"وداعًا للكيماوي".. علاج كوري يُحوّل السرطان إلى ماضٍ قابل للشفاء !

في إنجاز علمي غير مسبوق قد يُحدث ثورة في عالم الطب، أعلن فريق بحثي من كوريا الجنوبية – وفقًا لما رصده موقع الموجز – عن تطوير تقنية جديدة قادرة على تحويل الخلايا السرطانية إلى خلايا سليمة دون الحاجة لاستخدام العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، مما يمهد الطريق لعصر طبي جديد في مواجهة السرطان.
ويقود هذا الإنجاز البروفيسور كوانغ-هيون تشو من معهد كوريا المتقدم للعلوم والتكنولوجيا (KAIST)، حيث طور بالتعاون مع فريقه نظامًا حاسوبيًا متقدمًا يُعرف باسم BENEIN، يعمل على تحديد وتعديل الجينات المسؤولة عن السلوك السرطاني داخل الخلية. وقد نُشرت نتائج الدراسة في مجلة Advanced Science، ولاقت اهتمامًا واسعًا في الأوساط الطبية والبحثية حول العالم.
النظام الجديد استند إلى تحليل بيانات RNA لأكثر من 4200 خلية معوية، ما سمح للعلماء بإعادة بناء شبكة جينية معقدة تضم 522 عنصرًا. وبفضل هذا التحليل، تم التعرف على ثلاثة جينات رئيسية (MYB، HDAC2، FOXA2) تتحكم في التحول الخبيث للخلايا.
باحثون: "إسكات" هذه الجينات لا يوقف نمو الورم فقط
ويشير الباحثون إلى أن "إسكات" هذه الجينات لا يوقف نمو الورم فقط، بل يعيد برمجة الخلايا الخبيثة لتعود إلى حالتها الطبيعية. وقد أظهرت التجارب أن الخلايا المعالجة بدأت تُظهر علامات بيولوجية تشير إلى تحولها إلى خلايا سليمة، ما اعتُبر اختراقًا حقيقيًا في علم الأورام.
وأكد البروفيسور تشو في تصريحاته أن "تعطيل هذه الجينات الثلاثة أجبر الخلايا السرطانية على التمايز إلى خلايا طبيعية أو شبه طبيعية، وهو أمر لم يكن ممكنًا عبر العلاجات التقليدية."
في تجارب مخبرية على خلايا سرطان القولون، وكذلك على فئران التجارب، أظهر العلاج نتائج واعدة، حيث انخفضت معدلات نمو الخلايا السرطانية بنسبة 60 إلى 80%، كما تراجع حجم الأورام لدى الفئران بنسبة وصلت إلى 70%، مع تغيّرات في نسيج الخلايا باتجاه الحالة السليمة.
ويُعد نظام BENEIN أكثر دقة وفعالية من أدوات تحليل جيني سابقة مثل SCENIC وVIPER، ما يعزز من فرص استخدامه مستقبلًا في مجالات أخرى مثل الأمراض العصبية والمناعية.
ورغم الحماسة الكبيرة، أوضح الفريق أن هناك تحديات قائمة أمام التطبيق السريري، أبرزها: توصيل العلاج بدقة للخلايا المصابة، وضمان استقرار الخلايا المعاد برمجتها، إلى جانب الحاجة لتعديل الأنظمة الدوائية التي تركز حتى الآن على تدمير الخلايا السرطانية لا تصحيحها.
ووفقًا لما ورد في الدراسة، فإن هذه التقنية الجديدة تغيّر النظرة الطبية للسرطان من كونه "غزوًا يجب استئصاله"، إلى كونه "خللًا جينيًا يمكن إصلاحه"، وهو ما قد ينعكس إيجابًا على تقليل تكاليف العلاج العالمية، التي تُقدّر اليوم بـ 377 مليار دولار سنويًا.
وفي ختام تصريحه، قال البروفيسور تشو:
"لسنا بصدد خوض حرب على السرطان، بل نسعى لإعادة الخلايا إلى بيئتها الطبيعية. صحيح أن الطريق لا يزال مليئًا بالتحديات، لكن الأمل أصبح أقرب من أي وقت مضى."
إقرأ أيضا :
فوائد زيت النعناع.. لعلاج نزلات البرد واضطرابات الجهاز الهضمي
الشوفان.. كنز طبيعي لمواجهة مقاومة الأنسولين وخفض الكوليسترول وتعزيز المناعة