أسامة فريد عبد الخالق.. ملياردير الإخوان المنسي

الموجز

الدكتور أسامة فريد هو نجل الأب الروحي للجماعة، ورفيق حسن البنا الدكتور فريد عبد الخالق، وهو أيضاً أكبر كادر اقتصادي في جماعة الإخوان المسلمين، وأحد رجال أعمال الجماعة الذين مازالوا طلقاء إلى الآن، حيث كان للرجل علاقة قوية بالمهندس خيرت الشاطر وحسن مالك لاسيما أن مصالحهم قد اجتمعت في السيطرة علي القرارات داخل جماعة الإخوان سواء كان القرار اقتصاديا أو سياسيا، حيث يخرج القرار والتوصية منهم، ليعرض علي مكتب الإرشاد لمباركته وتعطي التعليمات بتنفيذه.
أطلق على أسامة داخل التنظيم الإخواني " دب الاقتصاد المصري" لما حمله وقتها من أفكار اقتصادية فريدة من نوعها - علي حد قول أعضاء مكتب الإرشاد- الذين وصفوه بأنه كادر اقتصادي لا يستهان به لما كان يحمله في جعبته من مشروعات استثمارية إلي جانب خطته فى الهيمنة علي الاقتصاد المصري عن طريق طرح رؤية جديدة تتمثل في استيراد أهم السلع التي تخص القاعدة العريضة من الشعب المصري من تركيا والصين وماليزيا ودول جنوب شرق آسيا.
لم يكتف "عبد الخالق" بأدواره الاقتصادية فقط بل حرص قدر الإمكان أن يضع نفسه في دائرة الضوء وبدأ في التقرب والتودد للمهندس حسن مالك رئيس جمعية "ابدأ" التي حلت محل جمعية رجال الأعمال السابقة والتي كان يرأسها جمال مبارك، الأمر الذي لفت نظر الرئيس المعزول محمد مرسي - حينما كان رئيسا للجمهورية - إليه لأنه عرف وقدر دوره السياسي داخل الصف الإخواني من ناحية ومهاراته الاقتصادية من ناحية أخري لذا أعطي له الضوء الأخضر للدخول في مجال البيزنس من أوسع أبوابه فبدأ في وضع خطة لانتشار أعماله، كان سيبدأها بإنشاء عدد من المصانع الخاصة بتجميع وتصنيع أجهزة الكمبيوتر وتجارة الأدوية وتصنيعها بعد أن دخل في شراكة مع أحمد العزبي أحد المسيطرين علي سوق الدواء في مصر، ولم يتوقف عند ذلك بل عرض مسودة مطولة لإنشاء أكثر من مصنع في محافظة جنوب سيناء ومحافظة أسيوط وبني سويف والعاشر من رمضان لما تتمتع به هذه المناطق من شهرة اقتصادية كبيرة.
وبمساندة خيرت الشاطر نائب المرشد العام للجماعة وقتها أصبح الدكتور أسامة عبد الخالق يساعد الرئيس المعزول مرسي في اتخاذ قراراته وخاصة فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي.
وكانت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" البريطانية قد كشفت النقاب عن "أسامة" في تقرير لها حمل عنوان "صوت جديد.. رجال الأعمال في مصر"، حيث تحدثت عن رجل الأعمال وقالت إن والده لم يكن رجل أعمال، وخلال سنواته التكوينية الأولي، كان سجينا سياسيا، حيث سُجن باعتباره أحد مؤسسي وقيادي جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وفي الستينيات طرد "محمد فريد" من وظيفته كباحث وحرم من المشاركة في حياة عائلته.
وتجنب أسامة فريد مسار والده، ودفن رأسه في دراسته كمهندس مدني، واتجه إلي المشاريع التجارية التي توسعت سريعا علي مدار عقود، وأسس شركة استشارية، ثم عمل في مجال التسويق العقاري، ثم دخل في قطاع النسيج وأسس شركة طيران صغيرة، لكنه حافظ علي علاقته القوية بجماعة الإخوان المسلمين التي ساندت أسرته، أثناء سجن والده، وعلمته أخلاقيات فشعر أنها ساعدته في النجاح في عالم البيزنس.
ونقلت الصحيفة عن أسامة فريد، عندما كان رئيساً للعلاقات الخارجية في جمعية تنمية الأعمال المصرية (ابدأ)، والمشارك في تأسيسها، وهي مجموعة تجارية لها روابط قوية بالإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي "إننا في حاجة إلي برنامج جديد وأفكار جديدة تتفق مع قيمنا وأخلاقنا، نحن نؤمن بالأخلاقيات والقيم المختلطة في الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية".
وتابع فريد، قائلا "إن الجمعية يمكن أن تفيد في جذب مشروعات أصغر وأحدث في البيئة التجارية التي يتم تنشيطها، إلا أن العلماء ورجال الأعمال الآخرين يشعرون بالقلق من أن الجمعية ربما تصبح قناة جديدة لنوع من المحسوبية التي كانت سمة العلاقة بين الرئيس السابق حسني مبارك ونخبة رجال الأعمال القديمة".
وكان "فريد" قد سافر فى بداية ثمانينيات القرن الماضي، إلي بريطانيا وعمل هناك وحصل علي الجنسية، وعندما تم اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات في عام 1981 استضاف المهندس خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد في منزله بناء علي توصية خاصة من والده الدكتور فريد عبد الخالق عقب هروب العديد من أعضاء الجماعة إلي لندن وبلدان العالم الأخرى، وأثناء اختباء "الشاطر" في منزله بلندن عملا معا في مجال الحاسبات والعديد من المشروعات الاقتصادية الأخري التي صنعت من نائب المرشد كادرا اقتصاديا رفيعا.
وفي بدايات عام 2007 أصبح اسم "عبد الخالق" يتردد في اجتماعات أمانة السياسات بالحزب الوطني الديمقراطي وتحديدا عندما اقتنع جميع المحيطين بجمال مبارك نجل الرئيس المخلوع أن أسامة عبد الخالق هو الشخص الوحيد القادر علي إقناع جماعة الإخوان المسلمين بمشروع التوريث ومن هنا ذاع صيته وتردد اسمه كثيرا وأصبح مسار أحاديث النخب السياسية التي تتابع عن قرب وبنهم شديد حالة العراك السياسية الدائرة بين الحزب الوطني الحاكم آنذاك وجماعة الإخوان المسلمين التي كانت تتطلع بشق الأنفس إلي المرور ولو للحظة واحدة أمام قصر العروبة أملا في أن تسكنه في يوم من الأيام، ووافق نجل المخلوع مبارك علي هذا الرأي لأنه يعرف جيدا أن موافقة الإخوان علي هذه الفكرة تمثل بالنسبة له سلما يصعد به نحو ما يصبو إليه سكان القصور الرئاسية، ولم يلبث أن كلف أحد رجال الأعمال المشهورين بدراسة ملف أسامة عبد الخالق أثناء وجوده في مصر، ثم تقابل معه عقب عودته من لندن في نادي الصيد بمنطقة الدقي وعرض عليه مشروع التوريث وفوجئ بموافقته الكاملة دون إبداء أي اعتراض بل ورد عليه قائلا "إن جماعة الإخوان المسلمين كانت تفكر في طرح فكرة مشابهة لذلك علي المسئولين في الحزب الوطني الديمقراطي لكن بشروط".
تم نسخ الرابط