أسامة الشريف..لغز عودة رجل جمال مبارك

• يخطط للسيطرة على قناة السويس الجديدة عبر شركة "سونكر" ..وشريف اسماعيل اشرف بنفسه على صفقاته الاخيرة مع سحر نصر
• تزوج من عارضة أزياء تصغره بـ 36 عاما .. وحفل زفافه تكلف ملايين اليورهات بأفخم فنادق العالم
• الملياردير الغامض خدع حكومة نظيف وباع امتياز استغلال ميناء العين السخنة لموانى دبى بـ800 مليون دولار
• أسس أمبراطورية اقتصادية "مشبوهة" واعتمد على شركات الأوف شور لخداع الجهات الرقابية
واحدا تلو الأخر يعود رجال اعمال جمال مبارك إلى الظهور على الساحة الاقتصادية من جديد مستغلين سوء الأحوال الاقتصادية التى تمر بها البلاد فى الفترة الاخيرة وقلة حيلة الحكومة الحالية على طرح فرص استثمارية حقيقية تضمن حقوق الدولة وتقنع المستثمرين الأجانب بمستقبل الاستثمار فى مصر.
رجال أعمال دولة مبارك الذين اعتادوا على "التكويش" عادوا وبنفس افكارهم وسياساتهم القديمة مشمرين عن سواعدهم للانقضاض على ما تبقى من خيرات فشلوا فى جنيها قبل اندلاع الثورة.. فراحوا يملون شروطهم على الحكومات المتعاقبة لضخ أموالهم التى نهبوها من جيوب المصريين من جديد.
رجل الأعمال أسامة الشريف ذو الأصول الفلسطينية واحدا من بين هؤلاء الذين عادوا الى الساحة الاقتصادية بعد أن نجح فى "لى" ذراع حكومة المهندس شريف اسماعيل وتطويقها بعدد من قضايا التحكيم الدولى، لترضخ من بعدها الحكومة وتوافق على تفعيل اتفاق تمويل مشروع محطة "سونكر" للصب السائل بميناء السخنة.
"الموجز" تفتح ملف رجل أعمال جمال مبارك وصديقه المقرب، بداية من استحواذه على ميناء العين السخنة ثم بيعه لموانى دبى، مرورا بصفقاته القذرة مع رجال مبارك ووزرائه حتى قيام ثورة يناير ثم عودته من جديد الى عالم المال والأعمال من خلال شركة "سونكر".
العودة من جديد
منذ أيام، أعلنت حكومة المهندس شريف إسماعيل، تفعيل اتفاق تمويل مشروع محطة "سونكر" للصب السائل بميناء السخنة، بإستثمار أجنبى مباشر يبلغ 500 مليون دولار، بما يعادل 10 مليارات جنية، ومثل الحكومة المصرية فى التوقيع على الاتفاق الفريق مهاب مميش، رئيس الهيئة العامة لقناة السويس، ورجل الأعمال أسامة الشريف، العضو المنتدب لشركة سونكر.
الأدهى والأمر أن بيان الحكومة، أكد أن الاتفاق جاء نتيجة مجهود مكثف لجذب ودعم الاستثمار الأجنبى فى مجال الطاقة، كما أنه جاء نتيجة الجهود الحثيثة لوزارة الاستثمار والتعاون الدولى بقيادة الدكتورة سحر نصر والتى تسعى لتحقيق معدلات النمو المستهدفة للبلاد، مؤكدة أن تمويل هذا المشروع الأستراتيجى ثقة هذه المؤسسات المالية الكبرى فى صلابة الأقتصاد المصرى وفى شركة اميرال، المستثمر الرئيسى فى محطة سونكر للصب السائل، لما لها من تاريخ ناجح فى ادارة المشروعات اللوجيستية على مدى العقدين الماضيين.
بيان الحكومة الذى يبالغ فى مدح رجل الأعمال " أسامة الشريف"، دفع العضو المنتدب لشركة سونكر لتأكيد على إن الحكومة المصرية قد وضعت خطط جادة ومدروسة للنهوض بالاقتصاد المصرى وبدأت بالفعل فى اتخاذ خطوات هائلة لجذب الاستثمار الاجنبى من خلال عدد من المشاريع العملاقة فى مختلف المجالات، موضحا أنه بانتهاء جميع مراحل محطة الصب السائل ستتحول منطقة البحر الأحمر إلى مركز اقليمى لتموين السفن ولتداول المواد البترولية فى منطقة الشرق الأوسط وشرق أفريقيا.
اتفاق الحكومة الأخير مع "الشريف"، سبقه سلسلة اجتماعات ومفاوضات اعادة "صديق جمال مبارك" مرة أخرى الى عالم مشاهير البيزنس، حيث سبق وأن أعلنت وزارة التعاون الدولى، عن تنازل الربان أسامة الشريف، رئيس مجموعة شركات "أميرال"، عن قضايا التحكيم الثلاثة المرفوعة ضد الحكومة المصرية أمام "الأكسيد"، مضيفة أن قرار التنزال يتزامن مع انطلاق فعاليات المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ، مما يعكس مدى الثقة فى التوجهات الاقتصادية للإدارة المصرية الحالية.
وأضافت وزارة التعاون الدولى، أن قرار تنازل الربان أسامة الشريف يسدل الستار على 3 قضايا تحكيمية كانت ستكلف الدولة أكثر من 800 مليون دولار حال استكمالها، بالإضافة إلى ضياع استثمارات حقيقية تصل إلى مليار دولار، مشيرة إلى أنه وفور تنازل الشريف، عن القضايا التحكيمية الثلاث، بدأ فى استكمال المشروعات المتوقفة منذ سنوات خاصة مشروع "استيراد الغاز المسال".
قصة صعود الملياردير
يمتلك رجل الأعمال اسامة الشريف سجلا حافلا من الكوارث الاقتصادية الكفيلة بالقبض عليه وإحالته الى محكمة الجنايات نهب المال العام.. فبداية لمعان اسم "الشريف" بوسائل الإعلام جاءت من داخل مكتب النائب العام، حيث تقدم محمد عصمت السادات ببلاغ الى النائب العام فى أواخر عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك، سرد فيه قصة صعود "الشريف" والتى تتلخص فى استغلاله لعلاقته برجل الأعمال عمر طنطاوي، أمين الحزب الوطنى بالسويس، والذى ساعده وسهل له الحصول على عقود الامتياز لإنشاء وتشغيل مشروعات تقدر الاستثمارات بها بمليارات الجنيهات.
وأوضح البلاغ أن علاقات "الشريف" مكنته من توقيع عقود مجحفة للحكومة ما كان سببا فى ضياع ملايين الجنيهات على الخزانة العامة والتى كان منها العقد المؤرخ فى فبراير 1999 والتى منحت بموجبه هيئة موانى البحر الأحمر أسامة الشريف امتياز إنشاء وإدارة واستغلال محطات الحاويات والبضائع العامة والصب الجاف بالحوض الأول لميناء شمال العين السخنة بنظام حق الانتفاع (B.O.T) لمدة 25 عاما، موضحا أن "الشريف" كان من قبل هذا العقد قد أسس شركة تنمية السخنة خصيصاً لذلك الغرض وحصل على هذا الامتياز بالأمر المباشر.
كشفت المستندات كذلك الى أن رجل الأعمال المدلل لوزراء مبارك نجح فى فبراير 2008 فى ببيع 90 % من أسهم شركة تنمية السخنة المالكة للامتياز لمجموعة موانى دبى العالمية بقيمة 670 مليون دولار، بعدما كان حصل على هذا الامتياز بدون مقابل تقريبا.
امبراطورية الشريف
نجاح "الشريف" فى التقرب الى رجال أعمال مبارك ومنهم الى جمال مبارك مكنه من تأسيس امبراطورية اقتصادية ضخمة داخل مصر وخارجها.. ففى مصر تعود قصة صعوده الى عام 1999، حين أسس شركة "المصرية لتداول الحاويات"_ الناتجة عن تحالف شركة أميرال هولدنج التى يمتلكها "الشريف" و كذلك احد رجال الأعمال المصرين_، فى عام ٢٠٠٣، أسس "الشريف" شركة «سونكر» شركة مساهمة مصرية تعمل بنظام المناطق الحرة لتموين السفن.
بعد تأسيس المصرية لتداول الحاويات_ التى سعى من خلالها "الشريف" لإخفاء «شركة أميرال هولدنجز» سيئة السمعة والتى ارتبط أسمها بغسيل الاموال_ التي تديرها فعليا «أميرال هولدنجز » أسست شركة مساهمة مصرية جديدة تابعة لها باسم «تنمية العين السخنة»، والتى تملك" المصرية لتداول الحاويات" فيها ٩٠٪ من رأسمالها، وأسامة الشريف بشكل شخصى الـ١٠٪ الباقية، ولا يظهر فيها أسم «أميرال هولدنجز» بأى شكل من الأشكال، كنوع من أنواع "الاختفاء والمراوغة" لعدم تعقبه كما هو متبع شركات الاوف شور.
نتيجة الشركات المتداخلة، نجح الشريف عام ٢٠٠١ فى حصول شركة تنمية العين السخنة على عقد امتياز إدارة الميناء الجديد لمدة ٢٥ عاما مقابل بضعة ملايين من الجنيهات سنويا، لتتمكن بعد ذلك شركة تنمية العين السخنة بيع هذا العقد لشركة موانئ دبى في عام ٢٠٠٨ ولم يبق من منه إلا ١٨ عاما فقط، بـ«٨٠٠ مليون دولار» دون أن تكون دفعت فيه مليما واحدا، الأدهى والأمر، أن من ضمن بنود العقد عدم السماح للحكومة المصرية طرح أي مناقصات لإقامة موانئ على البحر الأحمر إلا بعد موافقته شخصيا.
ولان "الشريف" اسس شركة تنمية العين السخنة والتى بدورها كانت قد أسست شركة «سونكر» في عام ٢٠٠٣ مع الحكومة المصرية، وبالتحديد مع وزارة المالية التى تستحوذ على ١٢٪، وبنك الاستثمار القومى ١٢٪، شركة مصر للبترول ١٥٪، الجمعية التعاونية للبترول ١٠٪، تحولت الحكومة المصرية الى شريك داخل شركة مساهمة مصرية، من بطن شركة مساهمة مصرية، مكونها الرئيسى شركة أوف شور، وهو ما يحرمه القانون المصرى، وبذلك نجح "رجل الأعمال الغامض فى توريط الحكومة المصرية فى اعمال مشبوهة بقبولها على مشاركته فى شركة سيئة السمعة، وهو ما يفسر إصرار وزير المالية وقتها بطرس غالى في عام ٢٠٠٩ على أن يستصدر قانونا سمى قانون «الشراكة بين القطاع العام والخاص» تعبر عليه شركات «الأوف شور» إلى المال العام، إلا أن تدخل جهات عليا لغلق هذا الملف حال دون تمرير القانون بسبب خطورة هذا النوع من الشركات على الاقتصاد القومى.
على مدار هذه الفترة احتكرت هذه الشركة تموين السفن واستيراد المواد البترولية وتجارتها والحصول على مناقصات بالأمر المباشر من كل هيئات ومؤسسات الدولة باعتبارها شركة مملوكة للحكومة.. وبفضل عقود الحكومة والامتيازات التي منحتها لشركة سونكر، رفعت "سونكر" قيمتها السوقية لما يزيد على مائتى ضعف قيمتها الحقيقية في سنوات قليلة، وذلك بعد أن تمكنت لسنوات من استغلال منشآت ومستودعات الجمعية التعاونية للبترول وشركة مصر للبترول باعتبارهما شريكين.
القيمة السوقية لـ"سونكر" مكنت أسامة الشريف من التنازل مرتين عن حصة منها، المرة الأولى ٢٥ ٪ لشركة فيتول العالمية مقابل ٢٥٠ مليون دولار، لم يدخل منها مصر دولار واحد، وكلها ذهبت إلى أميرال هولدنجز، ولم ينفذ عقد البيع لأسباب مجهولة، والمبلغ مازال معلقا، وفى المرة الثانية في عام ٢٠٠٩ باع نفس النسبة (٢٥٪) لشركة أويل تانكينج وأيضا بـ٢٥٠ مليون دولار، لم تر الحكومة المصرية بنسا واحدا منها.
الضحك على الحكومة
استطاع "الشريف" والذى لا يحظى بأى شئ من أسمه، الضحك على حكومة المهندس احمد نظيف الذكية فى صفقة ميناء العين السخنة لأكثر من مرة، بفضل عقد الامتياز المجحف الذى جعل منه ملكا على موقع استراتيجى واقتصادى هام.. فامتياز إدارة وتشغيل ميناء العين السخنة كان مملوكًا له حتى تمكن من بيع امتياز الميناء كله لشركة مواني دبي العالمية بعام 2008 وكان المفترض أن ما يحق له بيعه هو محطة الحاويات بميناء العين السخنة فقط ولكنه باع محطة تموين السفن والوقود وتداول الحيوانات الحية ومحطة البضائع العامة، وذلك على سند من القول أن العقد لم يكن هناك به ما يلزمه ببيع محطة الحاويات فقط، ومنذ تلك اللحظة دخلت الحكومة المصرية في نزاع قضائي ضد أسامة الشريف تحول إلى قضية دولية ونزاع آخر مع شركة مواني دبي الدولية التي أنشأت شركة لإدارة وتشغيل الميناء أسمتها مواني دبي السخنة.
علاقته بجمال مبارك
روج "الشريف" لنفسه خلال عهد مبارك، انه مقرب لرجال النظام المباركى وأنه على شراكة معهم فى جميع أعماله ليتمكن من توسيع عدد شركاته واستثماراته مع الحكومة ووزرائها المختلفين..فبفضل علاقته الوطيدة برجل الأعمال عمرو طنطاوى صديق جمال مبارك حصل على امتياز إنشاء وتشغيل محطة الصب السائل الثانية بميناء شرق بورسعيد على مساحة 500 ألف متر مربع لتخزين وتداول المنتجات البترولية وتموين السفن بالوقود مقابل رسوم شهرية يدفعها لهيئة الموانئ عن كل متر، ونص العقد على امتياز إدارة الميناء الجديد لمدة ٢٥ عاما، كما عهد "الشريف" على استقدام رجال الحزب الوطنى كمستشارين بشركاته، مدعيا تجنيد العديد من رجال السلطة والمقربين لمبارك ليوحي للجميع أنه ممثل مؤسسة الرئاسة وأبناء الرئيس في إدارة الشركات.
زواجه مع عارضة الأزياء العالمية زينيا ديلى
تزوج رجل الأعمال المصرى ذو الأصول الأردنية أسامة الشريف العام الماضى من عارضة الأزياء العالمية زينيا ديلى فى حفل زفاف استمرت مراسمه لعدة أيام على جزيرة سانتورينى اليونانية، فى حفلا حضره 150 ضيفا أغلبهم من أهل وأصدقاء العروس.
ورغم فارق العمر بين الزوجين الذى يصل إلى 36 عاما، فالعريس فى عامه الـ62 بينما لم تتجاوز العروس الـ26 عاما، لم يمنعهما من إقامة حفل زفاف رائع فى قرية بيرجوس بجزيرة سانتورينى وبالتحديد فى مطعم (سانتو وينرى) الذى يعد واحدا من أشهر الأماكن فى الجزيرة لإقامة الأفراح حيث يقع فى أعلى نقطة بالجزيرة ويتضمن إطلالة رائعة على البحر.
ديكورات حفل الزفاف اعتمدت بشكل أساسى على زهور الأوركيدا، وتورتة الزفاف تكلفت 5 آلاف يورو، وبحسب الصحافة اليونانية، التقى العروسان خلال فبراير الماضى فى لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية ووقع الملياردير المصرى فى غرام عارضة الأزياء المولودوفيا وبدأت قصة الحب بينهما، وعلى الفور طلب أسامة من زينيا الزواج فوافقت على الفور، بعدها نشرت عارضة الأزياء صورة لها على الانستجرام وأوضحت فى التعليق أنها تلقت هدية عبارة عن سيارة من طراز بنتلى وخاتم خطوبة، وبحسب المواقع الإلكترونية انهال العريس على عروسه بالهدايا الماسية، كما أعطاها سيارة مازيراتى حمراء، بخلاف هدايا أخرى انهالت عليها قبل الزفاف.
وبحسب موقع GreekOrbis فان العريس قد حجز لضيوف حفل الزفاف فى مجموعة من أفخم الفنادق اليونانية للإقامة فيها أثناء حضور حفل الزفاف بما فى ذلك فندق (ميستيك) الذى يعد من أجمل 20 فندقا فى القارة الأوروبية.. وبعد حفل الزفاف اتجه العروسان فى رحلة عبر أوروبا ضمت ثلاثة بلاد هى سويسرا وفرنسا والبرتغال، وقد حرص العروسان على قضاء عدة أيام فى جزيرة سانتورينى قبل القيام بهذه الجولة الأوروبية.
وتعد زينيا ديلى أشهر عارضة أزياء فى مولدافيا وهى دولة صغيرة تقع فى شرق أوروبا بين أوكرانيا ورومانيا، وظهرت على أغلفة العديد من المجلات الشهيرة، وانضمت لقائمة عارضة أزياء فكتوريا سيكريت، كما شاركت فى تصوير العديد من الأغانى الشهيرة.
زينيا درست الأدب وخططت للعمل كمدرسة، ولكنها التحقت بإحدى مدارس عروض الأزياء وفى تلك الأثناء اشتركت فى مسابقة لإحدى شركات المايوهات ووقع الاختيار عليها كى تمثل الشركة فى حملة دعائية، بعد ذلك التقت مع المصور جافين أونيل الذى التقط لها مجموعة من الصور التى ساعدتها فى الحصول على عقد مع إحدى وكالات عارضات الأزياء الأمريكية، وفى عام 2010 انتقلت زينيا إلى أمريكا.
وظهرت زينيا على أغلفة العديد من المجلات مثل بلاى بوى، إف إم دى، كما ظهرت صورها فى العديد من المجلات الشهيرة مثل فوج وماكسيم، وفى عام 2012 ظهرت زينيا فى صور جريئة بمجلة لاف كات.. لعارضة الأزياء تجربة تمثيلية وحيدة حيث شاركت فى إحدى حلقات المسلسل الكوميدى الشهير (مشروع ماندى) وتسعى فى الفترة القادمة.
• تزوج من عارضة أزياء تصغره بـ 36 عاما .. وحفل زفافه تكلف ملايين اليورهات بأفخم فنادق العالم
• الملياردير الغامض خدع حكومة نظيف وباع امتياز استغلال ميناء العين السخنة لموانى دبى بـ800 مليون دولار
• أسس أمبراطورية اقتصادية "مشبوهة" واعتمد على شركات الأوف شور لخداع الجهات الرقابية
واحدا تلو الأخر يعود رجال اعمال جمال مبارك إلى الظهور على الساحة الاقتصادية من جديد مستغلين سوء الأحوال الاقتصادية التى تمر بها البلاد فى الفترة الاخيرة وقلة حيلة الحكومة الحالية على طرح فرص استثمارية حقيقية تضمن حقوق الدولة وتقنع المستثمرين الأجانب بمستقبل الاستثمار فى مصر.
رجال أعمال دولة مبارك الذين اعتادوا على "التكويش" عادوا وبنفس افكارهم وسياساتهم القديمة مشمرين عن سواعدهم للانقضاض على ما تبقى من خيرات فشلوا فى جنيها قبل اندلاع الثورة.. فراحوا يملون شروطهم على الحكومات المتعاقبة لضخ أموالهم التى نهبوها من جيوب المصريين من جديد.
رجل الأعمال أسامة الشريف ذو الأصول الفلسطينية واحدا من بين هؤلاء الذين عادوا الى الساحة الاقتصادية بعد أن نجح فى "لى" ذراع حكومة المهندس شريف اسماعيل وتطويقها بعدد من قضايا التحكيم الدولى، لترضخ من بعدها الحكومة وتوافق على تفعيل اتفاق تمويل مشروع محطة "سونكر" للصب السائل بميناء السخنة.
"الموجز" تفتح ملف رجل أعمال جمال مبارك وصديقه المقرب، بداية من استحواذه على ميناء العين السخنة ثم بيعه لموانى دبى، مرورا بصفقاته القذرة مع رجال مبارك ووزرائه حتى قيام ثورة يناير ثم عودته من جديد الى عالم المال والأعمال من خلال شركة "سونكر".
العودة من جديد
منذ أيام، أعلنت حكومة المهندس شريف إسماعيل، تفعيل اتفاق تمويل مشروع محطة "سونكر" للصب السائل بميناء السخنة، بإستثمار أجنبى مباشر يبلغ 500 مليون دولار، بما يعادل 10 مليارات جنية، ومثل الحكومة المصرية فى التوقيع على الاتفاق الفريق مهاب مميش، رئيس الهيئة العامة لقناة السويس، ورجل الأعمال أسامة الشريف، العضو المنتدب لشركة سونكر.
الأدهى والأمر أن بيان الحكومة، أكد أن الاتفاق جاء نتيجة مجهود مكثف لجذب ودعم الاستثمار الأجنبى فى مجال الطاقة، كما أنه جاء نتيجة الجهود الحثيثة لوزارة الاستثمار والتعاون الدولى بقيادة الدكتورة سحر نصر والتى تسعى لتحقيق معدلات النمو المستهدفة للبلاد، مؤكدة أن تمويل هذا المشروع الأستراتيجى ثقة هذه المؤسسات المالية الكبرى فى صلابة الأقتصاد المصرى وفى شركة اميرال، المستثمر الرئيسى فى محطة سونكر للصب السائل، لما لها من تاريخ ناجح فى ادارة المشروعات اللوجيستية على مدى العقدين الماضيين.
بيان الحكومة الذى يبالغ فى مدح رجل الأعمال " أسامة الشريف"، دفع العضو المنتدب لشركة سونكر لتأكيد على إن الحكومة المصرية قد وضعت خطط جادة ومدروسة للنهوض بالاقتصاد المصرى وبدأت بالفعل فى اتخاذ خطوات هائلة لجذب الاستثمار الاجنبى من خلال عدد من المشاريع العملاقة فى مختلف المجالات، موضحا أنه بانتهاء جميع مراحل محطة الصب السائل ستتحول منطقة البحر الأحمر إلى مركز اقليمى لتموين السفن ولتداول المواد البترولية فى منطقة الشرق الأوسط وشرق أفريقيا.
اتفاق الحكومة الأخير مع "الشريف"، سبقه سلسلة اجتماعات ومفاوضات اعادة "صديق جمال مبارك" مرة أخرى الى عالم مشاهير البيزنس، حيث سبق وأن أعلنت وزارة التعاون الدولى، عن تنازل الربان أسامة الشريف، رئيس مجموعة شركات "أميرال"، عن قضايا التحكيم الثلاثة المرفوعة ضد الحكومة المصرية أمام "الأكسيد"، مضيفة أن قرار التنزال يتزامن مع انطلاق فعاليات المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ، مما يعكس مدى الثقة فى التوجهات الاقتصادية للإدارة المصرية الحالية.
وأضافت وزارة التعاون الدولى، أن قرار تنازل الربان أسامة الشريف يسدل الستار على 3 قضايا تحكيمية كانت ستكلف الدولة أكثر من 800 مليون دولار حال استكمالها، بالإضافة إلى ضياع استثمارات حقيقية تصل إلى مليار دولار، مشيرة إلى أنه وفور تنازل الشريف، عن القضايا التحكيمية الثلاث، بدأ فى استكمال المشروعات المتوقفة منذ سنوات خاصة مشروع "استيراد الغاز المسال".
قصة صعود الملياردير
يمتلك رجل الأعمال اسامة الشريف سجلا حافلا من الكوارث الاقتصادية الكفيلة بالقبض عليه وإحالته الى محكمة الجنايات نهب المال العام.. فبداية لمعان اسم "الشريف" بوسائل الإعلام جاءت من داخل مكتب النائب العام، حيث تقدم محمد عصمت السادات ببلاغ الى النائب العام فى أواخر عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك، سرد فيه قصة صعود "الشريف" والتى تتلخص فى استغلاله لعلاقته برجل الأعمال عمر طنطاوي، أمين الحزب الوطنى بالسويس، والذى ساعده وسهل له الحصول على عقود الامتياز لإنشاء وتشغيل مشروعات تقدر الاستثمارات بها بمليارات الجنيهات.
وأوضح البلاغ أن علاقات "الشريف" مكنته من توقيع عقود مجحفة للحكومة ما كان سببا فى ضياع ملايين الجنيهات على الخزانة العامة والتى كان منها العقد المؤرخ فى فبراير 1999 والتى منحت بموجبه هيئة موانى البحر الأحمر أسامة الشريف امتياز إنشاء وإدارة واستغلال محطات الحاويات والبضائع العامة والصب الجاف بالحوض الأول لميناء شمال العين السخنة بنظام حق الانتفاع (B.O.T) لمدة 25 عاما، موضحا أن "الشريف" كان من قبل هذا العقد قد أسس شركة تنمية السخنة خصيصاً لذلك الغرض وحصل على هذا الامتياز بالأمر المباشر.
كشفت المستندات كذلك الى أن رجل الأعمال المدلل لوزراء مبارك نجح فى فبراير 2008 فى ببيع 90 % من أسهم شركة تنمية السخنة المالكة للامتياز لمجموعة موانى دبى العالمية بقيمة 670 مليون دولار، بعدما كان حصل على هذا الامتياز بدون مقابل تقريبا.
امبراطورية الشريف
نجاح "الشريف" فى التقرب الى رجال أعمال مبارك ومنهم الى جمال مبارك مكنه من تأسيس امبراطورية اقتصادية ضخمة داخل مصر وخارجها.. ففى مصر تعود قصة صعوده الى عام 1999، حين أسس شركة "المصرية لتداول الحاويات"_ الناتجة عن تحالف شركة أميرال هولدنج التى يمتلكها "الشريف" و كذلك احد رجال الأعمال المصرين_، فى عام ٢٠٠٣، أسس "الشريف" شركة «سونكر» شركة مساهمة مصرية تعمل بنظام المناطق الحرة لتموين السفن.
بعد تأسيس المصرية لتداول الحاويات_ التى سعى من خلالها "الشريف" لإخفاء «شركة أميرال هولدنجز» سيئة السمعة والتى ارتبط أسمها بغسيل الاموال_ التي تديرها فعليا «أميرال هولدنجز » أسست شركة مساهمة مصرية جديدة تابعة لها باسم «تنمية العين السخنة»، والتى تملك" المصرية لتداول الحاويات" فيها ٩٠٪ من رأسمالها، وأسامة الشريف بشكل شخصى الـ١٠٪ الباقية، ولا يظهر فيها أسم «أميرال هولدنجز» بأى شكل من الأشكال، كنوع من أنواع "الاختفاء والمراوغة" لعدم تعقبه كما هو متبع شركات الاوف شور.
نتيجة الشركات المتداخلة، نجح الشريف عام ٢٠٠١ فى حصول شركة تنمية العين السخنة على عقد امتياز إدارة الميناء الجديد لمدة ٢٥ عاما مقابل بضعة ملايين من الجنيهات سنويا، لتتمكن بعد ذلك شركة تنمية العين السخنة بيع هذا العقد لشركة موانئ دبى في عام ٢٠٠٨ ولم يبق من منه إلا ١٨ عاما فقط، بـ«٨٠٠ مليون دولار» دون أن تكون دفعت فيه مليما واحدا، الأدهى والأمر، أن من ضمن بنود العقد عدم السماح للحكومة المصرية طرح أي مناقصات لإقامة موانئ على البحر الأحمر إلا بعد موافقته شخصيا.
ولان "الشريف" اسس شركة تنمية العين السخنة والتى بدورها كانت قد أسست شركة «سونكر» في عام ٢٠٠٣ مع الحكومة المصرية، وبالتحديد مع وزارة المالية التى تستحوذ على ١٢٪، وبنك الاستثمار القومى ١٢٪، شركة مصر للبترول ١٥٪، الجمعية التعاونية للبترول ١٠٪، تحولت الحكومة المصرية الى شريك داخل شركة مساهمة مصرية، من بطن شركة مساهمة مصرية، مكونها الرئيسى شركة أوف شور، وهو ما يحرمه القانون المصرى، وبذلك نجح "رجل الأعمال الغامض فى توريط الحكومة المصرية فى اعمال مشبوهة بقبولها على مشاركته فى شركة سيئة السمعة، وهو ما يفسر إصرار وزير المالية وقتها بطرس غالى في عام ٢٠٠٩ على أن يستصدر قانونا سمى قانون «الشراكة بين القطاع العام والخاص» تعبر عليه شركات «الأوف شور» إلى المال العام، إلا أن تدخل جهات عليا لغلق هذا الملف حال دون تمرير القانون بسبب خطورة هذا النوع من الشركات على الاقتصاد القومى.
على مدار هذه الفترة احتكرت هذه الشركة تموين السفن واستيراد المواد البترولية وتجارتها والحصول على مناقصات بالأمر المباشر من كل هيئات ومؤسسات الدولة باعتبارها شركة مملوكة للحكومة.. وبفضل عقود الحكومة والامتيازات التي منحتها لشركة سونكر، رفعت "سونكر" قيمتها السوقية لما يزيد على مائتى ضعف قيمتها الحقيقية في سنوات قليلة، وذلك بعد أن تمكنت لسنوات من استغلال منشآت ومستودعات الجمعية التعاونية للبترول وشركة مصر للبترول باعتبارهما شريكين.
القيمة السوقية لـ"سونكر" مكنت أسامة الشريف من التنازل مرتين عن حصة منها، المرة الأولى ٢٥ ٪ لشركة فيتول العالمية مقابل ٢٥٠ مليون دولار، لم يدخل منها مصر دولار واحد، وكلها ذهبت إلى أميرال هولدنجز، ولم ينفذ عقد البيع لأسباب مجهولة، والمبلغ مازال معلقا، وفى المرة الثانية في عام ٢٠٠٩ باع نفس النسبة (٢٥٪) لشركة أويل تانكينج وأيضا بـ٢٥٠ مليون دولار، لم تر الحكومة المصرية بنسا واحدا منها.
الضحك على الحكومة
استطاع "الشريف" والذى لا يحظى بأى شئ من أسمه، الضحك على حكومة المهندس احمد نظيف الذكية فى صفقة ميناء العين السخنة لأكثر من مرة، بفضل عقد الامتياز المجحف الذى جعل منه ملكا على موقع استراتيجى واقتصادى هام.. فامتياز إدارة وتشغيل ميناء العين السخنة كان مملوكًا له حتى تمكن من بيع امتياز الميناء كله لشركة مواني دبي العالمية بعام 2008 وكان المفترض أن ما يحق له بيعه هو محطة الحاويات بميناء العين السخنة فقط ولكنه باع محطة تموين السفن والوقود وتداول الحيوانات الحية ومحطة البضائع العامة، وذلك على سند من القول أن العقد لم يكن هناك به ما يلزمه ببيع محطة الحاويات فقط، ومنذ تلك اللحظة دخلت الحكومة المصرية في نزاع قضائي ضد أسامة الشريف تحول إلى قضية دولية ونزاع آخر مع شركة مواني دبي الدولية التي أنشأت شركة لإدارة وتشغيل الميناء أسمتها مواني دبي السخنة.
علاقته بجمال مبارك
روج "الشريف" لنفسه خلال عهد مبارك، انه مقرب لرجال النظام المباركى وأنه على شراكة معهم فى جميع أعماله ليتمكن من توسيع عدد شركاته واستثماراته مع الحكومة ووزرائها المختلفين..فبفضل علاقته الوطيدة برجل الأعمال عمرو طنطاوى صديق جمال مبارك حصل على امتياز إنشاء وتشغيل محطة الصب السائل الثانية بميناء شرق بورسعيد على مساحة 500 ألف متر مربع لتخزين وتداول المنتجات البترولية وتموين السفن بالوقود مقابل رسوم شهرية يدفعها لهيئة الموانئ عن كل متر، ونص العقد على امتياز إدارة الميناء الجديد لمدة ٢٥ عاما، كما عهد "الشريف" على استقدام رجال الحزب الوطنى كمستشارين بشركاته، مدعيا تجنيد العديد من رجال السلطة والمقربين لمبارك ليوحي للجميع أنه ممثل مؤسسة الرئاسة وأبناء الرئيس في إدارة الشركات.
زواجه مع عارضة الأزياء العالمية زينيا ديلى
تزوج رجل الأعمال المصرى ذو الأصول الأردنية أسامة الشريف العام الماضى من عارضة الأزياء العالمية زينيا ديلى فى حفل زفاف استمرت مراسمه لعدة أيام على جزيرة سانتورينى اليونانية، فى حفلا حضره 150 ضيفا أغلبهم من أهل وأصدقاء العروس.
ورغم فارق العمر بين الزوجين الذى يصل إلى 36 عاما، فالعريس فى عامه الـ62 بينما لم تتجاوز العروس الـ26 عاما، لم يمنعهما من إقامة حفل زفاف رائع فى قرية بيرجوس بجزيرة سانتورينى وبالتحديد فى مطعم (سانتو وينرى) الذى يعد واحدا من أشهر الأماكن فى الجزيرة لإقامة الأفراح حيث يقع فى أعلى نقطة بالجزيرة ويتضمن إطلالة رائعة على البحر.
ديكورات حفل الزفاف اعتمدت بشكل أساسى على زهور الأوركيدا، وتورتة الزفاف تكلفت 5 آلاف يورو، وبحسب الصحافة اليونانية، التقى العروسان خلال فبراير الماضى فى لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية ووقع الملياردير المصرى فى غرام عارضة الأزياء المولودوفيا وبدأت قصة الحب بينهما، وعلى الفور طلب أسامة من زينيا الزواج فوافقت على الفور، بعدها نشرت عارضة الأزياء صورة لها على الانستجرام وأوضحت فى التعليق أنها تلقت هدية عبارة عن سيارة من طراز بنتلى وخاتم خطوبة، وبحسب المواقع الإلكترونية انهال العريس على عروسه بالهدايا الماسية، كما أعطاها سيارة مازيراتى حمراء، بخلاف هدايا أخرى انهالت عليها قبل الزفاف.
وبحسب موقع GreekOrbis فان العريس قد حجز لضيوف حفل الزفاف فى مجموعة من أفخم الفنادق اليونانية للإقامة فيها أثناء حضور حفل الزفاف بما فى ذلك فندق (ميستيك) الذى يعد من أجمل 20 فندقا فى القارة الأوروبية.. وبعد حفل الزفاف اتجه العروسان فى رحلة عبر أوروبا ضمت ثلاثة بلاد هى سويسرا وفرنسا والبرتغال، وقد حرص العروسان على قضاء عدة أيام فى جزيرة سانتورينى قبل القيام بهذه الجولة الأوروبية.
وتعد زينيا ديلى أشهر عارضة أزياء فى مولدافيا وهى دولة صغيرة تقع فى شرق أوروبا بين أوكرانيا ورومانيا، وظهرت على أغلفة العديد من المجلات الشهيرة، وانضمت لقائمة عارضة أزياء فكتوريا سيكريت، كما شاركت فى تصوير العديد من الأغانى الشهيرة.
زينيا درست الأدب وخططت للعمل كمدرسة، ولكنها التحقت بإحدى مدارس عروض الأزياء وفى تلك الأثناء اشتركت فى مسابقة لإحدى شركات المايوهات ووقع الاختيار عليها كى تمثل الشركة فى حملة دعائية، بعد ذلك التقت مع المصور جافين أونيل الذى التقط لها مجموعة من الصور التى ساعدتها فى الحصول على عقد مع إحدى وكالات عارضات الأزياء الأمريكية، وفى عام 2010 انتقلت زينيا إلى أمريكا.
وظهرت زينيا على أغلفة العديد من المجلات مثل بلاى بوى، إف إم دى، كما ظهرت صورها فى العديد من المجلات الشهيرة مثل فوج وماكسيم، وفى عام 2012 ظهرت زينيا فى صور جريئة بمجلة لاف كات.. لعارضة الأزياء تجربة تمثيلية وحيدة حيث شاركت فى إحدى حلقات المسلسل الكوميدى الشهير (مشروع ماندى) وتسعى فى الفترة القادمة.