لقبت بـ”نفرتيتي السينما المصرية” وقدمت الكثير للفن والدراما.. رحلة سوسن بدر بين النجومية والأدوار الثانية

فنانة بارعة دخلت قلوب جمهورها بأحاسيسها الصادقة، وتمكنها الكبير من الأدوار التي قدمتها لُقبت بالعديد من الألقاب، ففي بداية مشوارها الفني أطلقوا على سوسن بدر لقب "نفرتيتي السينما المصرية"، وأطلقت عليها الناقدة ناهد صلاح لقب "أسطى تمثيل" وذلك لبراعتها في تجسيد الشخصيات التي قدمتها على الشاشة، لكن على الرغم من كل هذه النجاحات التي تحققها سوسن بدر لكنها مظلومة في الوسط الفني، فمتى تحصل سوسن بدر على حقها؟
منذ أن خطفت قلوب الجمهور بظهورها على شاشة السينما من خلال فيلم "حبيبى دائما" مع الفنان الراحل نور الشريف، ودورها فى مسلسل "أحلام الفتى الطائر" مع الزعيم عادل إمام، وحتى الآن يزداد بريقها وتوهجها الفنى، من السينما إلى التليفزيون إلى المسرح، تسعى دائمًا لتقدم لجمهورها العديد من الأعمال الفنية القيمة، لذلك تدخل قلوب المشاهدين بكل سلاسة وسهولة مع أول طلة لها بأى عمل درامى تشارك فيه، خصوصا فى الدراما التليفزيونية التى تفضلها وتعشقها، وفقًا لما قالته فى تصريحاتها عند سؤالها عن قلة ظهورها فى السينما مقارنة بالتليفزيون، فقالت: "أحب العمل فى التليفزيون لأنه شهد أولى بدايتى، ورغم أننى ضد تصنيف الممثل، فإننى أسعد حين يصنفنى البعض ممثلة تليفزيونية، فالتليفزيون كان له الفضل علىّ فى تقديمى للجمهور، وقدمت من خلاله أعمالاً كثيرة، أصبحت الآن جزءاً من تاريخه"، وهذا الرد من الفنانة الكبيرة يؤكد شدة حرصها على الوصول إلى قلب الجمهور عن طريق الدخول إلى كل البيوت بأدوار تناقش قضايا مهمة فى المجتمع وتنال إعجابهم، ولعل أقرب مثال على ذلك دورها أمام سيد رجب فى مسلسل" أبوالعروسة" الذى تدور أحداثه فى إطار اجتماعى، حول الطبقة المصرية الوسطى، والتحولات التى طرأت عليها، كما تشارك بدور مميز في مسلسل "أهو ده اللي صار"، والذي حققت من خلاله هو الآخر نجاح كبير، دور وأداء سوسن بدر فى هذه المسلسلات يؤكد أنها تعرف جيدًا أن الفن لابد أن يحمل رسالة مهمة للمجتمع، ويجب أن تصل هذه الرسالة للناس بصورة جذابة تشد انتباههم، ومبسطة كى يستوعبوها، لذلك فهى تسعى دائما لأن يكون دورها فى أى عمل درامى مؤثرا جداً، ويترك علامة لدى المشاهد، كما أنها لا تحصر نفسها فى دور واحد حتى لا يمل الجمهور.
الناقدة السينمائية ناهد صلاح أكدت أن الفنانة القديرة سوسن بدر هي تراكم موهبة وخبرة فنية كبيرة، جعلتها أيقونة من أيقونات الدراما، وقد ظهر نبوغها منذ أن وصفها المخرج شادي عبدالسلام بنفرتيتي السينما المصرية، وتقول ناهد إن الأدوار التي قدمتها سوسن بدر في مسلسلاتها تتميز بالعبقرية التي تنجح فيها دائمًا بشكل ملفت، وتضيف الناقدة أن سوسن بدر استطاعت من خلال هذه الأدوار أن تجعل الجمهور يحبها ويتعلق بها، خاصة وأنها تمتلك أدوات الشخصيات التي تجسدها، حيث تظهر في العمل بصورة بنت المكان من لهجة ولغة ومفردات وملابس وكيفية تعاملها مع البيئة المحيطة وهو ما يضعها على القمة ويجعلها تغرد منفردة بأسلوب خاص وطريقة مميزة.
"سمراء من الجنوب" هو عنوان الكتاب الذي كتبه الناقد طارق الشناوي عن الفنانة سوسن بدر، وأشار إلى أن سوسن دخلت باب الإبداع في الفن ليس من أدوار البطولة، ولكن من البطولة بالمعنى الأعمق بمعنى أن الإبداع لديها عميق جدًا فقد تقدم عدد قليل من المشاهد وتترك من خلاله أثر كبير، وضرب أمثلة بعدة أعمال شاركت فيها، حيث قال إنها ففي فيلم "الأبواب المغلقة" الذي طرح عام 2001 حصلت من خلاله على ما يقرب من 15 جائزة، وأيضًا مشاركتها في فيلم "قط وفار" قدمت خلاله عدد من المشاهد ظهرت بها في حالة نشوه وإبداع فهي إمرأة تحب الحياة تموت وهي تغني وترقص للحياة قائلًا :"مكنش ممكن فنانة آخرى غير سوسن تقدم مثل هذا الدور بهذه الإجادة"، مضيفًا عندما قدمت دور الراقصة في فيلم "الفرح" لا يمكن أن يصف أي شخص ما قدمته على أنه فن به إبتزال لأن البعد الإنساني الذي طرحته راقصة في عمر كبير يجب أن تعتزل ترغب في عدم الرقص لكنها مجبرة على ذلك لأنها تحتاج إلى النقود وكان التحدي هو قدرتها على أن تعبر عن كل هده الأحاسيس في مشهد، وأكد الشناوي أن سوسن بدر فنانة عميقة مؤثرة صاحبة تاريخ فني كبير وموهبة متميزة، وحققت إنجازات كثيرة في عالم الفن، ومن المنتظر أن تحقق نجاحات أكبر.