وزير الاتصالات: زيارة وفد مصرى للصين تستهدف تعزيز التعاون بين البلدين في شتى المجالات

غادر وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المهندس ياسر القاضي، مصر لزيارة الصين يوم الأحد الماضى،وأكد الوزير على أهمية الزيارة التى تضمنت ثلاث محطات هي بكين وشينزين وهونج كونج، مشيرا إلى أنها تهدف إلى البناء على العلاقات السياسية المتميزة بين البلدين التي ظلت دائما قوية، وازدادت قوة خلال الفترة الماضية بعد الزيارتين اللتين قام بهما الرئيس عبد الفتاح السيسى للصين في العامين الماضيين وزيارة الرئيس الصينى شى جين بينغ إلى مصر في مطلع العام الحالى.
وقال في تصريحات أدلى بها لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط ببكين على هامش الزيارة، إن رحلته للصين على رأس وفد رسمى مكون من 15 مسئولًا من القطاعات المختلفة المرتبطة بمجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تأتى في إطار الجهود المبذولة لتعزيز التعاون بين البلدين في شتى المجالات وبشكل خاص في المجالات ذات الاولوية بالنسبة لمصر والتي من ضمنها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وأضاف أن الزيارة تهدف إلى توثيق العلاقات مع المسئولين الصينيين والشركات الصينية والتوقيع على بعض الاتفاقيات الإستراتيجية المهمة مع الجانب الصينى.
وتحدث عن البرامج والخطط المستقبلية المصرية الطموحة التي من ضمنها مشروعات المناطق التكنولوجية، مشيرا إلى اللقاءت العديدة المتبادلة بهذا الشأن مع مؤسسة "TusPark" (تاس بارك) الصينية العالمية حيث تسعى مصر للاستفادة من خبرات تلك المؤسسة الرائدة في مجال إنشاء وتطوير المناطق التكنولوجية والعلمية في العالم، خاصة في إدارة هذه المناطق المصرية التي من المخطط أن يبلغ عددها سبع مناطق تكنولوجية في انحاء مختلفة من مصر، منها ثلاث في الصعيد وثلاث أخرى في الدلتا، والتي يجرى حاليا بالفعل إنشاء اثنين منها ومن المخطط أن تنتهى المرحلة الأولى لبناءهما بنهاية العام الجارى.
وأشار الوزير ياسر القاضى إلى اللقاءت التي تمت مع ممثلى عدد من الشركات الكبرى المتخصصة في الأمن الالكترونى والفضائى ومنها اجتماعه مع كبار المسئولين في “CETC” المتخصصة في مجال الأمن السيبراني والطاقة الشمسية وتطوير البرامج والأبحاث حيث تم الاتفاق على التعاون والاستثمار في مجال الأمن السيبراني وبناء القدرات البشرية ومراكز البيانات، وكذلك التعاون في البحث والتطوير في مجال الدوائر والنظم الإلكترونية، كما تم الاتفاق على إعداد عدد من الاتفاقيات المعنية بالمجالات ذات الصلة للتوقيع عليها خلال الفترة القادمة.
ثم تطرق إلى المبادرة المصرية في مجال الالكترونيات وهى المبادرة التي كان أعلنها الرئيس السيسى في اواخر شهر ديسمبر الماضى والمتعلقة بتصميم وتصنيع وتجميع الالكترونيات، وأشار إلى أن الزيارة تعد فرصة للالتقاء بالعديد من الشركات الصينية لتبادل الاراء حول الحوافز التي تقدمها الحكومة المصرية في مجالات بناء القدرات وتنمية الموارد البشرية ولتعريفهم بما تتمتع به مصر من مزايا تنافسية تؤهلها لإجتذاب الاستثمارات في مجال التصنيع وصناعة الالكترونيات، مشيرا إلى أن من ضمن تلك المزايا الايدى العاملة والكوادر التي تلقت تعليما عاليا علاوة على الحوافز التي تمنح للمستثمرين والاتفاقيات الاقتصادية الثنائية التي تربط مصر بالعديد من الدول والمناطق في العالم مثل اتفاقيات التعاون مع الدول الأفريقية من خلال الكوميسا ومع الاتحاد الأوروبي وغيرها.
وأكد الوزير أنه لديه ثقة في قدرة الاقتصاد المصرى على التعافى بسبب مرونته وتنوع مصادره، وهذا الموقف الواثق يدعمه ويؤكده إعلان البنك الدولى مؤخرا أن مصر تجاوزت جنوب أفريقيا لتصبح ثانى أكبر اقتصاد في أفريقيا بعد نيجيريا، وهذا دليل على أن اقتصاد مصر صامد في مواجهة كل التحديات ومازال ماضيا على المسار الصحيح.
وتحدث الوزير ياسر القاضى عن أهمية الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتحقيق مبادرة "الحزام والطريق" لما لهذا القطاع من دور هام في الربط بين الصين وأفريقيا، مؤكدا ما يمكن أن تقوم به مصر من دور كبير في هذا الربط والتواصل بين الجانبين الصينى والافريقى وفى الاسراع بتنفيذ المبادرة لتعود بالفائدة المشتركة على الجميع.
وكان الوزير التقى أمس ومياو ويً وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصيني، حيث تمت مناقشة سبل دعم التعاون وتبادل الخبرات في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بين البلدين، وأشاد الوزير الصيني بالعلاقات المصرية الصينية وتطرق اللقاء إلى مناقشة اتفاقية التعاون التي تم توقيعها بين مصر والصين عام 2012، وتم الاتفاق على ضرورة طرح مذكرة تفاهم جديدة تعكس تطور العلاقات بين الجانبين في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. كما تم الاتفاق على أن يتولى مسئولية التنسيق في هذا الشأن نرمين السعدني رئيس الإدارة المركزية للعلاقات الدولية بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مع السفير المصري في الصين الدكتور مجدى عامر، وذلك من أجل صياغة مذكرة التفاهم مع الجانب الصينى والانتهاء منها قبل توقيعها خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الصين في سبتمبر المقبل.
واتفق الجانبان كذلك على فتح الأسواق بين البلدين بما يسمح بتدفق الاستثمارات وتوطيد العلاقات بين الشركات الصينية ومثيلتها في مصر، وزيادة الاستثمارات، وتعزيز التعاون بين شركات القطاع الخاص في الدولتين، والاهتمام بالتصنيع المحلي بما يحقق الاستفادة للشركات الصغيرة والمتوسطة في مجال تكنولوجيا المعلومات.
واستعرض الوزير ياسر القاضى خلال اللقاء عددًا من الأنشطة المختلفة والمبادرات التي تنفذها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مجالات: تصميم وصناعة الالكترونيات، وعمليات إحلال الكابلات النحاس بالفايبر، وفي هذا المجال أوضح الوزير الصيني أن الشركة الصينية للاتصالات بالتعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات لديها مشروع لربط القارة الأفريقية بكابلات الفايبر، الأمر الذي لاقى ترحيبًا من القاضي الذي وعد بدراسة هذا المشروع والمشاركة فيه.
كما أبدت الشركة الصينية للاتصالات التي حضر ممثلون عنها اللقاء رغبتها في الاستثمار في مصر مؤكدة على أن لديها خططا للاستثمار في مشروعات كابلات الفايبر والبنية التحتية، وكذلك مجالات التصنيع وخدمات الجيل الرابع.
كما التقى القاضي مع زاهو ريديان، رئيس الشركة الصينية الدولية لإنشاءات الاتصالات citcc وعدد من القيادات التنفيذية بالشركة، وخلال اللقاء تم توقيع مذكرة تفاهم للتعاون في مجالات الجيل الرابع وبناء القدرات والمناطق التكنولوجية وتقنياتLTE.
كما شهد الوزير توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وهيئة البريد الصيني.. وقعها أحمد صالح نائب رئيس الهيئة القومية للبريد لشئون الاستثمار مع ما جونشنغ المدير العام لمصلحة البريد في الصين، حيث تتضمن بنود الاتفاقية تسهيل تبادل الخبرات والتعاون في مجال قطاع البريد بهدف تعزيز التنمية المشتركة لصناعة البريد، وتحسين جودة الخدمات البريدية لتلبية احتياجات المستخدمين في البلدين.
وقد اتفق الجانبان على عقد اجتماع رفيع المستوي لمتابعة آخر التطورات والخبرات المتبادلة الخاصة بالخدمات البريدية في البلدين، وتنظيم أنشطة تدريبية مشتركة متعلقة بالقوانين التنظيمية للبريد، وحماية وتأمين الشبكة البريدية، والتجارة الإلكترونية والمجالات المتخصصة الأخرى.