تحذيرات مصرية حاسمة بشأن أزمة سد النهضة.. السيسي: الأمن المائي خط أحمر

موقف مصر الثابت من أزمة سد النهضة
جدد الرئيس عبد الفتاح السيسي تأكيده على أن الأمن المائي المصري قضية وجودية، مشددًا على أن القاهرة لن تقبل بأي إجراءات أحادية في حوض النيل الشرقي، معتبرًا أن مياه النيل ليست مجالًا للصراع وإنما للتعاون المشترك بين دول الحوض، وأوضح أن مصر ستواصل اتخاذ كل التدابير المكفولة بالقانون الدولي لحماية حقوقها التاريخية في مياه النيل، ويرصد الموجز التفاصيل.
تعاون مصري – أوغندي للحفاظ على نهر النيل
خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني، شدد السيسي على أهمية تعزيز العمل المشترك لتحقيق المنفعة المتبادلة بين دول حوض النيل، لافتًا إلى أن مصر تدعم بشكل كامل مشروعات التنمية في أوغندا والدول الشقيقة.
وأعلن السيسي مساهمة مصر في تمويل مشروع سد "أنجلولو" بين أوغندا وكينيا عبر آلية استثمارية جديدة بقيمة مبدئية 100 مليون دولار، إضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم بقيمة 6 ملايين دولار على مدى خمس سنوات لدعم الإدارة المتكاملة للموارد المائية.
رفض قاطع للإجراءات الأحادية
أكد الرئيس المصري أن القاهرة لن تغض الطرف عن أي تهديد وجودي لأمنها المائي، مشددًا على أن مصر لا تعارض مشروعات التنمية في دول حوض النيل، لكن بشرط ألا تؤثر على حصتها المائية.
وأوضح السيسي أن حجم المياه الذي يصل إلى مصر والسودان لا يتجاوز 4% من إجمالي التدفقات المائية في حوض النيل، وهو ما يعكس خطورة أي محاولات لانتقاص هذه الحصة.
سد النهضة وتداعياته
عادت أزمة سد النهضة الإثيوبي إلى الواجهة بعد إعلان رئيس الوزراء أبي أحمد اكتمال بناء السد وافتتاحه في سبتمبر المقبل، في خطوة وصفها مراقبون بالتصعيدية، نظرًا لتجاهلها المخاطر الجسيمة على مصر والسودان، واستمرار أديس أبابا في نهج المراوغة والهروب من أي اتفاق قانوني ملزم ينظم قواعد تشغيل السد.
ورغم تأكيد أبي أحمد أن السد لم يؤثر على مخزون المياه أمام السد العالي، فإن تقارير تشير إلى أن إثيوبيا خزنت أكثر من 50 مليار متر مكعب من المياه، ما انعكس سلبًا على بحيرة ناصر.
الموقف الدولي من أزمة سد النهضة
حظيت الأزمة باهتمام دولي واسع، حيث أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده تعمل على إيجاد حل عادل لهذه القضية، مشيرًا إلى أن بناء أحد أكبر السدود في العالم على مقربة من مصر يمثل مشكلة خطيرة.
من جانبه، ثمن الرئيس السيسي تصريحات ترامب، معتبرًا أنها تعكس جدية واشنطن في السعي لحل الأزمة ودعم الاستقرار الإقليمي.
تصريحات وزير الري المصري
بدوره، شدد الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري على أن إثيوبيا تمارس سياسة فرض الأمر الواقع عبر الترويج لاكتمال بناء السد رغم غياب اتفاق ملزم مع دولتي المصب، ووصف دعواتها المتكررة للتفاوض بأنها "محاولات شكلية" لا تعكس أي نية حقيقية للوصول إلى تفاهمات، محذرًا من أن النهج الإثيوبي يفتقر للمصداقية ويهدد الأمن المائي لدول المنطقة.
قضية وجودية لا تقبل التهاون
أكدت مصر على لسان رئيسها ووزرائها أن ملف المياه ليس مجرد قضية تنموية، بل يمثل أمنًا قوميًّا وجوديًّا يخص حياة أكثر من 105 ملايين مواطن، إلى جانب 10 ملايين مقيم وضيف يعيشون على أرضها.
وشددت القيادة المصرية على أن وعي الشعب وصلابته هما السند الأساسي للدولة في مواجهة أي تهديد محتمل، مؤكدة أن مصر لن تتهاون في حقوقها المائية ولن تسمح بفرض هيمنة مائية على حساب أمنها القومي.
اقرأ أيضًا:
رفض تهجير الفلسطينيين يتصدر رسائل السيسي لقادة السعودية وقطر وفرنسا واليونان
موجز أخبار السبت.. السيسي يوجه بدعم الصحة والتعليم وتوسيع الحماية الاجتماعية