غريغوريوس.. ضحية البابا شنودة الذي هز عرش تواضروس

= الكنيسة منعت بيع السيرة الذاتية له بمعرض الكتاب القبطي.. ومكتبته رفضت المشاركة بباقي إصداراته
الأنبا الراحل يستعرض في مذكراته الصراعات مع البطريرك السابق معه ويؤرخ لأهم فترات التحول الكنسي
= الأنبا موسي: "غريغوريوس" أستاذي ولكن هذه الأمور لها ظروف خاصة
= كمال زاخر : المصادرة والمنع لم تعد آلية ذات تأثير في عصر السماوات المفتوحة والثورة الرقمية
------------------------------------------------------------------------------------------------------------
شهد معرض الكتاب القبطي السادس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية الذي اختتم فاعلياته الأسبوع الماضي، حالة من الجدل على خلفية منع مؤلفات الأنبا غريغوريوس أسقف عام الدراسات اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمي من المشاركة في المعرض هذا العام الأمر الذي فجر من جديد أزمات الأنبا غريغوريوس داخل الكنيسة وخاصة معاركه الساخنة مع البابا شنودة الراحل والتي حملت كثيراً من الأسرار والحكايات التي ترصدها "الموجز" في السطور التالية.
كانت مكتبة الأنبا غريغوريوس قد أعلنت عدم المشاركة في المعرض هذا العام، وتقدمت باعتذار لقرائها قالت فيه "إن القائمين على المكتبة رفضوا تعليمات الأنبا موسى أسقف الشباب"، وبناءً عليه سحبت أسقفية الشباب اشتراك المكتبة، وانسحبت من المعرض رغم المشاركة في الأعوام الماضية، إذ عرض المعرض العام الماضي مساحة كبيرة لعرض مذكرات الأنبا الراحل والتي تصل إلى ٥٢ مجلد بالحجم الكبير، لاسيما أنها تلقى رواجًا لأنها تؤرخ لفترة مهمة من تاريخ الكنيسة إبان التحفظ على البابا شنودة الثالث الراحل، وتشكيل لجنة خماسية لإدارة الكنيسة فى ظل حكم الرئيس الراحل أنور السادات.
وأوضح الإكليريكي منير عطية، سكرتير الأنبا غريغوريوس أن الأجزاء الممنوعة هي الجزء 36 الذي يتناول التعليم الديني والكلية الإكليريكية ومدارس التربية الكنسية، والجزء 39 ويتناول الإكليريكية بعد رسامته أسقفاً، والجزء 40 ويتناول اللجنة الخماسية حتى وفاته.
من جانبه قال كمال زاخر، منسق التيار العلماني بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن إدارة المعرض لم تدرك أن المصادرة والمنع لم تعد آلية ذات تأثير في عصر السماوات المفتوحة والثورة الرقمية، بل على العكس تعيد هذه الأجزاء إلى دائرة الضوء وتدفع بالإشكاليات والأحداث التي جاءت بها إلى الجدل مجدداً، ما يأتي بنتائج معاكسة لما حرصت عليه إدارة المعرض.
وأضاف "زاخر" في تدوينة له على "فيس بوك": قام البعض بتحويل هذه الأجزاء إلي نسخة الكترونية PDF ووضعها على شبكات التواصل الاجتماعي، لتصير متاحة لقطاع أكبر من المتابعين، بالمخالفة للنداء الذي تصدر الموسوعة (لمحبي المسيح والأنبا غريغوريوس بعدم وضع الموسوعة على الإنترنت)، وبالمخالفة لما كان يهدف إليه من قرروا منعها من العرض الورقي على رفوف المعرض، ويفتح الباب للبحث عن دوافع المنع؟ وعن محتوى هذه الأجزاء، ولمصلحة من هذا المنع، وهل ما جاء بها كان عصياً على الرد والتفنيد، الرأي بالرأي والحجة بالحجة!!".
وطرح منسق التيار العلماني تساؤلاً قائلاً: "هل كان طرح رؤية الأسقف فى تنظيم الإكليريكية (الطلبة والمناهج وطاقم التدريس)، وتوفير نسق التلمذة على غرار مدرسة الإسكندرية اللاهوتية القديمة، وراء المنع؟"، مضيفاً: "على الرغم من أن هذا التصور قدمه الأنبا غريغوريوس الى الأستاذ حبيب جرجس عام 1939، ثم قدم قراءة مستفيضة في العام نفسه للمجلس الملي العام حول (الإكليريكيين ومستقبلهم) ، وما سطّره في تقريره عن الاكليريكية في الذكرى 66 لتأسيسها (1959).
وقال زاخر: هذا غيض من فيض حملته صفحات الجزء 36 التي تجاوزت الأربعمائة صفحة".
وتابع: "وهل تناولها لمرحلتين دقيقتين من مسار الكنيسة علاقة بالقرار، خاصة إنها تتعرض فى الجزء 39 لأزمة رسامة الأنبا غريغوريوس أسقفاً للبحث العلمي ومعهد الدراسات القبطية والتي حسبها (البابا شنودة الثالث) أسقف التعليم - آنذاك – اعتداءً واجتزاء من أسقفيته، ودارت رحى الصدام وقتها الذي ترجم إلى استهدافٍ مؤلم لصاحب المذكرات بعد صعود أسقف التعليم إلى الكرسي البابوي".
ويشير زاخر إلى أن المذكرات تعرض في الجزء 40 لفترة الصدام بين قداسة البابا شنودة والرئيس السادات في سبتمبر 1981 والذي تفجر بعزل البابا، وتعيين لجنة لإدارة العلاقة بين الكنيسة والدولة من خمسة أساقفة كان بينهم صاحب المذكرات وانتهي الصدام بمصرع السادات في أكتوبر 1981 وعودة البابا بعد نحو ثلاث سنوات 6 يناير 1985 لتبدأ جولة جديدة من جولات استهداف الأسقف ترصد أحداثها مذكراته.. وشدد المفكر القبطي علي أن الأمر يستوجب قراءة متأنية للحدث وللأجزاء محل الاعتراض من الموسوعة.
وعقب تفجير أزمة منع مؤلفات الأنبا غريغوريوس من معرض الكتاب، نفى الأنبا موسى أسقف الشباب منع كتب الأنبا غريغوريوس، وأضاف في تصريحات صحفية أن ما يشاع غير صحيح، والأنبا غريغوريوس، أستاذي الذي علمني وسافرت معه أمريكا للخدمة أكثر من مرة، لكن هذه الأمور لها ظروف خاصة.
خلاف تاريخي
وتعود جذور الأزمة التاريخية بين البابا شنودة الثالث والأنبا غريغوريوس إلي عام 1967 عندما قام البابا كيرلس السادس بترشيح الراهب "باخوم المحرقى" ليصبح أسقفا للبحث العلمى باسم الأنبا غريغوريوس ووقتها أرسل الأنبا شنودة خطاباً إلى البابا كيرلس يقول له فيه "إن رسامة أسقفين على ايبارشية واحدة تتعارض مع قوانين الكنيسة".
ورفض الأنبا شنودة حضور رسامة الأنبا غريغوريوس "أسقفا" بالرغم من حضور الآباء، ووصل الأمر ذروته عندما أرسل إليه الأنبا غريغوريوس خطاباً يعاتبه فيه، ويقول له "أدركت أن ما نام فى عقلك الباطن بدأ يطفو من جديد واختفى الراهب انطونيوس وظهر الشاب نظير جيد فى مرحلة ما قبل التوبة".
واضاف فى خطابه: "إن تصرفاتك يا أنبا شنودة تشير إلى أنك تجمع من حولك أناساً بشكل حزبى، وقد كان مأمول أن تكون للكل ولا تشجع على الحزبية الخاصة".
وأشار فى خطابه إلى إحدى عظات الأنبا شنودة والذى شبهه بأنه "حوت يونان" قائلاً: "إنى أريد أن أطمئنك أنى لست كحوت يونان كما تشير فى عظتك ولم آخذ منك شيئاً وابتلع منك شيئاً، جميع اختصاصاتك هى لك ولك لوحدك".
جبهة أبو مقار
وعندما أعتلى البابا شنودة الثالث الكرسى المرقسى دخلت العلاقة بين الاثنين إلي منحي جديد يتسم تارة بالشدة وأخري بالهدوء، إلا أن البابا اعتبر الأنبا غريغوريوس يحاول تشكيل جبهة مع رهبان دير أبو مقار فى مواجهة البابا ما دفع الأب متى المسكين لأن يرسل أحد تلاميذه ويطلب من الأنبا غريغوريوس عدم الحضور وزيارة الدير.
بعد ذلك تطور الأمر لقطيعة ورفض البابا شنودة الرد على مكالمات الأنبا غريغوريوس، حتى طلب البابا شنودة منه عبر أحد المقربين إليه نشر اعتذار له فى إحدى الصحف القبطية وهو ما رفضه أسقف البحث العلمى، لتتسع الفجوة بينهما وتصبح حديث الخاص والعام خاصة بعد فشل مساعى الصلح بينهما، وبناء على ذلك مُنع الأنبا غريغوريوس من الصلاة فى كنيسة الأنبا رويس للمرة الثانية وتوعد البابا بمحاكمته.
وأكد الأنبا غريغوريوس فى لقاءه مع أحد الوسطاء لإزالة هذه الفجوة إن "الخلاف فكرى وخلاف على منهجه فى تصريف شئون الكنيسة بطريقة شخصية مركزاً كل السلطات فى يده كما لو كانت الكنيسة مقاطعة يملكها الأنبا شنودة ملكاً خاصاً".
عزل البابا
أخذت الأمور منحنى جديداً عندما أصدر الرئيس السادات قراره بالتحفظ على البابا شنودة وتشكيل لجنة خماسية لإدارة شئون الكنيسة، وتكونت اللجنة وقتها من الأنبا مكسيموس أسقف القليوبية، والأنبا صموئيل أسقف الخدمات، والأنبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى، والأنبا اثناسيوس أسقف بنى سويف، والأنبا يؤانس أسقف الغربية وسكرتير المجمع المقدس.
وبالرغم من طلب الأنبا غريغورس الاستقالة من اللجنة الخماسية وقيامه بدور الوسيط عندما نقل رسالة من البابا شنودة إلى الأقباط الموجودين فى أمريكا يطالبهم بحسن استقبال الرئيس محمد حسنى مبارك إلا أن تلك الفترة شهدت صدور كتيبات بعنوان "لماذا يجب ترشح الأنبا غريغورس بطريركاً؟".
ورغم كل ذلك عاد الصدام من جديد بين الطرفين بعد أن قام البابا شنودة - من منفاه بدير الأنبا بيشوى - بإلغاء قرار اللجنة الخماسية بتعيين أحد القساوسة للإشراف على الكنيسة القبطية فى إحدى مدن الأمريكية فكان رد الأنبا غريغوريوس "لماذا ينزل الكرسى إلى هذا الهوان.. لماذا؟".
بعد هذا الموقف ظلت الأمور بينهما ما بين الهدوء والشدة حتى اشتد المرض على الأنبا غريغوريوس ووفاته وقيام البابا شنودة بتنفيذ وصيته ودفنه بجوار جثمان القديس اثناسيوس الرسول وعمل متحف ومزار خاص بمقتنياته.
الأنبا الراحل يستعرض في مذكراته الصراعات مع البطريرك السابق معه ويؤرخ لأهم فترات التحول الكنسي
= الأنبا موسي: "غريغوريوس" أستاذي ولكن هذه الأمور لها ظروف خاصة
= كمال زاخر : المصادرة والمنع لم تعد آلية ذات تأثير في عصر السماوات المفتوحة والثورة الرقمية
------------------------------------------------------------------------------------------------------------
شهد معرض الكتاب القبطي السادس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية الذي اختتم فاعلياته الأسبوع الماضي، حالة من الجدل على خلفية منع مؤلفات الأنبا غريغوريوس أسقف عام الدراسات اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمي من المشاركة في المعرض هذا العام الأمر الذي فجر من جديد أزمات الأنبا غريغوريوس داخل الكنيسة وخاصة معاركه الساخنة مع البابا شنودة الراحل والتي حملت كثيراً من الأسرار والحكايات التي ترصدها "الموجز" في السطور التالية.
كانت مكتبة الأنبا غريغوريوس قد أعلنت عدم المشاركة في المعرض هذا العام، وتقدمت باعتذار لقرائها قالت فيه "إن القائمين على المكتبة رفضوا تعليمات الأنبا موسى أسقف الشباب"، وبناءً عليه سحبت أسقفية الشباب اشتراك المكتبة، وانسحبت من المعرض رغم المشاركة في الأعوام الماضية، إذ عرض المعرض العام الماضي مساحة كبيرة لعرض مذكرات الأنبا الراحل والتي تصل إلى ٥٢ مجلد بالحجم الكبير، لاسيما أنها تلقى رواجًا لأنها تؤرخ لفترة مهمة من تاريخ الكنيسة إبان التحفظ على البابا شنودة الثالث الراحل، وتشكيل لجنة خماسية لإدارة الكنيسة فى ظل حكم الرئيس الراحل أنور السادات.
وأوضح الإكليريكي منير عطية، سكرتير الأنبا غريغوريوس أن الأجزاء الممنوعة هي الجزء 36 الذي يتناول التعليم الديني والكلية الإكليريكية ومدارس التربية الكنسية، والجزء 39 ويتناول الإكليريكية بعد رسامته أسقفاً، والجزء 40 ويتناول اللجنة الخماسية حتى وفاته.
من جانبه قال كمال زاخر، منسق التيار العلماني بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن إدارة المعرض لم تدرك أن المصادرة والمنع لم تعد آلية ذات تأثير في عصر السماوات المفتوحة والثورة الرقمية، بل على العكس تعيد هذه الأجزاء إلى دائرة الضوء وتدفع بالإشكاليات والأحداث التي جاءت بها إلى الجدل مجدداً، ما يأتي بنتائج معاكسة لما حرصت عليه إدارة المعرض.
وأضاف "زاخر" في تدوينة له على "فيس بوك": قام البعض بتحويل هذه الأجزاء إلي نسخة الكترونية PDF ووضعها على شبكات التواصل الاجتماعي، لتصير متاحة لقطاع أكبر من المتابعين، بالمخالفة للنداء الذي تصدر الموسوعة (لمحبي المسيح والأنبا غريغوريوس بعدم وضع الموسوعة على الإنترنت)، وبالمخالفة لما كان يهدف إليه من قرروا منعها من العرض الورقي على رفوف المعرض، ويفتح الباب للبحث عن دوافع المنع؟ وعن محتوى هذه الأجزاء، ولمصلحة من هذا المنع، وهل ما جاء بها كان عصياً على الرد والتفنيد، الرأي بالرأي والحجة بالحجة!!".
وطرح منسق التيار العلماني تساؤلاً قائلاً: "هل كان طرح رؤية الأسقف فى تنظيم الإكليريكية (الطلبة والمناهج وطاقم التدريس)، وتوفير نسق التلمذة على غرار مدرسة الإسكندرية اللاهوتية القديمة، وراء المنع؟"، مضيفاً: "على الرغم من أن هذا التصور قدمه الأنبا غريغوريوس الى الأستاذ حبيب جرجس عام 1939، ثم قدم قراءة مستفيضة في العام نفسه للمجلس الملي العام حول (الإكليريكيين ومستقبلهم) ، وما سطّره في تقريره عن الاكليريكية في الذكرى 66 لتأسيسها (1959).
وقال زاخر: هذا غيض من فيض حملته صفحات الجزء 36 التي تجاوزت الأربعمائة صفحة".
وتابع: "وهل تناولها لمرحلتين دقيقتين من مسار الكنيسة علاقة بالقرار، خاصة إنها تتعرض فى الجزء 39 لأزمة رسامة الأنبا غريغوريوس أسقفاً للبحث العلمي ومعهد الدراسات القبطية والتي حسبها (البابا شنودة الثالث) أسقف التعليم - آنذاك – اعتداءً واجتزاء من أسقفيته، ودارت رحى الصدام وقتها الذي ترجم إلى استهدافٍ مؤلم لصاحب المذكرات بعد صعود أسقف التعليم إلى الكرسي البابوي".
ويشير زاخر إلى أن المذكرات تعرض في الجزء 40 لفترة الصدام بين قداسة البابا شنودة والرئيس السادات في سبتمبر 1981 والذي تفجر بعزل البابا، وتعيين لجنة لإدارة العلاقة بين الكنيسة والدولة من خمسة أساقفة كان بينهم صاحب المذكرات وانتهي الصدام بمصرع السادات في أكتوبر 1981 وعودة البابا بعد نحو ثلاث سنوات 6 يناير 1985 لتبدأ جولة جديدة من جولات استهداف الأسقف ترصد أحداثها مذكراته.. وشدد المفكر القبطي علي أن الأمر يستوجب قراءة متأنية للحدث وللأجزاء محل الاعتراض من الموسوعة.
وعقب تفجير أزمة منع مؤلفات الأنبا غريغوريوس من معرض الكتاب، نفى الأنبا موسى أسقف الشباب منع كتب الأنبا غريغوريوس، وأضاف في تصريحات صحفية أن ما يشاع غير صحيح، والأنبا غريغوريوس، أستاذي الذي علمني وسافرت معه أمريكا للخدمة أكثر من مرة، لكن هذه الأمور لها ظروف خاصة.
خلاف تاريخي
وتعود جذور الأزمة التاريخية بين البابا شنودة الثالث والأنبا غريغوريوس إلي عام 1967 عندما قام البابا كيرلس السادس بترشيح الراهب "باخوم المحرقى" ليصبح أسقفا للبحث العلمى باسم الأنبا غريغوريوس ووقتها أرسل الأنبا شنودة خطاباً إلى البابا كيرلس يقول له فيه "إن رسامة أسقفين على ايبارشية واحدة تتعارض مع قوانين الكنيسة".
ورفض الأنبا شنودة حضور رسامة الأنبا غريغوريوس "أسقفا" بالرغم من حضور الآباء، ووصل الأمر ذروته عندما أرسل إليه الأنبا غريغوريوس خطاباً يعاتبه فيه، ويقول له "أدركت أن ما نام فى عقلك الباطن بدأ يطفو من جديد واختفى الراهب انطونيوس وظهر الشاب نظير جيد فى مرحلة ما قبل التوبة".
واضاف فى خطابه: "إن تصرفاتك يا أنبا شنودة تشير إلى أنك تجمع من حولك أناساً بشكل حزبى، وقد كان مأمول أن تكون للكل ولا تشجع على الحزبية الخاصة".
وأشار فى خطابه إلى إحدى عظات الأنبا شنودة والذى شبهه بأنه "حوت يونان" قائلاً: "إنى أريد أن أطمئنك أنى لست كحوت يونان كما تشير فى عظتك ولم آخذ منك شيئاً وابتلع منك شيئاً، جميع اختصاصاتك هى لك ولك لوحدك".
جبهة أبو مقار
وعندما أعتلى البابا شنودة الثالث الكرسى المرقسى دخلت العلاقة بين الاثنين إلي منحي جديد يتسم تارة بالشدة وأخري بالهدوء، إلا أن البابا اعتبر الأنبا غريغوريوس يحاول تشكيل جبهة مع رهبان دير أبو مقار فى مواجهة البابا ما دفع الأب متى المسكين لأن يرسل أحد تلاميذه ويطلب من الأنبا غريغوريوس عدم الحضور وزيارة الدير.
بعد ذلك تطور الأمر لقطيعة ورفض البابا شنودة الرد على مكالمات الأنبا غريغوريوس، حتى طلب البابا شنودة منه عبر أحد المقربين إليه نشر اعتذار له فى إحدى الصحف القبطية وهو ما رفضه أسقف البحث العلمى، لتتسع الفجوة بينهما وتصبح حديث الخاص والعام خاصة بعد فشل مساعى الصلح بينهما، وبناء على ذلك مُنع الأنبا غريغوريوس من الصلاة فى كنيسة الأنبا رويس للمرة الثانية وتوعد البابا بمحاكمته.
وأكد الأنبا غريغوريوس فى لقاءه مع أحد الوسطاء لإزالة هذه الفجوة إن "الخلاف فكرى وخلاف على منهجه فى تصريف شئون الكنيسة بطريقة شخصية مركزاً كل السلطات فى يده كما لو كانت الكنيسة مقاطعة يملكها الأنبا شنودة ملكاً خاصاً".
عزل البابا
أخذت الأمور منحنى جديداً عندما أصدر الرئيس السادات قراره بالتحفظ على البابا شنودة وتشكيل لجنة خماسية لإدارة شئون الكنيسة، وتكونت اللجنة وقتها من الأنبا مكسيموس أسقف القليوبية، والأنبا صموئيل أسقف الخدمات، والأنبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى، والأنبا اثناسيوس أسقف بنى سويف، والأنبا يؤانس أسقف الغربية وسكرتير المجمع المقدس.
وبالرغم من طلب الأنبا غريغورس الاستقالة من اللجنة الخماسية وقيامه بدور الوسيط عندما نقل رسالة من البابا شنودة إلى الأقباط الموجودين فى أمريكا يطالبهم بحسن استقبال الرئيس محمد حسنى مبارك إلا أن تلك الفترة شهدت صدور كتيبات بعنوان "لماذا يجب ترشح الأنبا غريغورس بطريركاً؟".
ورغم كل ذلك عاد الصدام من جديد بين الطرفين بعد أن قام البابا شنودة - من منفاه بدير الأنبا بيشوى - بإلغاء قرار اللجنة الخماسية بتعيين أحد القساوسة للإشراف على الكنيسة القبطية فى إحدى مدن الأمريكية فكان رد الأنبا غريغوريوس "لماذا ينزل الكرسى إلى هذا الهوان.. لماذا؟".
بعد هذا الموقف ظلت الأمور بينهما ما بين الهدوء والشدة حتى اشتد المرض على الأنبا غريغوريوس ووفاته وقيام البابا شنودة بتنفيذ وصيته ودفنه بجوار جثمان القديس اثناسيوس الرسول وعمل متحف ومزار خاص بمقتنياته.