محمد تاج الدين.. قصة المهندس الذى تستر على المرشد وممول مظاهرات الإخوان فى الإسكندرية

يعد المهندس محمد تاج الدين شلبي أحد مليارديرات جماعة الإخوان بالإسكندرية وتربطه علاقات قوية برجل الأعمال حسن مالك حيث ساهم معه في تأسيس جمعية "ابدأ" الاخوانية وحاول من خلالها التفاوض مع رجال الأعمال المحسوبين على الحزب الوطنى مثل المهندس فرج عامر في منزل أحد رموز الحزب الوطني بالإسكندرية راغب ضيف الله لإقناعهما بمشاركتهما والدخول معهما في الجمعية أثناء حكم الدكتور محمد مرسي.
لعب "تاج الدين" دورا مهمًا بعد عزل "مرسي" في حشد أنصار الجماعة في تظاهرات مقابل مبالغ مالية لمناصرة للرئيس المعزول، مستغلا فقرهم وحاجتهم للمال لتحقيق مصالح الجماعة.
و"تاج الدين" هو أحد المتهمين بالتعدي علي أراضي الدولة وإقامة مشروعات عقارية ضخمة عليها، لاسيما في مدينة فيصل بالإسكندرية، كما أنه صاحب قرية أندلسية بمرسي مطروح - التي اختبأ فيها محمد بديع مرشد الجماعة عقب قيام ثورة 30 يونيو قبل ظهوره علي منصة رابعة العدوية.
بعد عزل الرئيس الاسبق محمد مرسي أخذ "تاج" علي عاتقه تمويل الجماعة وتظاهراتها بمساعدة نجليه المهندس خالد والمهندس عبدالكريم الملقب بــ "نخنوخ الجماعة" عن طريق دفع مبالغ مالية للمتظاهرين ما بين 100 و200 جنيه للمتظاهر الواحد، وحشدهم من مناطق برج العرب الجديدة والقديمة وقري النهضة بمنطقة العامرية بالإسكندرية، ومحافظتي كفر الشيخ والبحيرة عبر سيارات ووجبة طعام لكل متظاهر إلي مناطق تظاهرات الجماعة بشرق وغرب الإسكندرية محملين بالأسلحة البيضاء والنارية والزجاجات الحارقة والمولوتوف لإحداث فوضي وأعمال عنف بالشارع وترديد هتافات مناهضة للجيش المصري والهجوم علي المواطنين السلميين.
ويتردد عن الرجل أنه يجيد اللعب بـ"البيضة والحجر" فهناك مئات القضايا المنظورة أمام القضاء إلى الآن تتهمه بالنصب والاحتيال والتزوير أقامها أكثر من 700 شخص من مالكى الشاليهات بقرى "أندلسية" و"جنة العريف" بالساحل الشمالي لكن دون جدوى.
و"تاج" الذي يعد أحد أهم قيادات الجماعة الإرهابية يمتلك شركة أندلسية للمقاولات، وكعادة أثرياء الإسكندرية فقد اختار منطقة كينج مريوط ليقطن بأحد قصورها بالإضافة إلي امتلاكه مزرعة خيول، وهو حاصل علي بكالوريوس الهندسة جامعة الإسكندرية في منتصف السبعينيات.
تزوج المهندس تاج الدين من السيدة عزة محليبة شقيقة الدكتور علي محليبة أحد كبار رجال أعمال الجماعة والذي كون أولي شركات المقاولات "الأندلس للاستثمار والتنمية" مع كل من مدحت الحداد ومحمد تاج الدين وعلي محليبة حتي انفصلوا في أوائل الثمانينيات وكون كل منهم شركته الخاصة، بعدها انشأ تاج شركة "أندلسية" وكانت أكبر استثماراتها بمدينة فيصل السكنية بمنطقة 45 بالعصافرة القبلية بالإسكندرية وكذلك قرية أندلسية بمرسي مطروح.
وقد ألقُي القبض علي "تاج" عدة مرات الأولي بعد اتهامه بتزوير أوراق أرض مدينة فيصل، وأفٌرج عنه بعد أن دفع أحد الأمراء العرب الكفالة وتم استكمال المشروع من بنك فيصل الإسلامي حتي دبت الخلافات بينه وبين شركائه كامل علبة والممول الرئيسي للمشروع أحمد كامل ووصلت الخلافات إلي حد تحريك الدعاوي القضائية.
كما اتُهم "تاج" للمرة الثانية بالتزوير في امتلاك أراض تابعة لشركة البتروكيماويات لكنه استطاع بيع الأرض للدولة بمبلغ وصلت قيمته إلي 56 مليون جنيه، وعندما علم بتتبع الرقابة الإدارية له بعد حبس عدد من مهندسي المساحة علي خلفية أرض البتروكيماويات هرب قبل إلقاء القبض عليه عام 2004 إلي اليونان ومنها إلي إنجلترا وحكم عليه غيابيا بـ 15 عاما ثم عاد مرة أخري إلي البلاد بعد صفقة أبرمت بينه وبين نظام مبارك.
لم تكن صدفة أن يكون صبحي صالح هو محامي "تاج الدين" حيث جمعتهما شهوة حب المال فكان يد الرجل القانونية التي تقوم بإخراجه عن طريق ثغرات القانون من العديد من القضايا.
وفي عهد المعزول "مرسي" عاد "تاج الدين" للظهور مرة أخري، حيث كان ضمن عدد من رجال أعمال الجماعة الذين حضروا لقاء المصالحة في إحدي فيلات عائلات "ضيف الله" بغرب الإسكندرية مع رموز وقيادات ورجال أعمال الحزب الوطني المنحل، حيث حضر من الإخوان كل من هشام الحداد رئيس مجلس إدارة مشروع حي محرم باشا وشقيق المهندس مدحت الحداد رئيس المكتب الإداري لجماعة الإخوان المسلمين بالإسكندرية وعبد الرحمن سعودي أحد المسئولين عن اللجنة الاقتصادية بحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية ورئيس مجلس إدارة شركة التنمية العمرانية، كما حضر اللقاء الدكتور مصطفي السعيد وزير الاقتصاد الأسبق، من الجانب الآخر حضر كل من أحمد الوكيل رئيس الغرفة التجارية بالإسكندرية والمهندس محمد فرج عامر ومحمد صبري وكيل جمعية رجال الأعمال بالإسكندرية وكل من رجال الأعمال ونواب الحزب الوطني السابقين خالد خيري ومحمد مصليحي وممدوح حسني وعلي سيف ومجدي عفيفي.
وخلال اللقاء أكد المهندس محمد تاج الدين وحسن مالك ورموز الجماعة علي ضرورة المصالحة مع رجال الأعمال وحل جميع مشاكلهم وإنهاء كافة الضغوط التي يتعرضون لها بسبب حملات الشائعات واللجان الاليكترونية التي تزج بأسمائهم مع كل كارثة لتصفيتهم.
حاول تاج الدين وكل من نجليه خالد وعبد الكريم الاستفادة بكل الطرق بعد وصول الجماعة لسدة الحكم فشرع باللعب مع رموز نظام مبارك من أجل الاستيلاء علي أراضي وقري الساحل الشمالي، فإذا به يتقدم ببلاغ للنائب العام يتهم فيه محمود الجمال صهر الرئيس السابق حسني مبارك ويس منصور وآخرين بتسهيل استيلاء شركة "بالم هيلز الشرق الأوسط للاستثمار العقاري" بالاستيلاء علي 1659 فدانا بقرية سيدي عبد الرحمن دون إتباع الطرق المقررة قانونا لتنظيم المناقصات والمزايدات.
عمل تاج الدين القيادي ورجل الأعمال الإخواني الفترة الأخيرة علي نقل مقر شركته، إقامة مشروع يسمي "خان" داخل قرية أندلسية للتخفي ورائه بعيدا عن الملاحقات الأمنية ويعمل علي إدارتها نجله المهندس عبدالكريم محمد تاج الدين، في الوقت الذي هرب فيه والده محمد تاج الدين مع عدد من قيادات الجماعة بالإسكندرية أبرزهم المهندس مدحت الحداد مسئول المكتب الإداري للجماعة بالإسكندرية والدكتور حسين إبراهيم أمين حزب الحرية والعدالة وهم من أبرز القيادات التي مازالت تحرك قواعد الإخوان بالشارع السكندري وتدفعهم للتظاهر مقدمين الدعم المادي للمتظاهرين لضمان بقاء الحشود في الشارع.
وتمتلك عائلة " تاج الدين" ما يسمى بمجموعة شركات الأندلس والحجاز والتي يندرج تحت عباءتها عدة شركات أخرى، منها الحجاز للإنشاء والتعمير والتي يترأس مجلس إدارتها نجله عبد الكريم الهارب حاليا إلي تركيا، فضلا عن شركة مطروح للسياحة، ومطروح للألعاب المائية والرياضية وأندلسية، وشركة توشكي للمعدات والمقاولات التي يترأس مجلس إدارتها أحمد الناصر حسين شلبي عم محمد تاج الدين.