مدير مستشفيات جامعة القاهرة يتحدث لـ”الموجز”: 3 مليون مريض يترددون علينا سنوياً

تعتبر مستشفيات جامعة القاهرة من أهم وأعرق المستشفيات الجامعية التي يقصدها المرضى من كافة الأقاليم المصرية لما تتمتع به من إمكانيات علاجية كبيرة وأطباء ماهرين تعلموا على أيدي شيوخ الطب فى مصر في كلية طب القصر العينى.
حول مستشفيات الجامعة وخطة تطويرها التى ستدخل حيز التنفيذ خلال بضعة أشهر يأتي هذا الحوار مع الدكتور أحمد صبحي مدير المستشفيات.
• بداية نود التعرف أكثر على مستشفيات جامعة القاهرة والكيانات الجديدة التي انضمت إليها؟
مستشفيات جامعة القاهرة كما هى المنيل الجامعى البحرى والقبلى والعمليات والطوارئ والنساء ومستشفى أبو الريش المنيرة للأطفال وأبو الريش اليابانى للأطفال أيضاً إضافة إلى مستشفى السموم ومستشفى الأمراض النفسية وهذه هي كل المستشفيات الموجودة لدينا.
هناك أيضاً مستشفى ثابت ثابت أحدث مستشفيات جامعة القاهرة والتى لم تنضم إلينا رسمياً حتى الآن لكنها ستنضم قريباً وسنبدأ بالتعامل معها فور استلامها.
• وماذا عن مستشفى 185 للطوارئ.. هي أيضاً حديثة أليس كذلك ؟
نعم .. افتتحنا 6 أدوار من مستشفى 185 للطوارئ والحروق ويتبقى 3 أدوار أخرى سيتم افتتاحها خلال شهر أو اثنين من الآن وستشمل المستشفى أكبر وحدة للحروق فى الشرق الأوسط بأكمله وسيكون بها أكبر عدد من الأسرة عدد كبير من المرضى إضافة إلى دور مخصص لوحدة الأمراض الصدرية للطوارئ ووحدة القلب للطوارئ.
• كم يبلغ عدد المرضى المتوافدين على المستشفيات يومياً ؟
مستشفيات جامعة القاهرة تخدم ملايين من أبناء الشعب المصري وبالتحديد حوالي 2 إلى 3 مليون مريض فى السنة بينما يتوافد على المستشفيات يومياً ملايين من الشعب المصرى ونحن على أتم استعداد لكى نؤدي دورنا ونوفر العلاج لجميع المرضى الذين يأتون إلينا.
قوائم الانتظار
• لكن لماذا هناك دائماً قوائم انتظار طويلة للمرضى فى مستشفيات القصر العينى ؟
نعم لدينا قوائم انتظار وهذا يعنى أن المصريين يثقون بنا ويفضلون أن يأتوا إلى القصر العينى عن أى مستشفى آخر وهذا ليس سببه أننا نعانى من نقص فى الإمكانيات وإنما نحن جهة موثوق بها وتقدم خدمة علاجية على أعلى مستوى ولهذا السبب فإن الإقبال شديد علينا وهذا اعتبره ميزة وليس عيباً.
• ولكن لماذا لا تطلبون منهم الذهاب لتلقى العلاج فى مستشفيات أخرى للتقليل من هذه القوائم؟
لا هذا مستحيل .. فقد تربينا منذ كنا نواب صغار ألا يغلق القصر العينى بابه فى وجه المرضى خاصة أنه قد يأتون إلينا من أقاصي الجنوب والشمال عبر سكة سفر طويلة ولا يصح أبداً بعد هذا العناء الذى تكبدونه أن أغلق الباب فى وجههم وأطلب منهم أن يذهبوا للبحث عن مكان آخر للعلاج حتى لو كانت الأماكن لدينا ضيقة أو مزدحمة فهذا لن يمنعني من قبوله لكن الحالات التى لا تعتبر طارئة نضطر لأن نعطيها مواعيد أخرى للعلاج حتى نترك مكاناً لحالة أخرى طارئة.
الميزانية والتمريض
• هل تكفى الميزانية المرصودة للمستشفيات تكلفة العلاج لكل هذا العدد من المرضى ؟
لا للأسف .. الميزانية التى نحصل عليها لا تغطى تكلفة علاج كل هذه الأعداد الكبيرة من المرضى بل لا تغطى 30 إلى 40% من احتياجاتنا ونعتمد فى تغطية باقى التكلفة على وحدات العلاج بأجر والتبرعات التى تأتى إلينا فالميزانية ضعيفة جداً ونحتاج لمضاعفتها حتى نتمكن من سد العجز
• ماذا عن التمريض .. وإلى أى مدى تعانى مستشفيات جامعة القاهرة من نقصه ؟
مشكلة نقص أعداد التمريض من أكبر المشكلات التى تواجهنا حيث لدينا عجز فى التمريض مابين 900 إلى 1000 ممرض.
• وكيف ستتغلبون على تلك المشكلة ؟
لكى نحل تلك المشكلة لجأنا لإنشاء مبنى متعدد الخدمات داخل القصر العينى سيكون به معامل بالإضافة إلى دور آخر كامل سيحتوى على مدرجات وسنعطيها لكلية التمريض حتى تتمكن من قبول أعداد أكبر من الطلاب لتخرجّهم لنا بعد ذلك حنى نتمكن من سد هذه الفجوة داخل القصر العينى لأن مستشفياته تحتاج لكل هذا العدد من التمريض فنحن للأسف لدينا عجز رهيب فى التمريض.
• ولماذا لا تلجأون لوزارة الصحة لتمدكم بعدد من التمريض لسد العجز؟
لا.. فنحن لا نتبع وزارة الصحة وإنما نتبع وزارة التعليم العالى لكن نقابة التمريض وفرّت لنا بعضاً منهم يعملون فى "شيفتات" إضافية ولكنهم أيضاً لا يغطون العدد الذى نحتاجه فنحن لدينا وحدات علاجية جديدة نحتاج لافتتاحها مثل وحدات الرعاية وغيرها وللأسف نقص التمريض يعطلنا عن ذلك.
• فى رأيك ما السبب الرئيسى فى تلك المشكلة التى تعانى منها كل مستشفيات مصر؟
السبب أن عدد المقبولين فى كلية التمريض قليل وعلى الدولة أن تسعى فيما بعد لزيادته ونحن فى قصر العينى بدأنا بذلك وسنساعد كلية التمريض من خلال مبنى الخدمات فى قبول أعداد أكبر بالإضافة لذلك فإننا بحاجة إلى زيادة رواتبهم وهذا ما كنا قد بدأنا فيه بالفعل منذ تطبيق كادر المهن الطبية على التمريض.
• هل هناك مشكلات أخرى تعانى منها المستشفيات؟
لدينا مشكلة أخرى فى الأمن فنحن الآن فى المستشفيات الحكومية نعتمد على الأمن الداخلى وهؤلاء أغلبهم موظفين إداريين وغير مدربين لمواجهة المشكلات التى تقع من أهل المرضى الذين يصرون على الدخول مع مريضهم وعادة ما يرون أن حالته الأخطر بين الحالات ويدخلون معه ويلجأون للعنف.. وللأسف تسبب إبعاد حرس وزارة الداخلية عن الجامعة فى أزمة كبيرة بالنسبة لنا.
• ولماذا لا تلجأون للتعاقد مع شركات الأمن الخاصة ؟
للأسف الميزانية تحكمنا فى ذلك فجميع شركات الأمن الخاصة التعاقد معها مكلف جداً.
خطة التطوير
• ماذا عن خطة تطوير مستشفيات قصر العينى التى تقدم بها الدكتور فتحى خضير ؟
منذ استلمنا المستشفيات منذ حوالي 3 سنوات مع العميد الحالى لكلية الطب الدكتور فتحى خضير وهناك خطة موضوعة لتطوير المستشفيات تتضمن ثلاثة محاور أولها الرسومات الهندسية وعمل تخيل للمشروع ثم توفير الميزانية الخاصة له ثم وضع خطة لصيانة المشروع حتى يستكمل وبناء عليه تم رسم خريطة للمستشفيات وهى عبارة عن المبنى الرئيسى الذي يقوم على 4 أدوار وموزع بأقسام مختلفة.
• وما هى العيوب التى كانت فى المبنى القديم ؟
المبنى القديم فى السابق كان يعانى من التوزيع السيئ حيث كانت وحدات الجراحة مع وحدات العظام مع الباطنة مع غيرها لكن وفقاً لمشروع التطوير الذى تقدم به العميد سيتم تغيير هذه المستشفيات العرضية إلى مستشفيات رأسية بحيث نقوم بجمع كل التخصصات فى 9 مستشفيات رأسية على أن تشمل كل مستشفى تخصص بعينه فمثلاً سنجمع أمراض القلب مع جراحات القلب المفتوح وجراحات المخ والأعصاب مع أمراض الأعصاب وأمراض العظام مع جراحات التجميل.
• مؤخراً صدق الرئيس عبد الفتاح السيسى على قرض سعودى لتطوير مستشفى قصر العينى .. هل هذه هى الميزانية ستعتمدون عليها فى التطوير ؟
نعم .. فقد وضعنا مشروع التطوير وقدمناه للحكومة التى وجهتنا بدورها إلى الحديث فيه مع الجانب السعودى وقد كان.. وأعجب الجانب السعودى بالمشروع ووافق عليه من بين كثير من المشروعات التى كانت مقدمة له حيث كان يرى أن تطوير القصر العينى من أهم المشروعات وبالفعل حصلنا على القرض السعودى وانتهت الإجراءات الخاصة به وكان آخرها القرار الجمهورى الذى أصدره الرئيس عبد الفتاح السيسى بالموافقة على القرض لكننا قبل الموافقة عبرنا شوطاً كبيراً من عرض المشروع على الوزارات المختصة ثم تم رفعه إلى رئاسة مجلس الوزراء ثم مجلس النواب ثم عاد مرة أخرى للوزارات ثم حصل على تصديق من وزارة الخارجية وتلى ذلك موافقة رئيس الجمهورية عليه.
• ومتى ستبدأون التنفيذ؟
الحمد لله ..بذلنا مجهوداً كبيراً انتهى بالنجاح وسنبدأ فى الخطوات التنفيذية خلال شهر أو اثنين من الآن ونحن الآن نعكف على إعداد المناقصة لنختار مكتباً استشارياً هندسياً سيحدد إذا ما كانت الرسومات الهندسية التى تقدمنا بها صحيحة أم تحتاج للتعديل وبعد ذلك سيقدم لنا الرسومات النهائية التى سنعمل عليها وهذا سيتم من خلال مناقصة مفتوحة وسيكون متاحاً لكل الشركات أن تتقدم لها والشركة التى سيقع عليها الاختيار ستبدأ بعد ذلك فى مرحلة التنفيذ.
• كان الدكتور فتحى خضير يطمح فى أن تتولى التنفيذ الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.. هل تم الاتفاق معها في هذا الشأن؟
لدينا ثقة كبيرة فى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ورأينا جميعاً كافة المشروعات العظيمة التى قامت بها وبالطبع نتشرف بالتعامل معها لكن فى النهاية القرار ليس قرارنا بمفردنا وإنما سنتقدم بالمشروع وننتظر الشركة التى ستسنده لها الدولة.
مسودة القانون
• كيف ترى المسودة الأخيرة لقانون المستشفيات الجامعية الجديد والتى وافق عليها مجلس الوزراء ؟
المسودة الجديدة للقانون ستخدم المستشفيات وغالباً ستظل المستشفيات تابعة للكليات ولن يحدث فصل بينهما وما يسعى القانون إليه هو إيجاد إطار تنظيمى للعمل داخل المستشفيات.
• ولكن هناك اعتراضات كثيرة على المسودة خاصة من المعاملون بالقانون 115 داخل المستشفيات .. ما رأيك؟
لا .. نحن فى قصر العينى لم نعين طبيباً ثالثاً أو أحد من المعاملين بهذا القانون منذ وقت طويل ولكن هناك منهم من كان موجوداً فى السابق ومازال ولا أعتقد أن القانون الجديد يمس بمصالحهم.
• ماذا عن تطوير باقى المستشفيات التى تقع خارج مبنى القصر العينى ؟
لدينا مستشفيات أخرى خارج المبنى الرئيسى وهى عبارة عن اثنين المستشفيات الخاصة بالأطفال هما أبو الريش اليابانى وأبو الريش المنيرة إضافة إلى مستشفى الطب الوقائى التى حصلت على منحة من اليابان وسيتم تطويرها لتصبح مبنى عيادات وقد حصلنا بالفعل على الموافقة والأرض موجودة لبناء المشروع وقريباً جداً سيتم التنفيذ وكذلك أبو الريش اليابانى والمنيرة حيث تم وضع الرسومات الهندسية لهما وقمنا بعمل حملة لجمع التبرعات وبالفعل سيبدأ تطويرهما قريباً أيضاً حيث سيتم الإسناد للشركة المكلفة بتطويرهما خلال هذا الشهر علماً بأن التطوير سيتم على مراحل.
• إذن هل سيغلق قصر العينى أبوابه حتى انتهاء مراحل التطوير؟
هذا هو التحدى الذى نحمله على عاتقنا فقصر العينى لا يجب أن يغلق بابه فى وجه المرضى حتى ولو كان يقوم بتطوير نفسه من أجلهم لذلك سنبدأ فى التطوير والعمل مستمر داخل المستشفيات حيث سنغلق أجزاءً معينة وننقل المرضى إلى أماكن أخرى بحيث نتمكن من تنفيذ التطوير دون أن نغلق المستشفيات وهذا سيحدث فى مستشفيات الأطفال وفى المبنى الرئيسى إضافة إلى مستشفى الباطنة التى نعكف الآن على إعداد الرسومات الهندسية لتطويرها وسيتم تنفيذ خطة تطويرها من خلال موازنة الدولة والفوائض المالية الموجودة لدينا.