المخادع .. ترامب يقصف إيران بعد منحها أسبوعين مهلة للتفاوض

دونالد ترامب
دونالد ترامب

الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يقدم نفسه كـ"صانع سلام"، لم يتردد في توجيه واحدة من أكبر الضربات الجوية ضد إيران منذ عقود فبينما تتحدث إدارته عن "ردع" إيران ومنعها من امتلاك سلاح نووي، يرى مراقبون أن التصعيد العسكري لن يؤدي إلا إلى زيادة التوتر، ويرصد الموجز التفاصيل. 

وفي تصريحات لاحقة، برّر ترامب الهجوم قائلاً: "إيران كانت على بعد أسابيع فقط من امتلاك سلاح نووي"، مشيرًا إلى أن مديرة المخابرات الوطنية تولسي غابارد "أخطأت" في تقييمها للموقف الإيراني.

تفاصيل الضربة الأمريكية لـ إيران 

في تصعيد مفاجئ يعيد خلط الأوراق في الشرق الأوسط، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تنفيذ هجوم عسكري وصفه بـ"الناجح للغاية" على ثلاث منشآت نووية إيرانية حساسة، في وقت تشهد فيه المنطقة توترًا غير مسبوق بين إسرائيل وإيران. وبينما يصف ترامب العملية بأنها "رسالة سلام"، يرى كثيرون أنها تكشف عن وجه مزدوج لرئيس يمطر إيران بالقنابل، ثم يطالبها بالجلوس إلى طاولة المفاوضات.

 

قصف فوردو ونطنز وأصفهان: الضربة التي أربكت طهران

أعلن ترامب أن الضربات الجوية الأميركية استهدفت المنشآت النووية في فوردو ونطنز وأصفهان، مشيرًا إلى أن "كل الطائرات عادت إلى قواعدها بسلام بعد إسقاط حمولة كاملة من القنابل". وأكد أن العملية نُفذت بدقة عالية، في ما اعتبره رسالة ردع حاسمة لإيران.

قال ترامب:"لا توجد قوة عسكرية أخرى في العالم كانت قادرة على تنفيذ هذا. الآن هو وقت السلام!"

 

لكن هذه التصريحات قوبلت بتساؤلات عن جدوى استخدام القوة العسكرية تحت شعار السلام، خاصة مع تكرار ترامب لعبته المفضلة: القصف أولًا، والدبلوماسية لاحقًا.

 

ترامب يمنح إيران مهلة أسبوعين: "إما أن تعقلوا أو..."

في تصريح سابق ، كشف ترامب أنه منح إيران مهلة أسبوعين فقط لتعديل سلوكها، قائلاً: "أسبوعان هو الوقت الكافي لنرى إذا ما كانوا سيعودون إلى رشدهم".

 

جاء ذلك خلال تصريحاته للصحفيين في مطار "موريس تاون" بنيوجيرسي، حيث أكد أن الوضع في إيران "هش"، وأن طهران "تعاني بشدة"، بينما تبلي إسرائيل "بلاءً عسكريًا حسنًا"، وأضاف: "من الصعب مطالبة إسرائيل بوقف الضربات الجوية الآن"، مشيرًا إلى أن "إيران هي الطرف الأضعف حاليًا".

 

هذه المهلة ليست مجرد إطار زمني، بل تحمل رسالة تهديد مبطنة مفادها أن الخيار العسكري ما زال مطروحًا بقوة، إذا لم تستجب إيران للضغوط الأميركية.

هل يسعى ترامب للحرب أم للتفاوض؟

تصريحات ترامب تكشف عن تردد واضح بين الرغبة في إنهاء التصعيد والاستعداد لتوسيعه. فقد قال إنه لا يستبعد وقف إطلاق النار "إذا سمحت الظروف"، لكنه تحفظ عن تقديم أي التزام صريح بذلك.

كما انتقد موقف مديرة المخابرات الوطنية تولسي غابارد، قائلاً إنها "أخطأت" حين قالت إنه لا توجد أدلة على سعي إيران لامتلاك سلاح نووي، مضيفًا:  "إيران كانت على بُعد أسابيع فقط من امتلاك قنبلة نووية".

 

الدور الأوروبي الغائب: "إيران لا تريد الحديث معهم"

قلل ترامب من أهمية الموقف الأوروبي، حيث اعتبر أن أوروبا لن تكون قادرة على لعب دور فاعل في النزاع، وقال: "إيران لا تريد الحديث مع أوروبا بل معنا"، مشيرًا إلى أن الأوروبيين "لن يتمكنوا من تقديم الكثير من المساعدة".

 

يأتي ذلك بالتزامن مع دعوات أوروبية لطهران لاستئناف المفاوضات النووية بعد انتهاء محادثات في جنيف، لكن دون أي تقدم ملموس.

 

السيناريو القادم: تصعيد أم مفاوضات؟

يرى محللون أن ما يجري هو عرض ضغط محسوب من إدارة ترامب لإجبار إيران على التفاوض وفق شروط أميركية مشددة. لكن الوضع الميداني، مع تصاعد الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، يهدد بخروج الأمور عن السيطرة.

إيران، بدورها، توعدت بالرد، وألمحت إلى أن استهداف منشآت نووية سيكون له عواقب بيئية وإنسانية خطيرة، ما يعزز مخاوف من انفجار إقليمي واسع قد يجر قوى دولية إلى الصراع.

 ترامب.. منافق سياسي أم براغماتي ذكي؟

في النهاية، يبقى السؤال مطروحًا: هل ترامب يسعى حقًا للسلام، أم أنه يستخدم لغة القوة لتحقيق مكاسب سياسية داخلية ودولية؟
وما بين القنابل و"دعوات السلام"، يبقى العالم في ترقب، بينما تُرسم ملامح الشرق الأوسط الجديد تحت نيران الطائرات وصوت التهديدات المتبادلة.

اقرأ أيضًا: 


ترامب يستهزئ بالمرشد الإيراني خامنئي.. إليك التفاصيل
 

تصاعد الخلاف بين ترامب وماسك يهوي بأسهم تسلا.. توتر سياسي يُربك الأسواق
 

تم نسخ الرابط