أسرار عشق قادة وجنود الجيش للرئيس السيسى

الموجز
>> يسعى لرفع الروح المعنوية لضباط وجنود الجيش.. وإظهار مدى ضعف الإرهابيين وتكذيب شائعاتهم
>> يسير على خطى السادات.. وظهوره وسط الجنود بالزى العسكرى باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة
>> ارتداؤه الزى العسكرى في هذا التوقيت للتأكيد على انتماؤه وحبه الشديد للقوات المسلحة
>> إيصال رسالة للخارج بأن سيناء تحت السيطرة المصرية .. وأن الإرهاب لن يستطع النيل من الجيش
>> يسعى للتأكيد على أنه مازال جنديا فى ساحة القتال ومستعد للتضحية بنفسه من أجل فداء الوطن
لماذا يعشق الجنرالات الرئيس السيسى ؟ هل لأنه واحد منهم أم أن الأمر أكبر من ذلك.. يبدو أن العلاقة بين الجانبين تعدت مفهوم الزمالة وقت أن كان يشغل الرجل منصب وزير الدفاع قبل أن يتولى منصبه الحالى.. هذا ماتحاول "الموجز" الإجابة عليه فى هذا التقرير من خلال استطلاع آراء عدد من الخبراء العسكريين والذين أكدوا, أن ارتداء الرئيس عبدالفتاح السيسى الزى العسكرى اثناء تفقده وحدات القوات المسلحة فى سيناء عقب الأربعاء الدامى والذى شهد استشهاد 17 ضابطا وجنديا وإصابة 13 آخرين فضلا عن مقتل مايزيد على 200 إرهابى, الهدف منه رفع الروح المعنوية لدى الجنود المتواجدين على خط النار، كما أنه يدل على مدى الاحترام والتقدير المتبادل بين الرئيس والجيش بجميع قواته , فضلا عن طمأنه المواطنين بأنه على علم بما يحدث أول بأول فى سيناء وملم بكل صغيرة وكبيرة هناك , وإيصال رسالة لدول العالم أن سيناء لا تزال تحت سيطرة وقبضة القيادة المصرية، بدليل تواجده فى مناطق القتال.
وأضافوا أن زيارته لسيناء تأتى فى إطار الرد على تهديد جميع الجماعات الإرهابية وأجهزة الاستخبارات الداعمة لها وأنه على أتم استعداد لما يخططوا له وأنهم لن يتمكنوا من تحقيق أهدافهم.
من جانبه قال اللواء حمدي بخيت، المحلل الاستراتيجي والعسكري، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي كان لابد أن يرتدي البدلة العسكرية وهو ذاهب إلى الميدان وسط القوات، لأن القائد الأعلي عندما يزور الميدان يجب أن يكون بالزي الرسمي، وقد كان الرئيس أنور السادات عندما يزور القوات يرتدي البدلة العسكرية.
وأضاف بخيت أن الرئيس أراد أن يوجه عدد من الرسائل الأولي للقوات المسلحة لرفع الروح المعنوية والاطمئنان على الكفاءة القتالية، وتأكيد لهم أن القائد الأعلي وسطهم ومعهم، ومثل هذه الرسائل يكون لها تأثير كبير على الكفاءة القتالية والحالة النفسية.
وأشار بخيت إلى أن الرسالة الثانية هي لعامة الشعب المصري، لكي يطمئن أن القائد الأعلي ملم بكل صغيرة وكبيرة بشأن الحرب على الأرهاب كأحد أهم شؤون الدولة، وهي أيضًا لرفع الروح المعنوية للشعب، أما الرسالة الثالثة فهي إلى العالم الخارجي، وهي أن سيناء تحت سيطرة وقبضة القوات المسلحة، بدليل أن القائد الأعلي موجود في مناطق القتال، ولفت إلى أن الرسالة الأخيرة هي إلى جميع الجماعات الإرهابية وأجهزة الاستخبارات الداعمة لها، ولسان حال السيسي (يا جبل ما يهزك ريح).
وأكد اللواء علاء عز الدين مدير مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة سابقا، أن رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة وعليه فإنه من حقه أن يرتدى الزى العسكرى وكون أن الرئيس المخلوع مبارك لم يرتدى البدلة العسكرية أثناء المناسبات الوطنية فهذا أمر يرجع إليه، والرئيس السادات كان يرتدى الزى العسكرى فى المناسبات وبالتالى فالامر يرجع الى شخصية كلا منهما، والرئيس السيسى كان يزور وحدات عسكرية وارتدى هذا الزى لكى يرسل رسالة للقوات المسلحة أنه منهم وهم منه ولن يتوانى عن دعمهم، فضلا عن توجيه رسالة معنوية لرجال الجيش ولا يستطيع أحد إنكار ذلك خاصة أنه منذ فترة قريبة كان وزيرا للدفاع، وبالتالى الأمر ليس غريبا عليه، إلى جانب أن تقديم الرئيس الشكر و التحية للشهداء ولأهل سيناء و القوات المسلحة دليل على عدم تخلي الرئيس عن المؤسسة العسكرية وأهل سيناء الذين يساعدون رجال الجيش بالمعلومات و تحملهم صعوبات مواجهة الإرهابيين وكل هذه الأمور تصب فى خانة رفع الروح المعنوية للرجال الذين يدافعون عن حدود مصر.
وأضاف عز الدين أن العلاقة الجيدة ليست بين رئيس الجمهورية والقوات المسلحة فقط وانما بين الرئيس والشعب والمؤسسة العسكرية التى هى جزء من هذا الشعب، ولذلك ماحدث منه هو أمر طبيعى ولن ينسى أحد أيضا أن نسبة محبى الرئيس السيسى عالية جدا وهذا دليل على العلاقة الممتازة بين الطرفين والتى تسعى لتحقيق الآمان والاستقرار لصالح الوطن وهذا فى حد ذاته كفيل أن يجعل اى انسان يحبه سواء رجال الجيش أو المواطنين، وارتداءه للبدلة العسكرية يعتبر بمثابة رد الجميل للجنود الشجعان الذين يضحون بأنفسهم وأرواحهم في مواجهة الإرهاب مهما كان الثمن.
وأشار إلى أن القوات المسلحة بها نظام راسخ منذ زمن بعيد من خلال الآليات والاساليب الموجودة بها للحفاظ عليها من الاختراقات ودخول اى افكار غير وطنية عليها وهذا أمر متواجد منذ زمن وكل ما يفعله رئيس الجمهورية أو وزير الدفاع أنه يحافظ على هذه الآليات ويقوم بتجويدها.
وشدد عز الدين على أن الرسالة التى يريد الرئيس السيسى ارسالها للخارج واضحة وتؤكد على أنه لا يخشى أن يذهب لأي مكان في مصر حتى وإن كان فيه نوعا من العنف والصدام، كما يؤكد أن شبه جزيرة سيناء آمنة، لافتا إلى أن السيسى أكد أكثر من مرة على أن الجيش في سيناء لا يمثل واحد فى المائة من حجم وقوة الجيش المصري.
وأضاف اللواء طلعت مسلم الخبير الاستراتيجي، أن ارتداء الرئيس عبدالفتاح السيسي في مواقع عسكرية بالزي العكسري أمر طبيعى باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة مشيرا إلى أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كان يزور الجنود بعد الانتصارات، ويكون وسطهم، لكن بالملابس المدنية والجنود كانت تحبه وتحترمه وترتفع معناوياتهم، والرئيس الراحل محمد أنور السادات أيضا في يوم 5 يونيو 1975 ارتدى ملابس العسكرية البحرية أثناء افتتاحه لقناة السويس بعد حرب 1973 ليؤكد على النصر، وأن سيناء عادت إلى مصر كاملة، وهذا ما يحدث مع السيسى بارتدائه البدلة العسكرية.
وأضاف أن السيسى يريد أن يبعث من خلالها رسالة طمأنة للجنود بأنه معهم قلبا وقالبا، مؤكدا أن الدلالة وراء زيارته في هذا التوقيت بالذات ليس إلا تأكيدا على انتماءه وحبه الشديد للقوات المسلحة بشكل عام، وإيصال رسالة للداخل والخارج بأن مصر متماسكة وأنهم على استعداد تام للتعامل مع العناصر الإرهابية بكل حزم وشدة.
ولفت مسلم إلى أن زيارة السيسي لشمال سيناء تأتي في إطار مجموعة زيارات للمواقع التي استهدفت في الحرب الأخيرة على المنطقة، موضحا أنه قد يصدر تعليمات ببعض التعديلات في أماكن الكمائن طبقًا لخلفيته العسكرية.
وأكد اللواء محمود زاهر، الخبير العسكري، أن رئيس الجمهورية، يريد أن يقول إنه ما زال مقاتلا ولا يختلف عن أي جندي مصري يدفع حياته فداءا لوطنه، كما أنه يوجه رسالة غير مباشرة مفادها: "أنا أتيت من أجل الدفاع عن سيناء ضد الإرهابيين، ورفع الروح القتالية للمقاتلين".
وأكد زاهر أن السيسى قادر وواثق علي القضاء علي التنظيمات الإرهابية، موضحا أن المتطرفين أخذو درسا قاسيا بعد محاولتهم التعدي علي أفراد القوات المسلحة بالشيخ زويد، هذا فضلا عن أنه يريد توصيل رسالة للدول الخارجية أن رجال الجيش أقوياء ومترابطين وليسوا مثل أى جيش لأن الجندي المصري خير أجناد الأرض .
وقال اللواء عبدالمنعم سعيد رئيس عمليات القوات المسلحة الأسبق،:"إننا فى حالة حرب وبالتالى من حق رئيس الجمهورية ارتداء الزى العسكرى وهذا تصميم منه على محاربة الارهاب وذلك من خلال الخطط والاستراتيجيات الجديدة الموضوعة للتعامل مع هذه التنظيمات الارهابية وهذا ما يعنيه بارتداءه البدلة العسكرية فى جبهة القتال والتقاءه بالجنود، ليس هذا فحسب بل الرئيس قبل أن يكون رئيسا للدولة كان رجلا عسكريا ويعرف أن الجنود بعد تلك الهجمات الإرهابية الأخيرة يحتاجون إلى رفع المعنويات.
وأوضح سعيد أن الجيش هو جزء كبيرمن أبناء الشعب وبالتالى فهو جيش وطنى مكون ومشكل من ابناء هذا الوطن وواجبه الدفاع عن اهله وارضه، ويعاونه فى ذلك رجال الشرطة لان الاثنين يشكلا جهاز الامن القومى المسئول عن حماية الوطن ضد اى اعتداءات ولن يسمح السيسى بأن تهز هذه الجماعات الارهابية اى جزء من اراضى مصر وتعلن سيناء ولاية كما اشاعوا من قبل.
وشدد سعيد على أن السيسى يريد أيضا أن يبعث رسالة للعالم بأن مصر فى حالة حرب ضد الإرهاب، ويؤكد أيضا أن ثأر الشهداء لن يتركه أبدا وأن ما يحدث في سيناء يتابعه أولا بأول.
وأشار اللواء حسام سويلم، الخبير العسكرى ومساعد وزير الدفاع الأسبق، إلى أن ارتداء الرئيس السيسي البدلة العسكرية أثناء زيارته لرجال القوات المسلحة في سيناء رسالة للعالم أجمع بأن سيناء جزء لا يتجزأ من مصر وتحت القيادة المصرية، كما أن ارتداءه لهذا الزى يعبر عن ثلاثة مفاهيم: أولا، أنها رسالة للدول المعادية أن سيناء تحت سيطرة القيادة المصرية بعد الشائعات التي طالتها باستيلاء الجماعات الإرهابية عليها، وثانيا، أنها رسالة تحدى لأنصار بيت المقدس وداعش بأنه يقود المعركة على أرض الميدان، وثالثا، أن الشائعات التى يرجوها باحتلالهم سيناء كاذبة وأنهم فشلوا في رفع أعلامهم على منشآت سيناء كما أشاعوا، وليس هذا فحسب بل رئيس الجمهورية يريد أن يوصل رسالة طمأنينة للجنود المتواجدين على خط النار، من أجل رفع معنوياتهم والسعى لحل مشكلات القوات هناك وطمأنتهم وأنه معهم.
وعلق اللواء حمدى شعراوى الخبير العسكرى على ارتداء الرئيس السيسى الزى العسكرى وزيارته لسيناء قائلا:"الرئيس السيسى هو القائد الاعلى للقوات المسلحة وارتداءه الزى العسكرى من حقه والظروف الحالية اليوم تحتم عليه مع وطنيته واحساسه بالشعب والجيش والجنود الموجودين على خط النار ومن استشهدوا كان لابد ان يذهب وهو مرتدى البدلة العسكرية لرفع الروح المعنوية لرجال الجيش وهذا يحسب له, ويقول لهم: أنا معكم وانا منكم ومستعد أن أضحى بنفسى من اجل تراب مصر.، كما أن السيسى وصل إلى رتبة عالية داخل الجيش على عكس عبدالناصر والسادات ومبارك، فالسيسى وصل لهذا المنصب وهو عسكرى بسلطته هذه وانقذ مصر من مأزق وقاد الدولة فى التقدم الذى يحدث حاليا لمواجهة فساد متوطن فى مصر منذ اكثر من 40 سنة ونجح فى التغلب على الصعاب والكثيرة من القصور فى فترة وجيزة كما أنه نجح فى التغلب على المآزق السياسية التى وضعه فيها من سبقوه".
وتابع شعراوى:" كما أن نزول الرئيس بالزى العسكرى وبدون سلاح ويرافقه قادة الدولة اكبر دليل للعالم على الأمان وضمان السيطرة على منطقة سيناء وانها تحت القيادة المصرية وليست كما أشاع البعض من التنظيمات الارهابية".
وشدد شعراوى على انه يحسب للسيسى ما فعله للمؤسسة العسكرية بعد توليه وزارة الدفاع من اجراءات والخطوات التى تمت فى عهده لرفع كفاءتها وتحويلها الى قوى عظمى فضلا عن الاشياء الجيدة التى فعلها للجيش ورفع مستواه من خلال تأكيده الدائم على أن تكون مصر من الدول الكبرى والدليل ما فعلته القوات المسلحة خلال الايام الماضية فى القضاء على عدد كبير من البؤر الارهابية وقتل الكثير من عناصرهم فى سيناء.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى ولأول مرة منذ إستقالته من القوات المسلحة في 26 مارس 2014 لخوض الانتخابات الرئاسية، يرتدي البدلة العسكرية أثناء تفقده بعض المواقع والكمائن في سيناء، وسط الجنود والضباط، وهو مشهد جديد لم يشاهده المواطنين وقت أن كان وزيرًا للدفاع، وجاء في خطابه وسط الجنود يوم السبت الماضى: ، أَقِفُ أمامَكم بزيّي العسكريْ، بعد أن قررتُ إنهاء خدمتى كوزير للدفاع.. وقضيتُ عمُرى كله جندى في خدمة الوطن، وفى خِدْمةِ تطلعاته وآمالِهِ، وسأستمرْ إن شاء الله، اللحظة دي لحظة مهمة جداً بالنسبة لي، أول مرة لبست فيها الزى العسكرى كانت سنة 1970، طالب في الثانوية الجوية عمره 15 سنة.. يعنى حوالى 45 سنة وأنا أتشرف بزى الدفاع عن الوطن.. النهارده، أترك هذا الزى أيضاً من أجل الدفاع عن الوطن".
وقال أيضا: "نحنُ مهددونَ من الإرهابيين. من قِبَلِ أطراف تسعى لتدميرِ حياتِنا وسلامِنا وأمنِنا، صحيحٌ أنَ اليومَ هو آخرَ يومٍ لي بالزيِ العسكريِ، لكنني سأظلُ أحاربُ كلَ يومٍ، من أجلِ مصرَ خاليةٌ من الخوفِ والإرهابٍ، ليس مصر فقط، بل المنطقة بأكملها بإذن الله، أنا قلت قبل كده وبكررها "نموت أحسن، ولا يروع المصريين".
تم نسخ الرابط