنجله أن يتلقي تعليمه بدون إهانة والعمل بالسخرة في تلك المطاعم.
وأكمل أن طلاب المدرسة الثانوية الفندقية يتم استغلالهم للعمل ليلا بمطاعم كنتاكى لمدة 12 ساعة تبدأ من السابعة مساءا حتى السابعة مساءا ,موضحا أن ابنه منذ أن بدأ الدراسة في الصف الثانى الثانوى وهو يعمل بمطاعم كنتاكى المملوكة لشركة أمريكانا ,ولم يتم منحه أى أجازات حتى في الأعياد ,منوها أن مدير المطعم الذى يتم تدريب نجله به استغل الطلاب طوال شهر رمضان للعمل من الساعة العاشرة صباحا حتى الرابعة فجرا ,ليضمن بذلك تواجدهم أثناء وجبتى الإفطار والسحور ,علي أثر وعدهم بإجازة في عيد الفطر الأمر الذى لم يحدث نتيجة "لضغط الشغل"علي حد قول مدير المطعم للتلاميذ.
ونوه إلي أن المدرسة رفضت إعلان نتيجة الصف الثانى الثانوى حتى الآن ,لتضمن استمرار ذهاب التلاميذ للعمل بأمريكانا ,لأنه لو علم الطلاب نتائجهم لن يذهبوا للعمل مرة أخري.
وأشار إلي أنه عندما تقدم أولياء الأمور بشكاوى لخط نجدة الطفل ,تم عقاب التلاميذ ليعرفوا من هو الطالب الذى تقدم بالشكوي بإلغاء "ساعة الراحة " التى كانوا يحصلوا عليها,وتم توجيه السباب والشتائم لهم ,موضحا أن مدير المطعم دائما ينادى أبناءهم بـ"يا حيوان".
وأضاف أن أولياء الأمور حاولوا لقاء الدكتور محمد يوسف وكيل وزير التعليم للتعليم الفنى ,لإنهاء هذه المهزلة التى يتعرض لها أبناؤهم ,ووعدهم بتقليل ساعات العمل لـ9 ساعات بدلا من 12 ساعة,الأمر الذى جعل الطلاب ينهون تدريبهم بالمطعم في الساعة الرابعة فجرا.
وأوضح أن قرار الدكتور محمد يوسف ,لم يكن سوي عقاب أكثر للطلاب ,فكيف لهم أن يعودوا لبيوتهم الساعة الرابعة فجرا في ظل الأوضاع الأمنية السيئة التى تمر بها مصر خلال هذه الفترة.
وأشار إلي أن أحد الطلاب تعرض للاعتداء من قبل بلطجية عقب خروجه من المطعم الذى يلقي التدريب به ,عندما حاولوا سرقة هاتفه المحمول ومتعلقاته الشخصية ,وعندما قاومهم تم كسر ذراعه وإصابته بكدمات وجروح بوجه وأجزاء متفرقة من جسده.
وأكمل أن الطالب الذى تعرض للاعتداء توجه لقسم الشرطة لتحرير محضر بالواقعة ,وعندما سأله ضابط الشرطة عن سبب تواجده بالشارع في هذا الوقت المتأخر وأجاب بأنه طالب بالثانوية الفندقية ويتلقي تدريبا بمطاعم كنتاكى ينتهى منه في الساعة الرابعة فجرا وعندما علم مدير المطعم الذى يتدرب به استشاط غياظا ووجه له السباب لذكره اسم شركة أمريكانا بالمحضر, وأبلغ شعبان عبد الكريم ,مدير سلسلة مطاعم كنتاكى "بمصر الجديدة-مدينة نصر" ليأخذ احتياطاته مما ذكره الطالب بالمحضر.
وأضاف أن مدير المطعم أجبر هذا الطالب علي العمل وذراعه مكسور "قائلا ذراعك مكسور اشتغل بالتانى ",وأعرب ولي أمر أحد طلاب المدرسة أيضا عن قلقه وخوفه من محاولة مدير مطعم كنتاكى بجسر السويس ويدعي مينا مجدى إعطاء أقراص الترامادول للتلاميذ حتى يتمكنوا من العمل ليلا دون أن يناموا.
وأشار إلي أن أولياء الأمور بعد أن يأسوا من استجابة مسئولي وزارة التربية والتعليم لصرخاتهم خوفا علي أبناءهم لأنهم يتقاضون رشاوى في صورة مكافآت نظير سخرة أبناءهم , وحاولوا التوجه للاستعانة بالمهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزارء وقدموا شكوي له حملت رقم "266207" بتاريخ 18_8_2014 ,مشيرا إلي أن سكرتير رئيس الوزراء قال لهم أنه تم إحالة الشكوي لوزارة التعليم للتحقيق فيها ,متسائلا "كيف تكون وزارة التعليم وأبو النصر هم المتهمين ويتم إحالة القضية إليهما؟!".
وأكد ولي أمر طالب آخر أن وزارة التعليم أهانت كرامة طلاب المدارس الفندقية بالبرتوكول الذى وقعته مع شركة أمريكانا.
وقال " أناشد الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى لا يرضي بالظلم أن ينقذ أبناءنا من سخرتهم لدى مطاعم أمريكانا ",مضيفا "نطالب بأن يعمل أبناءنا بالعمل في حفر قناة السويس الجديدة دون أدنى مقابل مادى خيرا من عملهم المخزى لدى أمريكانا"
وأشار إلي أنه يخشي أن يموت نجله أو يصاب بعاهة مستديمة مثلما حدث مع اثنين من زملاءه حيث توفي الطالب أحمد مجدى وأصيب طالب آخر بعاهة مستديمة أثناء تلبيتهم لأمر مدير المطعم بتنظيف أوانى التحمير وهى ساخنة.
ومن جانبه أكد الدكتور محمد يوسف نائب وزير التربية والتعليم للتعليم الفنى أن المخالفات المزعومة في اتفاق وزارة التعليم وشركة أمريكانا قيد التحقيقات بالنيابة والجهاز المركزى للمحاسبات ,مشيرا إلي أن نتيجة التحقيقات ستلتزم بها الوزارة وتطبقها.
وأوضح أن الهدف من البرتوكول كان إدخال تخصصات جديدة للمدارس التجارية ,في إطار برامج التعليم المزدوج المطبقة في العديد من دول العالم.
>> تلاميذ الثانوية الفندقية يعملون 12 ساعة ليلا فى تنظيف حمامات مطاعم "أمريكانا" تحت ستار برتوكول تعاون مع الوزارة
>> مسئولو الشركة استغلوا منحهم لدرجات العملى ومارسوا كل صنوف التعذيب للطلاب
>> مدير "كنتاكي" يعرض على الطلاب تناول الترامادول حتى يتمكنوا من السهر ويناديهم بـ"يا حيوان"
>> أبو النصر يقيل مدير التعليم بالقاهرة لتحويله مخالفات البرتوكول مع أمريكانا" للنيابة"
يعتقد البعض أن عصر عمل المصريين بالسخرة انتهى منذ حفر قناة السويس القديمة في عهد الخديوى سعيد حينما وقع علي اتفاقية تنص علي سخرة المصريين في حفر القناة مع فردينال ديلسبس ,وصولا للخديوى إسماعيل الذى افتُتحت القناة في عهده عام 1869,ولكن حقيقة الأمر غير ذلك ,فالآن وبعد أكثر من قرن ونصف عادت أعمال السخرة مرة أخري ولكن بوجه أقبح , على يد مسئولى شركة أمريكانا الذين استغلوا البرتوكول التعاون الموقع مع وزارة التربية والتعليم وأجبروا طلاب مدارس الثانوية الفندقية علي العمل بالسخرة داخل مطاعم الشركة.
وبدلا من أن تقوم شركة أمريكانا بتدريب التلاميذ علي إعداد الوجبات السريعة أجبرتهم علي تنظيف الحمامات وأرضيات المطابخ وحمل البضائع الثقيلة في الورديات الليلية لمدة 12 ساعة ,رافضة إعطاء التلاميذ أى أجازات وتهديدهم بالحرمان من درجات العملي إذا خالفوا أى أمر لمدير مطاعم كنتاكي التابعة لمجموعة أمريكانا.
أما وزارة التعليم فلم تعط لشكاوى الطلاب وأولياء أمورهم أى اهتمام ,بل امتنعت عن الرد علي شكواهم من مخالفات كنتاكي ,بل وحجبت نتيجة العام الدراسي الماضي ولم تعلنها حتى الآن لإجبار التلاميذ علي الاستمرار بالعمل لدى أمريكانا ,وقام وزير التعليم الدكتور محمود أبو النصر باتخاذ إجراءات مشددة تجاه من يفتح ملف سخرة التلاميذ بالشركة, وظهر ذلك جليا في إقالته لمحمد سيد سلامة مدير مديرية القاهرة التعليمية السابقة لإحالته مخالفات أمريكانا تجاه التلاميذ للنيابة.
بدأت أحداث القضية منذ أكثر من 3 سنوات ونصف حينما كان الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم يشغل منصب رئيس قطاع التعليم الفنى حيث أبرم اتفاق تعاون مع شركة أمريكانا لإنشاء مهنة جديدة تعرف بـ"خدمة مطاعم الوجبات السريعة" تلحق بالمدارس الثانوية الفندقية.
وتضمن اتفاق التعاون بين أمريكانا والتعليم أن يتم التدريب العملي لتلاميذ المدارس الثانوية بمطاعم أمريكانا التي تضع درجات العملي "التدريب العملي" وتمنح الشركة مكافآت شهرية للتلاميذ تتراوح بين 550 و600 جنيهًا على أن يخضعوا للتأمين الصحي طبقًا للوائح وزارة التعليم.
كما تقوم شركة أمريكانا – وفقا للاتفاق - بالتأمين على التلاميذ ضد حوادث العمل بمطاعم الشركة, وكذلك دفع رواتب تصرف كل ثلاثة أشهر لوزير التربية والتعليم ومدير قطاع التعليم الفنى ومدير الإدارة التعليمية بالقاهرة ومدراء المدارس التى وقع عليها الاختيار للمشاركة فى التدريب تحت بند المكافآت وصدر بذلك قرار وزاري ,حيث تتم توزيع المكافآت بمعرفة سكرتير المدرسة بعد استقطاع الضرائب المستحقة عليها.
وتم تحديد 3 مدارس للمشاركة في هذا الاتفاق هي شبرا الثانوية التجارية بنين بإدارة الساحل التعليمية والزيتون التجارية بنين التابعة لإدارة الزيتون التعليمية والثانوية الفنية التجارية بنوبار التابعة لإدارة عابدين التعليمية,ولكن شركة أمريكانا استغلت الطلاب أسوأ استغلال وجعلتهم يعملوا بمطاعم كنتاكى المملوكة لها بالسخرة في الورديات الليلية لمدة 12 ساعة طوال السنة دون أى أجازات حتى في شهر رمضان الكريم والأعياد ,ولا يسمح لهم بالغياب لأى سبب ,حيث أن الطالب الذى يتغيب يوما واحدا عن العمل بمطاعم كنتاكى يتم فصله من المدرسة بشكل نهائي.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إن المدارس التى يضمها البرتوكول تم حجب نتيجة نهاية العام الدراسي الماضي ,ولم تعلن حتى الآن ,لإجبار الطلاب علي الاستمرار في العمل لدى مطاعم كنتاكي.
ارتكاب أمريكانا لهذه المخالفات في حق تلاميذ الثانوية الفندقية جعل أولياء أمور الطلاب ينتفضون غضبا لإيقاف هذه المهزلة ,وحاولوا الاتصال بخط نجدة الطفل والمجلس القومى للأمومة والطفولة للتحقيق في استغلال أمريكانا لأبنائهم وإجبارهم علي العمل بالسخرة لديها,كما تقدموا بالعديد من الشكاوى لوزارة التربية والتعليم ومسئوليها ,ولكن كانت شكواهم توضع بأدراج المكاتب ولم يتم التحقيق فيها أو الالتفات إليها.
وعندما حاول الدكتور محمد سيد سلامة مدير مديرية التعليم بالقاهرة السابق ,إنهاء هذه المهزلة وإبلاغ رجب عبد العظيم مدير النيابة الإدارية لشئون التعليم للتحقيق فيها ورفع الظلم عن طلاب مدارس الثانوية الفندقية ,تم عمل تغيير لمديري المديريات بعد تحويله المخالفات بالبرتوكول للنيابة بيومين فقط لإقالته وتعيين بدلا منه فاطمة خضر.
ما يزيد الشكوك حول هذا البرتوكول الموقع هو "كتم" كل من يقترب منه ليتصدى لعيوبه القاتلة ,والذى يتورط فيه مسئولون كبار بوزارة التربية والتعليم علي رأسهم الدكتور محمود أبو النصر الذى وقع البرتوكول.
وكشفت تحقيقات النيابة برئاسة رجب عبد العظيم مدير النيابة الإدارية علي وجود مخالفات بالبرتوكول لقانون الطفل بالمادتين 65 و66 ,الذى يرفض الاعتماد علي الأطفال كعمالة رخيصة ,إلا أن الشركة لم تنفذ حتى نصوص البرتوكول ,حيث أنها أجبرت التلاميذ علي العمل بمطاعمها لمدة 12 ساعة ,ولم يتم تدريبهم علي إعداد الوجبات الخفيفة كما هو متفق عليه مع الوزارة ,بل تم إجبارهم علي العمل بأعمال النظافة في الحمامات ومسح أرضيات المطابخ ,وتنظيف أوانى التحمير ,وحمل البضائع.
وأشارت التحقيقات إلي أن الشركة زادت من استغلالها للتلاميذ بمنعها الأجازات عن الطلاب حتى في الأعياد لأنها فترة إقبال علي مطاعمها, وعندما شكا الطلاب أو أولياء أمورهم لمسئولي التدريب بالمدرسة مما يتعرض له من أبنائهم من ظلم جاء الرد "اللى يقوله مدير المطعم يمشى".".
وكشفت تحقيقات النيابة أن مطاعم شركة أمريكانا تختص بمنح درجات العملي لتلاميذ الثانوية الفندقية ,مما نتج عنه استخدام تلك المطاعم للتلاميذ في الأعمال الشاقة نظير أجور بخسة بزعم تدريبهم ,وإذا امتنعوا عن أداء تلك الأعمال الشاقة يتم تهديدهم بالحرمان من درجات العملي.
وأشارت التحقيقات إلي عدم وجود منهج تدريبي عملي يُنفذ علي التلاميذ أثناء عملهم بالمطاعم ,ولكن يتم استغلالهم في تنظيف الحمامات وأرضيات المطابخ باستخدام "حمض الكبريتيك" المعروف بـ"ماء النار"ورفع البضائع.
وبناء على هذه التحقيقات أحال المستشار عنانى عبد العزيز رئيس هيئة النيابة الإدارية مخالفات البرتوكول للمستشار هشام جنينه رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات ,لفحص المستندات الخاصة بتلقي مسئولين بوزارة التعليم ومديرية التعليم بالقاهرة مكافآت من أمريكانا نظير عمل التلاميذ بمطاعمها ,وتم التحفظ علي صور ضوئية من شيكات من أمريكانا لبعض المسئولين, ومازالت التحقيقات جارية حتى الآن.
"وزير التعليم باع أولادنا لمطاعم أمريكانا ليقبض الثمن".. بهذه الكلمات بدأ أحد أولياء أمور طلاب مدرسة الثانوية الفندقية - رفض ذكر اسمه خوفا من تعنت المدرسة ضد نجله - ,حديثه لـ"الموجز" ,ليؤكد أن نجله الطالب بالثانوية الفندقية يتم إجباره علي العمل بتنظيف الحمامات وأرضيات المطابخ بمطاعم أمريكانا ,مشيرا إلي أنه طرق العديد من الأبواب ليسمح لنجله أن يتلقي تعليمه بدون إهانة والعمل بالسخرة في تلك المطاعم.
وأكمل أن طلاب المدرسة الثانوية الفندقية يتم استغلالهم للعمل ليلا بمطاعم كنتاكى لمدة 12 ساعة تبدأ من السابعة مساءا حتى السابعة مساءا ,موضحا أن ابنه منذ أن بدأ الدراسة في الصف الثانى الثانوى وهو يعمل بمطاعم كنتاكى المملوكة لشركة أمريكانا ,ولم يتم منحه أى أجازات حتى في الأعياد ,منوها أن مدير المطعم الذى يتم تدريب نجله به استغل الطلاب طوال شهر رمضان للعمل من الساعة العاشرة صباحا حتى الرابعة فجرا ,ليضمن بذلك تواجدهم أثناء وجبتى الإفطار والسحور ,علي أثر وعدهم بإجازة في عيد الفطر الأمر الذى لم يحدث نتيجة "لضغط الشغل"علي حد قول مدير المطعم للتلاميذ.
ونوه إلي أن المدرسة رفضت إعلان نتيجة الصف الثانى الثانوى حتى الآن ,لتضمن استمرار ذهاب التلاميذ للعمل بأمريكانا ,لأنه لو علم الطلاب نتائجهم لن يذهبوا للعمل مرة أخري.
وأشار إلي أنه عندما تقدم أولياء الأمور بشكاوى لخط نجدة الطفل ,تم عقاب التلاميذ ليعرفوا من هو الطالب الذى تقدم بالشكوي بإلغاء "ساعة الراحة " التى كانوا يحصلوا عليها,وتم توجيه السباب والشتائم لهم ,موضحا أن مدير المطعم دائما ينادى أبناءهم بـ"يا حيوان".
وأضاف أن أولياء الأمور حاولوا لقاء الدكتور محمد يوسف وكيل وزير التعليم للتعليم الفنى ,لإنهاء هذه المهزلة التى يتعرض لها أبناؤهم ,ووعدهم بتقليل ساعات العمل لـ9 ساعات بدلا من 12 ساعة,الأمر الذى جعل الطلاب ينهون تدريبهم بالمطعم في الساعة الرابعة فجرا.
وأوضح أن قرار الدكتور محمد يوسف ,لم يكن سوي عقاب أكثر للطلاب ,فكيف لهم أن يعودوا لبيوتهم الساعة الرابعة فجرا في ظل الأوضاع الأمنية السيئة التى تمر بها مصر خلال هذه الفترة.
وأشار إلي أن أحد الطلاب تعرض للاعتداء من قبل بلطجية عقب خروجه من المطعم الذى يلقي التدريب به ,عندما حاولوا سرقة هاتفه المحمول ومتعلقاته الشخصية ,وعندما قاومهم تم كسر ذراعه وإصابته بكدمات وجروح بوجه وأجزاء متفرقة من جسده.
وأكمل أن الطالب الذى تعرض للاعتداء توجه لقسم الشرطة لتحرير محضر بالواقعة ,وعندما سأله ضابط الشرطة عن سبب تواجده بالشارع في هذا الوقت المتأخر وأجاب بأنه طالب بالثانوية الفندقية ويتلقي تدريبا بمطاعم كنتاكى ينتهى منه في الساعة الرابعة فجرا وعندما علم مدير المطعم الذى يتدرب به استشاط غياظا ووجه له السباب لذكره اسم شركة أمريكانا بالمحضر, وأبلغ شعبان عبد الكريم ,مدير سلسلة مطاعم كنتاكى "بمصر الجديدة-مدينة نصر" ليأخذ احتياطاته مما ذكره الطالب بالمحضر.
وأضاف أن مدير المطعم أجبر هذا الطالب علي العمل وذراعه مكسور "قائلا ذراعك مكسور اشتغل بالتانى ",وأعرب ولي أمر أحد طلاب المدرسة أيضا عن قلقه وخوفه من محاولة مدير مطعم كنتاكى بجسر السويس ويدعي مينا مجدى إعطاء أقراص الترامادول للتلاميذ حتى يتمكنوا من العمل ليلا دون أن يناموا.
وأشار إلي أن أولياء الأمور بعد أن يأسوا من استجابة مسئولي وزارة التربية والتعليم لصرخاتهم خوفا علي أبناءهم لأنهم يتقاضون رشاوى في صورة مكافآت نظير سخرة أبناءهم , وحاولوا التوجه للاستعانة بالمهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزارء وقدموا شكوي له حملت رقم "266207" بتاريخ 18_8_2014 ,مشيرا إلي أن سكرتير رئيس الوزراء قال لهم أنه تم إحالة الشكوي لوزارة التعليم للتحقيق فيها ,متسائلا "كيف تكون وزارة التعليم وأبو النصر هم المتهمين ويتم إحالة القضية إليهما؟!".
وأكد ولي أمر طالب آخر أن وزارة التعليم أهانت كرامة طلاب المدارس الفندقية بالبرتوكول الذى وقعته مع شركة أمريكانا.
وقال " أناشد الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى لا يرضي بالظلم أن ينقذ أبناءنا من سخرتهم لدى مطاعم أمريكانا ",مضيفا "نطالب بأن يعمل أبناءنا بالعمل في حفر قناة السويس الجديدة دون أدنى مقابل مادى خيرا من عملهم المخزى لدى أمريكانا"
وأشار إلي أنه يخشي أن يموت نجله أو يصاب بعاهة مستديمة مثلما حدث مع اثنين من زملاءه حيث توفي الطالب أحمد مجدى وأصيب طالب آخر بعاهة مستديمة أثناء تلبيتهم لأمر مدير المطعم بتنظيف أوانى التحمير وهى ساخنة.
ومن جانبه أكد الدكتور محمد يوسف نائب وزير التربية والتعليم للتعليم الفنى أن المخالفات المزعومة في اتفاق وزارة التعليم وشركة أمريكانا قيد التحقيقات بالنيابة والجهاز المركزى للمحاسبات ,مشيرا إلي أن نتيجة التحقيقات ستلتزم بها الوزارة وتطبقها.
وأوضح أن الهدف من البرتوكول كان إدخال تخصصات جديدة للمدارس التجارية ,في إطار برامج التعليم المزدوج المطبقة في العديد من دول العالم.
جريدة الموجز، جريدة ورقية أسبوعية مستقلة، وموقع شامل يستطيع الجمهور من خلاله الوصول للخبر الصحيح والمعلومات الدقيقة.
ويقدم موقع الموجز للقراء كل ما يهم الشأن المصري الداخلي والخارجي بشكل يومي وعاجل، بالإضافة إلى أخر تحديثات أسعار الذهب ، أسعار العملات، أسعار الدولار، أسعار السلع أولاً بأول.
كما يقدم الموقع لقرائه أحدث وأهم أخبار الفن، وأخبار الرياضة، وأخبار السياسة، وأخبار الحوادث، وأخبار العالم ، وأهم الاحداث الكروية ، دوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا.
