الدكتور تامر النحاس: السيسى ”رجل وطنى”.. و”دولة مبارك” تحاول إسقاطه

>> أمين تنظيم الحزب المصرى الديمقراطى أكد أن ائتلاف "دعم الدولة" يعيدنا إلى ماقبل 25 يناير
>> المشهد السياسى "مجهول الملامح" .. ولا بد من رحيل حكومة شريف إسماعيل
>> الرئيس يحتاج لمستشارين سياسيين لترتيب أولوياته.. وثورة 25 يناير ليست "صنما للعبادة"
>> رجال النظام هم الأخطر على السيسى.. والجميع يحاول إرضاء الرئيس على حساب الوطن
>> الدكتور محمد أبوالغار هو كلمة السر فى إقالة وزير الداخلية السابق من منصبه.. وتعديل الدستور المسمار الأول فى نعش النظام
أكد الدكتور تامر النحاس، أمين تنظيم الحزب المصرى الديموقراطى، أن الرئيس ليس فى حاجة لإتلافات تدعمه وذلك لإحتلاله مكانة كبيرة فى قلوب الشعب المصرى الذى وضع فيه ثقة كبرى.
، وأشار النحاس فى حواره لـ "الموجز" إلى أن إقصاء شخصيات وطنية من مؤسسة الرئاسة وتعمد إختيار من هم أقل منهم شأنا وفكرا يؤثر بالسلب على خطط وطموحات الرئيس والمخطط العام للدولة والخروج بها من النفق المظلم, وطالب "النحاس" بضرورة رحيل حكومة شريف إسماعيل بعد فشلها فى تحقيق أى نجاح يذكر وتعيين حكومة جديدة قادرة على تحويل الأحلام إلى واقع.
المشهد السياسى
>> ما تقيمك للمشهد السياسى .. وهل ترى أن هناك إنسداد فى شرايين الحياة السياسية الآن؟
بلا شك هناك حالة إلتباس على الساحة السياسية وهو وضع محزن فالشعب المصري بعد 25 يناير وصولاً إلى 30 يونيه كان يطمح أن يكون هناك تغيير بوتيرة أسرع مما يجرى لكننا كسياسيين نعي أنه بعد الثورات يأتى التحول الديمقراطي الذى يستغرق سنوات كثيرة وخصوصاً بعد نظام مبارك الذي جرّف كل ما له علاقة بالسياسة على مدار 30عاماً لكن أرى أن الوضع السياسي الحالي وضع مؤسف ولن يصل بنا إلى الديمقراطية الحقيقية وكل شئ فى الدولة لا يزال ضعيف ويحتاج للبناء من جديد كالتعليم والصحة والإعلام.
>> ولماذا يصر الرئيس على الإستعانة بمستشارين عسكريين..وهل ترى أن هناك مؤامرة على الرئيس ؟
من المؤكد أنه هناك عدد من المؤامرات التى تحاك ضد مؤسسة الرئاسة والرئيس عبد الفتاح السيسي شخصيا الذى يعتمد على الأجهزة الأمنية التى يثق بها دون غيرها والتى يجيد التعامل معها نتيجة لخبراته السابقة كرئيس لجهاز المخابرات الحربية وعلى الرغم من خبرات المستشارين العسكريين التى لا يمكن لأحد التشكيك فى وطنيتهم إلا أنهم لم يتعودا على العمل السياسى والوضع الأن بات مختلفا عن عمل الرئيس كرجل مخابرات من الطراز الأول والذى يفرض عليه الإستماع إلى جميع الأطراف وليس أجهزة المعلومات فحسب كذلك فعلى الرئيس ألا يعتمد فقط على مستشاريه الأمنيين كركيزة أساسية بل عليه الإستعانة بالمستشاريين الإقتصاديين والسياسيين الذين حذروه فى أكثر من مناسبة من طريقة تعاملة مع المشكلات السياسية بطريقة أمنية بحته منهم محمد حسنين هيكل الذي طالبه بالثورة على نظامه حتى لا يقع فى نفس أخطاء نظام مبارك الذى إعتمد على النظام الأمنى دون اللجوء للحلول السياسية وللحق فإنه لا يوجد ما هو أخطر على النظام من أجهزة النظام نفسه, وأنا أرى أن هناك من يريد توريط الرئيس لإفشاله داخليا وإبعاده عن هموم الوطن والمواطن كما أثق أنه ليس هناك أخطر على الرئيس من رجال الدولة العميقة الذين يخططون لتركيع الرئيس وإفشاله حتى لا تضيع مكاسبهم التى حققوها فى عهد مبارك وأرتأوا أن أى إصلاح يقوم به الرئيس هو خطرعليهم وعلى الرئيس أن يجابه هذه المؤامرات بوضع خطط سياسية وإستراتيجية واضحة بعيدا عن الجهات الأمنية وبمعاونة الخبراء الإقتصاديين والعلماء وأساتذة الجامعات التكنوقراط والأحزاب والنقابات لتعمل جميعها على إسعاد المواطن فلو تأكد رجل الشارع أن له مستشفى للعلاج وإطمئن أن أولاده يتلقون تعليم جيد وستتوفر لهم الكرامة فى وطنهم سيشعر بالسعادة وسيصطف خلف الرئيس والدفاع عنه ضد مؤامرات الداخل قبل الخارج.
>> ومن ترشح من وجهة نظرك لمهمة "المستشارين السياسيين"؟
الرئيس السيسى رجل وطنى من الطراز الأول وأتى من مؤسسة وطنية ولا خلاف على ذلك لكنه ليس له سابقة خبرة بالعمل السياسى وأرى أنه لا يوجد فى مصرالكثيرين ممن يجيدون الإشتغال بالسياسة ولديهم الحنكة السياسية والدراية بلعبتها وفى رأيى أن حاجة الرئيس للمستشارين السياسين تأتى لترتيب الأولوياته السياسية ووضعها على رأس أجندته وتحديد مدتها الزمنية لكسب تأيد شعبى حقيقى قائم على إنجازات فعلية فضلا عن قدرتهم على نقل الصورة الحقيقية لنبض الشارع من حوله دون تزييف وأرى أنه يمكنه الإعتماد على بعض الشخصيات التى كانت ضمن حملته الرئاسية أو أوائل الداعمين لترشحه ومنهم عمرو موسى والذى يمتلك خبرة سياسية كبيرة وكذلك محمد حسنين هيكل -على الرغم من إختلافى السياسى معه- إلا أنه لديه الكثير من الحنكة السياسية ويمكن للرئيس الإستفادة منها والدكتور عبد الجليل مصطفى وعبدالله السناوى وإبراهيم عيسى وهانى سرى الدين وغيرهم من الشخصيات السياسية المعروفة للجميع ومنهم من نادى الرئيس كثيرا بتغير سياساته الداخلية.
>> لماذا ينجح الرئيس فى الملفات الخارجية على خلاف الداخل ..ولماذا لا يشعر المصريين بتحسن أحوالهم؟
لا شك فى أن الرئيس السيسى جاء بشعبية جارفة إحتلت قلوب المصريين لكنها بمرور الوقت بدأت فى الهبوط النسبى نتيجة لعدد من السياسات الأمنية الخاطئة التى ترتبط بنسبة رضاء الشارع عن قرارات الرئاسة والتى كان يعول عليها الشعب طموحات كبيرة وسارت عكس ما كان بسبب إعتماده على عدد من الضباط التى تريد تصفية حساباتها مع الوطن أى الذى يريد أن يربى الوطن والمواطن فهناك البعض من الأسر التى تم إتهام أبناءها بتهم أمنية واهية ويحاسبون كما يحاسب المنتمين لجماعة الإخوان على الرغم من أنهم محسوبين فقط على قائمة المتعاطفين وليسوا ضالعين فى جرائم دم مثل صقور الجماعة إضافة إلى أن عدم محاسبة الفاسدين ممن سرقوا أموال الشعب أمثال أحمد عز وحسين سالم وغيرهما بات أمرمحير فضلا عن أن عودة رجال مبارك للحياة السياسية مثل جمال مبارك وحبيب العادلى أصبح من الأمور التى أثارت الرأى العام فضلا عن أن الرئيس لم يعلن صراحة إنحيازه لكرامة المواطن والتنبيه أنها خط أحمر جعل الشارع يشعر بالخطر تجاه أمنه الشخصى ولا عيب فى أن يخرج الرئيس ليعتذرعن موت مواطن ويحاسب من أخطأ بصورة فعالة من شأنها أن تهدئ من روع المواطن البسيط وستزيد من إيمانهم بالمستقبل الأفضل وأرى أن الرئيس يحقق نجاحات كبيرة فى الملفات الخارجية وله الفضل فى خروجنا من تحت عباءة أمريكا وتنوع مصادر التسليح وذلك لأنه يستمع لأحد خارج الدائرة الأمنية .
>> ما هى نوعية الحكم فى مصر...وماهو تقيمك لفترة حكم الرئيس السيسى ؟
لا نعلم نوعية الحكم فى مصر حتى الأن ولا يوجد شكل معين للنظام الذى نحكم به فلا هو نظام برلمانى ولا نظام رئاسى ولكنى أرى أنه نظام سلطوى يعتمد على حكم اليد الواحدة وكذلك فإن المعارضة لم تعد كما فى السابق بأن أعارض من أجل المعارضة فحسب بل أصبحت المعارضة تضع أمام الدولة سبل الخروج من الازمة عبر الوازع الوطنى وهناك من السياسيين الكبار من يخشى معارضة الرئيس من أجل كسب رضاءه وأرى أنهم بذلك يضللونه ومعه الشعب فلم يعد من المقبول السكوت عن الحق وفى إحدى إجتماعات الرئيس برؤساء الأحزاب بعد حادث مقتل الناشطة السياسية شيماء الصباغ أوضح له الدكتور محمد أبو الغار رئيس الحزب أن الشرطة هى من قتلتها فوعده الرئيس بإقالة وزير الداخلية إذا ثبت كذب جهاز الشرطة بهذا الشأن وهو ماتم وأقال محمد إبراهيم وزير الداخلية لتضليلة وكذبه على الرئيس وهو ما يجعلنا نستمر فى دورنا بعرض كافة الحقائق على الرئيس لتغير منهج كلية الشرطة الذى يخرج للمجتمع ضابط يحمل فى قرارة نفسه أنه "سيد على الشعب".
>> ما هى رؤيتك لإئتلاف دعم الدولة ..وهل يشكل خطرا على المعارضة تحت قبة البرلمان؟ وما هو مستقبل المعارضة فى مصر؟
من المؤسف أن ما يظهر الآن من إئتلاف دعم الدولة لا يوصف إلا بالمشهد الهزلى ومن المؤكد أن من يديروا هذا الائتلاف يصرون على العودة بالدولة لما قبل25 يناير بسبب تخليهم عن الدورالحقيقى للبرلمان من مراقبة السلطة التشريعية ومحاسبتها فضلا عن أن إئتلافهم هذا يعطى إنطباعاً أن من ليس معهم فهو ضد الدولة وضد الرئيس وكان من الأولى أن يطلقوا عليه إسم "إئتلاف دعم الرئيس" وأشكك فى أن الرئيس يريد هذا الأداء داخل البرلمان كما أرى أنه يشكل خطورة كبيرة على مستقبل المعارضة وسيحاول إخراس كل من يحاول قول الحقيقة للرئيس والشعب وبطبيعة الحال فهوسيقلل من مساحات الإحتجاج داخل البرلمان وسيكون الأداة التى ستثيرالرأى العام ضد الرئيس فضلا عن أن تشكيلته فى حد ذاتها خطرعلى الدولة بفضل من صنعوه.
>> ماهى أولوياتكم داخل البرلمان فى ظل قلة عدد مقاعدكم ؟
على الرغم من قلة مقاعدنا داخل البرلمان إلا أننا رفضنا الإنضمام لأى من المطروح أمامنا وفضلناعمل تحالف سياسى آخر لمجابهة تحالف دعم الدولة على أن يكون محوره هو كرامة المواطن والعدالة الاجتماعية وعندما يتبلور نظام الحكم فى مصر ويتضح شكل الحزب الحاكم سيتفهم الجميع موقف حزبنا الذى سيضم معه الأحزاب التى تسير على نفس خطنا السياسي ووقتها سيعى رجل الشارع الذى سيتابع جلسات هذا المجلس إدراك أن هناك من لا يصفق للخطأ ويدافع عن حقوقه وسيبدأ فى فرز الجميع فدورنا هو تجديد الأمل عند رجل الشارع وعلى الرئيس أن يستمع لمعارضيه ووجهات نظرهم.
مستقبل الأحزاب
>> كيف ترى مستقبل الأحزاب ؟
أرى أن الدولة لن تدعم الأحزاب فى الفترة المقبلة ولكن بعض المحسوبين على الأجهزة الأمنية يحاولون السيطرة على بعض الأحزاب ما سيؤدى لإنهيارها فى القريب العاجل وأؤكد أن تجفيف المنابر من الأحزاب السياسية سيؤدى إلى عودة الإخوان مرة أخرى خلال 5 سنوات وبصورة أكثر شراسة وإستحواذ عن السابق لأنهم سيستخدمون كل الإخفاقات السياسية فى الداخل وسيوظفونها لصالحهم مرة أخرى وسيعودوا كما كانوا فى عهد مبارك وعلى الرئيس أن يترك الشباب ينخرط فى العمل السياسى الوطنى وإختيار مصيرهم لمجابهة هذا التنظيم الإرهابى، وعامة مستقبل الأحزاب السياسية فى مصرمظلم فى ظل ندرة الموارد المالية وتسفيه أبواق الإعلام لدورالأحزاب وعلى الرغم من ذلك فإننا نرى أنه لايزال هناك أمل أمامنا بدليل أن شباب يناير الحقيقين الذين لم يتصدروا المشهد الإعلامى والسياسى وخرجوا من أجل الثورة على الظلم ولمجرد شعورهم أن الوطن يستحق الأفضل قرروا العمل بالسياسة بجانب عملهم الشخصى وبدأوا ينضمون إلى تنظيمات سياسية جيدة لها رؤى وطنية واضحة وبرامج هادفة من أجل تحقيق مبادئ ثورة يناير التى سالت لها دماء الشباب من أجل التغير والعدالة والكرامة الإنسانية التى يستحقها شباب وأبناء هذا الوطن.
حكومة شريف إسماعيل
>> ما تقيمك لحكومة شريف إسماعيل..وهل ستوافقون على إعادة طرح الثقة بها؟
لا أحد فى مصر يعلم على أى أساس يتم إختيار رؤساء الوزارات ولا كيف يتم إختيارالوزراء وهل يتم إختيارهم على أساس الكفاءة والخبرة ام وفقا للتقارير الأمنية فقط فلا أحد يعلم لماذا أقيلت وزارة المهندس إبراهيم محلب ولاأحد يعلم لماذا جيئ بالمهندس شريف إسماعيل وهناك من يروجون لفكرة أن الرئيس يريد وزراء "موظفين دولة" وليس وزراء لديهم رؤي سياسية وإقتصادية ناجزة وعلى الرغم من عدم قناعتى أن هذه هى الرغبة الحقيقية للرئيس إلا أنه لم يحاول أحد من مسؤلى الدولة نفيها وفى وجهة نظرى أن هذه الحكومة ليس لها الحق فى الإستمرار لإفتقارها للرؤية السياسية الواضحة أو مشروع قومى لإنجازه وستوافق على أى مشروع سيقدم لها حتى وإن كان خاسر أوفاشل ومن المؤكد أن إئتلاف دعم الدولة سيوافق على تلك الحكومة لإعتقاده أن الرئيس يرغب فى بقاءها.
تعديل الدستور ضربة قاضية للنظام
>> ما هى رؤيتك لدعاوى تعديل الدستور والمطالبة بمد فترة رئاسة الرئيس السيسى؟
جميع المنادين بتعديل الدستور يصرون على ترجمة تصريحات الرئيس بحسب أهواءهم الشخصية ومصالحهم الخاصة لكسب رضائه فتصريح الرئيس فى إحدى المناسبات بأن الدستور"كتب بالنوايا الحسنة " فسره البعض على أن الرئيس يريد تعديل الدستور فحاولوا مسايرة الرئيس ومجاملته بطرح مسألة تعديل الدستور وأؤكد أن البرلمان سيفقد شرعيته عندما تبدأ جلسات مناقشة تعديل الدستور وستكون الضربة القاضية للنظام فلا يعقل أن يتم إستفتاء الشعب على دستور لم يطبق بعد ثم نقول لهم"نأسف لهذا الخطأ الفنى" نريد تعديل إرادكم يا شعب والمطالبة بالتعديل ستكون أول مسمار يدق فى نعش البلد والمطالبين به يريدون توريط الرئيس مع الشعب إضافة إلى أن المطالبين بتعديل مدة الرئاسة عن المادة المنصوص عليها فى الدستور يورطون السيسى بصورة متعمدة وعلى الرئيس أن يحترم الدستورالذى أقسم على إحترامه حتى لا يكون حلفاء اليوم أعداء الغد ويناصبه العداء من كان يتمنى له النجاح .
التحول الديموقراطى
هناك إتهامات بأنكم حزب يرفع شعار "يسقط حكم العسكر" فهل أنتم حزب مع الدولة أم ضدها؟
بكل تأكيد أن ثورة يناير كان لها الفضل فى إحداث حراك سياسى فى مصر وتجديد دماءها لكن هناك عدد من الشباب بعد الثورة لم يعوا جيدا المعنى الحقيقى لمسمى الحكم العسكرى ورددوها فترة تولى المجلس العسكرى لإدارة البلاد وهؤلاء الشباب لم يدركوا فترة التحول الديموقراطى التى تأتى بعد الثورات ولم يعوا أن مصر لا تدار بالحكم العسكرى فلا يوجد لدينا محافظين عسكريين فى كل محافظة مثل الجزائر بل يقتصر وجودهم فى المحافظات الحدودية والدفاعية كنوع من الأمن القومى وهو ما ندركه جيدا كحزب فضلا عن أن تحملنا للمسؤلية كاملة مع الدولة بعد ثورة 30 يونيه يؤكد أننا لسنا ممن يرفع هذا الشعار وكذلك فإن الحزب على أتم الإستعداد لأن يقدم مستشاريين سياسيين لمعاونة الرئيس فى الأمور السياسية وما يؤكد صحة كلامى أننا لم نقاطع الانتخابات البرلمانية على الرغم من عدم رضائنا عنها ولا عن القانون الذى شرع لها إلا أننا أثرنا معاونة الدولة فى إستكمال الإستحقاق الثالث من خارطة المستقبل وإن كنا لسنا مع الدولة ما كنا أرسلنا للرئيس دراسات مستوفاة عن سد النهضة وقانون الخدمة المدنية وقانون الاستثمار لإعانته ومعاونته فى فترة حكمه وتوضيح مختلف الرؤى له.
الحزب الوطنى المنحل
>> إذن لماذا انتخب الشارع رجال الحزب الوطنى.. وهل لعب المال السياسى دورا فى الانتخابات البرلمانية؟
لا شك فى أن المال السياسى ورجال الحزب الوطنى "المنحل" المخضرمين فى اللعبة السياسية تلاعبوا بالمصريين ولا يخفى على أحد أن الحزب الوطنى فى عهد مبارك قررأن يعزل الشعب عن الحكم والحاكم فتعود رجل الشارع على عدم المشاركة لأن رجال الوطنى كانوا ينتخبوا بدلا منه وكذلك الحال مع المال السياسي الذى لعب دورا كبيرا فى التأثير على قرار رجل الشارع وأرى أن الأمر الأسوأ أن بعض أجهزة الدولة قررت غض البصرعن المخالفات الجسيمة التى وقعت من جانب عدد كبير من المرشحين وأعتبرتها مخالفات بسيطة حتى أن الحزب كان لديه 40 مرشحا على مستوى المحافظات وإتصل بهم البعض من العاملين بالجهات السيادية وطلبوا منهم خوض الانتخابات كمستقلين واستجابوا لأنه تم إفهامهم أن الرئيس يريد ذلك وبالفعل نجحوا جميعاً وهو على عكس ما تمناه الرئيس وأشار إليه فى كل المناسبات ومطالبته للشعب بتدقيق الأختيار.
الرئيس وشباب يناير
>> لماذا يرفض شباب ينايرالتعاون مع الرئيس ؟
لم توجه مؤسسة الرئاسة لأى من شباب يناير دعوة للإجتماع مع الرئيس السيسى وكل ما تتناقله وسائل الإعلام مجرد دعوات وهمية وعلى الرغم من أن الرئيس يصر فى كل مناسبة على دعوة الشباب لمساندة الدولة إلا أن هناك من يحاول عزل الشباب عن الرئيس وإقصاءهم من المشهد السياسى لصالح عدد آخر من الشباب تربى فى أحضان الحزب الوطنى وتشربت دماءه بسياساته المخزية ما جعل الرئيس لايرى شباب يناير الحقيقين فالرئيس السيسى لم يجتمع إلا برؤساء الأحزاب على الرغم من أن تلك الأحزاب بها شباب يمتلكون رؤى وطموحات كبيرة وعلى الرئيس أن يصر على وضع الشباب على رأس أولوياته الوطنية وفقا لأجندة سياسية محددة النقاط يستطيع من خلالها أن يشرك الشباب فى تحمل مسؤلية وطنهم وإشعارهم بمدى خطورة المرحلة ولن يتم ذلك إلا من خلال تعرفه على أراء الشباب مباشرة وليس من خلال التقارير الأمنية التى تقدم له عنهم.
>> وهل الرئيس فى خصام مع الشباب أم أن الشباب يخاصمون الدولة..ولماذا؟
الرئيس في كل خطاباته يوجه رسائل للشباب ولكن يبدو أن هناك أجهزة تعطل إحتواء الرئيس لشباب ثورة 25 يناير لعدم إعتراف هذه الأجهزة بتلك الثورة وتنكل بكل من له علاقة بها فى كل مناسبة حتى وإن لم يكونوا من الشباب المحسوبين على الثورة الذين تصدروا المشهد فى الفترة السابقة وأعترف أنه هناك من المحسوبين على الثورة تعمدوا تشويهها وتاجروا بها وزرعوا فى صغار الشباب فكرة تأليه الثورة وكان من السيئ أنهم لم يكن لهم عمل خاص بهم يقدمون من خلاله أنفسهم ونجاحاتهم فقرروا العمل بالسياسة والمتاجرة بها وعلى أجهزة الدولة أن تحدد موقفها بوضوح لجميع رجالها ووسائل الإعلام من ثورة يناير فليس من المنطقى أن تترك الدولة رجالها وشخصيات من المحسوبين عليها ومدعى الحديث باسم الرئيس يخرجون ليل نهار يشوهون ثورة يناير ولاتحرك ساكنا بعد اعتراف الدستور والرئيس بها لتوقفهم عن إساءتهم , وعلى الرئيس أن يضع سياسة واضحة بخصوص يناير ويؤكد للجميع وعلى رأسهم الإعلام أنه ليس على خصام مع يناير ولامؤيديها ولاشبابها ويشدد على أن توجيه السهام لها معاداة شخصية له وللدستور وكذلك عليه الإعتراف أن نظام مبارك أجرم فى حق الشعب ووقتها سيستجيب الشباب لمجرد شعورهم أن الدولة لاتنكل بهم ولم تذهب دمائهم هباء, وسبل التصالح مع الشباب ليست صعبة على الرئيس والدولة معا فمراجعة قانون التظاهر وتعديله من أهم مشكلات الشباب مع الدولة ومؤسسة الرئاسة وكذلك الإفراج عن المسجونين السياسيين الذين تم محاكمتهم وفقا لهذا القانون الجائر وهم لم يرتكبوا جرائم جنائية ولم يحملوا السلاح فى أى وقت وعلى الدولة أن تعيد التفكير فى آلية التعامل مع المتعاطفين مع الإخوان وتعودا أن الإخوان أناس طيبين ويعرفون الله - وهم كُثر- من خلال إعادة تفكيك الكتل الصلبة التى تجمع المتعاطفين والمؤيدين والمتورطين فلا يعقل أن يتم القبض على شاب وسجنه لمجرد أنه قام برفع شعار رابعة أو لمجرد أنه سار فى إحدى مسيرات الإخوان نتيجة لتعاطفه معهم فهذا التعامل الأمنى الصارم يزيد من عدد المتعاطفين ومن المؤكد أن عدم التدخل فى انتخابات الشباب وعدم إنشاء كيانات شبابية بأوامر فوقية من أهم سبل التصالح مع الشباب فضلا عن أن فتح مجالات العمل أمام الشباب من شأنه أن يعيد الكثير منهم إلى أحضان الدولة.
المصالحة مع الإخوان
>> وماذا عن دعوات التصالح مع جماعة الإخوان؟
لا وجود فعلى لجماعة الإخوان على أرض الواقع فى مصر بعد هروب أغلب قياداتها للخارج والقبض على من تبقى منهم ومحاكماتهم ومن المؤكد أن جميع الكيانات السياسية الوطنية لاتوافق على مثل هذة الدعوات البلهاء فالإخوان كتنظيم لن يسمح لهم المجتمع بالظهور مرة أخرى وكحزب سياسى هم متهمون بحمل السلاح ويدهم ملطخة بدماء المصريين وعليهم جرائم أما أن الدولة تريد التصالح مع الأعضاء الذين كانوا مضللين ومغيبين فهذا قول آخر لكن أثق أن الرئيس لايمكن أن يتصالح مع جماعة إستحلت دماء الشعب.
>> المشهد السياسى "مجهول الملامح" .. ولا بد من رحيل حكومة شريف إسماعيل
>> الرئيس يحتاج لمستشارين سياسيين لترتيب أولوياته.. وثورة 25 يناير ليست "صنما للعبادة"
>> رجال النظام هم الأخطر على السيسى.. والجميع يحاول إرضاء الرئيس على حساب الوطن
>> الدكتور محمد أبوالغار هو كلمة السر فى إقالة وزير الداخلية السابق من منصبه.. وتعديل الدستور المسمار الأول فى نعش النظام
أكد الدكتور تامر النحاس، أمين تنظيم الحزب المصرى الديموقراطى، أن الرئيس ليس فى حاجة لإتلافات تدعمه وذلك لإحتلاله مكانة كبيرة فى قلوب الشعب المصرى الذى وضع فيه ثقة كبرى.
، وأشار النحاس فى حواره لـ "الموجز" إلى أن إقصاء شخصيات وطنية من مؤسسة الرئاسة وتعمد إختيار من هم أقل منهم شأنا وفكرا يؤثر بالسلب على خطط وطموحات الرئيس والمخطط العام للدولة والخروج بها من النفق المظلم, وطالب "النحاس" بضرورة رحيل حكومة شريف إسماعيل بعد فشلها فى تحقيق أى نجاح يذكر وتعيين حكومة جديدة قادرة على تحويل الأحلام إلى واقع.
المشهد السياسى
>> ما تقيمك للمشهد السياسى .. وهل ترى أن هناك إنسداد فى شرايين الحياة السياسية الآن؟
بلا شك هناك حالة إلتباس على الساحة السياسية وهو وضع محزن فالشعب المصري بعد 25 يناير وصولاً إلى 30 يونيه كان يطمح أن يكون هناك تغيير بوتيرة أسرع مما يجرى لكننا كسياسيين نعي أنه بعد الثورات يأتى التحول الديمقراطي الذى يستغرق سنوات كثيرة وخصوصاً بعد نظام مبارك الذي جرّف كل ما له علاقة بالسياسة على مدار 30عاماً لكن أرى أن الوضع السياسي الحالي وضع مؤسف ولن يصل بنا إلى الديمقراطية الحقيقية وكل شئ فى الدولة لا يزال ضعيف ويحتاج للبناء من جديد كالتعليم والصحة والإعلام.
>> ولماذا يصر الرئيس على الإستعانة بمستشارين عسكريين..وهل ترى أن هناك مؤامرة على الرئيس ؟
من المؤكد أنه هناك عدد من المؤامرات التى تحاك ضد مؤسسة الرئاسة والرئيس عبد الفتاح السيسي شخصيا الذى يعتمد على الأجهزة الأمنية التى يثق بها دون غيرها والتى يجيد التعامل معها نتيجة لخبراته السابقة كرئيس لجهاز المخابرات الحربية وعلى الرغم من خبرات المستشارين العسكريين التى لا يمكن لأحد التشكيك فى وطنيتهم إلا أنهم لم يتعودا على العمل السياسى والوضع الأن بات مختلفا عن عمل الرئيس كرجل مخابرات من الطراز الأول والذى يفرض عليه الإستماع إلى جميع الأطراف وليس أجهزة المعلومات فحسب كذلك فعلى الرئيس ألا يعتمد فقط على مستشاريه الأمنيين كركيزة أساسية بل عليه الإستعانة بالمستشاريين الإقتصاديين والسياسيين الذين حذروه فى أكثر من مناسبة من طريقة تعاملة مع المشكلات السياسية بطريقة أمنية بحته منهم محمد حسنين هيكل الذي طالبه بالثورة على نظامه حتى لا يقع فى نفس أخطاء نظام مبارك الذى إعتمد على النظام الأمنى دون اللجوء للحلول السياسية وللحق فإنه لا يوجد ما هو أخطر على النظام من أجهزة النظام نفسه, وأنا أرى أن هناك من يريد توريط الرئيس لإفشاله داخليا وإبعاده عن هموم الوطن والمواطن كما أثق أنه ليس هناك أخطر على الرئيس من رجال الدولة العميقة الذين يخططون لتركيع الرئيس وإفشاله حتى لا تضيع مكاسبهم التى حققوها فى عهد مبارك وأرتأوا أن أى إصلاح يقوم به الرئيس هو خطرعليهم وعلى الرئيس أن يجابه هذه المؤامرات بوضع خطط سياسية وإستراتيجية واضحة بعيدا عن الجهات الأمنية وبمعاونة الخبراء الإقتصاديين والعلماء وأساتذة الجامعات التكنوقراط والأحزاب والنقابات لتعمل جميعها على إسعاد المواطن فلو تأكد رجل الشارع أن له مستشفى للعلاج وإطمئن أن أولاده يتلقون تعليم جيد وستتوفر لهم الكرامة فى وطنهم سيشعر بالسعادة وسيصطف خلف الرئيس والدفاع عنه ضد مؤامرات الداخل قبل الخارج.
>> ومن ترشح من وجهة نظرك لمهمة "المستشارين السياسيين"؟
الرئيس السيسى رجل وطنى من الطراز الأول وأتى من مؤسسة وطنية ولا خلاف على ذلك لكنه ليس له سابقة خبرة بالعمل السياسى وأرى أنه لا يوجد فى مصرالكثيرين ممن يجيدون الإشتغال بالسياسة ولديهم الحنكة السياسية والدراية بلعبتها وفى رأيى أن حاجة الرئيس للمستشارين السياسين تأتى لترتيب الأولوياته السياسية ووضعها على رأس أجندته وتحديد مدتها الزمنية لكسب تأيد شعبى حقيقى قائم على إنجازات فعلية فضلا عن قدرتهم على نقل الصورة الحقيقية لنبض الشارع من حوله دون تزييف وأرى أنه يمكنه الإعتماد على بعض الشخصيات التى كانت ضمن حملته الرئاسية أو أوائل الداعمين لترشحه ومنهم عمرو موسى والذى يمتلك خبرة سياسية كبيرة وكذلك محمد حسنين هيكل -على الرغم من إختلافى السياسى معه- إلا أنه لديه الكثير من الحنكة السياسية ويمكن للرئيس الإستفادة منها والدكتور عبد الجليل مصطفى وعبدالله السناوى وإبراهيم عيسى وهانى سرى الدين وغيرهم من الشخصيات السياسية المعروفة للجميع ومنهم من نادى الرئيس كثيرا بتغير سياساته الداخلية.
>> لماذا ينجح الرئيس فى الملفات الخارجية على خلاف الداخل ..ولماذا لا يشعر المصريين بتحسن أحوالهم؟
لا شك فى أن الرئيس السيسى جاء بشعبية جارفة إحتلت قلوب المصريين لكنها بمرور الوقت بدأت فى الهبوط النسبى نتيجة لعدد من السياسات الأمنية الخاطئة التى ترتبط بنسبة رضاء الشارع عن قرارات الرئاسة والتى كان يعول عليها الشعب طموحات كبيرة وسارت عكس ما كان بسبب إعتماده على عدد من الضباط التى تريد تصفية حساباتها مع الوطن أى الذى يريد أن يربى الوطن والمواطن فهناك البعض من الأسر التى تم إتهام أبناءها بتهم أمنية واهية ويحاسبون كما يحاسب المنتمين لجماعة الإخوان على الرغم من أنهم محسوبين فقط على قائمة المتعاطفين وليسوا ضالعين فى جرائم دم مثل صقور الجماعة إضافة إلى أن عدم محاسبة الفاسدين ممن سرقوا أموال الشعب أمثال أحمد عز وحسين سالم وغيرهما بات أمرمحير فضلا عن أن عودة رجال مبارك للحياة السياسية مثل جمال مبارك وحبيب العادلى أصبح من الأمور التى أثارت الرأى العام فضلا عن أن الرئيس لم يعلن صراحة إنحيازه لكرامة المواطن والتنبيه أنها خط أحمر جعل الشارع يشعر بالخطر تجاه أمنه الشخصى ولا عيب فى أن يخرج الرئيس ليعتذرعن موت مواطن ويحاسب من أخطأ بصورة فعالة من شأنها أن تهدئ من روع المواطن البسيط وستزيد من إيمانهم بالمستقبل الأفضل وأرى أن الرئيس يحقق نجاحات كبيرة فى الملفات الخارجية وله الفضل فى خروجنا من تحت عباءة أمريكا وتنوع مصادر التسليح وذلك لأنه يستمع لأحد خارج الدائرة الأمنية .
>> ما هى نوعية الحكم فى مصر...وماهو تقيمك لفترة حكم الرئيس السيسى ؟
لا نعلم نوعية الحكم فى مصر حتى الأن ولا يوجد شكل معين للنظام الذى نحكم به فلا هو نظام برلمانى ولا نظام رئاسى ولكنى أرى أنه نظام سلطوى يعتمد على حكم اليد الواحدة وكذلك فإن المعارضة لم تعد كما فى السابق بأن أعارض من أجل المعارضة فحسب بل أصبحت المعارضة تضع أمام الدولة سبل الخروج من الازمة عبر الوازع الوطنى وهناك من السياسيين الكبار من يخشى معارضة الرئيس من أجل كسب رضاءه وأرى أنهم بذلك يضللونه ومعه الشعب فلم يعد من المقبول السكوت عن الحق وفى إحدى إجتماعات الرئيس برؤساء الأحزاب بعد حادث مقتل الناشطة السياسية شيماء الصباغ أوضح له الدكتور محمد أبو الغار رئيس الحزب أن الشرطة هى من قتلتها فوعده الرئيس بإقالة وزير الداخلية إذا ثبت كذب جهاز الشرطة بهذا الشأن وهو ماتم وأقال محمد إبراهيم وزير الداخلية لتضليلة وكذبه على الرئيس وهو ما يجعلنا نستمر فى دورنا بعرض كافة الحقائق على الرئيس لتغير منهج كلية الشرطة الذى يخرج للمجتمع ضابط يحمل فى قرارة نفسه أنه "سيد على الشعب".
>> ما هى رؤيتك لإئتلاف دعم الدولة ..وهل يشكل خطرا على المعارضة تحت قبة البرلمان؟ وما هو مستقبل المعارضة فى مصر؟
من المؤسف أن ما يظهر الآن من إئتلاف دعم الدولة لا يوصف إلا بالمشهد الهزلى ومن المؤكد أن من يديروا هذا الائتلاف يصرون على العودة بالدولة لما قبل25 يناير بسبب تخليهم عن الدورالحقيقى للبرلمان من مراقبة السلطة التشريعية ومحاسبتها فضلا عن أن إئتلافهم هذا يعطى إنطباعاً أن من ليس معهم فهو ضد الدولة وضد الرئيس وكان من الأولى أن يطلقوا عليه إسم "إئتلاف دعم الرئيس" وأشكك فى أن الرئيس يريد هذا الأداء داخل البرلمان كما أرى أنه يشكل خطورة كبيرة على مستقبل المعارضة وسيحاول إخراس كل من يحاول قول الحقيقة للرئيس والشعب وبطبيعة الحال فهوسيقلل من مساحات الإحتجاج داخل البرلمان وسيكون الأداة التى ستثيرالرأى العام ضد الرئيس فضلا عن أن تشكيلته فى حد ذاتها خطرعلى الدولة بفضل من صنعوه.
>> ماهى أولوياتكم داخل البرلمان فى ظل قلة عدد مقاعدكم ؟
على الرغم من قلة مقاعدنا داخل البرلمان إلا أننا رفضنا الإنضمام لأى من المطروح أمامنا وفضلناعمل تحالف سياسى آخر لمجابهة تحالف دعم الدولة على أن يكون محوره هو كرامة المواطن والعدالة الاجتماعية وعندما يتبلور نظام الحكم فى مصر ويتضح شكل الحزب الحاكم سيتفهم الجميع موقف حزبنا الذى سيضم معه الأحزاب التى تسير على نفس خطنا السياسي ووقتها سيعى رجل الشارع الذى سيتابع جلسات هذا المجلس إدراك أن هناك من لا يصفق للخطأ ويدافع عن حقوقه وسيبدأ فى فرز الجميع فدورنا هو تجديد الأمل عند رجل الشارع وعلى الرئيس أن يستمع لمعارضيه ووجهات نظرهم.
مستقبل الأحزاب
>> كيف ترى مستقبل الأحزاب ؟
أرى أن الدولة لن تدعم الأحزاب فى الفترة المقبلة ولكن بعض المحسوبين على الأجهزة الأمنية يحاولون السيطرة على بعض الأحزاب ما سيؤدى لإنهيارها فى القريب العاجل وأؤكد أن تجفيف المنابر من الأحزاب السياسية سيؤدى إلى عودة الإخوان مرة أخرى خلال 5 سنوات وبصورة أكثر شراسة وإستحواذ عن السابق لأنهم سيستخدمون كل الإخفاقات السياسية فى الداخل وسيوظفونها لصالحهم مرة أخرى وسيعودوا كما كانوا فى عهد مبارك وعلى الرئيس أن يترك الشباب ينخرط فى العمل السياسى الوطنى وإختيار مصيرهم لمجابهة هذا التنظيم الإرهابى، وعامة مستقبل الأحزاب السياسية فى مصرمظلم فى ظل ندرة الموارد المالية وتسفيه أبواق الإعلام لدورالأحزاب وعلى الرغم من ذلك فإننا نرى أنه لايزال هناك أمل أمامنا بدليل أن شباب يناير الحقيقين الذين لم يتصدروا المشهد الإعلامى والسياسى وخرجوا من أجل الثورة على الظلم ولمجرد شعورهم أن الوطن يستحق الأفضل قرروا العمل بالسياسة بجانب عملهم الشخصى وبدأوا ينضمون إلى تنظيمات سياسية جيدة لها رؤى وطنية واضحة وبرامج هادفة من أجل تحقيق مبادئ ثورة يناير التى سالت لها دماء الشباب من أجل التغير والعدالة والكرامة الإنسانية التى يستحقها شباب وأبناء هذا الوطن.
حكومة شريف إسماعيل
>> ما تقيمك لحكومة شريف إسماعيل..وهل ستوافقون على إعادة طرح الثقة بها؟
لا أحد فى مصر يعلم على أى أساس يتم إختيار رؤساء الوزارات ولا كيف يتم إختيارالوزراء وهل يتم إختيارهم على أساس الكفاءة والخبرة ام وفقا للتقارير الأمنية فقط فلا أحد يعلم لماذا أقيلت وزارة المهندس إبراهيم محلب ولاأحد يعلم لماذا جيئ بالمهندس شريف إسماعيل وهناك من يروجون لفكرة أن الرئيس يريد وزراء "موظفين دولة" وليس وزراء لديهم رؤي سياسية وإقتصادية ناجزة وعلى الرغم من عدم قناعتى أن هذه هى الرغبة الحقيقية للرئيس إلا أنه لم يحاول أحد من مسؤلى الدولة نفيها وفى وجهة نظرى أن هذه الحكومة ليس لها الحق فى الإستمرار لإفتقارها للرؤية السياسية الواضحة أو مشروع قومى لإنجازه وستوافق على أى مشروع سيقدم لها حتى وإن كان خاسر أوفاشل ومن المؤكد أن إئتلاف دعم الدولة سيوافق على تلك الحكومة لإعتقاده أن الرئيس يرغب فى بقاءها.
تعديل الدستور ضربة قاضية للنظام
>> ما هى رؤيتك لدعاوى تعديل الدستور والمطالبة بمد فترة رئاسة الرئيس السيسى؟
جميع المنادين بتعديل الدستور يصرون على ترجمة تصريحات الرئيس بحسب أهواءهم الشخصية ومصالحهم الخاصة لكسب رضائه فتصريح الرئيس فى إحدى المناسبات بأن الدستور"كتب بالنوايا الحسنة " فسره البعض على أن الرئيس يريد تعديل الدستور فحاولوا مسايرة الرئيس ومجاملته بطرح مسألة تعديل الدستور وأؤكد أن البرلمان سيفقد شرعيته عندما تبدأ جلسات مناقشة تعديل الدستور وستكون الضربة القاضية للنظام فلا يعقل أن يتم إستفتاء الشعب على دستور لم يطبق بعد ثم نقول لهم"نأسف لهذا الخطأ الفنى" نريد تعديل إرادكم يا شعب والمطالبة بالتعديل ستكون أول مسمار يدق فى نعش البلد والمطالبين به يريدون توريط الرئيس مع الشعب إضافة إلى أن المطالبين بتعديل مدة الرئاسة عن المادة المنصوص عليها فى الدستور يورطون السيسى بصورة متعمدة وعلى الرئيس أن يحترم الدستورالذى أقسم على إحترامه حتى لا يكون حلفاء اليوم أعداء الغد ويناصبه العداء من كان يتمنى له النجاح .
التحول الديموقراطى
هناك إتهامات بأنكم حزب يرفع شعار "يسقط حكم العسكر" فهل أنتم حزب مع الدولة أم ضدها؟
بكل تأكيد أن ثورة يناير كان لها الفضل فى إحداث حراك سياسى فى مصر وتجديد دماءها لكن هناك عدد من الشباب بعد الثورة لم يعوا جيدا المعنى الحقيقى لمسمى الحكم العسكرى ورددوها فترة تولى المجلس العسكرى لإدارة البلاد وهؤلاء الشباب لم يدركوا فترة التحول الديموقراطى التى تأتى بعد الثورات ولم يعوا أن مصر لا تدار بالحكم العسكرى فلا يوجد لدينا محافظين عسكريين فى كل محافظة مثل الجزائر بل يقتصر وجودهم فى المحافظات الحدودية والدفاعية كنوع من الأمن القومى وهو ما ندركه جيدا كحزب فضلا عن أن تحملنا للمسؤلية كاملة مع الدولة بعد ثورة 30 يونيه يؤكد أننا لسنا ممن يرفع هذا الشعار وكذلك فإن الحزب على أتم الإستعداد لأن يقدم مستشاريين سياسيين لمعاونة الرئيس فى الأمور السياسية وما يؤكد صحة كلامى أننا لم نقاطع الانتخابات البرلمانية على الرغم من عدم رضائنا عنها ولا عن القانون الذى شرع لها إلا أننا أثرنا معاونة الدولة فى إستكمال الإستحقاق الثالث من خارطة المستقبل وإن كنا لسنا مع الدولة ما كنا أرسلنا للرئيس دراسات مستوفاة عن سد النهضة وقانون الخدمة المدنية وقانون الاستثمار لإعانته ومعاونته فى فترة حكمه وتوضيح مختلف الرؤى له.
الحزب الوطنى المنحل
>> إذن لماذا انتخب الشارع رجال الحزب الوطنى.. وهل لعب المال السياسى دورا فى الانتخابات البرلمانية؟
لا شك فى أن المال السياسى ورجال الحزب الوطنى "المنحل" المخضرمين فى اللعبة السياسية تلاعبوا بالمصريين ولا يخفى على أحد أن الحزب الوطنى فى عهد مبارك قررأن يعزل الشعب عن الحكم والحاكم فتعود رجل الشارع على عدم المشاركة لأن رجال الوطنى كانوا ينتخبوا بدلا منه وكذلك الحال مع المال السياسي الذى لعب دورا كبيرا فى التأثير على قرار رجل الشارع وأرى أن الأمر الأسوأ أن بعض أجهزة الدولة قررت غض البصرعن المخالفات الجسيمة التى وقعت من جانب عدد كبير من المرشحين وأعتبرتها مخالفات بسيطة حتى أن الحزب كان لديه 40 مرشحا على مستوى المحافظات وإتصل بهم البعض من العاملين بالجهات السيادية وطلبوا منهم خوض الانتخابات كمستقلين واستجابوا لأنه تم إفهامهم أن الرئيس يريد ذلك وبالفعل نجحوا جميعاً وهو على عكس ما تمناه الرئيس وأشار إليه فى كل المناسبات ومطالبته للشعب بتدقيق الأختيار.
الرئيس وشباب يناير
>> لماذا يرفض شباب ينايرالتعاون مع الرئيس ؟
لم توجه مؤسسة الرئاسة لأى من شباب يناير دعوة للإجتماع مع الرئيس السيسى وكل ما تتناقله وسائل الإعلام مجرد دعوات وهمية وعلى الرغم من أن الرئيس يصر فى كل مناسبة على دعوة الشباب لمساندة الدولة إلا أن هناك من يحاول عزل الشباب عن الرئيس وإقصاءهم من المشهد السياسى لصالح عدد آخر من الشباب تربى فى أحضان الحزب الوطنى وتشربت دماءه بسياساته المخزية ما جعل الرئيس لايرى شباب يناير الحقيقين فالرئيس السيسى لم يجتمع إلا برؤساء الأحزاب على الرغم من أن تلك الأحزاب بها شباب يمتلكون رؤى وطموحات كبيرة وعلى الرئيس أن يصر على وضع الشباب على رأس أولوياته الوطنية وفقا لأجندة سياسية محددة النقاط يستطيع من خلالها أن يشرك الشباب فى تحمل مسؤلية وطنهم وإشعارهم بمدى خطورة المرحلة ولن يتم ذلك إلا من خلال تعرفه على أراء الشباب مباشرة وليس من خلال التقارير الأمنية التى تقدم له عنهم.
>> وهل الرئيس فى خصام مع الشباب أم أن الشباب يخاصمون الدولة..ولماذا؟
الرئيس في كل خطاباته يوجه رسائل للشباب ولكن يبدو أن هناك أجهزة تعطل إحتواء الرئيس لشباب ثورة 25 يناير لعدم إعتراف هذه الأجهزة بتلك الثورة وتنكل بكل من له علاقة بها فى كل مناسبة حتى وإن لم يكونوا من الشباب المحسوبين على الثورة الذين تصدروا المشهد فى الفترة السابقة وأعترف أنه هناك من المحسوبين على الثورة تعمدوا تشويهها وتاجروا بها وزرعوا فى صغار الشباب فكرة تأليه الثورة وكان من السيئ أنهم لم يكن لهم عمل خاص بهم يقدمون من خلاله أنفسهم ونجاحاتهم فقرروا العمل بالسياسة والمتاجرة بها وعلى أجهزة الدولة أن تحدد موقفها بوضوح لجميع رجالها ووسائل الإعلام من ثورة يناير فليس من المنطقى أن تترك الدولة رجالها وشخصيات من المحسوبين عليها ومدعى الحديث باسم الرئيس يخرجون ليل نهار يشوهون ثورة يناير ولاتحرك ساكنا بعد اعتراف الدستور والرئيس بها لتوقفهم عن إساءتهم , وعلى الرئيس أن يضع سياسة واضحة بخصوص يناير ويؤكد للجميع وعلى رأسهم الإعلام أنه ليس على خصام مع يناير ولامؤيديها ولاشبابها ويشدد على أن توجيه السهام لها معاداة شخصية له وللدستور وكذلك عليه الإعتراف أن نظام مبارك أجرم فى حق الشعب ووقتها سيستجيب الشباب لمجرد شعورهم أن الدولة لاتنكل بهم ولم تذهب دمائهم هباء, وسبل التصالح مع الشباب ليست صعبة على الرئيس والدولة معا فمراجعة قانون التظاهر وتعديله من أهم مشكلات الشباب مع الدولة ومؤسسة الرئاسة وكذلك الإفراج عن المسجونين السياسيين الذين تم محاكمتهم وفقا لهذا القانون الجائر وهم لم يرتكبوا جرائم جنائية ولم يحملوا السلاح فى أى وقت وعلى الدولة أن تعيد التفكير فى آلية التعامل مع المتعاطفين مع الإخوان وتعودا أن الإخوان أناس طيبين ويعرفون الله - وهم كُثر- من خلال إعادة تفكيك الكتل الصلبة التى تجمع المتعاطفين والمؤيدين والمتورطين فلا يعقل أن يتم القبض على شاب وسجنه لمجرد أنه قام برفع شعار رابعة أو لمجرد أنه سار فى إحدى مسيرات الإخوان نتيجة لتعاطفه معهم فهذا التعامل الأمنى الصارم يزيد من عدد المتعاطفين ومن المؤكد أن عدم التدخل فى انتخابات الشباب وعدم إنشاء كيانات شبابية بأوامر فوقية من أهم سبل التصالح مع الشباب فضلا عن أن فتح مجالات العمل أمام الشباب من شأنه أن يعيد الكثير منهم إلى أحضان الدولة.
المصالحة مع الإخوان
>> وماذا عن دعوات التصالح مع جماعة الإخوان؟
لا وجود فعلى لجماعة الإخوان على أرض الواقع فى مصر بعد هروب أغلب قياداتها للخارج والقبض على من تبقى منهم ومحاكماتهم ومن المؤكد أن جميع الكيانات السياسية الوطنية لاتوافق على مثل هذة الدعوات البلهاء فالإخوان كتنظيم لن يسمح لهم المجتمع بالظهور مرة أخرى وكحزب سياسى هم متهمون بحمل السلاح ويدهم ملطخة بدماء المصريين وعليهم جرائم أما أن الدولة تريد التصالح مع الأعضاء الذين كانوا مضللين ومغيبين فهذا قول آخر لكن أثق أن الرئيس لايمكن أن يتصالح مع جماعة إستحلت دماء الشعب.